سانشينج , الخلود علي ضفاف نهر النسيان
الفصل 14 : إنه أنت !!


لقد حسبت الأمور أن تسير علي ما يرام بعدما سنحت الفرصة لموشي بالهروب و لكنني لم أحسب تدخل الإمبراطور بنفسه , فبعد ركله منه ألقوا القبض عليّ و لكنني لم أعبأ فأياً كان السجن الذي سأُوع فيه فلهربن منه و لكن قلما حسبت أنهم سيزجون بي في سجن القصر هناك حيث تنعدم قدرتي علي إستخدام طاقة العالم السفلي .
و بما أنه كان من الصعب علي الهرب فلجأت للعيش حياة هادئة , لقد كان الفانون حمقي , فأدوات تعذيبهم كانت محض حك جلد بالنسبة لي .
و الحق يُقال , لقد كانوا يحكون جلدي بقسوة كل يوم .
يوم وراء الأخر يسألونني عن مكان موشي و لكن كيف لي أن أعرف ؟! حرصت أن أتذكر أن أسأل حارسي الأختلال أن يتفقدا عن مجئ حراس سسجني للعالم السفلي أن يتفقدا إن كان لهما عقول أم لا , فأن وجد فلأنهال عليهم ضرباً و إن كانا بلا عقل فلأقطع رؤوسهم و ألقي بجثثهم في حلقة تناسخ الحيوانات .
لقد امضيت كثيراً من الايام هنا , كثير من جلسات التحقيق هذه إلي أن ملوا و باتوا ياتون فقط ليعذبوني لأجل الروتين حتي ملوا و توقفوا عن إطعامي و لكن مع قدرتي علي الحصول علي الطاقة من الأرض فقد أعيش دهراً بلا ماء أو طعام , لا يخيفني الظلام و لا الوحدة و لكن شعور من القلق سيطر علي بسبب موشي .
في أحد الأيام فُتح باب زنزانتي , من خلاله جائني ظل يحمل في يده مشعلاً , بثياب بيضاء و وجه وقور قد بدا لا يمت بصلة لما حولنا .
سانشينج ؟!" قالها الظل " أنه أنا , شانغان !"
لم أتذكر الاسم فوراً , لكن قليل من الوقت قد مر إلي أن خطر علي بالي " آه , أنت طفل ليبو الباكي "
لقد بات في الثلاثين من العمر الأن .

"سأساعدك علي الرحيل "

"يبدو أنك لم تعد خائفاً من أن استنذفك كما السابق !"
ليبتسم محرجاً " لقد كنت صغيراً حينها , فقد مر ثلاثين عاماً "
ثلاثين عاماً , لقد اندهشت .
لقد مر 10 أعواماً علي و أنا هنا في الزنزانة , حينما قتلني زونجهوا قد ذهبت للعالم السفلي و انتظرته لسنتين و من ثم عُدت و عشت مع موشي لثمان أعوام و مع ذلك يقول ثلاثين عاماً .
إذاً لا بدو أن هذا يعني أنني بقيت هنا لعقدين من الزمان .

عقدين ...لا بد و أن موشي قد بات في الثامنة و العشرين من العمر .
لم يكن خروجنا من القصر عسيراً فجل ما فعلته هو ارتداء زي الخدم و السير معه خارجاً ليركع لنا كل من يُقابلنا " الموقر الملكي ! "

" لم أحسب ليبو يميلون للملوك ؟!"
" أنت لا تعرفين شيئاً سانشينج فقد تغيرت ليبو كثيراً بعد تلك الفاجعة ! المهم الأن أن أخذك لمقابلة أحدهم " ثم اردف " بالمناسبة سانشينج , لم لا زلت ذكريات حياتك السابقة معك ! "
لم أرد أن افسر له كل ماهو متعلق بالكارما العالقة لذا قلت له " ربما لأني لم ارد التخلص من زعيمك ! "
أومأ برأسه و قال " مُنذ عشرين عاماً سمعت عن آسر شيطانة بالقصر و لم يخطر ببالي أنها أنت , فبعد أن كنت السبب في موتك كانت تطاردني الأوهام طيلة هذه المدة إلي أن جاءني أحدهم مُنذ عشر سنين يطلب مني تحريرك , و قد أمضيت عشر سنين باحثاً عنك إلي أن وجدتك ! "
" اخبرني ! أكان موشي من جاء لك ؟!"
" لا و أجل , أتعرفين ماذا حل بموشي الذي تتكلمين عنه ! قد تكون العاصمة آمنة و لكن جيش الإمبراطور في المعارك منهزم أمام جند يقودهم قائد مغاور و ذلك القائد هو موشي ! "
" و لكن من طلب مني مساعدتك هو .." حينها فُتحت البوابة و رأيت شخصاً علني امتعض
" إنه أنت !! "
لقد مُندهشاً حينما رأني " أنت ...لم تتغيري البته ."
لقد كان باي جو , علي الرغم من وقوفه هناك بقامته الطويلة إلا أن الشيب قد غزا شعره .
" أنا لست شيطانة . " قلتها عفوياً له .

ليبتسم قائلاً " و ما المهم إن كُنت شيطانة أم لا ؟ يأكل الشياطين البشر , و يأكل البشر بعضهم , الكل سواء " و من ثم توقف و أكمل " أجد نفسي مُتذكراً لما حدث ذلك اليوم بائساً من شبح الماضي ."
لقد سئمت من حسرة الفانون حينما يبلغ منهم العمر مبلغه لذا أوقفته عن الحديث "أين موشي ؟!"
"الفتي في رونغشان , إن الفتي يفتقدك بشدة ."
نظرت لباي جو الغيرة النائمة لأعوام تستيقظ من جديد بداخلي " بالطبع فأنا لست بجواره لهذا سيفتقدني أم تريده أن يفتقدك أنت في علاقة محرمة من نوع ما ؟!"
لم يتمالك شانغان نفسه من الضحك حينما قال باي جو " كل هذه السنين و لم تتغير طباعك البته!"
نظرت إلي باي جو " أنقذتك و أنقذتني و الأن لا ندين لبعضنا بشئ , أتفهم أنك أردت من موشي أن يقاتل لك في معاركك و لكن الفتي طيب لا أريده أن يحزن من الخيانة و الحسرة "
"سانشينج , " ناداني شانغان " أموشي هو تناسخ ..."
" أجل و لكن هذا بات من الماضي."
و بدون أن أنتظر رد أحدهم تمتمت بتعويذة لأنتقل إلي رونغشان .
عندسفح جبل رونغشان - حامية رزنغشين ...قد كانت المعركة ...
أخذت أبحث عن موشي و لكني لم أجده , لم يكن قادراً علي الكلام فلهذا كان صعباً علي أن أعثر عليه بسرعة , و لكن في خضم المعمعة عم الصمت و صوت صغاير متهامس أخذ يعلو ....أخذت الأصوات تُردد قائلة " قائد الحامية قد قُتل ! "
و هناك فوق سور الحامية و جدته .
كان موشي واقفاً و في يديه رأس قائد الحامية ذاك...

عزيزي موشي , عزيزي موشي لقد كبرت و بت قائداً لجيش من الألاف !!
حينها رأيت شيئاً محلقاً ناحيته فأجفلت , لقد كان سهماً فتبعته قوايا , تمكنت من تدمير المقبض و لكن الرأ س و رغم انحرافها إلا أنها تمكنت من خدش موشي .
حينها تجمع رجاله من حوله في دائرة ليحموه , و لكنه قد نظر نحو السماء , نحو الأفق و علي الرغم من أنه لا يستطيع رؤيتي إلا أنني شعرت بعينيه تسقط علي .
تركت مكاني متوجه نحو معسكره , و أنا أحلم في اليوم الذي يجتمع فيه شملنا بين الأزهار المتساقطة و أنا أحتصنه و هو يحتضنني و ننادي اسماء بعضنا مراراً و تكراراً في حين تتكون لدينا الحاجة للقيام بالـ أوه أوه أوه لنبحث عن مكان نلبي فيه رغباتنا .
و لكن علي كل هذا أن ينتظر , فبالقرب من المخيم و أنا أسير إذ بي أقع في شرك صيادين , لتدمي قدمي و أبدأ في لعن السماء من فقدت عيناها في مثل هذا الموقف , فأتخذت لي مجلساً علي صخرة و أخذت أداوي ساقي و لكن سرعان ما وجدت شخصاً مدمياً في زيه العسكري يجلس القرفصاء عند قدمي و يتناول ساقي يتفحصها بيدين مرتجفتين .
قمت بإزالة خوذته عنه و نطقت باسمه ..." موشي , "
حين تسمر , تعلقت به قائلة " أنا سانشينج و قد عدت إليه ... " لم يكن يدري ما أقوله و لكنني أقتربت منه و لثمته بقلة علي شفاها ليتسمر في مكانه أكثر كما لو ان صنما و قد بات الأمر متعباً .
بمرور الوقت أخذت عيناه تستعيد طبيعتهما و انعكاسي بالظهور فيهما .
رفع الفتي يديه ملامساً وجنتي غير مصدقاً أنني اقف أمامه , وضع يداه المرتجفتان علي ظهري و حضنني حضناً مُطولأً .
كان في مقدرتي أن أداوي ساقي باستخدام السحر و لكن لرغبتي أن يعتني بي موشي فزدت من جرحي ...
لم يعرف موشي ماذا يفعل فحملني علي ظهره و توجه بي لمخيمه و كل من يقالنا يُلقي علينا التحية , لم يبد لهم الأمر كمحارب يحمل علي ظهره الحسناء بل أميرة مسحورة و علي ظهرها الشيطان , أسرع موشي الخطو نحو خيمته غير عابئ بما يحيطنا من نظرات فرفعت له باب الخيمة لأجد امرأة تنتظره في الداخل,
حينها جفلت ..
"موشي" قلتها له غير مصدقة " لا يعقل أنك قد تزوجت في الوقت الذي كنت في غائبة ؟! "

Gantz

2019/03/01 · 566 مشاهدة · 1293 كلمة
Doukanish
نادي الروايات - 2024