لم أكن أنوي أن أغادر ليبو بعدما قمت بتدمير المعبد , فعلي الرغم من بغضي لهذا التجسد لموشي في هذه الحياة إلا أنني لن أتخلي عنه .

في نفس الوقت لم يكن شيوخ ليبو علي دراية بما يجب أن يفعلوه بي , و في تلك الليلة فقدوا الكثير من شعر رؤوسم من التوتر .

في النهاية كان موشي من اقترح " ضعوها خاف مسكني , ساراقبها بنفسي ."

ثار الحشد و أخذوا يتململوا و لكني كنت أول من يومأ رأسه موافقة .

إن ليبو لصرح ديني مشهور في هذا العالم و لا بد و أن بيت الموقر ليس بهذا السوء.

حين وصلت إلي مكان سجني كدت أن ابكي علي الملأ .

لقد كانت حديقة خوخ هادئة تفتحت فيها الزهور الحمراء , و علي الرغم من أن الشتاء لم ياتي بعد إلا أن هناك طبقة من الثلج تغطي الحديقة , علي ما يبدو أن كل شئ قد صُنع بواسطة السحر .

" هذه ...هذه الزهور ."

"إنها من القلائل التي أحبها في الحياة ."

حينها اغرورقت عيناي , موشي , موشي , علي الرغم من أنك قد شربت حساء الجدة مينج إلا أنك تتذكر هذه الرائحة و هذا الثلج ؟

سرت متجهة داخل التعويذة و بدون ان ينطق ببنت شفة تركني الموقر.

حينها تذكرت كلمات الراهب العاف حينما قال لي " سيمر عليك محنة عظيمة "

محنة حب حجر ...

مرت الأيام بسرعة و أنا أشعر بالضجر , أردت أن اخبر موشي أن يجلب لي بعض الكتب لكنني لم أره طيلة هذه الايام , لا كنت ارسم الدوائر علي الارض بينما أنادي اسه لكنه لم يأتي و حين توقفت عن هذا الأمر بدأت أتعلم كيفية صنع الشاي من الثلج الذائب و علي الرغم من أننني لم امتلك اوراق شاي إلا أنني استخدمت الزهور و سيقانها لصنع النيران .

حينها جاء موشي .

حينها جاء مسرعاً و قال " أتطبخين زهور الخوخ ؟ "

" ألا تظن أنه نشاط محبب , حضرة الموقر ؟ "

حينها قال " أحرق القيثارة و طبخ الكركي أمر محبب بالنسبة لك ؟ "


* مثل صيني معناه تدمير الأشياء المقدسة.


"حسناً ," حينها بدأت الحديث بجدية " علينا أولا أن نري إن كان خشب القيثارة جيداً فإن احترق برزت منه رائحة اللحم المشوي و و يجب ألا يكون الطائر كبيراً في السن ."

"غير مسموح لك بلمس زهوري ." قالها بعدما هدئ.


"لا , لا يمكنك منعي " قلتها و أردفت " غن ما قتل زهوركهو الملل , فلو لم اضجر فما عنيت بزهورك فقد أخذت اصرخ في جدران الحاجز لايام دون ان تعبأ لي بالاً ."

"إذاً ماذا تريدين ؟ "

"كتب , و الاحدث منهم ما أريد بالإضافة لاوراق الشاي و بذور البطيخ ."

طنحن لا نخدم الناس في ليبو ." قالها بينما هو ينصرف .

"يبدو أنك لم تنمهم بسهولة و لكنني أظن أن هذه الاشجار قد تكفيني لعدة ايام ."

حينها توقف الخيال المغادر قبل أن يكمل المسير .

عندما استيقظت في الصباح التالي وجدت جبلاً من الكتب أمامي .

موشي , موشي , إنك لصعب المراس حقاً في هذه الحياة .


و أخذت الايام تمر .


في احد الايام كنت في مزاج جيد للسير اسفل ظلال الشجر و في خضم بحر الزهور لتعود لي الذكريات حينما كنت انتظر في المنزل إلي أن يأتي موشي من المدرسة و يناديني باسمي "سانشينج "

اخذت اسير و اتوقف و أسير و اتوقف و أنا أتخيله يتابعني بخطواته و أن التفت و أجده خلفي ...و وجدته خلفي .

سرت نحوه فاردةً ذراعي لأحتضنه لكنه تنحي جانباً و عوضاً عن احتضاني للهواء إلا انني احتضنت جسداً قصيراً .

لقد كان شانجان واحد من تلاميذ ليبو . الفتي الذي أخبرت هويا ألا يضربه . لقد كان يرتعش خوفاً متخيلاً انني سأستخدمه ينه لتغذية اليانج .

نظرت للفتي متحيرة لكنه لم يجبني فنظرت لموشي الذي قال له " عليك أن تكفر عن اخطاءك هنا ." و من ثم غادر.

حينما رآه يغادر انقض علي قدمي الموقر في دموعه و لعابه و هو يصرخ و يعوي " ايها الموقر ! أيها الموقر! أرجوك لا تدعني أموت هنا !"

أخذت أجفف حبيبات العرق من علي وجهي , ما الذي فعلته ليخشاني هكذا ؟ الم اجعل هويا يعفو عنه تلك المرة ؟ ذلك الفتي ناكر الجيمل .

لوح موشي بيده قائلاً "شهر من التكفير عن النفس لهو كاف لما فعلت بعدما قاتلت زميلك إلي أن كدت أن تقتله . توقف عن البكاء ."

اخذت ارمش فجاة , يبدو أن موشي قد أدرك حسن نيتي لهذا ترك الفتي عندي لكي يخفيه مني .


هيه ؟ لقد كدت ابكي من مصيبتي !

حينها عدل الموقر ثيابها و غادر فالتفت ناحيه الفتي بابتسامة رقيقة قائلة "لنتحدث !"

و بعد مضي يوم من المحاولة و الخداع تمكنت من معرفة سبب عقابه .

عندما قمت بتحرير هويا عزم علي تدمير ليبو لذا تم استداع قادة الطوائف المختلفة في وليمة كبيرة و بينما هم يعدون لها قم شانغوا بالاكل من طعام الوليمة الذي هو ممنوع علي التلاميذ لهذا تشاجر معه شانجان و حصل ما حصل.

و قد كان دفاعاً عن النفس ....

بعد فترة قد مرت و هو يبكي نظر نحوي و الابتسامة التي تعلو شفتاي و قال " أنت لطيفة نحوي ..لأنك تريدين استغلال حيويتي ؟!"

أخذت شفتاي ترتعشان , فقط أود ان أعرف أي نوع من الأكاذيب يحشرها في عقله معلمه " بالطبع , و لكنني أريد ان أستنذف الموقر أولاً , استنذفه حتي الموت ."

"حضرة , حضرة الموقر !"

حينها وضعت يدي علي قلبي و قلت ط بالطبع يا فتي , انت فتي حسن الطلعة و لكن الموقر قد سرق فكري منذ زمن , وجهه الذي أراه أول شئ حينما اصحو , و صوته الذي اسمعه اخر شئ حينما انام , دائماً ما افتقده و حينما لا تتسني لي الفرصة لرؤيته أجن ,و حينما أراه تثور حمم قلبي , فقط السماء من يعلم مُنذ متي و قلبي ملكه , أني لأعشقه حقاً و اود و لو اخبره بذلك , اخبره كيف ..."

"حضرة الموقر ." و أشار شانجان خلفي .

نظرت خلفي فرأيت ظلاً في ثياب بيضاء ترفرف أسفل الشجر حاملة معها الثلج الرقيق طافياً في الهواء ,و قد غادر بدون أن أتبينه .

و حينها كان قد اختفي .

" أكان الموقر حقاً ؟ الموقر زونجهوا ؟! "

أومأ شانجا قائلاً ط أجل و حينما غادر كان لون وجهه أحمراً ."

توترت " موشي , موشي , كيف صرت عديم النفع هكذا ؟ جل ما فعلته هو أن أعترفت بمشاعري .."

علي الرغم من أن الليالي كانت باردة إلا أنني روح حجر من وانجتشوان و ليالي البشر هينة بالنسبة لي علي نقيض شانجان لهذا حملته إلي الكوخ و اشعلت له النيران و قضيت ليلتي في الخارج .

لما قضيتها في الخارج ؟ بالطبع لأن إن رآني الفتي فلن يخلد للنوم .

ففي النهاية أنا روح طيبة .

في الصباح وجدت شانجان حاملاً قطعة من الصوف فوقي , اندهشت للأمر و فزع الصبي مني فهرول متعثراً علي الرغم من اعتدالي لمساعدته .

لقد كانت يدي معلقة في الهواء و أوردتي علي وشك الانفجار حينما اظهر رأسه قائلاً " حسناً ...إن الجو بارد ..يمكنك النوم بالداخل اليوم ..."

حدقت فيه لفترة و بعدها قلت له " اسمي هو سانشينج ."

جفل للحظة و بخجل قال "سان....سانشينج."

مسرورة توجهت للداخل لاقرأ كتابي الذي احضره موشي و قد كنت في المزاج الملائم له , لقد كانت رواية عاطفية عن مرآة تحطمت و من ثم تلاقت أجزاءها مجدداً .

تجاهلت شانجان الذي لم يجرؤ علي إزعاجي بدوره و مر اليوم في سلام .....عدا عن وليمة الليلة التي سيجتمع فيها قادة الطوائف بسبب ثورة هويا الشيطان الذئب .

حينما جاء المساء كنت قد انتهيت من قراءة روايتي و نظرت نحو ليبو لأجده سابحاً في الضوء .

لقد كان منظراً خلاباً .

إن قدرة موشي علي صنع الحواجز قوية مما لم يجعل لي حفر قد أهرب منها لذا كانت هوايتي عدا عن إغراء موشي هي التنصت و لذا حينما لم أجد أحداً اغتسلت و استعددت للذهاب إلي الفراش .

حينها رأيت خيالين قرابة الباب الخلفي و حينما أخذت نظرة متفحصة , مهلاً أليس هذا موشي و تلك الراهبة المدعوة بـ"المعلمة الكبري "؟!

في هذه اللحظة رأيتها تجذب موشي من كمه بشعور من العجلة علي وجهها و بينما كان وجهه مخفياً في الظلام لم استطع تبين تعابيره .

لقد كانوا يجعلون عقلي يفيض بالتكهنات ......

في قرارى نفسي عضضت شفتي و كورت يدي .

ما الذي تنويان فعله كلاكما ؟




Beloc Doukanish


2018/08/12 · 532 مشاهدة · 1342 كلمة
Doukanish
نادي الروايات - 2024