كشف ذلك الغريب عن وجهه، وهذا ما أدهش ناصر والأباطرة "أنـ... أنت ذلك الضيف !!! "


نعم لقد كان ذلك الضيف الذي أعطى 'ميدان معركة الملوك' إلى ناصر


ابتسم ذلك الضيف وقال "أتصدقني إن قلت أن كل ما حدث هنا كان يسري على حسب الخطة، لقد ساعدتنا على تدمير كل القبائل هنا، شكرا لك، لكن لا يمكن أن تقول أننا لم نساعدك في ذلك، فلولا طلب مرتضى لزعيم قبيلة القبور للخروج لمقاتلك لما تمكنت من القضاء على بقية الملوك، ولولا إعطائي لك 'ميدان معركة الملوك' لما تمكنت من القضاء على الحماة، كل شيء كان خطة موضوعة بدقة، حتى ملامح الخوف على وجه مرتضى كانت محض تمثيل"


انفجر مرتضى ضاحكا "لا تعتقد أننا لم نكن نعرف أنك تستخدم سحر السيطرة، حتى أرواح الحماة الأربعة كنا نعرفها"


دهش الجميع، صر ناصر على أسنانه وقال صارخا "من هم الخونة الذين سربوا المعلومات"


ابتسم مرتضى وقال "بما أنك شخص ميت، فلن أدعك تموت في الظلام، سأنير بصيرتك، هناك 3 خونة رئيسيين في قبيلتك، شيخ من الدرجة الثانية والذي قاد أفراد قبيلتك الهاربون لفخنا 'سجن ضغط الأبعاد' وهناك شيخ من الدرجة الأولى الذي عمل على تثبيت تدفق البوابات وقام بتسهيل عملية الاغتيال التي وجهناها ضدهم، وأخيرا هناك 'زعيم قصر النار' الذي عمل بدوره على تعطيل بدأ 'مصفوفة الأبعاد' وساعدنا أيضا في عملية الاغتيال التي استهدفتهم"


سكت مرتضى قليلا ثم ابتسم وأكمل "لا تقلق يا ناصر، لقد قتلنا الخونة الثلاثة بالفعل، فمن يخون مرة يخون ألف مرة، ومن يتبع المصالح يعش كلبا لاهثا"


صرخ ناصر "آآآآآآآآآآآآآآآآآ" كانت هالته تنطلق وتجتاح المكان برمته


"سأقتلكم كلكم أيها الأوغاد" ثم نظر اتجاه الحماة الأربعة "فعلوا عملية الاستدعاء"


قال أحد الحماة بذعر "لكن سيدي... !! "


قاطعه ناصر بغضب "افعلوا ما قلته لكم بسرعة ! "


كون الحماة دائرة وتكون رمز أحمر في الهواء، قاموا جميعا بقطع رأس خنصرهم وأسالوا الدماء في دوائر أربعة على جوانب الرمز الظاهر


أضاء الرمز، وقام بامتصاص دم كثير من الحماة حتى أن حيويتهم استنزفت وأصبحوا شاحبين


فوق الرمز في السماء، انقشعت السحب وظهر ضوء عظيم، ثم دوت صرخة كبيرة "واااااااااااه"


بسماع هذا قال الروحاني المقدس "صرخة تنين ! "


فعلا، من السماء نزل تنين أحمر عظيم، كانت سلاسل ذهبية تقيده، وكان هناك جوهرة زرقاء على رأسه، كان يملك يدان ورجلان وذيل كبير، كما أن في يديه جناحان


تقدم ناصر نحو التنين المقيد، وقام بقطع باطن يده، وأسال الدماء فوق الجوهرة الزرقاء، تحولت تلك الجوهرة رويدا مع امتصاص المزيد من الدماء إلى جوهرة حمراء، انكسرت السلاسل التي قيدت التنين، صرخ التنين "واااااااااااه"


بدا ناصر شاحبا بعض الشيء، رغم ذلك وجه نظرته نحو الروحاني المقدس "هذا هو الحامي الأكبر لقبيلة السراب، حتى لو كنت روحاني مقدس فستواجه وقتا عصيبا، بينما أنت مشغول بقتالك مع الحامي الأكبر، سأذهب وأقتل ذلك المرتضى"


وبأمر من ناصر، اتجه التنين نحو الروحاني المقدس، هذا الأخير، استدعى سيفين سوداوين واتجه نحو التنين أيضا


في هذا الوقت استل ناصر سيف روحه الأحمر، وذهب اتجاه مرتضى، الذي تغير تعبيره


قبل أن يقترب من مرتضى، أحد ما رمى خنجرا استهدف خلف رقبة ناصر، الذي سرعان ما تفادى الخنجر


بجانب مرتضى ظهر شخص رقيق البنية، مغلف بالسواد


نظر ناصر نحوه، لم يتمكن من تحديد مستوى تدريبه، هذا ما جعله حذرا


ضحك مرتضى بهدوء "حان وقت موتك يا ناصر، هذا هو القاتل الذي اصطاد أفراد قبيلتك"


قال ذلك القاتل موجها كلامه لناصر "لم يحن وقت موتك بعد، اجلس وشاهد كيف نحطم حاميكم الأكبر"


عند سماعه للصوت، بدا مألوفا، لكن لم يعرف من هو صاحب الصوت، والأدهى من ذلك أن الصوت كان يبدو لفتاة، حدق ناصر نحو القاتل قائلا "من أنت؟"


لم يجب القاتل، لكن اكتفى بالتحديق نحو معركة التنين مع الروحاني المقدس


في المعركة تبادل الطرفان بالفعل أكثر من 5 حركات، كان جلد التنين قاس لم يتمكن السيفان من اختراقه، وكان للروحاني المقدس دفاع صلب، صد كل مخلب متوجه نحوه، بجدار غير مرئي


كان ذلك جدار الروح، إن لم يكن المهاجم روحا، أو يملك هجوما روحيا فلن يتأثر جدار الروح بأي هجمات مهما كانت


برؤية هذا، نقل ناصر أفكاره نحو التنين، في هذا الوقت لمعت جوهرة التنين، لما اصطدم رأس التنين بالجدار الروحي تفكك على الفور، ما أرسل الروحاني المقدس محلقا نحو الأرض


نهض من هذه الضربة، كان الدم يتدفق على فمه، أصيب حقا، والأدهى أن هجوم التنين كان هجوما روحيا عبر الجوهرة الحمراء، ما جعل روحه تتضرر بشدة


أخرج من حيزه الفراغي زجاجة بيضاء، شربها كلها، لقد كانت سائلا يسمى 'استعادة الروح' لقد أصلح الضرر الذي سببته ضربة التنين نحو روحه


نظر نحو التنين بغضب "أيها الوغد، سأصبح جديا الآن"


فجأة، تحول ذلك الشخص لتنين أسود بدوره


عند رؤية هذا، دهش ناصر "لا تقل لي أنه فرد آخر من قبيلة الجلمود؟ ! "


ابتسم القاتل وقال "فعلا إنه فرد آخر من قبيلتي، عندما هاجمت سابقا القبيلة وقضيت عليها، لم نكن هناك، لو كنا داخل القبيلة لمسحناك على الفور"


في داخله لعن ناصر حظه، من قال أن قبيلة الجلمود قد سقطت باختفاء مؤسسها، هي تملك الآن روحاني مقدس حتى... بعد مدة انتبه ناصر لما قاله القاتل، قبيلتي؟ ما الذي يقصده؟


كان يريد أن يتساءل، لكن صدمة قوية جاءت من المعركة بجانبهم، جعلت كل شيء يدمر، ما استلزمه أن يبتعد عن المكان، وكذلك فعل الجميع


فقد أطلق التنين الحامي كرة نارية عملاقة، وأطلق التنين الأسود كرة سوداء عملاقة، قامت الكرة السوداء العملاقة بابتلاع كرة النار، لكن التنين الحامي فجر كرة النار بالداخل، ما نجم انفجار ضخم وحفرة عميقة


تصادم التنينان في السماء عدة مرات


أخيرا قام التنين الحامي باقتلاع ذيل التنين الأسود، وقام بتوجيه ضربة بمخلبه نحو صدره، ما أسفر عن صراخ للتنين الأسود


تراجع التنين الأسود قليلا


عاد التنين الأسود لشكله الإنساني، كان مثخنا بالجراح


صر على أسنانه "أيها الوغد، سأعلمك الفرق بيني وبينك" استدعى فورا روحه لقد كانت روح "سيد المياه" المرتبة 1 المستوى 4


أصبح شعره أزرقا، وظهر قناع على وجهه، كما أن أظافره طالت وأصبحت حمراء، وارتدى لباسا غريبا، من رقبته حتى صدره أصفر، أما من صدره إلى ما تحت، فقد كان أخضرا


لكن بمجرد ما ظهرت روحه وتجسدت، لمعت الجوهرة الحمراء على رأس التنين الحامي، امتصت فورا الروح التي ظهرت، ما جعل الروحاني المقدس يمر بآلام لا تطاق جراء انتزاع روحه بالقوة


عند النظر لهذا، دهش القاتل "جوهرة ابتلاع الأرواح؟ أيعقل أن تمتلك شيئا أسطوريا كهذا؟"


ابتسم ناصر وقال "ظننت أنكم خططتم لكل شيء؟ كيف لم تعرفوا بأن الحامي الأكبر يملك شيئا كهذا؟ آه نسيت، أنتم لم تروا الحامي الأكبر، لذلك لا تعرفون مدى قوته"


حلق خنجران فورا واقتحما كتفا ناصر، نظر القاتل نحوه "كنت أعلم بوجود الحامي الأكبر، وأنه تنين، لكن لم أعلم إطلاقا تواجد جوهرة ابتلاع الروح"


كان الروحاني المقدس الآن، ملقى أرضا فاقدا لوعيه، هو بين الحياة والموت


في العادة انتزاع الروح بالقوة، يعني تدمير تدريب الشخص، وفي أحسن الأحوال يتقهقر التدريب ليصبح في أحد المستويات دون الروحية


نهض ناصر من الأرض، والدم يتدفق من كتفيه المثقوبين "الآن يمكنني أن أدمركم بسهولة بوجود الحامي الأكبر هنا"


ابتسم القاتل وقال "لا تدفع حظك بعيدا" ثم أخرج ختما ذهبيا عليه رمز جناحان ذهبيان، لكن مكان الجناحان كان منقوشا، يبدو أن الرمز ينقصه شيء ما


نظر القاتل نحو ناصر "هل تعرف ما هذا؟"


أجاب ناصر "لا، لا أعرف"


قال القاتل "هذا يدعى "الختم الذهبي" هو ختم كان يقبع في أعماق النهر المقدس، وهو ما يمنع أي شخص ذو نوايا شريرة من تجاوز النهر المقدس للجهة الأخرى، في الأصل كان هناك جناحان ذهبيان عليه، لكن عندما سيطرت عليه، تحرك الجناحان فجأة وهربا، يبدو أنهما شعرا بأن من يحمل الختم ذو نوايا شريرة، لذلك فرا، ولدهشتي، كان يمكنهما الهروب عبر الفراغ، يخترقان الأبعاد بسهولة، لذا لم أتمكن من التقاطهما"


"في الأصل أردت أن أدمر الختم كاملا، لكن لم يسعفني الحظ، رغم ذلك، تدمير قاعدة الختم هذه يكفي لإنقاص قوته بشكل كبير، يمكن أن أجعل ملكة الجنيات وجيشها يهاجمون هذا المكان، حتى لو مت هنا فلن تصبح هذه الأرض آمنة بعد الآن"


بسماعه لهذا تغير تعبير ناصر


في هذا الوقت صوت بدا من مكان ما "يا لك من مخادعة، الختم الذهبي ليس له استعمال كهذا"


في الظلام، ظهرت شخصية تحلق في السماء وعلى ظهرها جناحان ذهبيان

2018/07/17 · 902 مشاهدة · 1270 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024