الحياة صدف من أنت لتوقف القدر؟أنا انسان ضعيف قذفتنى إليك الأهوال لتستقبلنى رياح ماضيك الهوجاء(بقلمى). كانت تلك المدللة قد وصلت أخيرا إلى الاسكندرية حاملة حقائبها الثقيلة وكأنها قد أعدتها لإقامة دائمة أمنية بضيق وضجر: نفسى أعرف البحر اللى هنا بيعمل إيه هموت من الحر ودماغى قربت تسيح وأنا فى اسكندرية أمال لو فضلت فى سوهاج كنت عملت إيه يلهوى والشنط الزفت دى تقيلة أوى كده ليه ثم ابتسمت حين لمحت أخيرا تاكسى قادم أمنية بعدما أوقفته موجهة حديثها لسواق التاكسى: لو سمحت ممكن توصلنى المدينة الجامعية. نظر السائق بتمعن لها ولتلك الحقائب الثقيلة والكثيرة قائلا: معلش يا أبلة أنا رايح وسط البلد والمدينة الجامعية مش فى طريقى دورى على تاكسى تانى ثم انطلق. أمنية بضيق: فى داهية هتركبنى ملاكى وقال بيقولى يا أبلة أبلة فى عينك واحد بارد ثم أخذت تتمتم ببعض السباب لشعورها بالتعب لم تعد تستطيع حمل تلك الحقائب لتقوم بوضعهم على الأرض ثوانى واتجهت أنظارها للجهة الأخرى تنظر إلى التكاسى القادمة فالمكان يعج بالزحمة خاصة بهذا الوقت من الظهيرة لتفزع حين سمعت صوت إحدى السيارات تنزلق بسبب تلك المياة والتى أغرقتها حتى تلوث وجهها وثيابها وأيضا حقائبها التى فاحت منها رائحة تلك المياه الكريهة لتغضب أمنية وبشدة حين لمحت ذلك الذى نزل من سيارته إياد: أنا آسف مكنتش أقصد. أمنية بغضب أعمى: أسف دى هتعملى إيه يا أستاذ وشى وهدومى وشنطى كلها بقت مياة ومفيش داعى أقول لحضرتك دى مياة إيه ولا إنت أعمى ومبتشوفش لا ده أكيد مش ممكن. إياد بغضب: لو سمحت بلاش غلط أنا قولتلك مكنتش أقصد المكان مليان مياة وبدل متعملى كده كنت أقفى فى مكان نضيف مش تهزقى كده لولا إنك بنت أنا كنت... أمنية بعصبية:كنت عملت إيه إنت متقدرش تعملى حاجة ده أنا ممكن أخليك عبرة قالت ذلك بصوت عالى ليتجمع الناس من حولهما يتحدثون عن سبب ذلك الشجار لتخمن إحدى السيدات أنهما زوجان بسبب تلك الحقائب الملقاة أرضا فيبدو أنها تركت المنزل لمشكلة بينهما السيدة: مش كده يا بنتى حلوا مشاكلكم فى البيت مش قدام الناس ومش كل مشكلة تحصل معاكم تقررى تسيبى بيتك اغزى الشيطان وارجعى مع جوزك. وافق جميع الحاضرين على كلام تلك السيدة المجنونة بنظر أمنية والتى حللت الموقف على كيفها وبطريقة خطأ للغاية ولم يكن إياد أقل صدمة حيث وجه إليه نفس هذا الحديث من الرجال الحاضرين يسدون إليه نصائح بحسن معاملة الزوجة وقال أحد الأشخاص يمتلك لحية بسيطة أن الزوجة هى وصية رسول الله إياد بنفاد صبر: خلاص يا جماعة إحنا آسفين وهنرجع بيتنا ونحل مشاكلنا شكرا ليكم ياريت كل واحد يروح يشوف حاله تفرق الناس بعدما قاله ليذهب كل منهم إلى وجهته إياد بحدة: عاجبك كده لو مكنتيش عليتى صوتك مكنش كل ده حصل. أمنية بضيق: إنت السبب وبتعاتبنى صحيح ناس تخاف متختشيش ده اليوم باين من أوله ثم انصرفت أخيرا حين أوقفت ذلك التاكسى ليوصلها. إياد وهو يشد شعره بغيظ ويتجه إلى سيارته ليغادر: أستغفر الله العظيم هو أنا كنت ناقص أوووف. _____________________________ وصلت أميرة إلى منزلها لتجد كل شئ مقلوبا رأسا على عقب ويلفت نظرها والدتها وهى تشمر عن زراعيها وترتدى قمطة صغيرة وجلباب قديم وتقوم بتنظيف الشقة أميرة وهى تفغر فاهها: إيه يا ماما ده كله هو العيد قرب ولا إيه. نهاد بإبتسامة: اعتبرى إن العيد قرب يا حبيبتى لازم ننضف البيت كويس عشان عريسك لما ييجى يلاقى البيت مترتب كويس وياخد عننا فكرة كويسة. أميرة: بس مش للدرجة دى يعنى ليه تتعبى نفسك كده ده مجرد عريس مش وزير الداخلية جاى يزورنا ههههه. نهاد: أحلى من وزير الداخلية روحى إنتى بس غيرى هدومك والبسى حاجة قديمة وتعالى ساعدينى فى مسح الشقة وهاتى الزعافة عشان نشيل العنكبوت اللى فى السقف ولازم كمان نمسح الشبابيك والبلكونة ونجيب شوية ورد بلدى ونبخر الشقة ونرتب الصالون ووو أميرة: خلاص يا حبيبتى هنعمل كل حاجة متقلقيش ده ناقص تقوليلى لازم نغسل السجاد. نهاد بتفكير: والله فكرة ده منغسلش من وقت مولد النبى يبقى نغسل السجاد. أميرة بصدمة: سجاد إيه ده يا ماما اللى نغسله أنا بهزر على فكرة السجاد ده تقيل أوى وعشان ينشف محتاج على الأقل كام يوم مش هنلحق وبعدين شكله نضيف عايز يتنفض بس وهيبقى زى الفل. نهاد: خلاص مش مشكلة السجاد بصى إيه رأيك نغسل الستاير ولا نشترى ستاير جديدة أفضل ياريتنى قولت لبباكى قبل مينزل. أميرة: ليه بابا راح فين. نهاد: بعته يجيب كام دستة جاتوه نشيله فى التلاجة لما العريس ييجى وكام طقم كوبيات وكام صنية نقدم عليها الحاجة الساقعة وشوية معالق على شوك وطقم صينى شوفته عند واحدة جارتنا وعجبنى فقولتله يجيب زيه. أميرةخ بس ده كله يا ماما الحاجات دى هتكلف فلوس كتير أوى وبابا مرتبه مش كبير عشان يتحمل كل ده. نهاد: ملكيش دعوة إنتى بس وبعدين هناخد تمن الحاجات دى من الفلوس اللى حوشناها عشان جوازك وبعدين إنتى بنتنا الوحيدة ولازم نفرح بيكى ونعمل اللى يسعدك. أميرة: مش لما يبقى فيه فرح بس دى مجرد مقابلة عادية وممكن منتفقش. نهاد بنفاد صبر: خلاص بقا يا أميرة ليه التشاؤم ده بس إن شاء الله هنفرح قريب روحى بقا غيرى هدومك وتعالى عشان نلحق نخلص تنضيف. أميرة: حاضر يا ماما. ________________________ فى المطعم عند ريم جاءت لتدخل لتستلم عملها فمنعها رجل الأمن الأمن: مينفعش تدخلى جوة إنتى مطرودة. ريم بصدمة: نعم. الأمن: والله دى أوامر المدير ذات نفسه هو اللى بلغنا نمنعك من الدخول وبيقولك إنك سبب المشاكل اللى بتحصل هنا والمطعم ليه سمعته ومش مستعدين نخسر زباينا عشان حضرتك فاتفضلى بالذوق بقا من هنا بدل متشوفى مننا تصرف مش هيعجبك أبدا. ريم: والله أنا مبتهددش وبعدين عدينى عايزة أتكلم مع المدير وأفهمه كل حاجة أنا مكنتش غلطانة الراجل هو اللى قل أدبه الأول والدليل إنى متحبستش وواقفة قدامك أهو خلينى أدخل بقا. رجل الأمن: إنتى شكلك مبتفهميش كل الكلام اللى قولتيه ده ملوش معنى ومش هيفيدك بحاجة اتفضلى بقا من هنا أحسن ليكى بدل منخرجك بالعافية. ريم بحزن: طيب خلاص همشى بس بلغهم يدونى بقية حقى أنا شغالة من أول الشهر وهاخده وهمشى ومش هاجى هنا تانى. الأمن: والله المدير بلغنا نستلم منك اليونيفورم وإن ملكيش أى حق عندنا وبيقولك كفاية المشكلة اللى سببتيها وبسببك البوليس جه هنا وخسرنا زباينا بسببك إدينى اليونيفوروم وأمشى من هنا. ريم بحزن أعطته له ثم اتجهت بعيدا عن ذلك المطعم فهى وحيدة والآن أصبحت بلا عمل فهى ليس لديها من يتولى رعايتها لم تعد تتحمل حزنها فانهمرت الدموع من عينيها وبكت بشدة فماذا سيحدث معها يا ترى؟ _________________________ فى إحدى المدارس الدولية الخاصة بالمرحلة الثانوية بمدينة الاسكندرية نجد ولد بملامح وسيمة يجلس وحيدا يبدو على ملامحه الحزن والضيق لسماعه تلك الكلمات اللاذعة أحد الطلاب محادثا زميله: زى مبقولك كده أخته بتتعالج فى مصحة نفسية بيقولوا مجنونة هههههه. زميله: تلاقيها بتصرخ وتقطع شعرها زى محي اسماعيل فى الفيلم هههه لأ وأخوها عاملى فيها أحسن واحد فى المدرسة وكمان سمعت إن مامته تعبت من الموضوع ده باين العيلة كلها مجانين عند هذا الحد وكفى لم يعد يحتمل اتجه إليه كالاعصار يود الفتك به على ماتفوه به من حماقات فى حق أخته وأمه ليذهب إليه سريعا ويمسكه بقوة من ياقة قميصه معنفا إياه مراد بغضب: إنت إزاى يا حيوان إنت تتجرأ وتقول الكلام ده والله لوريك. الطالب بغضب مثيل: إنت متقدرش تعملى حاجة المدرسة كلها عارفه إن أختك مجنونة ثم حرك يديه بطريقة جعلت الآخر يغضب وبشدة حتى أصبح وجهه أحمر من كثرة الغضب مسددا لكمة قوية لذلك المعتوه حتى سقط أرضا يتألم والدماء تنطلق من فمه وأنفه لم يكتف مراد بذلك بل أخذ يركله بغضب بقدمه فى كل أنحاء جسده والآخر يصرخ من الألم. صعق باقى الطلاب من منظر زميلهم الملقى أرضا والدماء تملأ جسده واتجه زميل ذلك الوغد سريعا إلى مدير المدرسة وأخبره بحقائق ذائفة حتى غضب المدير وطلب باستدعاء مراد ليعاقبه فماذا سيحدث معه ياترى؟ __________________________ فى قسم الشرطة يقف اللواء بدر يوجه أوامره للظباط من بينهم معتز وذلك الملازم أحمد عبد السلام الذى قبض على ريم من قبل وماعليهم فعله بخصوص تلك القضية الشائكة والتى تخص غسيل الأموال والشركات الزائفة التى يتخذها بعض رجال الأعمال ستارة يخفون وراءها أعمالهم الدنيئة من تجارة السلاح والآثار والممنوعات وقطع ذلك الشرح صوت هاتفه ليمسكه على مضض حين وجد أحد الأرقام المجهولة بدر: ألو أيوه أنا مين حضرتك. المتصل: أنا مدير مدرسة ابن حضرتك ابنك سبب مشكلة كبيرة ولو حضرتك مجتش فى أسرع وقت هضطر أفصله من المدرسة خالص. بدر بصدمة: إيه.... يتبع......