(هُروبك بعيدا لا يضمن لكِ النجاة فالأسد يصطاد فريسته بالنهاية). ركضت ميسون سريعا تجاه البسين حين لمحت ذلك الطفل الصغير على وشك السقوط بالمياه ميسون بصياح:حاسب. ذُعرت ميسون حين وجدت ذلك الطفل مازال يمشى تجاه المياه وكأنه لا يسمعها فركضت نحوه بسرعة شديدة حتى أنقذته أخيرا وأدارته لها أنفاسها تكاد تنقطع من كثرة الركض ميسون وهى تحدثه ممسكه بوجهه: إنت كويس أخذت تحدثه كثيرا بقلق حتى تقلصت ملامح الولد ليبكى بشدة وتساقطت دموعه لم تفهم ميسون ماحدث لماذا يبكى ودُهشت حين علت وتيرة بكاءه وسمعت عزيز ينادى بصوت عالى عزيز بقلق وخوف: سليم. ركض إليه الولد سريعا يتمسك بقدميه كأنه يحتمى به. عزيز بعيون سوداء من الغضب: إيه اللى حصل عملتى إيه للولد وخلتيه يعيط بالشكل ده انطقى. ميسون بتوتر: والله معملتله حاجة كنت لسه جاية عشان أدخل الڤيلا لقيته واقف جنب البسين وكان هيقع فى المياه فضلت أنادى عليه عشان يبعد بس مردش عليه ولما جيت مسكته واطمنت عليه لقيته فضل يعيط والله ده كل اللى حصل. عزيز وهو ينادى على الأمن: كنتوا فين يا بهايم أنا مكلفكوا مهمة الحفاظ على سليم إزاى تسيبوه لوحده ده أنا هخرب بيتكم لو كان جراله حاجة. أحد أفراد الأمن بخوف: إحنا آسفين يفندم مش هتتكرر تانى سامحنا يا باشا الله يخليك قال ذلك بذعر مبالغ فيه والعرق متجمع على جبينه وجسده يرتعش وبشدة. تعجبت ميسون من ذلك الخوف ولكن لم تعقب. عزيز بغضب: دى أول وآخر مرة ولو اللى حصل ده اتكرر تانى صدقونى مش هرحمكم روحوا من وشى. انصرف أفراد الأمن سريعا بخوف شديد. عزيز: أنا بعتذر فكرتك السبب سليم بالنسبة ليا كل حاجة وشكرا إنك أنقذتيه. ميسون بهدوء: أنا معملتش غير واجبى بس ممكن أسأل سؤال هو يعنى ليه مسمعنيش رغم إنى كنت بنادى عليه بصوت عالى. عزيز: تعالى هنتكلم فى مكتبى. دخل عزيز الفيلا ثم نادى على الخادمة وطلب منها إيصال سليم إلى غرفته والبقاء لجواره. داخل المكتب. عزيز بجدية: بما إنك هتبقى مسئولة عن سليم فلازم تعرفى كل حاجة تخصه للأسف الشديد سليم بيعانى من حالة نفسية صعبه مخلياه بعيد عن الناس. ميسون بتفهم: عنده توحد. عزيز: بالظبط كده سليم طفل حساس جدا وعايزك تاخدى بالك من كده وإنتى بتتعاملى معاه مش عايزه يضايق أو حالته النفسية تسوء فاهمانى. ميسون: أيوه يفندم متقلقش. عزيز: بعد اللى حصل النهارده مش هيقبل فكرة إنه يتعرف عليكى بكرة إن شاء الله هتبتدى شغلك تقدرى تمشى ثم قام من كرسيه لتقف ميسون. ميسون: تمام يفندم اللى تشوفه ثم انصرفت فماذا سيحدث يا ترى. _______________________ فى المساء بس هنا يا اسطى جابر وصلت عائلة أدهم أخيرا إلى منزل أخيه عادل الشيوى بالاسكندرية والذى يسكن بصحبة أسرته بمجمع سكنى راقى يضم كبار رجال الأعمال بالاسكندرية نعمت بإنبهار: بسم الله ماشاء الله المكان هنيه حلو جوى إيه رأيك يا أدهم تبجى تسكن هنيه. أدهم بإبتسامة: إن شاء الله. حمدى: كلمت أختك عشان تيجى يا أدهم. أدهم: أيوه يا أبوى كلمتها وقالت هتحصلنا متقلقش. حمدى: ربنا يقدم اللى فيه الخير يلا يابنى نادى على البواب يجى يطلع الحجات دى على فوق. أدهم: حاضر يا أبوى. صعد حمدى وأدهم ونعمت بالأسانسير حيث تسكن عائلة أخيه بالدور العاشر. نعمت بخوف وهى تتمسك بأدهم تارة وبحمدى تارة: يلهوى يا أبوى هموت إيه البتاع ديه ياريتنى كنت طلعت على السلم مكنش يومك يا نعمت. حمدى بضحك: عايزة تطلعى عشر أدوار على رجليكى اتجننتى إياك. أدهم بضحك خافت: خلاص يا أبوى هى خايفة بس عشان أول مرة. نعمت بضيق: جوله بدل المجلتة اللى فى حديته دى ربنا يخليك ليا يا ولدى وتاخدلى حقى. أدهم: خلاص وصلنا يلا اتفضلوا. ______________________ يا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا ونبنى طوبة طوبة فى عش حبنا تغنت بها ريم التى كانت ترتدى فستان زادته هى جمالا أميرة بتوتر:ريم أنا قلقانة أوى . ريم باستعباط: أيوه حقك تقلقى داخلة على امتحان ثانوية عامه ارحمينى دى مقابلة عادية نفسى أعرف خايفة من إيه اجمدى كده. أميرة: طيب خلاص قوليلى شكلى حلو والفستان لايق عليا. ريم بنفاد صبر:دى عاشر مرة تسألينى نفس السؤال وأقولك الفستان يجنن عليكى والله اطمنى بقا. فى الناحية التانية وصل حسام بصحبة معتز إلى بيت أميرة فى الشارع حسام بقلق: صاحبك لسه مجاش لدلوقتى إنت متأكد إنك بعتله العنوان صح. معتز: أيوه متقلقش زمانه جاى ليلمح معتز سيارة إياد تُصف على أول الشارع. معتز: إياد جه أهوه متقلقش بقا. ذهب إياد إليهما إياد وهو يصافح حسام: أكيد حسام ألف مبروك وربنا يتمم بخير إن شاء الله. حسام بإبتسامة: الله يبارك فيك وعقبالك. معتز بضيق: خلو التعارف ده لبعدين ويلا نطلع عشان منتأخرش على الناس. حسام: أيوه صح. صعد ثلاثتهم إلى الطابق الذى تسكن به أميرة طرق معتز الباب ليفتح لهم والد أميرة لينبهر من هؤلاء الثلاثة عنوان الوسامة والقوة ليفكر ثوانى أياً منهم العريس يا ترى ليعود إلى وعيه والد أميرة بترحيب: اتفضلوا أهلا وسهلا. دخل والد أميرة معهم إلى الصالون ليشعر حسام بالألفة ويشعر معتز بشعور غريب لا يستطيع تفسيره أو معرفه ماهيته أما إياد فقد شعر فى ذلك البيت بالدفئ الذى افتقده منذ سافرت والدته والد أميرة: منورينا والله. حسام بإبتسامة: نورك يا عمى أنا الدكتور حسام النويهى وسعيد إنى اتعرفت على حضرتك. والد أميرة: أنا أسعد. حسام وهو يشير إلى جانبه الأيمن: وده المقدم معتز الحديدى ثم أشار للجانب الآخر وده إياد الحسينى رجل أعمال والاتنين أصدقائى. والد أميرة بسعادة: تشرفنا. إياد ومعتز: الشرف لينا. دخلت نهاد الصالون وسلمت عليهم وتحدثت معهم لتعرف أن الشاب صاحب العيون الزرقاء هو عريس ابنتها لتدعو لها بالتوفيق وأن يتوج هذا الزواج. فى غرفة أميرة ريم: يلا يا أميرة دخلى الجاتوه، وسلمى الناس جوه بقالهم عشر دقايق. أميرة وهى تحمل صينية الجاتوه والمقبلات تشعر بالفرحة والقلق فى آن واحد: حاضر وربنا يستر. طرقت أميرة الباب بخفوت: السلام عليكم. رد الجميع عليها السلام ماعدا حسام الذى صفن بها فهى جميلة هادئة حتى فى مشيها أميرة كأسمها جلست أميرة بجانب والدتها تفرك يديها ببعضهما حين لاحظت نظرات حسام لها ليلاحظ معتز ذلك معتز وهو ينكز حسام من جانبه: خِف شوية البنت بقت زى الطماطم من الكسوف، إيه أول مرة فى حياتك تشوف بنت يخربيتك هتفضحنا. حسام بإبتسامة بلهاء وهو مازال ينظر لها: جميلة أوى. شعر معتز بالغيظ من حسام أما إياد فقد كان يكتم ضحكاته بأعجوبة. حمحم معتز ثم قال: بصراحة كده يا عمى احنا يشرفنا إننا نطلب إيد الآنسة الأميرة لابننا حسام. هنا لم يستطع إياد كتم ضحكاته ليضحك بشدة ليشاركه الجميع حتى أميرة ابتسمت. والد أميرة:وإحنا يشرفنا ونتمنى إننا نِجوز بنتنا لابن حضرتك ضحك معتز على مزحة والد أميرة بالحديث أنه بمقام والد حسام فى هذا اليوم. طرقت ريم الباب لتدخل حاملة أكواب العصير والمشروبات الباردة وهى تنظر أرضا لم ترى وجوه الحاضرين بعد ريم بإبتسامتها ومرحها المعتاد: ده إحنا زارنا النبى انهارده شرفتونا. رفع معتز رأسه ليرى أنها نفس البنت التى خدعته (ادته على دماغه على رأى حسام) ليبتسم بشر وهو ينوى على شئ ما فى قرارة نفسه فقد أتت له بنفسها ولم تكلفه هو ورجاله مهمة البحث عنها. معتز بإبتسامة شر وعيون ماكرة: الشرف لينا طبعا. انصدمت ريم بشدة حين سمعت الصوت لتجده نفسه الذى هربت منه بأعجوبة لتشعر بالأرض تهتز من تحتها فى بيت عادل الشيوى هدى بضحك: حرام عليكى يا أمنية هموت من كتر الضحك مش قادرة إنتى إزاى كده. أمنية بمرح: آسفة مقدرش أقولك على طريقة ومقادير النكت والفكاهة ههههه. نعمت:كفاياكى يا بت وإنتى يا نهلة يا بنتى عم تشتغلى بجا مع أبوكى فى الشركة بعد متخرجتى. نهلة بإبتسامة: أيوه يا طنط هو إنتى عندك مشكلة فى كده. نعمت بحب: لأ طبعا أنا بدى ولدى يتجوز بنية متعلمة ومتنورة كيفك إجديه ولا إيه يا أدهم. أدهم بتأييد: أنا كمان شايف إن المرأة المتعلمة حاجة كبيرة جوى فى المجتمع فكيف بجا إذا كانت عاملة كمان وعنصر منتج فى المجتمع وأنا معنديش مانع واصل إن نهلة تشتغل بعد جوازنا بالعكس ده شئ يفرحنى إنه تهتم بمستقبلها. ابتسمت نهلة بإطمئنان فأدهم شريك حياة مناسب لا شك ومتفهم ليزول من عقلها ذلك التفكير حول تعنت رجال الصعيد. أمنية بمرح: أنا بجا من خلاصة وعصارة تجربتى فى دراسة الهندسة حابة أجول وبلا شك إن الست ملهاش ألا المطبخ تعمل محشى وملوخية يعنى كان لازم قاسم أمين يحرر المرأة أهو كله جيه على راسنا إحنا. ضحك الجميع على حديث تلك( فكاهة العيلة) كما سماها عمها. عادل بفرحة: الحمد لله إننا اتفقنا وإن شاء الله نعمل الخطوبة بأقرب وقت. حمدى: إن شاء الله يا أخوى نقرأ الفاتحة بجا. قرأ الجميع الفاتحة وما إن انتهوا حتى أطلقت نعمت زغروطة ودعوا جميعا للعروسين بالسعادة. هدى: يلا يجماعة العشاء جاهز اتفضلوا ليذهب الجميع لتناول العشاء شاعرين بسعادة غامرة فى بيت أميرة تعرف حسام وأميرة على بعضهما ليشعر كل منهما بسعادة خفية أما ريم فقد كانت تتآكل من الداخل فلقد وقعت فى قبضة الذئب من جديد فكيف ستنجو من صيادها المترصد لها كان معتز طوال تلك الفترة يدرس ملامحها وتعابير وجهها جيدا ليعرف ما يدور بخُلد تلك المسكنية بنظره ليفجر قنبلته معتز: بما إننا متفقين على جواز حسام وأميرة فأنا ليا عند حضرتك طلب وأتمنى متكسفنيش. والد أميرة بحيرة: خير يابنى. معتز بمكر ناظرا لريم التى تعرق وجهها: بصراحة يا عمى أنا طالب إيد الآنسة ريم. يتبع.....

2022/02/23 · 209 مشاهدة · 1424 كلمة
نادي الروايات - 2025