لا تأمن القدر، حياتك مُهددة، خطأك الأكبر هو عدم تخلصك من أعداءك دفعة واحدة.) وصل مدحت الكارم بسرعة البرق ثم دخل إلى منزله السرى ووكر خططه ينهج من كثرة الركض ذهب سريعا إلى تلك الغرفه ليجد مساعده الشخصى الذى حادثه منذ قليل ثم نظر إلى ذلك الطبيب الذى يفعل ما بوسعه لينقذ تلك التى تقاتل من أجل أن تتنفس سيدة جميلة قضى عليها المرض ذات بشرة شاحبة كالموتى مدحت بخوف جلى وتوتر: هى مالها كانت كويسة إيه اللى حصل فى إيه يا دكتور رد عليا. الدكتور: حالتها اتدهورت جدا نبضات قلبها ضعيفة ووو لم يكمل حديثه بسبب صوت ذلك الصفير الذى اخترق أذنيه ليذهب سريعا إلى تلك السيدة يحاول انعاشها ولكن للأسف فقد أغلقت عينيها للأبد الدكتور بأسف: البقية فى حياتكم. مدحت وهو يدفع الأبجورة لتسقط أرضا: لا يا ربى لأ ثم طلب من الدكتور الخروج من الغرفة ثم وجه حديثه لمساعده مدحت بفحيح أفعى: مش عايز مخلوق يعرف حاجة عن اللى حصل وخصوصا عزيز والا وقسما بالله مهسيبك عايش ولا لحظة مش عايزة أى حد يحس بحاجة فاهم. المساعد بخوف: متقلقش يا مدحت بيه هنفذ اللى طلبته. مدحت بضيق وخوف: كل حاجة اطربقت على دماغى عزيز لو عرف حاجة هتبقى مصيبة. __________________________ فى صباح اليوم التالى استيقظ مراد واستعد للذهاب إلى مدرسته ونزل للأسفل ليجد السفرة خالية. مراد: ليندا ليندا. ليندا: نعم مراد بيه. مراد: بابا وماما راحوا فين. ليندا: هرجوا . مراد: تطلع مراد إلى ساعته ليجدها السابعة والنصف، خرجوا راحوا فين. ليندا: مش عارف أحضرلك الفطار. مراد: لأ شكرا مش عايز اتفضلى إنتى. ليندا: تمام. أما فى بيت عادل الشيوى استيقظ الجميع مبكرا وتناولوا الافطار ليودع حمدى وأسرته نهلة وأهلها فهم عائدون إلى الصعيد واتفقوا على معاد الخطبة بعد أسبوع ليعودوا جميعا إلى سوهاج عدا أمنية التى ستذهب مرة أخرى إلى المدينة الجامعية لاستكمال دراستها عادل براحة: الحمد لله الموضوع تم على خير ألف. مبروك يا نهلة يا بنتى ربنا يسعدك يا بنتى يارب وتحققى كل اللى بتتمنيه. نهلة بحب: شكرا يا بابى فى حياتك يا حبيبى. ابتسم عادل بحزن فى وجه ابنته الحبيبة ينظر إلى ملامحها وملامح زوجته المحفورتين فى قلبه يريد أن يقضى ما تبقى له معهما هدى: نهلة يا حبيبتى أنا شلت من الأكل والجاتو زى مطلبتى عشان الحاجة عفت أنا عارفه قد إيه بتحبيها. نهلة: ربنا يخليكى يا مامى إنتى متعرفيش هى غاليه عندى قد إيه أنا هاخد الحاجات أوديهالها. عادل بحزن دفين: معلش يا نهلة ممكن تبعتى الحاجات مع السواق عايز أقضى معاكم اليوم كله انهارده أجازة من الشغل عايز أشبع من مراتى وبنتى حبيبتى اللى كبرت وبقت عروسة. نهلة وهى تحتضنه: اللى تشوفه يا حبيبى وحضرتك كمان واحشنا جدا. هدى: هشغل فيلم ولا مسرحية حلوة عشان نسمعها. نهلة بمرح: أيوه يا جامد . هدى وعادل: هههههههه. _________________________ فى بيت ميسون استيقظت عبير مبكرا كعادتها عبير وهى تضع الأطباق على السفرة: يلا يا ميسون الفطار جاهز يا حبيبتى تعالى كلى لقمتين قبل متروحى شغلك. ميسون من الداخل: حاضر يا ماما بلبس الطرحة وجاية. عبير: حاضر يا حبيبتى ثم سمعت خبط على الباب فذهبت وفتحت الباب لتجد رجل البريد ومعه ظرف الموظف: حضرتك السيدة عبير محمود عبير: أيوه. الموظف: اتفضلى استلمى الظرف وامضيلى هنا. استلمت عبير منه الظرف ومضت لينصرف الموظف وتغلق عبير الباب لتجد ميسون قد خرجت من غرفتها ميسون: مين اللى كان بيخبط على الباب ده يا ماما. عبير بتوتر وهى تُخفى الظرف وراء ظهرها: ده مصطفى بتاع اللبن يا حبيبتى كان بيشوف عايزين لبن ولا إيه. ميسون بشك: مصطفى متأكدة ثم لمحت الظرف لتسألها بتوجس وإيه اللى حضرتك مخبياه وراء ضهرك ده. عبير: ولا حاجة هخبى إيه يعنى. ميسون وهى تلتقطه بيدها: ورينى كده فتحت ميسون الظرف لتجد نفس تلك الرسالة المعهودة ومعها مبلغ من المال ميسون بانزعاج: تانى يماما أنا مش متفقة معاكى متاخديش من البنى آدم ده أى حاجة هو مش كفاية اللى حصلنا من تحت رأسه. عبير بحزن: يا بنتى اللى حصل ده كله مقدر ومكتوب هو ملوش يد فى اللى حصل. ميسون بصراخ: لأ متقوليش كده معتز هو السبب فى اللى حصل وأسماء اتقتلت بسببه لو مكنش دخل حياتنا كان زمان أختى لسه معانا ولسه بيبعت الفلوس مفكر ده هيعوضنا عن خسارتنا لأسماء منه لله حسبى الله ونعم الوكيل. عبير ببكاء: يا بنتى حرام عليكى اللى بتقوليه ده أختك ماتت لان ده قدرها وحتى لو مكنش فى معتز برده كانت هتموت محدش بيموت ناقص عُمر ومعتز كمان خسر باباه ومامته هو ملهوش ذنب مش كفاية منعاه يجى يزورنا ومع ذلك كل شهر بيبعت يطمن علينا وبيبعتلنا فلوس استغفرى ربنا يا بنتى وأسماء شهيدة يا حبيبتى. ميسون ببكاء شديد: مش قادرة أنسى اللى حصل وبموت لما بفتكر مش عارفه أعمل إيه بجد والله تعبت. عبير ببكاء وهى تأخذها بأحضانها: ربنا قادر يصبرنا يا بنتى قولى يارب يا حبيبتى. ميسون بحزن: يارب ________________________ بمستشفى النويهى يجلس الدكتور حسام النويهى على مكتبه مرتديا معطفه الأبيض يراجع آخر ماوصل إليه المرضى فى علاجهم ليسمع خبط على الباب حسام: اتفضل. منال العاملة: حضرتك طلبتنى يا دكتور. حسام بإبتسامة:أيوه اتفضلى اقعدى. جلست منال أمام حسام تشعر بالحيرة والتخبط ليرى حسام ذلك حسام: بصراحة كده يا منال أنا شايف إنك تاخدى أجازة طويلة شوية. منال بفزع: ليه يا دكتور أنا عملت حاجة لا سمح الله لازمتها إيه الاجازة لو كان صدر منى حاجة قولى يا دكتور. حسام بمكر: بصراحة من جهة عملتى حاجة فانتى عملتى وحاجة كبيرة كمان. تعرق وجه منال وخافت بشدة أى ذنب ارتكبته يا ترى لتُعاقب فهى كبيرة بالسن ووحيدة ليقاطعها حسام حسام بإبتسامة: إنتى قدمتيلى هدية كبيرة جدا ومعروف مش هقدر أنساه لما جبتيلى عروسة كويسة وأهلها ناس طيبين زى أميرة وعشان كده أنا لازم أكافئك. تنفست منال الصعداء لتقول بطيبة: حضرتك تستاهل كل الخير اللى فى الدنيا يا دكتور وربنا قال فى كتابه الكريم "الطيبون للطيبات" أنا كفاية عليا إن حضرتك تكون راضى عنى ومبسوط. حسام: لأ مش كفاية مكدبش عليكى أنا فكرت كتير إيه اللى ممكن أقدمه ليكى ويسعدك ولقيت مفيش أحسن من إنك تزورى بيت ربنا عشان كده اشتركت ليكى فى العمرة رمضان على الأبواب وكل سنة وإنتى طيبة. لم تصدق منال ما سمعته لتشعر بأن قلبها يكاد أن يتوقف من كثرة دقاته وذرفت عيناها الدموع لا تصدق أن الله استجاب دعوتها ولم يحرمها من زيارة بيته لتتجه بسرعة إلى حسام وهى تحاول تقبيل يديه ليجذبها حسام بسرعة حسام: اوعى تعملى كده ربنا هو اللى قدرلك بالعمرة دى أنا مجرد سبب إنتى ست مؤمنة عايزك تفرحى وتشكرى ربنا ومتنسناش من الدعاء. منال وهى تبكى وتضحك بآن واحد: إن شاء الله يا دكتور ربنا يسعدك وينولك اللى فى بالك يارب. حسام بسعادة: آمين وأنا مجهز كل ورقك وكل اللى هتحتاجيه فاضل شهر على رمضان عايزك تقعديه فى البيت وترتاحى ومرتبك هيوصلك وبزيادة. منال بإمتنان: ربنا يخليك ويحميك لشبابك يارب. ____________________________ وصل اللواء بدر مع زوجته إلى المستشفى للقاء الدكتور حسام النويهى كما طلب بدر للسكرتيرة: لو سمحتى بلغى دكتور حسام إن اللواء بدر الجارحى عايز يقابله. السكرتيرة: حاضر يفندم هبلغه دكتور حسام بيمر على المرضى اتفضل حضرتك استناه فى مكتبه. ذهب بدر وماجى إلى مكتب حسام لمقابلته فماذا سيحدث يا ترى أما ريم فقد ذهبت لاحضار مايخصها من بيتها الذى كانت تسكنه وصلت ريم إلى منزلها بتلك العمارة البسيطة ولكن سمعت بعض الأصوات فوقفت لتستمع فإذا بها ترى جارها ذلك البغيض يحادث شخص آخر بصوت منخفض للغاية ثم استلم منه مبلغ كبير من المال لتفتح ريم عينيها على وسعهما حين سمعت ما صدمها وبشدة فما هو يا ترى...