لكلٍ منا ماضٍ أليم، ولكن فاز من عبر عن حزنه ولم يكتمه بقلبه حتى تناسته الفرحة وأصبح معقدا أمام الناس ليُسمُونه القاسى. انتظر اللواء بدر وزوجته قرابة الربع ساعة بمكتب حسام حتى وصل بعدما علم بمجيئهم حسام بإعتذار "وهو يسلم عليهم " أنا آسف جدا على التأخير بس انهارده المفروض بمر على كل المرضى فاعذرونى. بدر بتقبل: ولا يهمك يا دكتور ده شغلك إدارة المستشفى كلمتنا وطلبت مننا نيجى نقابل حضرتك. ماجى بقلق: خير يا دكتور أيسن كويسة ولا لأ ياريت حضرتك تقدر موقفى أنا أم هتموت على بنتها اللى بقالها أكتر من تسع شهور مرمية فى المستشفى ثم انهمرت ببكاءها. حسام بجدية واشفاق: اهدى يا مدام لو سمحتى العياط مش هيحل أى حاجة أنا مقدر زعلكم ده جدا وخوفكم المبرر على الآنسة أيسن علشان كده طلبت أقابلكم. بدر: إيه المطلوب مننا يا دكتور إيه اللى المفروض نعمله عشان بنتنا ترجعلنا. حسام بتنهيدة: عايز أعرف ايه اللى حصل وخلى أيسن تنهار وتوصل للمرحلة دى وده هيعرفنا سر الكوابيس اللى بتجيىلها وليه لما بتشوف حضرتك بالذات بتفضل تصرخ أنا آسف بس لازم أعرف أصل المشكلة علشان أقدر أعالجها. تطلع بدر إلى ماجى بحزن شديد التى لم تكف عن البكاء لتحكى لحسام تفاصيل ذلك اليوم. فلاش باك: ماجى بقلق داخلى: يا بنتى استهدى بالله بقا خيلتينى. أيسن بقلق: يا ماما مش قادرة قلبى مقبوض وقلقانة على وليد جدا وبعدين بابا مش عارفه ليه بعته المهمة الخطيرة دى طلبت منه ومسمعش منى أنا هتجنن أنا هلبس وأروح له. ماجى بذعر: تروحى فين إنتى اتجننتى وبعدين دى مش أول مهمة وليد يستلمها ولو بباكى مش واثق فيه وفى قدراته كويس مكنش كلفه بيها من الأول اهدى بس يا حبيبتى أنا خايفة يحصلك حاجة. أيسن بخوف: يا ماما افهمينى المرادى غير كل مرة العصابة دى خطيرة جدا وحضرتك متأكدة من ده مش عارفه ليه بابا صمم ورفض يعفى وليد من المهمة دى بس. ماجى بقلق هى الأخرى: جيب العواقب سليمة يارب. قطع حديثهم ذلك نزول مراد من غرفته سريعا مراد: ماما بابا طالع دلوقتى فى حوار صحفى مباشر على التليفزيون. أسرعت أيسن وقامت بتشغيل التليفزيون على إحدى القنوات الاخبارية لتجد والدها بالفعل على البث المباشر ولكن يبدو عليه الحزن وبشدة والدموع عالقة بعينيه ليتآكل قلب أسيل بل قلوبهم جميعا من القلق لتضع أسيل يديها على قلبها الذى انقبض داخل صدرها لتفزع حين سمعت صوت والدها يتحدث بهذا الحديث الذى تمنت الموت قبل سماعه المذيع:سيادة اللواء ياريت حضرتك تقولنا إيه أخبار آخر مهمة الداخلية قامت بيها لان الناس كلها مهتمة بما انها قضية مهمة وتمس الأمن العام وأثارت الذعر مؤخرا. بدر بحزن عميق: المهمة تمت بنجاح وقبضنا على كل العناصر الاجرامية المشترِكة بس للأسف فقدنا الكثير من رجال الشرطة والعمليات الخاصة الأوفياء اللى مترددوش ولا لحظة إنهم يضحوا بحياتهم فى سبيل البلد (ليتحشرج صوته وتغلب عليه نبرة البكاء) ومن الشهداء اللى فقدناهم خطيب بنتى سيادة النقيب (وليد المنصورى). لتُعرَض بعدها صور هؤلاء الأبطال البواسل تتوسطهم صورة وليد خطيب أسيل ليعلنون بعدها حالة من الحداد حزنا على أرواحهم. نزلت تلك الكلمات على قلب أيسن كالصاقعة وأصيب مراد وماجى بالذعر لا يصدقون ما حدث هل فقدت أسرتهم ذلك الشاب الذى لم يكن سوى ابنا لها ولزوجها أحب ابنتها هنا نظرت ماجى بذعر وصدمة لابنتها التى تقف مثل الصنم عينيها مركزة فقط على الشاشة لا تُبدى أى ردة فعل لتسقط مغشيا عليها لتصرخ ماجى فابنتها ستُعانى مرارة الفقد. نهاية الفلاش باك: ماجى بإنهيار: ومن اليوم ده وهى كده لما مقدرناش نفوقها الدكتور اقترح علينا ندخلها المستشفى الكلام ده من أكتر من تسع شهور أرجوك يا دكتور تعمل أى حاجة أنا بنتى بتموت بالبطئ ومش عارفه أعملها حاجة وبدر كمان حاسس بالذنب من وقتها. حسام بمواساة: إن شاء الله هنعالجها وهترجع زى الأول وأحسن بس طبعا أنا محتاج مساعدتكم. بدر بأمل: وإحنا تحت أمرك يا دكتور. ________________________ بقسم الشرطة بالاسكندرية وصلت ريم لتتجه سريعا تسأل عن مكتب اللواء بدر الجارحى ريم:لو سمحت أنا عايزة أقابل اللواء بدر الجارحى. العسكرى بعنهجية:تقابلى سيادة اللواء مرة واحدة إنتى مين بقا يختى وعلى العموم سيادة اللواء مش موجود اتفضلى يلا من غير مطرود. ريم بصوت عالى: لو سمحت لازم أقابله الموضوع ضرورى ولو مقابلتوش هتحصل مصيبة. العسكرى بغضب: إنتى بتعلى صوتك ليه يا بنت إنتى قسما بالله ارميكى فى الزنزانة وألبسك قضية إزعاج سلطات . ريم: طيب إنت بقا اللى جبته لنفسك. العسكرى بغضب: لأ ده إنتى مش ناوية تجبيها لبر فى نفس الوقت جاء الملازم أحمد عبد السلام. الملازم أحمد: إيه اللى بيحصل هنا ده كانت ريم فى ذلك الوقت تعطى له ظهرها فلم يراها. العسكرى وهو يؤدى التحية: مفيش حاجة يباشا أنا آسف. ريم وهى تنظر له: لأ فيه يا حضرة الظابط. أحمد: أهلا يا آنسة ريم حضرتك جاية لسيادة المقدم. ريم بجدية: لأ كنت جاية أقابل اللواء بدر بس العسكرى ده مرضيش وهددنى. أحمد بغضب: ايه اللى عملته ده يا متخلف الآنسة ريم تبقى خطيبة المقدم معتز واللى عملته ده مش هيعدى بالساهل. العسكرى بخوف: أنا آسف ينهار أزرق المقدم معتز سامحينى يا هانم اللى ميعرفك يجهلك أبوس إيدك بلاش تقولى للباشا. ريم بحدة: مش وقتك دلوقتى أنا لازم أقابل اللواء بدر ضرورى جدا. أحمد: سيادة اللواء أجازة انهارده ممكن تقولى للمقدم معتز لو الموضوى ميتأجلش. ريم بتردد: ماشى. أحمد: تمام هنروح مكتب سيادة المقدم. اتجه أحمد وريم لنهاية الطرقة حيث مكتب معتز الحديدى طرق أحمد الباب ليسمح له معتز بالدخول معتز: أهلا يا أحمد تعال كنت عايزك أصلا لم يكمل حديثه حتى وجد ريم تدخل استغرب معتز بشدة من وجودها ريم: فى موضوع مهم وكنت هقابل اللواء بدر بس هو مش موجود. معتز وهو ينظر إلى عينيها: موضوع إيه. ريم: اللواء بدر فى حد عايز يقتله. معتز وأحمد: إيه فلاش باك اتفضل خد فلوسك أهيه والباقى هتستلمه بعد متخلص عليه ركز فى صورته كويس الباشا الكبير عايز يسمع أخبار كويسة. جار ريم بطمع: إن شاء الله بس الراجل ده اسمه إيه لا مؤاخذة. وإنت هيهمك فى إيه اسمه المهم تركز على هدفك كويس لازم تقتله وعلى العموم اسمه بدر الجارحى وأدى صورة أكبر ليه. اتسعت عينى ريم من الصدمة حين لمحت صورة اللواء بدر الجارحى لتنسحب بهدوء وهى تقرر إخباره بما حدث. نهاية الفلاش باك ريم: ده كل اللى حصل. معتز بجدية: مشفتيش الراجل اللى كان بيطلب منه يقتل سيادة اللواء. ريم بصدق: لأ للأسف كان عاطينى ظهره. أحمد: حددت مكان سيادة اللواء يا باشا موجود فى مستشفى النويهى حاليا. معتز: تمام لازم نتجه لهناك فورا بس مش هنروح بالزى الرسمى عشان نقبض على الراجل ده ونكشفه من غير ميحس بينا. أحمد: تمام يفندم. معتز وهو يأخذ أغراضه: يلا بينا بسرعة حاولت أكلم حسام يحذر سيادة اللواء بس موبايلاتهم مقفولة. خرج معتز مع أحمد ليجد ريم تسير معهم معتز برفعة حاجب: على فين. ريم: معاكم طبعا. معتز بنفاد صبر: معانا على فين هى رحلة حضرتك هتستنينى فى مكتبى مقدرش أخليكى تروحى حاليا. ريم: بس. معتز بحدة: مش عايز كلمة تانية. انصاعت ريم لطلبه بينما اتجه معتز مع أحمد سريعا إلى المستشفى فماذا سيحدث يا ترى. _____________________________ يلا يا حلو عايزاك تخلص فطارك كله عشان تاخد الدواء يلا بقا متغلبنيش معاك سليم بشرود: لارد. الخادمة بضيق: يا حبيبى كل فطارك عشان تكون كويس وتبقى ولد شاطر. سليم: لا رد. الخادمة بزهق: يوووه بقا أعمل إيه بس ياربى عزيز بيه لو عرف إنه مبياكلش هيطين عيشتى ويموتنى. فى نفس الوقت عند عزيز عزيز بغضب وهو يتحدث بهاتفه: يعنى إيه أتصل ومحدش يرد عليا. مدحت بتوتر: جرى إيه يا عزيز أكيد الخدم مسمعوش رنة التليفون وبعدين متقلقش كل شئ تمام المهم تعمل اللى كلفتك بيه. عزيز بعصبية:مش لازم كل شوية تفكرنى بس لو حصل حاجة من ورايا ساعتها هقلب الترابيزة على الكل وعليا وعلى أعدائى. مدحت بخوف: هيحصل إيه بس متقلقش. عزيز بغضب: ياريت يكون كلامك صح سلام ثم أنهى الاتصال. مدحت على الجانب الآخر: ربنا يستر عزيز مش هيجبها لبر ويارب الزفت ده يعرف يخلصنى من الزفت بدر الجارحى. وصلت ميسون إلى بهو الڤيلا لتجد عزيز يعطى لها ظهره ميسون بصوت مبحوح أثر بكائها: صباح الخير يا عزيز بيه. عزيز بنبرة جعلها هادئة: صباح النور. ميسون: ممكن أتعرف على ابن حضرتك. عزيز: اتفضلى اقعدى فى الجنينة وأنا هجيبه. خرجت ميسون وجلست على الكرسى بالجنينة لتمر دقائق ليأتى بعدها عزيز مصطحبا سليم عزيز: سليم دى ميسون هى اللى هتهتم بيك يا حبيبى وإنتى لو سمحتى خدى بالك منه. ميسون باستغراب من نبرته الهادئة: متقلقش يفندم. وضعت الخادمة الافطار على الطاولة وغادرت لتبقى ميسون التى نظرت إلى ذلك الطفل الهادئ الغير منتبه لها على الاطلاق ميسون: إيه ده امشى من هنا مش هتاخد الفطار بتاعنا يا حرامى إنت. كانت ميسون تنظر أمامها وتحادث الفراغ لتلاحظ انتباه سليم قليلا لتقرر الاستمرار فى تلك الخطة ميسون بتمثيل البكاء: هيهى هيهيه يعنى مش هتسبلى الأكل والله حرام كده. سليم وهو ينطق: مفيش حد. ميسون بإبتسامة: لأ فى حد شرير واقف وعايزة يسرق الفطار ثم اقتربت من أذنه: إيه رأيك ناكل الأكل ده بسرعة قبل ميلحق يسرقه. سليم ببراءة: ماشى. ابتسمت ميسون لأنها نجحت فى أسلوب تعاملها معه لتبدأ فى إطعامه كان عزيز يراقب كل شئ من البداية ليتنهد براحة فميسون قادرة على الاعتناء بطفله. ___''______________________ كان جار ريم يترصد ويمسك بمسدسه متوراريا خلف إحدى الأشجار أمام مستشفى النويهى ليرفع زناد مسدسه حين رأى بدر يخرج من المستشفى مع زوجته ليستعد لاطلاق الرصاص ليجد من يكمم فمه وقد كان معتز ليسحب أحمد منه المسدس معتز: إمشى معايا من غير صوت يا حيلتها وخليك إنت مع سيادة اللواء يا أحمد. أحمد: تمام يا باشا. سحب معتز ذلك المجرم المذعور بعدما وضع بيديه الكلبشات إلى سيارته لينطلق بعدها إلى قسم الشرطة أما أحمد فقد ذهب سريعا إلى بدر أحمد: سيادة اللواء الحمد لله إنك بخير. استغربت ماجى وأيضا بدر: فى إيه يا أحمد. أحمد: الآنسة ريم جات القسم وبلغتنا إن فى حد عايز يقتل حضرتك والحمد لله أنا و المقدم معتز وصلنا فى اللحظة المناسبة وقبضنا على المجرم ماجى بخوف: ربنا يستر أنا مش عارفة إيه اللى بيحصلنا ده ياربى. بدر وهى يربت على كتفها: كل شئ هيكون بخير يا ماجى متأكد المهم إنتى روحى البيت مع السواق وأنا هروح القسم وأشوف إيه الأخبار. ماجى: حاضر خد بالك من نفسك. *معتز بغضب: متنطق وتقول مين اللى وزك عشان تقتل سيادة اللواء. المجرم بخوف: مفيش حد يباشا. معتز وهو يذهب إليه: مفيش حد قولتلى ثم ضربه كف على وجهه بغضب شديد إنت شكلك محتاج تأديب وأنا هعرف أخليك تتكلم ياروح أمك. معتز بصوت عالى لذلك المخبر ذو البنية القوية والمخيفة: خده ظبطه لحد ميقول حقى برقبتى. المخبر بصوت قوى: تحت أمرك يباشا ثم جذب ذلك المجرم وانهال عليه بالضرب جلس معتز بعدها ينهج ثم تذكر ريم حين تركها فى مكتبه ولكن أين هى الآن ليتملكه الغضب معتز: هتكون راحت فين المجنونة دى لم يكمل حديثه حين سمع صوت ضحكات أنثوية عالية معتز بترقب: آه لو اللى فى بالى صح هتكون ليلة أمها سودة. خرج معتز سريعا وهو يتبع الصوت حتى وصل لآخر الطرقة ليجد المنظر كالآتى ريم تجلس على كرسى العسكرى الموجود فى الإستقبال أمامها سندوتشات عديدة مختلفة وبيبس وشيبسى وغيرها تأكلها بنهم والآخر يحكى لها عن مقالب زوجته وأيضا مشاجراتها المستمرة مع والدته لتضحك ريم بشدة معتز بغضب: الله الله إيه ده قلبتوا القسم لقهوة. ريم بخضة وهى تبتلع الطعام: حرام عليك قطعت الخلف يا راجل حد يخض حد كده. نظر العسكرى لريم بذعر معتز بعصبية: هو أنا مش قولتلك استنينى فى مكتبى إيه مبتسمعيش الكلام ليه ثم جذبها من ذراعها بقوة. ريم ببلاهة: والله استنيت بس كنت خارجة من غير مفطر وعصافير بطنى صوصوت بس العسكرى محمد كتر خيره جبلى السندوتشات دى قولت أفطر بقا. معتز بغضب: إن شاء الله مطفحتى ده إنت يومك مش معدى. ريم بخوف: سيادة اللواء. معتز بعدم تصديق: لأ بقولك إيه العبى غيرها يختى هو كل مرة ولا إيه. بدر من وراء معتز: فى إيه يا معتز بتزعقلها ليه. شُل لسان معتز وصُدم حين رأى بدر بالفعل معتز بتعلثم: مفيش حاجة يباشا أنا بس خوفت عليها لما ملقتهاش مستنيانى فى مكتبى. ريم ببرطمة سمعها معتز: وكمان كداب لينظر لها معتز نظرة جعلتها تصمت. بدر: أنا متشكر جدا ليكى يا ريم لولاكى كان زمانى ميت دلوقتى. ريم بمرح: ولا يهمك يا باشا دى حاجة بسيطة والشعب فى خدمة الشرطة 😂😂. ضحك بدر وأحمد عليها أما معتز فشعر بالغيظ. بدر: دلوقتى أنا هخلى العسكرى يوصلك لحد البيت معلش هنحتاج معتز معانا فمش هيقدر يوصلك. ريم ببلاهة: أحسن. معتز بتبريقة: اتفضل يباشا هنتكلم فى مكتبى. يتبع...