لا تثق بنفسك إلى حد الغرور، ولا تأمن الدنيا فهى غدارة، تعطى لك ما كنت تأمله لتسحب بعدها البساط من تحت قدميك نَاعِتة إياك بالمغفل.(بقلمى)
معتز بخضة:إياد إنت تقصد إن إياد جوة.
حسام بحسرة: كان بيجهزلنا العشاء فى المطبخ ثم التزم الصمت وبقى ثابتا لينظر معتز إلى حيث ينظر حسام ليرى إياد يظهر كالشبح بشعره الواقف وبشرته التى اسودت من كثرة الأدخنة التى ملأت المكان ملابسه مبعثرة وحالته يرثى لها
ضحك معتز بشدة لأول مرة منذ زمن طويل ولم يستطع كتم ضحكاته
تأمله حسام بسعادة فمنذ ذلك الحادث البغيض لم يجد معتز يضحك بسعادة هكذا أما إياد شعر بالتذمر
إياد بضيق: اضحك يا خويا اضحك إنت هامك إيك أنا بس اللى اسوديت ثم مسح وجهه بيده ليتلطخ أكثر بالسواد ليضحك معتز من جديد ليشاركه حسام هذه المرة.
إياد: يوووه بقا مش هخلص من رخامتكم دى الحق عليا جيت أعمل أكل بس للأسف كل حاجة باظت.
معتز بجدية: ولا يهمك بص أكيد حسام اللى اقترح الفكرة دى ، الخطط المهببة دى تخصه وانت غلطان إنك مشيت وراه.
حسام: طبعا حسام الوِحش دلوقتى الحق عليا قولت نتقابل بدل مكل واحد فى ركن لوحده، بس دلوقتى هناكل إيه وأنا كمان مشيت الخدم.
معتز: عشان تبقى تتصرف من دماغك، أنا هخرجكم نتعشى بره خد إياد ياخد شاور وخليه يلبس حاجة تانية وبسرعة عشان هموت من الجوع.
حسام: ماشى يا برنس صحيح أنا بعت الهدايا والفستان لأميرة لازم تبعت حاجة لخطيبتك أكيد منتظرة منك حاجة.
إياد: أيوه يعم وبعدين الخطوبة قريب وكمان المفروض تتفقوا على معاد تجيبوا فيه الشبكة.
معتز بتذمر: حاضر كنت ناقص أنا وجع دماغ أنا اللى جبته لنفسى....
______________________________
دخلت أميرة غرفتها لتجد المنظر كالآتى
ريم تفترش الأرض وحولها الكثير من الأوراق التى تصب بها تركيزها وبشدة على غير عادتها
أميرة: إيه ده ريم بتذاكر ده الدنيا هتمطر عندنا فى الصيف إيه الحلاوة دى.
ريم بلوية بوز: أنا فعلا بذاكر بس مش للكلية أنا بذاكر حاجات تفيدنى فى شغلى الجديد.
أميرة بعدم فهم: شغلك الجديد يعنى إيه.
ريم بحزن: أنا انطردت من المطعم اللى كنت بشتغل فيه قال إيه خايفين على سمعة المكان بتاعهم بعد الخناقة اللى حصلت بس الحمد لله هقدم على شغل تانى المفروض معادى بكرة بس خايفة ومش عارفه أعمل إيه.
أميرة: حبيبتى متقلقيش إنتى ناوية تشتغلى فين.
ريم: المفروض هشتغل فى مركز رياضى كبير مُدربة.
أميرة بضحك: نعم مدربة طب بذمتك ده شكل واحدة تشتغل مدربة هههههه.
ريم: اضحكى يختى أوى إنتى هامك إيه أنا حاسة إنى هتقبل وابقى شوفى.
أميرة:طيب ذاكرى بقا عشان تنجحى فى الاختبارات وأنا هعملك فنجان قهوة عشان يفوقك.
ريم: ماشى وهاتى لب وسودانى عشان نتسلى....
_________________________
فى بيت حمدى الشيوى كان يجلس أدهم شاردا فى غرفته يتذكر ما مر به فى الأيام الأخيرة وحين جالت فى عقله بعض الأحداث شعر بالضيق الشديد ليقطع خلوته بنفس صوت رنة موبايله
أدهم: ألو.
نهلة بصوت منخفض قليلا: ألو.
أدهم: معلش مين اللى بيتكلم.
نهلة: أنا نهلة يا أدهم.
اعتدل أدهم فى جلسته بتوتر: نهلة إزيك عاملة إيه بس أنا كنت نسيت أديكى رقم موبايلى..
نهلة بمقاطعة: كلمت أمنية وجبت رقم موبايلك منها عشان كنت عايزاك فى حاجة ضرورية.
أدهم بتوجس: خير يا نهلة قوليلى.
نهلة: للأسف الموضوع اللى عايزاك فيه مش هينفع على الموبايل لازم نتقابل فى أقرب وقت.
أدهم: طيب خلاص إحنا بعد كام يوم هنيجى عشان الخطوبة ونبقى نتكلم وقتها.
نهلة: مش هينفع نستنى لازم نتقابل قبل الخطوبة ضرورى.
أدهم بتوتر وحيرة: طيب خلاص أنا قريب جدا هاجى اسكندرية وهتصل بيكى نتقابل.
نهلة: تمام وأنا مستنياك باى باى.
أدهم: مع السلامة.
شعر أدهم بالحيرة الشديد فيما تريده نهلة ولم يصل إلى نتيجة، ليقنع نفسه بأنه موضوع يخص خطبتهما.
__________________________
كانت بيرى غاضبة وبشدة من تلك زميلتها الحقودة ،مازال حديثها اللاذع يتردد فى أذنيها ليشعرها بالغضب والضيق فى آن واحد لتسمع خبط الباب
خرجت بيرى من غرفتها لتجد أخاها قد وصل يبدو عليه الارهاق
بيرى: أخيرا جيت يا أبيه اتأخرت عليا انهارده.
أحمد وهو يضع مفاتيحه على الطاولة الزجاجية:معلش يا بيرى حقك عليا بس كان عندى شغل كتير انهارده ميتأجلش عاملة إيه يا حبيبتى.
بيرى: الحمد لله غير هدومك وأنا هسخن الأكل عشان ناكل سوى.
أحمد: ماشى يا قلبى.
مر بعض الوقت حتى جاء أحمد مرتديا ترنج بيتى باللون الأسود ليجد بيرى تنتظره
بيرى: اتفضل يا أبيه خليت الشغالين يجهزولك الأكل اللى بتحبه.
أحمد بحب: تسلميلى يا قلبى ثم بدأ يأكل بشراهة ليلاحظ بيرى التى تقلب الطعام دون أن تأكل تبدو شاردة فى أمر ما.
أحمد بقلق: فى إيه يا بيرى مبتاكليش ليه مش عادتك إنتى عايزة تقولى حاجة صح.
بيرى بتردد: مفيش حاجة معينة بس.
أحمد:بس إيه معقولة هتخبى عن أخوكى حبيبك قولى اللى شغلك مش إحنا صحاب.
بيرى بترقب: بصراحة المدرسة مجهزة رحلة للقاهرة لمدة 3 أيام وأنا عايزة أروح.
أحمد وهو يترك الشوكة من يده: مش إحنا اتكلمنا فى الموضوع ده قبل كده وأظن عارفه رأيى فيه كويس.
بيرى بزعل: فكرت ممكن تغير رأيك خصوصا إن صحابى كلهم رايحين الرحلة دى، وكان عندى أمل توافق.
أحمد بضحك: أمل ماتت😂😂 ثم تابع حديثه بجدية: إنتى عارفه أنا بحبك وبخاف عليك إزاى ويهمنى سلامتك وكمان مينفعش بنوتة زيك تروح رحلة 3 أيام لوحدها.
بيرى بحزن:خلاص يا أبيه مش هروح وهعمل اللى انت عايزه.
أحمد بحنان: مش عايزك تزعلى ودموعك دى متهونش عليا ثم مسح الدموع التى سقطت على وجنتيها الناعمتين ثم قال ببعض المرح خسارة يا بيرى كده مش هقدر أقولك على مفاجأتى.
بيرى بطفولة: مفاجأة إيه.
أحمد: لأ خلاص بقا مش بتعيطى كده مش هقدر أقولك.
بيرى وهى تمسح دموعها سريعا: خلاص مش بعيط قولى بقا.
أحمد بإبتسامة: ماما وبابا جايبن مصر قريب أوى وهيقعدوا معانا علطول.
بيرى بفرحة وعدم تصديق: إنت بتتكلم بجد يعنى مش هيسافروا تانى.
أحمد:أيوه عايزك تبقى عاقلة بقا عشان ميقولوش إنى قصرت معاكى ثم قرصها من وجنتها بلطف.
بيرى وهى تقفز عليه وتحتضنه بفرحة: آه أنا فرحانة أوى ومش مصدقة إنت أحلى أخ فى الدنيا ثم قبلته من وجنتيه بقوة.
أحمد بضحك: هتموتينى يا بت أنا غلطان إنى قولتلك فكرتك آنسه كبيرة طلعتى طفلة هههههه.
بيرى بضحك: برضه مش هسيبك لتقبله مرة أخرى وهى تزغزغه بشدة حتى أدمعت عيناه من الضحك فماذا سيحدث يا ترى...
________________________
فى تمام الساعة السابعة صباحا فتح معتز عينيه ليشعر بثقل على جسده ليجد إياد يمدد قدميه على صدره ورأسه فى آخر السرير
معتز بضيق: إنت يا زفت اصحى مش قادر أقوم يخربيتك ده أنا حاسس إنى اتشليت.
إياد بنوم: فى إيه سبنى أنام واطفى النور واطلع بره يَلاَ.
معتز وهو يشير لنفسه: أنا أطلع برة ده إنتى يومك مش معدى ليأخذ كاسة ماء من على الكومود ليسكبها بغيظ على وجه إياد
إياد بفزع: بغرق الحقونى ليكتم صرخاته حين لمح وجه معتز الغاضب لينتبه لنفسه فيبدو أنه قد أزعجه بسبب طريقة نومه.
إياد بخوف: أنا هقوم أهو اوعى تزعل انت بس ليخرج من الغرفة سريعا ليصطدم بحسام الذى ضحك على مظهره المذعور.
حسام: شكلك يغنى عن حالتك والله كنت طيب يا إياد ههههه.
معتز بغضب: خد الحيوان ده ولما الشغالين اللى حضرتك مشيتهم ييجوا خليهم يجهزوله الأوضة اللى جنب أوضتك إنتوا الاتنين هُبل زى بعض أنا مش ناقص غباءكم ده ليغلق الباب فى وجهما بقوة.
حسام: عنيف أوى معتز هههههه.
إياد وهو يهمس: اسكت ليسمعنا يخربيت كده.
حسام وهو يضع يده على فمه: والله معاك حق يلا بينا من هنا.
أنهى معتز روتينه الصباحى ليذهب بعدها إلى قسم الشرطة ليتابع عمله ليلاحظ ازدحام الظباط وذهابهم بسرعة تجاه مكتب اللواء بدر الجارحى...
معتز لأحد الظباط: فى إيه وإيه كل الزحمة دى.
الظابط: فى مسجون اتقتل يا باشا.
معتز بصدمة: إيه......
يتبع.......