الحياة ليست دائما كما نتمنى، فقد تعيش أنت فى آثار ذنب اقترفه أحدهم، ولكن حين تصيبك لعنة الحب تأخذك فى دوامة من الصعب أن تتخلص منها.(بقلمى). لم يصدق حسام ما رأته عينيه حين فتح ذلك الملف ليجد اسم المريضة هو (أيسن بدر الجارحى) بنت اللواء بدر الجارحى مدير صديقه. حسام: مش معقول. ذهب حسام سريعا إلى غرفة معتز ليسأله فلم يجده ليتجه سريعا إلى غرفة الجيم فمعتز دائما يذهب إلى تلك الغرفة ليخفف غضبه. وجد حسام معتز يمارس الرياضة فى تلك الغرفة وقد بدا عليه التعب والارهاق فقد كان يتصبب عرقا ووجهه أحمر بشدة جراء ما بذله من جهد قاسى لعله ينسى أحزانه التى تؤرقه. حسام بجدية: معتز عايز أتكلم معاك ضرورى فى موضوع مهم خد شاور وتعالى هستناك فى المكتب. معتز وهو يلهث ليلتقط أنفاسه: تمام. وبالفعل أخذ معتز شاور لعله يهدئ من نفسه الغاضبة ثم ارتدى ملابسه وذهب إلى غرفة المكتب ليتحدث مع حسام. معتز: إيه بقا الموضوع الضرورى اللى عايز تكلمنى فيه ومينفعش يتأجل. حسام بجدية: اللواء بدر الجارحى. معتز بإستغراب: ماله. حسام: عنده بنت. معتز: كل اللى أعرفه إنه عند بنت واحدة وولد واحد لسه فى ثانوى. حسام بجدية: معتز بنت اللواء بدر مريضة بتتعالج عندى فى المستشفى بقالها أكتر من تسع شهور حالتها صعبة ومش بتتحسن عرفت الموضوع ده بالصدفة فقولت أسألك يمكن تكون عارف حاجة خصوصا إن البنت حالتها صعبة جدا. معتز: أنا دى أول مرة أسمع حاجة عن الموضوع ده ومعنديش أى فكرة. حسام: أنا محتاج أقابل اللواء بدر ومراته أنا عايز أعرف السبب اللى وصلها للحالة دى علشان أعرف أعالجها. معتز: خلاص حاول تتكلم معاه طالما الموضوع ده هيفيدك فى العلاج إنت دكتور وأدرى بشغلك. حسام: تمام هجهز للموضوع ده وكمان عايز أكلمك عن موضوع تانى. معتز بملل: خير مواضيعك كترت انهارده يا حس. حسام بإبتسامة: أنا قررت أتجوز وأكمل نص دينى. معتز بلا مبالاة: مأنا عارف إنك هتموت وتتجوز إيه الجديد يعنى. حسام: لا مأنا لقيت العروسة ومستنى أهلها يحددوا المعاد عشان أتقدملها. معتز بدهشة: نعم يخويا ودى لحقت تلاقيها فين وجاى تقولى دلوقتى كنت استنى أما تحدد الفرح وتبقى تعزمنى. حسام بضحك: متزعلش وبعدين إنت هتبقى ولى أمرى الأيام الجاية وهتيجى معايا وأنا رايح أخطب وتقول عنى كام كلمة حلوين عشان أهلها يوافقوا. معتز: يابنى إنت ناسى إنى قدك فى العمر قال ولى أمرك قال بس برده عرفتها منين وإزاى. حكى حسام لصديقه كل شئ قالته منال له. معتز: إنت أكيد مجنون عشان توافق تتقدم لبنت كده من غير متشوفها لأ وكمان عامله عندى فى المستشفى هى اللى قايلالك عليها أنا مستغرب. حسام: أنا حاسس إنها هتكون بنت كويسة وكمان منال قالتلى إنها محترمة جدا وفى كلية هندسة وأنا متفائل وحاسس إنى مرتاح وادينى مستنيها تقولى على المعاد اللى هتقدم فيه. معتز بكبرياء: خلاص طالما مطمن ربنا يوفقك يابنى وأهو أفرح بيك وأشيل ولادك قبل مموت😂😂. ضحك حسام على صديقه فيبدو أنه قد أصبح ولى أمره من الآن (فاللهم صحبه كهذه). ______________________________ ★فى صباح يوم جديد يشكل بداية لبعضهم والبعض الآخر يعتبره نهاية لوهم عاش فى مخيلته لسنوات تدق الساعة السابعة صباحا فى بيت آل الشيوى بسوهاج يجلس الحاج حمدى مع زوجته نعمت ومعهم أدهم يتناولون طعام الافطار مبكرا كعادة أغلب أهالى الصعيد بل أجمعهم ليقطع ذلك الهدوء صوت الخادمة وهى تتعثر تحمل تلك الحقائب الثقيلة الخاصة بالك السيدة الصغيرة مدللة والديها (أمنية) أو كما تسمى نفسها المهندسة أمنية الشيوى. الخادمة: آه يانى كل دى شيلى تقيلة جوى يابوى. نعمت: فين مقصوفة الرقبة أمنية. أمنية بمرح وهى تنزل من على السلالم بسرعة: أنا اهنيه يا ست الكل اتوحشتك جوى الكام ساعة دول معرفش هسافر كيف وهملك. حمدى: تعالى يا أمنية افطرى عشان أخوكى بعدها يوصلك لمحطة القطر وبلاها الحديت دى اللى عم تاكلى عقولنا بيه. أمنية وهى تركض وتقبل يد والدها ووالدتها: بجا جديه يا أبوى على فكرة أنا بحبكوا جوى جوى وعم قول الحقيقة. حمدى بحب: أنا خابر يا روح أبوكى إنتى ثم طبطب على كتفها بحنية شديدة يلا يا بنتى تعالى كلى. أمنية: حاضر يابوى ثم جلست بجانب والدتها لتتناول طعام الافطار. نعمت بحب: عايزاكى تاخدى بالك من نفسك يا بتى وتاكلى منيح بلاش البتاع اللى عم تمشى عليه ده بقيتى شبه البوصة. أدهم بضحك: هههههه هى بجت جديه فعلا بلاش دايت اليومين دول لنلاقيكى اختفيتى😂😂. أمنية وهى تضربه بخفة: بجا أنا شبه البوصة ده كل البنات نفسهم يبقوا فى رشاقتى ديه عود فرنساوى إيش فهمك إنت خليك إنت تاكل من الوكل اللى غرقان سمنة ديه لحد البنت نهلة مترضاش تتجوزك. نعمت: بس يا مقصوفة الرقبة إنتى مش عايزة تاكلى من الوكل ده إنتى حرة بس سيبى أخوكى ياكل ده أنا ابنى سيد الرجالة وألف بنت تتمنى ضوفره. أمنية بضحك: مين يشهد للعريس مهو ابنك الغالى صح ولا أنا غلطانة😂😂. نعمت بحب: طبعا يختى ابنى وحبيب قلبى هو أنى حيلتى غيره من الدنيا دى ربنا يخليه ويبارك فيه وأشوفه متهنى وألاقى عياله ماليين عليا الدار. أدهم بحب: ويخليكى ليا يا ست الكل ومتحرمش منك واصل ولا من حنيتك عليا ثم غمز لأخته بغيظ. أمنية بضجر: يوووه بجا هو مفيش غير أدهم فى البيت ديه ولا إيه. حمدى: أدهم حبيب أمه وإنتى روح أبوكى والنفس اللى عم يتنفسه ده إنتى من المؤنسات الغاليات❤️❤️. أمنية: ربنا يديمك ليا يا أبوى ثم قبلته من وجنته ثم غمزت هى الأخرى لأدهم كما فعل معها. ضحكت نعمت على أفعال ولديها العزيزين فمهما كبرا سيظلان فى نظرها أطفال صغار يملأن حياتها بالسعادة فنظرت إليهما بفرحة حتى لمعت الدموع بعينيها. حمدى: أمكم هتبكى بسببكم كفاياكم جديه يلا خلصوا فطاركم عشان تلحقوا مشواركم ثم وجه حديثه لأمنية إحنا يومين جديه وهنسافروا لعمك اسكندرية وهنشوفك هناك. أمنية: اسكندرية كلها هتنور بيكوا يا ابوى. نسيبهم بقا يكملوا فطارهم ________________________ ★قد لا ينام أحدهم فيظل طيلة لياليه ساهرا، فقد وقع قلبه أسيرا للشوق يعتصره بين قبضتيه ، والآخر فى ملذاته يتنعم، فما أسوء الحب من طرف واحد فهو كاللعنة التى لا تترك صاحبها وكالحية التى تبث فيك سمها فلا تتركك حتى تموت. وصل ذلك العاشق أخيرا إلى أرض الوطن الحبيب الذى فارقه لسنوات ، ليفوز بمن ملكت قلبه وأنسته العالم أجمع. إياد بفرحة غامرة: أخيرا أنا مش مصدق نفسى معقولة وصلت مصر أخيرا وهشوف أسيل من تانى دق قلبه بشدة ولمعت عينيه ببريق الحب حين ذكر اسمها فهو عاشق أصيب بلعنة العشق التى سحبته إلى أعماق ليس لها آخر. فالحب يا صديقى لا يعرف الزمان ولا المكان ولا العمر ولا أى شئ سوء نبضة قلب تعلو فى لحظة قادرة أن تغير حياتك بأكملها ، ولكن يتحطم ذلك الشغف ويموت عندما تدرك أنك قد وقعت أسيرا لوهم وخدعة أقنعك بها أحدهم بصدق مزيف. لم يطق إياد صبرا ليرى محبوبته فطلب من السائق أنه يوصله بسرعة البرق إلى ذلك العنوان الذى سيغير حياته للأبد. وصل إياد بعد فترة إلى تلك العمارة التى تقطن بها حبيبته أو من ستتسبب له فى عذاب يعيده إلى واقعه من جديد فيغلفه برداء القسوة. ذهب إياد إلى بواب تلك العمارة ليدله على رقم الشقة التى تسكن بها أسيل. إياد: لو سمحت. البواب: تحت أمرك يا بيه أقدر أخدمك بإيه. إياد: الأمر لله تقدر تقولى الآنسة أسيل محسن ساكنة فى أنهى دور أنا عرفت إنها ساكنة هنا مع والدها ووالدتها. البواب بتذكر: أسيل أسيل على حد معرفتى مفيش غير الست أسيل اللى ساكنة فى الرابع بس دى متجوزة وعندها ولد. إياد بصدمة وعدم تصديق: لأ لأ أسيل اللى بسأل عليها دى مش متجوزة وعايشة مع عيلتها اسمها أسيل محسن الصافى طويلة وعنيها خضراء أكيد إنت قصدك على واحدة تانية. البواب: مفيش حد هنيه اسمه أسيل وبالمواصفات دى غير الست اللى قولتلك عليها متجوزة دكتور بقالها سنتين ووالدها دايما بيجى يزورها واسمه محسن يبقى إزاى مش هى يا بيه أنا متأكد إنها هى. إياد: لأ مش معقول أسيل وعدتنى إنها مش هتكون لحد غيرى أسيل بتحبنى أيوه بتحبنى وعمرها مهتوافق تتجوز غيرى أكيد العنوان غلط ثم سار خطوتين ليوقفه نداء البواب. البواب: يا بيه استنى يا بيه أهيه الست أسيل نازلة مع جوزها وابنها شوف إذا كانت هى اللى عم تدور عليها ولا لا. التفت إياد لتقع عيناه عليها هى نفسها أسيل بضحكتها التى أسرته ليراها تبتسم لذلك الذى يسير معها يحتضنها من كتفيها وتحمل تلك التى سماها معشوقته طفل صغير يشبهها فى ملامحها التى حفظها عن ظهر قلب ليتأكد أنها لم تعشقه كما عشقها بل خدعته وأخلفت وعدها لتسقط دموعه شلالات على ذلك الحب الضائع وذلك القلب الذى حطم إلى أشلاء على يد من أحبه فيالا عجائب القدر؟!! ___________________________ ★حين تمنحك الحياة الفرصة لتعيش السعادة من جديد اغتنمها ولا تضيعها من يدك حتى لا يأتى الوقت الذى تندم فيه وتنفذ به كل فرصك فتظل وحيدا تتناقلك ويلات الحياة. وصلت ريم إلى جامعتها مسرعة فقد تأخرت كثيرا فقد عاشت يوما كأنه الدهر ريم: صباح الخير ياعم سيد (رجل الامن على البواب). سيد: صباح النور الكارنيه. ريم : ثوانى ثم أخذت تفتش فى حقيبتها فلم تجده يووه بقا أنا كنت ناقصة ثم قالت: بصراحة سكلى نسيته فى البيت ومش لاقياه فى الشنطة معلش يا عم سيد خلينى أدخل انهارده بس وبعد كده نش هنساه. سيد ببرود:مينفعش دى قوانين الجامعة وأنا أعرف إنك فى الجامعة إزاى وأدخلك على أساس إيه وأتعاقب أنا. ريم: ياعم سيد حرام عليك أنا بقالى ٣ سنين باجى على نفس البوابة كل يوم وأصبح عليك وأنا داخلة وبعدين مين الأهبل ده اللى هييجى هنا برجليه ده أنا لحد دلوقتى بندم. أخذت ريم تقنعه حتى وافق على مضض فى النهاية بعدما أخذ منها وعدا أنها لن تنسى كارنيه الكلية مرة أخرى. تطلعت ريم بساعة يدها لتجد أنها قد تجاوزت العاشرة والثلث فقد بدأت محاضرتها من ثلت ساعة تقريبا، ومن حظها أن ذلك الدكتور يأتى على معاده بالظبط اتجهت ريم إلى باب المدرج وجاؤت لتدخل فأوقفها صوت الدكتور. الدكتور: جاية متأخرة تلت ساعة والمحاضرة إبتدت اتفضلى اطلعى برة وخدى الباب وراكى أنا مبدخلش حد بعدى لو عايزة تحضرى المحاضرة يبقى تيجى على المعاد اتفضلى يا آنسة كفاية عطلة لحد كده. خرجت ريم فهى لا تستطيع مجادلة ذلك الدكتور فهو أيضا عميد الكلية. ذهبت أميرة بعد انتهاء المحاضرة إلى الكافيتيريا لتجد ريم تنتظرها. أميرة: اتأخرتى ليه يا ريم راحت عليكى المحاضرة مش عادتك يعنى تيجى الجامعة متأخرة. ريم: غصب عنى وصلت البيت متأخرة إمبارح ومنمتش كويس كفاية اللى شوفته أصلا. أميرة: احكيلى كل حاجة ليه قبضوا عليكى وإزاى خرجتى ومين اللى كنتى بتجرى منه امبارح أنا قلقت عليكى جدا. حكت ريم لأميرة ما حدث معها فى ذلك اليوم حتى الكلام الذى قاله جيرانها عنها. أميرة: يخرب عقلك يا ريم إزاى تحطى نفسك فى مشكلة زى دى وتورطى نفسك مع الظابط ده إنتى اتجننتى. ريم بضيق: أنا مكنتش عارفه أعمل إيه لو مقولتش كده كنت هتحبس بسبب الراجل الزبالة اللى فضل يتبلى عليا أنا هربت من الظابط بالعافية بتمنى ميلاقنيش الحمد لله المحضر اتقطع. أميرة: ربنا يستر وميلاقكيش وإنتى يا ريم بلاش ردود أفعالك دى وحاولى تكونى هادية عشان ميحصلش مشكلة تانية. ريم: هحاول قوليلى إنتى مالك كده انهارده حساكى متغيرة. أميرة بتوتر واضح: ريم عايزاكى تيجى معايا بكرة نشترى فستان لان فى عريس جاى يتقدملى وماما مصرة أشترى حاجة جديدة. ريم بفرحة: ألف مبروك يا حبيبتى ده أحلى خبر سمعته ربنا يتمم بخير يا قلبى ويسعدك يارب وبعدين طنط نهاد بتفهم والله لازم تجيبى حاجة جديدة كده وتفرحى سيبيلى نفسك وأنا هظبطك. اميرة: أنا متشكرة جدا يا ريم إنتى أحلى صاحبة فى الدنيا ربنا يديمك ليا يارب ريم بحب: متشكرة إيه يا هبلة إحنا إخوات مش صحاب بس ربنا يوفقك يا قلبى❤️❤️. ________________________ فى مستشفى النويهى ذهبت منال إلى مكتب حسام لتقابله فطرقت على الباب حتى أتاها رده من الداخل فدخلت منال: ممكن أخد من وقت حضرتك شوية يا دكتور. حسام بإبتسامة: طبعا اتفضلى اقعدى يا حاجة منال. منال: يزيد فضلك يا دكتور. حسام بترقب: ها إيه الأخبار. منال: كل خير يا دكتور أنا اتكلمت مع أهلها عن كل حاجة وفهمتهم إنك أهم حاجة عندك البنت تكون محترمة وأهلها ناس كويسين وهم وافقوا من حيث المبدأ وحددوا معاد يوم الخميس عشان تيجى تتقدم. حسام بفرحة: بجد طب كويس جدا بس قوليلى ثم قاطع حديثهم صوت صراخ من الخارج؟!! يتبع.....