صدمنى واقعى الأليم ،وبديت طائرا وحيدا تهدم عشه، أصبحت مشردا تتقاذفنى الأهوال كيف لى أن أعيش بقلب ماتت أوردته. هبطت الدموع من عينى ذلك العاشق الذى ظن أن السعادة تنتظره لينال حب عاشه لسنوات ولكن تأتى الريح بما لا تشتهى السفن تتخبط بذلك الذى ينبض لتجعله كتلة من حجر أصم . يقف إياد على شط البحر الذى علت أمواجه بشدة غاضبة لأجله لأجل قلب أحب بصدق وإخلاص فكان من نصيبه الخذلان والخيانة، كيف له أن يصمد أمام معذبه. كان يفكر بشرود فى تلك التى حطمته ماذا فعل حتى يرى هذا اليوم، أصبح وجهه ذابلا من كثرة البكاء يتذكر صوت ضحكتها لذلك الذى سرقها منه لا بل هى التى وهبته نفسها غافلة عن ذلك الذى سلبت منه كل شئ متناسية وعدها يبدو أنها لم تطق الانتظار أو أغرتها ظروف الحياة. صرخ إياد من أعماق قلبه المجروح: آه ليه بيحصل معايا كده ليه يا أسيل تعملى فيا كده أنا حبيتك من كل قلبى ، كنت مستعد أعمل أى حاجة بس ترضى سافرت واتغربت عشان خاطرك عشان أحققلك أحلامك وأخليكى تعيشى فى مستوى عالى ، ليه ده يكون جزاتى ليه رفعتينى لسابع سما وبعدها ترمينى لسابع أرض ليه علقتينى بيكى ليه مفكرتيش فيا، أنا بكرهك يا أسيل ثم خانه ذلك الذى عاش مرددا لاسمها سنوات طويلة لأ أنا بحبك بس ليه حصل معايا كده. محدش بيختار الشخص اللى بيحبه للأسف نظر إياد بعينين دامعتين لذلك الذى وضع يده على كتفه يواسيه ولم يكن ذلك سوا الذئب إياد: أنا عملت كل حاجة أقدر عليها حبيتها من كل قلبى اتحملت بعدى سنين فى بلد غريب معرفش فيه حاجة نحت فى الصخر عشان محرمهاش من أى حاجة بس هى أنانية راحت اتجوزت من حد تانى فى أول فرصة مترددتش وباعتنى. معتز بمواساة: للأسف مش كل الناس بتعرف تحب الحب اللى إحنا عايزينه ومش دايما بتحصل على الحب اللى اتمنيته من قلبك إنت مثلا حبيت بنت لو حبتك بجد عمرها مكانت باعتك كده لإن اللى بيحب حد عمره ميفكر يأذيه متزعلش على حب كاذب ومتسمحش لحاجة زى دى إنها تأثر عليك. إياد بحزن: ياريت لو أقدر أشيل حبها من قلبى بس مش بالسهولة دى أنسى كل حاجة كنت مبسوط جدا لان رجعت وهشوفها بس بقيت أتعس انسان. معتز: الوقت كفيل ينسيك كل العذاب اللى مريت بيه أنا حبيت بنت وكنت هتجوزها بس الظاهر إن الدنيا استكترها عليه كانت زى النسمة حبيتها وحبتنى بجد بس سابتنى لوحدى فى دنيا قاسية بس القدر أكيد هيطبطب على جروحنا صدقنى. إياد بإبتسامة: أنا بشكرك جدا على الكلام ده متعرفش قد إيه فرق معايا ياريت عندى صديق أقدر أحكيله مشاكلى. معتز بابتسامة: اعتبرنى الصديق اللى تحكيله مشاكلك وتأمنه على أسرارك ثم قدم له نفسه أنا معتز الحديدى ظابط شرطة برتبة مقدم. إياد: من حظى الكويس إنى قابلتك ويسعدنى إنك تعتبرنى صديق ليك وأنا إياد الحسينى خريخ كلية تجارة عندى أخت واحدة متجوزة وعايشة مع جوزها وولادها في السعودية ووالدتى عايشة معاهم ووالدى متوفى. معتز بابتسامة: كده بقينا تلاتة. إياد باستغراب: مش فاهم. معتز: أقصد بقينا تلات أصدقاء أنا وانت وصديقى الصدوق وأخويا الدكتور حسام النويهى أكيد هعرفكم على بعض حسام محترم وطيب جدا وأنا واثق إننا هنكون شلة محصلتش. إياد: أنا مبسوط جدا إنى اتعرفت عليك كلامك هون عليا اللى حصل لولا وجودك مكنتش هعرف أعمل إيه وكنت حرفيا هتدمر. معتز: القدر دايما بيحطنا فى طريق بعض عشان نهون على بعض ونعرف نعيش ، لو كل واحد احتفظ بوحدته وفضل بعيد دايما هيحس بكل حاجة صعبة وقاسية ومش هيقدر يتأقلم الصداقة أحسن حاجة فى الدنيا قولى بقا إنتى ناوى تعمل إيه بعد مرجعت ولا هتسافر تانى. إياد: لأ أنا ناوى أستقر فى مصر كفايانى غربة اللى اتغربت عشانها طلعت متستاهلش ومقدرتش ده أنا هأسس شغلى هنا وأبدا من جديد. معتز: ربنا يوفقك يارب. إياد: ربنا يخليك ثم عانقه بحب ليبادله معتز العناق وهنا تبدأ رحلة جديدة من الصداقة.... _______________________________ فى أحد الأحياء الشعبية بمدينة الاسكندرية التى يدل مظهرها المزرى على حالة ساكنيها وبداخل إحدى هذه البيوت نجد فتاة تجلس على كرسى متهالك ترتدى نظارتها الطبية التى أخفت جمال عينيها العسليتين ممسكة بجرنال تقرأ مابه كعادتها بالأيام الأخيرة تبحث به عن وظيفة ليقطع تمعنها بقراءة الجرنال صوت والدتها عبير: خدى يا حبيبتى اشربى كوباية النيسكافيه دى عارفة إنك بتحبيه. ميسون بإمتنان: دايما حاسة بيا جيه فى وقته من الصبح وأنا حاسة بصداع. عبير بحنان: أكيد من قلة النوم إنتى طول النهار بتقرأى إعلانات الوظايف ومش راحمة نفسك ولا بتاكلى كويس ولا بتنامى كويس معلش يا بنتى أنا عارفة إنى بقيت حمل عليكى وأنا مريضة قلب ومصاريفى كتير ومعاش بباكى مبقاش يكفى.. ميسون: إوعى أسمعك تقولى كده إحنا بعد موت بابا وأسماء معدش لينا غير بعض أرجوكى متفكريش بالطريقة دى الزعل وحش عليكى وصدقينى أمورنا هتتحسن وأكيد هلاقى شغل صحيح أنا خريجة دبلوم بس معايا كورسات كتير وووو عبير: ردى يا حبيبتى على الموبايل يمكن يكون حد من أصحاب الوظائف اللى قدمتى فيهم. ميسون: ألوو أيوه أنا ميسون مين حضرتك. المتصل: معاكى الأستاذ سامى بكلم حضرتك بخصوص الوظيفة اللى قدمتى فيها وحضرتك اتقبلتى وكنت عايز أعرف هتيجى امتى عشان تستلمى شغلك وتمضى العقد. ميسون بفرحة: أنا جاهزة يفندم وهاجى بكرة إن شاء الله متشكرة جدا وإن شاء الله أكون عند حسن ظن حضرتك. سامى بعملية: تمام معادك بكرة الساعة تمانية فى نفس العنوان اللى فى الاعلان وياريت متتأخريش وتجيبى ورقك معاكى. ميسون: تمام يفندم هاجى على الميعاد مع السلامة ثم أغلقت الخط. عبير: خير يا حبيبتى إنتى اتقبلتى فى وظيفة من اللى قدمتى فيهم. ميسون بفرحة: أيوه الحمد لله يا ماما كنت عارفه إنه ربنا هيكرمنى وبالمناسبة السعيدة دى هعمل أحلى صنية بسبوسة ونحتفل. عبير بإبتسامة: ربنا يفرح قلبك يا بنتى ويسعدك ويرزقك بابن الحلال يارب وأطمن عليكى. ميسون بزعل مصطنع: بقى كده يا عبورة عايزة تخلصى منى وتجوزينى لأ مكنش العشم. عبير وهى تأخذها بأحضانها: أنا برده ده أنا نفسى أفرح بيكى وأشيل ولادك يا حبيبتى إنتى روحى يا ميسون. ميسون بحب وهى تحتضنها بشدة: ربنا يديمك ليا يا حبيبتى. _______________________________ فى شركة الشيوى خصوصا فى مكتب عادل الشيوى نجده منهمك فى بعض الأوراق ليشعر بدوار يجتاحه فوقف وفك رابطة عنقه ثم التقط من ذلك المسكن الذى أوصاه له الطبيب ليخفف آلامه الشديدة فقد تضاعفت آلامه فى الأيام الأخيرة ووصل به ذلك المرض اللعين إلى مراحله الأخيرة فقد نقص وزنه بشكل ملحوظ وظهرت على وجهه ملامح الإعياء حتى أن زوجته سألته عن ذلك ليبرر لها ذلك أنه من كثرة إرهاقه بالعمل يخشى أن يخبرها بحقيقة مرضه حتى لا تنهار فهى تحبه وبشدة وهو كذلك ثم تذكر ابنته التى أوصى عليها أخيه وابنه فهو يثق بهم ثقة عمياء ويعلم تمام العلم أنهم جديرين بذلك ليقطع سيل أفكاره خبط على الباب عادل: اتفضل. سلمى السكرتيرة: عادل بيه الشركة الانجليزية أرسلت فاكس بتعلن فيه إن مدير الشركة وصل مصر النهارده وهو اللى هيمثل الشركة بعد كده ويدير أسهم الشركة مع حضرتك. عادل: كويس الصفقات اللى اتعملت فى الشهور الأخيرة كانت ناجحة جدا ووجود مدير شركتهم معانا هيفيدنا جدا ويزود أرباح الشركة وأهو يساعد نهلة والبشمهندس أدهم فى الادارة بعد كده عايزك تبعتى فاكس تقوليلهم إننا مرحبين بفكرة وجود شريك قوى فى شركتنا وإننا منتظرينه فى أقرب وقت. سلمى: تمام يفندم تأمرنى بحاجة تانية. عادل: لأ روحى إنتى. سلمى: عن إذنك يفندم ثم ذهبت لتنفذ ما أمرها به. ___________________________ فى مستشفى النويهى خرج حسام من مكتبه بعدما سمع ذلك الصراخ ليجد تلك الممرضة تجرى وتخبره بأنها نفس المريضة التى زارها من قبل الممرضة بذعر: الحقنا يا دكتور المريضة اللى حضرتك شوفتها بتصرخ ومش عارفين نهديها ليذهب حسام سريعا إلى غرفتها ليجدها تصرخ وبشدة صرخات تكاد تقطع أحبالها الصوتية ويحاول عدد من الممرضات تثبيتها بمحاولات فاشلة ليصعق حسام من منظرها حسام بجدية: حضروا حقنة مهدئة بسرعة اخلصوا هتسيبوها تموت. الممرضة بخوف: اتفضل يا دكتور. ليلتقط حسام الابرة ثم يحقنها لتهدأ حركتها رويدا حتى غفت بين يديه بملامح باهتة من شدة التعب وعيون متورمة من كثرة البكاء ليحزن عليها وبشدة. حسام: عايزكم تتصلوا بوالدها ووالدتها وتحددوا معاهم معاد أقابلهم فيه لازم أحل اللغز ده وأعرف سر تعبها إيه عشان أعرف أعالجها وياريت الموضوع ده يتم فى أسرع وقت مفهوم. الممرضة بحذر: تمام يا دكتور. يلقى حسام عليها نظرة أخيرة كم تبدو بريئة مثيرة للشفقة ليشعر بنغزة تصيب قلبه ليخرج من غرفتها ويجد منال تنتظره منال: المريضة عامله إيه يا دكتور صوت عياطها يقطع القلب. حسام: عطيناها حقنة مهدئة ونامت. منال: ربنا يشفيها ويعافيها يارب. حسام: آمين معلش يا منال نكمل كلامنا بعدين لازم أمر على باقى المرضى وأطمن عليهم وإن شاء الله هاجى فى الميعاد اللى اتحدد عشان اشوف العروسة. منال: إن شاء الله ربنا يقدم اللى فيه الخير بعد إذنك يا دكتور. حسام: إتفضلى لتذهب منال إلى عملها ويتجه حسام إلى تفقد مرضاه والاطمئنان على حالتهم. _______________________________ انتهت ريم من محاضراتها وودعت أميرة لتذهب بعدها إلى ذلك المكان الغير محبب إليها والتى لولا حاجتها للمال لما ذهبت إليها فمدير ذلك المطعم دائما ما يسمعها كلمات الغزل التى تكرهها منه اتجهت ريم لتدخل ليوقفها رجل الأمن على المطعم ليمنعها من الدخول ريم: ابعد إيدك وسيبنى أدخل ده ميعاد شغلى. رجل الأمن: إنتى مطرودة وممنوعة من الدخول. ريم بصدمة: نعم.... يتبع.....