الفصل الخمسون:

الفصل الخامس والعشرون: قلبان (8)

الطابق السفلي الأخير من الدرج.

اقتحم بيلد بسرعة غرفة مغلقة خلف باب حديدي. بالداخل كانت الغرفة احتوي على المئات من القنوات الزجاجية المثبتة في الحائط.

ركض بيلد متخطيا القنوات الزجاجية ووقف امام حجر أرجواني موضوع في نهاية الغرفة.

شيء ما كان يتساقط باستمرار على الحجر خلال القنوات الزجاجية العديدة. شيء احمر غامق وموحل.

لقد كانت الطاقة المجمعة من حياة العديد من اللاعبين. لقد كان بيلد وليونتى يدعوانه ’الجوهر’ في السنوات القليلة الماضية. ولقد حاولوا بكل الطرق الممكنة ان ينتجوا المزيد من هذه الطاقة.

ورغم ذلك الأمور الآن كانت مختلفة.

حطم بيلد القنوات الزجاجية. الجوهر المتسرب من القنوات الزجاجية تبخر بسرعة، صابغا الهواء باللون الأحمر، لكن كل هذا لم يعني شيئا له، عقله كان مركزا فقط على الحجر البنفسجي.

*اهتزاز*

حمل بيلد برفق الحجر البنفسجي بيديه المرتعشة.

كم عدد السنين التي اضاعها وهو يصنع هذا الحجر. خلال ذلك الوقت، أعضاء فريقه السابقين اصبحوا اكثر قوة وتسلقوا لطوابق اعلى بالبرج.

أراد بيلد أيضا اتباع خطوات رفاقه. لكن في النهاية، لقد كان عليه اختيار وضع رغباته جانبا وتكريس نفسه لمعلمه. حيث سيكون بإمكانه عرض تلك القوة على معلمه ومساعدته ليصبح ’الملك’ الحقيقي لهذا العالم. لذا هو أراد ان يكون بجانية ويكتسح البرج بالقوة المطلقة.

لكن الآن، غير بيلد رأيه. هو أراد ان يعيش. هو أراد النجاة من الشيطان الذي يلاحقه. ولفعل هذا، هو احتاج الحجر بشكل يائس.

الشيء الذي احضر فقط اليأس. كان الآن هنا ليحضر له الأمل.

فتح بيلد فمه وابتلع الحجر مرة واحدة.

الحجر الذي كان بحجم القبضة جعل من الصعب عليه وضعه في فمه. لكن الآن لم يكن الوقت للاكتراث بأمور كهذه.

الحجر كان عبارة عن تركيز خالص للجوهر الذي مر خلال العديد من التصفيات في عملية معقدة. سيده اخبره مرة انه فقط بالتهامه، سيقوم بإنتاج كمية هائلة من المانا بداخل جسده. هو قال بأن النتيجة ستكون اما واحدا من اثنين. جسده سيتغير او سينفجر.

لكن مجددا، حجر مكتمل لن يشكل أي خطر من ناحية الانفجار. رغم ذلك، لم يكن لدى بيلد أي خيار اخر سوى ان يأمل ان يكون الحجر قريبا من اكتماله.

لذا هو ابتلع الحجر وانتظر للتغير في جسده ان يحدث.

رغم ذلك،

"....م، مالذي يحدث هنا؟"

نظرة متحيرة ظهرت على وجهه.

هو كان متأكدا من ان الحجر انتقل من حلقه لمعدته، لذا شيء ما يجب ان يحدث بحلول هذا الوقت.

لكن هذا كان كل شيء، لم يحدث أي شيء.

"لما لم يعمل....!"

صرخ بيلد عاليا من الموقف الغير مفهوم.

لماذا؟

لما لم يحدث شيء؟

هل فوت امرا ما؟

عصر بيلد دماغه حول المشكلة. لقد تساءل عما اذا كان قد قام بأية أخطاء، او اذا قام بنسيان شيء ما عند ابتلاعه للحجر. لكن لم يخطر شيء بباله. كان عقله فارغا تماما.

هو بدأ بالهلع مفكرا في الشي

ان الذي من المفترض ان يكون قريبا الآن.

دفع بيلد أصبعه لمؤخرة حلقه بهدف تقيؤ الحجر. لقد كان سيحاول ابتلاعه مجددا ومجددا حتى يعمل.

بعد التقيؤ لمرات قليلة، خرج الحجر أخيرا من فمه، كان الحجر يطلق توهجه البنفسجي.

حبك بيلد حاجبيه معا لإعادة الحجر مجددا لداخل فمه. لكن الحجر لم يعمل مجددا هذه المرة. هو كان عليه التقيؤ مرة أخرى ومحاولة ابتلاعه مجددا.

كرر بيلد العملية مجددا مرات ومرات. الأرض كانت مغطاة بالكامل بسائله الحمضي.

"لماذا...."

كان بيلد على حافة فقدان عقله.

"لماذا بحق اللعنة لم يعمل !"
في كل مرة تقيأه، ابقى الحجر على توهجه البنفسجي. هو كان بإمكانه رؤية الطاقة المتقلبة بداخل الحجر.

رغم ذلك، لم يعطه الحجر القوة. مثل زهرة لم تسمح لأحد بقطفها، تتصرف بغرور وعلو كما لو انه لم يستحق ان يكون مالكها.

والذي جعل بيلد اكثر جنونا. فكرة ان ذلك الشيطان يمكن ان يقتحم المكان في اية لحظة استمرت بدفعه للحافة.

لكن لا شيء تغير.

وعندها،

*كريك*

ظل داكن سقط في المستودع.

تحول وجه بيلد للأزرق أثناء استدارته بسرعة لمصدر الصوت.

هناك كان يون وو يقف مبتسما ببرود.

"اذا، هذا هو المكان الذي اخترت الهرب اليه"

فتح بيلد فمه بهدف الصراخ، ولكن رغم ذلك لم يخرج أي صوت منه. خوفه كان واضحا للغاية لدرجة ان يده بدأت بالارتعاش.

"هل هذا ’الحجر الذي كنت تحاول صناعته؟ انه لا يبدو مميزا. شيء ما لا يعمل؟"

وجه يون وو نظراته نحو الحجر البنفسجي الذي يحمله بيلد بحرص.

دفع بيلد الحجر لفمه بسبب فزعه من كلمات يون وو.

لكن يون وو لم يأبه لذلك.

’ العديد من الأشخاص تمت التضحية بهم لأجل هذا الفشل؟’

(الحجر الارجواني)

المعلومات غير متوفرة.

الحجر كان عنصرا بلا أي معلومات تعريفية.

لم يكن من الواضح ما اذا كان ذلك بسبب انه غير مكتمل، او بسبب مشكلة مع عملية التحضير. ولكن مهما كان السبب، اذا كان العنصر غسر معرف فقد عنى هذا شيئا واحدا.

انه غير قابل للاستعمال.

من الواضح، ان لا شيء سيحدث مهما كانت عدد المرات الي حاول فيها دفع الحجر الى فمه.

حتى عند نظره اليه بأعين التنين، الحجر البنفسجي كان مليئا بالصدوع على السطح. لقد كان هناك العديد منهم، الحجر نفسه كان مخفيا تحت سيل الصدوع.

عادة، عنصر كهذا سيتم تصنيفه كقمامة من المستوى F .

انفجار من ضحك مخيف هرب من فمه. هو لم يستطع التصديق ان ليونتى ضيع الكثير من الوقت والمال في عنصر قمامه كهذا.

حتى اذا احتفظ به لتهديده به، لن يكون الأمر جيدا مثل الحصول على نقطة ضعفه.

لذا يون وو انتظر بيلد ليبتلع الحجر ثم تحرك ببطء اتجاهه.

"هل انتهيت من الأكل؟"

"ارررج....!"

بدأ بيلد بالبكاء. الحجر لم يعطي أي تأثير. كل أماله تحطمت لقطع.

هو تراجع للخلف مبتعدا عن يون وو. ثم تعثر وسقط على ظهره وبدأ بالزحف للخلف.

في عقله، كان بيلد يصرخ على يون وو ليبتعد عنه، لكن يون وو تقدم نحوه بأعين باردة.

"لماذا....."

ظل الشيطان امسك بحنجرته. حنجرته المتصلبة اطلقت صوت انكسار صغير,

"لماذا بحق الجحيم!!!"

عندما تمكن من اخراج بعض الكلمات، سيل منها خرج دفعة واحدة.

"لماذا! لماذا تضعني خلال هذا التعذيب؟ مالذي فعلته لك! ما لحقد الذي تحمله ضدنا لتحاول تخريبنا!"

كره بيلد يون وو من أعماق قلبه.

اذا لم يكن الأمر بسببه، كل شيء كان سيستمر بسلاسة. سيده كان ليحصل على الحجر، وبيلد كان سيحصل على السلطة التي أرادها. فقط النجاح ما كان ينتظره في المستقبل.

اذا فقط مضى في طريقه بدون ان يتدخل في أعمالهم.

اذا كان فقط لاعبا عاديا مثل بقية اللاعبين....!

لكن بيلد لم يعطى حتى ادنى تفكير نحو حقيقة انه نفسه حاول قتل يون وو العديد من المرات. بعد كل شيء، البشر يميلون لتذكر فقط ماعانوه وليس ما ارتكبوه.

فقط عندها،

*سخرية*

"لماذا انت تسأل؟"

سخرية بسيطة يمكن ان تسمع من خلف قناع يون وو.

"انت تسألني لماذا؟ ما نوع الضغينة التي احملها ضدك؟"

وضع يون وو يده على قناعه.

"حسنا، أتمنى ان هذا سيفي بالغرض"

خلع يون وو قناعه، وأظهر وجهه.

في تلك اللحظة اصبح وجه بيلد شاحبا كالأموات. مشاعر تفوق الخوف، مشاعر غير قابلة للوصف غمرت كامل جسده.

لقد كان وجها يجب ان يكون اختفى من هذا العالم.

تحدث يون وو لبيلد بوجه جونج وو، بعيون جونج وو، وبصوت جونج وو.

"انت ليس لديك اية فكرة عن مقدار اشتياقي لكم يا رفاق"

"....!"

أراد بيلد قول شيء ولكن الخوف خنقه لدرجة ان صوته لم يعد يخرج.

هو حاول الهرب بعيدا لكن بسرعة وصل لنهاية مميتة.

اقترب يون وو منه وهو يحمل خنجر كارشينا بقبضة عكسية.

شفرته كانت تلمع ببرود مثل ابتسامته.

******

"ااااااااااك!"

فورا، صرخة حادة تردد صداها في انحاء الدرج وخلال كامل المبنى.

******

للمرة الأولى ترجى بيلد يون وو ان ينهي حياته.

جسده سقط الى حالة لم يعد من الممكن ان يطلق عليه ’جسد بشري’ بعد الآن. الشيء الوحيد الذي ترك سليما هو رأسه الذي ترك لتذكر الذكريات وفمه الذي يتأتأ بالكلمات.

حتى اذا كان حيا، هو لم يشعر بذلك. هو فضل الموت على ان يحيى هكذا. هذا هو مقدار الألم الذي شعر به.

سأل يون وو العديد من الأسئلة ’خلال جسده’

عقل بيلد بالفعل كان مدمرا.

شخص كان يجب ان قابعا تحت الأرض وميتا قد عاد للحياة. تجربة صادمة كهذه افقدته القدرة على الكلام.

لكن الجسد كان مختلفا. خلافا ليده اليسرى المصابة، العديد من الأجزاء في جسده كانت سليمة. وعند استمراره في الضغط على هذه الأماكن، كان ذهنه يعود كل فترة لجسده مجددا، وبفضل ذلك، استطاع يون وو اكتشاف العديد من الأشياء عن فجوة الوقت بعد موت أخيه واختفاء ارثيا.

لقد مر البرج بتغيرات هائلة. لقد كان هناك تغيير في مراكز القوة، وأعضاء ارثيا السابقون انقسموا بطرقهم للنجاة في ا/اكن مختلفة. كل واحد منهم كان قادرا على وضع يده على الأشياء التي أرادها.

كما يفعل كل المغتالون، هم اكملوا حياتهم بطبيعية بعد ما فعلوه لجونج وو. حتى بعد تدمير حياة شخص اخرز

’انا أرى. هذه فقط ماهيتكم. لقد كان هذا مجرد يوم عمل اعتيادي بالنسبة لكم’

هو فكر مرة ان قد يكون هناك شخص واحد على الأقل منهم ربما يشعر بالذنب لما فعلوه. لكن اتضح ان لا حد منهم كان.

لذا ضحك يون وو في ارتياح. بسبب انه يمكنه ان يهيج بدون أي قلق.

"ر...جاء"

صوت مفاجئ خرج من بيلد أعاد يون وو من شروده.

*سخرية*

سأل يون وو وهو يحدق بكتلة اللحم القابعة امامه.

"اذا انت تود الموت؟"

"ر....جاء"

"اووه مالذي علي فعله؟ انت تعلم قصة الضفدع الأخضر؟ ضفدع يفعل عكس ما يطلبه الناس منه. انا بدأت أرى لما هو كان يفعل ذلك"

"ر....جاء"

اوه، بالمناسبة لدي العديد من الأصدقاء الذين يتوقون لرؤيتك بشدة"

لوح يون وو برفق بيده بالهواء.

*تسسسس*

غيمة من الضباب الأسود تكونت من الفراغ والأشباح البيضاء بدأت في الظهور واحدا تلو الأخر. حالما توقفوا عن الظهور أخيرا كان هناك الألاف منهم.

الاشباح التي حررها يون وو باستخدام السوار الأسود، في الأصل كانوا مربوطين بالمزرعة البشرية في هذا المستودع، وكل الاشباح كانت تطلق هالة سوداء مثل السوار الأسود ليون وو.

أرواح شيطانية. خلال سوار يون وو، بإمكانه صقل نفسهم بالطاقة السوداء وإخراج هذه الطاقة للعالم المادي.

أولئك الذين لاقوا مصيرا مأساويا كنواد للحجر أرادوا الانتقام من قاتلهم بيلد، ولهذا السبب هم قاموا بخدمة يون وو تطوعا. وهنا كان بإمكانهم الظهور امام بيلد.

اطلق بيلد صرخة مريعة. لقد كان مجهوده الأخير الذي وضع في كل طاقته لطلب الرحمة.

لكن بكاءه المر قد اختفى وسط ضحكات الاشباح.

*كريك**سلام*

اغلق يون وو الباب الحديد أثناء خروجه من الغرفة، متوقعا انها لن تفتح مجددا ابدا.

ثم هو بدأ بصعود السلالم.

*كلومب*

*كلومب*

................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................


واخيرا!!! اعتقدت حقا ان اليوم لن ينتهي،هذا اخر فصل لليوم، اعتذر للغياب كما نوهت سابقا بسبب الامتحانات والتي لم ادرك انني سأخذ شهرا كاملا لانهاءها!! على اية حال ها قد انتهى الجزء الثاني من الرواية كما وعدتكم وسيبدأ تنزيل الجزء الثالث ابتداءا من الاسبوع المقبل بإذن الله ورجاءا اعذروا الاخطاء الاميلائية ان تواجدت في الفصول السابقة لم اراجعها جيدا سأقوم بذلك عندما يتسنى لي الوقت 🤗🥰🥰

اوه وهناك المزيد من الاخبار الجيدة فقد تم استئناف ترجمة الرواية بعد المشاكل الكثيرة التي حصلت وحقوق النشر لذا يمكننا القول بأمان اننا سنصل للجزء الثامن او التاسع على الأقل من هذه الرواية بلا انقطاع.

2020/07/05 · 1,644 مشاهدة · 1714 كلمة
myachan_2014
نادي الروايات - 2024