يوما لم أنساه أبدا هذا اليوم الذي أرسلت به دعوة لنا للحضور

كانت هذه آخر ضحكة من أبي!

وآخر مرة أرى فيها أخي سامي!

كانت آخر مرة تبتسم بها أمي!

كانت تلك اللحظات بعد ليل طويل لا يوجد به قمر!

شعرت بالاختناق بالألم لا يطاق أن الموت أهون من هذا الألم

مهلا أنهم يكذبون نعم لم يموتوا كيف صدقت هذا لقد قالت أمي مسبقا إنها سوف تبقى معي أنها لا تكذب أبدا!

تحاول جاهدة كأنها في حرب مع نفسها السيف في يدها و الدماء تقطر منه

تصارع نفسها غير مصدقة الحقيقة القاسية تتمنى ان تستيقظ اذا كان هذا حلما ان ينتهي كل شيء ان يكون سرابا فقط و لكنها كانت بالواقع فعلا كان كل شيء حقيقي

كانت عيونها غارقة بالدموع كأنها سفينة قد غرقت بالماء فانسكب الماء منها يتقاطر بعنف كانت الذكريات تعصف تشعر انها في دوامة كبيرة تبتلعها بينما تصرخ و تحاول المقاومة و لكن لا فائدة !

تتذكر كل شيء رامي والدها ضحكته ابتسامته امها الحنونة التي كانت تبتسم بوجهها اخيها رامي الذي أرادت حمايته و اسعاده دائما كل تلك الذكريات كانت تحطمها كل تلك اللحظات التي تؤلمها تمزق قلبها بينما تملىء دموعها خدها ضاق وجهها و شحب لونه و عيونها فقدت لمعانها كأنها قد ماتت كانت جثة خامدة شاحبة قد خلت منها

الحياة

كانت تتنفس ولكنها ليست كذلك تحاول جاهدة ان تدخل الهواء إلى جسدها لقد فقدت الجميع كان كل شيء يؤلمها شعرت بالألم يعتري حنجرتها لم تقل شيء إنما صرخت صراخا عاليا صراخ ملىء المكان رعبا هز الارض تحتها شعرت بكل شيء يدور حولها الطيور فزعت من صوت صراخها هاربة من حزنها الصارخ

نظر إليها الشاب بتوتر و ارتباك بينما قال آنسه

فصرخت لا لا لم يموتوا أمي أبي رامي أين هم؟ أخبرني أخبرني قالتها بحدة بينما ترجو ان يقول إنهم سوف يأتون و لكنه لن يفعل ! لن يكذب عليها

نظر إليها الرجل كانت الدموع تملىء عيونها والحزن يعتصر قلبها و يمزق جسدها كأنها في صحراء ينهش العطش بها

فكرة أنها لم تراهم مجددا كانت كافية لجعلها تبكي بشدة تبكي بكاء شديدا

أرجوك ارجوك قل لي انهم بخير قالت بينما انحدرت الدموع من عيونها المتجمدة نحوه

لقد قالت امي انها لن تتركني ابدا قالت هالة

نظر إليها الرجل وقال ببرود غير مبالي لبكاء هالة لقد ماتوا جميعا سوف يعتني بك السيد مارثون!

مارثون! قالت هالة ثم صرخت ابتعد عني! كاذب! كاذب كان صوتها خافت متعب ثم بدات تصرخ كاذب كاذب

هل جننت ما بك اهدئي؟!!

كانت صراخات هالة عالية جدا

این انتم ؟ هل ماتوا حقا انا لم اراهم مجددا جلست على الأرض تصرخ بقوة لا لا كاذب كاذب لقد ذهبوا قليلا فقط! كاذب كاذب

كانت دموعها تملىء خدها كانت تحاول اقناع نفسها جاهدة انهم لم يموتوا انهم موجودين كان قلبها يتحطم كانت عيونها الزرقاء قد فقدت لمعانها وجهها الذي ضاق جدا وعيونها الشاحبة و الحمراء كدم من بكائها

كانت غير مصدقة بعد هل ستكون وحيدة من اليوم؟

آنسة آنسة

لم تسمع هالة صوته كانت جالسة بينما تنظر الى الفراغ بعيون متثلمة تتلاطم في أفكارها كأنها سفينة وسط أمواج البحار العاتية التي تدفعها دون رحمة!

وهي تقول بصوت خافت مستحيل

قبل ان تشهق بقوة وتصرخ مرة اخرى صرخات مدوية ومجروحة

قبل ان ترى ضبابا حولها تنظر إليه ثم تسقط على الارض بقوة ووصوته بدا يتلاشى آنسة هل انت بخير؟ كان صوته قلق بينما اغمضت هالة عيونها المتعبة ونظرت بعيون نصف مغمضة ثم اغمضتها وما زلت تلك الصراخات تصرخ آنسة آنسة ولكن لا إجابة

هالة انت لست فتاة تستسلم ابدا امسحي دموعك افعلي

هذا!

كيف ستكون حياتك بعد هذا اليوم؟

هي ستعيشين عند هذا الرجل؟

هل سيكون لطيفا معك ؟

هل كان يحب والدك حقا

؟ اسئلة كثيرة تحتاج الى اجابة

ملاحظة هذا الفصل كتبت غيره نشرت الرواية هنا و في مكان اخر

و لكنني غيرت فيه الفصل الاول

2024/06/11 · 17 مشاهدة · 603 كلمة
نوف
نادي الروايات - 2024