عودة للماضي

جلست هالة على الكرسي القديم المتهالك الذي بدت عليه خدوش من تقدم الزمن و كان يهتز كل قليل بينما دخلت اشعة الشمس التي كانت تصارع الغيوم من بعض الثغرات من الأعمدة الخشبية للبيت

قالت هالة "هل يجب أن أذهب عند هذا السيد المغرور يا امي ؟" و تنهدت بانزعاج

قالت الأم ماريا معاتبة هالة : "اصمتي يا هالة إنه صديق والدك يا ابنتي"

فقال رامي بلهجة مزاح: "لماذا كل هذا الغضب؟ أنك أكثر من يحب الطعام يا اختي يجب أن تكوني سعيدة بهذه الدعوة"

فقالت له: "اصمت أنت يا رامي !"

كانت هالة تبلغ من العمر 8 سنوات كان عيونها زرقاء كالسماء و شعرها اسود متموج مثل تلك الامواج التي تراشق الاطفال و ترسم بسمة على وجوههم و بشرتها مثل الثلج الأبيض و ايضا كانت مرحة و طيبة فهي لا تحب ان تؤذي احد او ان ترى احد حزينا و لقد أعطت أخاها رامي هدية كبيرة في عيد ميلاده قبل يومين وهي لعبة عربة كبيرة كان رامي يحلم بامتلاكها وأيضا هالة تحب الطعام كثيرا كما قال رامي و انها لا ترتاح لهذا السيد مارثون وتقول إنها يتكلم مع والدها بطريقة سيئة وساخرة قبل أن يضحك ضحكات عالية تمتلىء كل القاعات بها ويبدأ الجميع بالضحك على الأمر التافه الذي يضحك لأجله! هذا الرجل كما كانت تقول هالة

ثم قالت أمها "هيا للطعام يا أولاد"

ذهبت هالة وغسلت يدها وجلست على المائدة بينما قال الأب بحنان ما الأمر أرى إنك لست بخير يا هدهد؟

لأن هالة كانت واضحة تماما فإنها أن غضبت او حزنت و فرحت ظهر على وجهها

وقالت بضيق "أنا لا أريد الذهاب إلى السيد مارثون يا ابي "

لماذا يا ابنتي؟ قال الأب

فقالت "انا لا أرتاح له يا أبي لا أعلم... سوف أبقى هنا أنا كبيرة لا داعي للخوف" وابتسمت بخفة

نظر إليها والدها وبدأ يفكر بينما قال بتردد "حسنا كما تردين يا ابنتي

ثم أكمل بلهجة مزاح ولكن المرة القادمة سوف تذهبين لأن الحفلات ليست جميلة دونك يا عزيزتي" لم يعلم سامر ان هذه المرة الاخيرة التي سيغادر بها المنزل !

ابتسمت هالة وقالت حاضر يا أبي كان سامر لطيفا إنه لا يحب أن يحزن هالة أبدا

وبدأت العائلة بالأكل

كان البيت متواضعا و بسيطا كانت هالة تقول إنه أفضل من القصر نعم البيت بأهله يكون قصرا

ثم سكت الجميع وعم الصمت في المكان ثم كسر رامي الصمت عندما قال: هذه النظارة لا تفعل شيئا! "بدا على وجهه الغضب والانزعاج

قالت الأم وقد بدا على وجهها الاستغراب" لماذا ألا ترى جيدا يا بني ؟ "

فقال رامي لا الأمر ليس كذلك ولكن يجب أن أكون ذكيا لأنني البس نظارة ولكن ما زلت علاماتي سيئة

انفجرت هالة ضاحكة و قالت ممازحة رامي" هاها هل أنت جاد يا رامي؟ أنت اكثر ولد غبي عرفته في حياتي هاها ههه اقصد ذكي فقط من أجل النظارة هاها"

وضحك الأب عاليا بينما نظرت الام الى وجه رامي العابس

ما المضحك يا هالة وانت يا ابي؟ ذكائك يا اخي ادار

رامي وجهه غاضبا فابتسمت هالة في وجهه و قالت بمرح انا اسفة يا رامي كنت امزح معك كانت ضحكة هالة عريضة و جميلة كانت بشوشة الوجه دوماً

فقال رامي سامحتك يا هالة فقط من أجل العربة

ابتسمت هالة و قالت جيد

----

قالت الأم ماريا " هيا اسرعوا يجب ان نذهب باكرا عند السيد مارثون "

كانت ماريا حنونة جدا و حكيمة انها تحب هالة كثيرا و اخيها و سامر ايضا كان شعرها اشقر طويلا و عيونها خضراء رائعة انها تشبه رامي انتهت العائلة من الطعام وجلست هالة في غرفتها بينما كان رامي يبلس ملابسه وهي سترة زرقاء كلون السماء وبنطال رمادي

وسامر كان يلبس بنطالا اسود وقميص ابيض وجاكيت اسود ايضا بينما كانت ماريا ترتدي فستانا رائعا بلون الازرق الفاتح وقبعة كبيرة بلون الازرق وهناك ورد ازرق جميل عليها مع طوق رائع وخاتم كانوا من بضاعة سامر و ايضا كانت ماري مثل الاميرة هكذا قال سامر و أضاف

هيا يا زوجتي الجميلة ماري

كان سامر وماري مضحكان للغاية في كل أمر كانت هالة سعيدة جدا كان الجميع سعداء تلك الضحكات التي تملىء المكان الضحكات التي سوف تشتاق لها في يوم من الايام!

اتى وقت المغادرة

قالت الام ماري لهالة عزيزتي هالة اعتني بنفسك يا ابنتي

فقالت" هالة لا تخافي يا امي هالة البطلة سوف تكون بخير الى الاقاء يا هدهد قال الاب بينما قالت هالة الى القاء

كان سامر يحب منادة هالة بهدهد وقد اعتاد على فعل ذلك حتى اعتادت هالة على كلامه

ونظرت اليهم وهم يغادرون الى الابد!

______

يوما لم أنسه ابدا هذا اليوم الذي ارسلت به دعوة لنا للحضور

كانت هذه اخر ضحكة من ابي!

واخر مرة أرى فيها اخي سامي!

كانت اخر مرة تبتسم بها امي!

كانت تلك اللحظات قبل ليل طويل لا يوجد به قمر

النهاية

اتمنى ان ارى تعليقاتكم انها تشجعني على الاستمرار شكرا لكم اصدقائي هذا فضل الله والحمد لله حمدا كثيرا طيبا 🌹

سوف أحاول كل يوم تعديل الفصول

ملاحظة :لقد عدلت الفصل عدة مرات و كتبته الكثير من المرات هذه الرواية سوف تكون مختلفة سوف اعدل الفصل الكثير من المرات و سوف احاول عدم وجود اي أخطاء املائية سوف ابذل كل جهدي بها ان شاء الله يارب اعني على انهاء هذه الرواية و هذا فضل الله و الحمد لله حمدا كثيرا طيبا

2024/06/15 · 14 مشاهدة · 831 كلمة
نوف
نادي الروايات - 2024