."

"حتى أبطال الفئة SS هربوا، لم يجرؤ أحد على مواجهتهم… قالوا إنهم: 'زعماء الشر الاربعه

اربعة أسماء.

اربع نكبات.

تسللت كلماتهم إلى أعماقي… وحركت شيئًا نائمًا منذ زمن طويل.

"زعماء… ولكن من أي نوع؟"

أغمضت عيني… وفي داخلي، ناديت.

"أيها الجندي… جندي الظلام، أأنت هناك؟"

صوت عميق، مهيب، خرج من العدم:

"دائمًا، سيدي."

تنفست ببطء، ثم همست:

"أريد الخروج."

"لأجلهم؟"

"لا تفهمني بشكل خاطئ ،فانا اريد الخروج من هذا المكان اللعين ، ليس من اجل قتلهم… بل لأجعلهم يركعون."

لماذا لاتحرر نفسك سيدي؟.."

فانت تملك قوة الظلام .."

لا استطيع ان اتحكم بقوتي جيداً،ارجوك حررني "

صمت الجندي للحظة.

ثم أجاب بصوت مُشبع بالولاء والانكسار:

"سيدي... أنت لا تحتاج أن تتوسل، فقط قل: أريد… وسأنفذ."

ابتسمت للمرة الأولى منذ سنة.

ثم قلتها، مره اخرى

"أريد… أن أتحرر."

وفجأة، تغير كل شيء.

الأرض ارتجّت، الجدران تشققت، والهواء في الزنزانة اختنق.

السلاسل التي قيدتني منذ سنة… بدأت تصدر صريرًا غريبًا.

ثم – بلا مقدمات – انفجرت.

لكنها لم تنكسر بانفجارٍ مادي… بل ذابت، كأن شيئًا أسمى منها بكثير أمرها بالاختفاء.

"حررناك، سيدي... لأن العالم لم يعد يحتمل سجنك."

نهضت ببطء، عضلاتي تصرخ من الخدر، لكن عيوني كانت مشتعلة بلون البنفسج النقي.

وقفت في منتصف الزنزانة، والظلام من حولي بدأ يتلوى… كأن له روحًا.

"اربعة زعماء؟"

ابتسمت بسخرية، وأنا أرفع رأسي نحو الفتحة العالية في السقف.

"سيصبحون مجرد ظلال تحت قدمي."

دوّت صرخة بعيدة في الممر الحجري الطويل.

صرخة واحدة… ثم صمت.

الحارس العجوز، الذي اعتاد ركل قضبان الزنزانة كل صباح صارخًا: "استيقظ أيها الحثالة، الشمس لا تشرق من أجل ان اكمل نومك !" كان أول من شعر بشيء غريب.

كان يهم بفتح زجاجة الخمر، حين لاحظ ظلاً أسود يمر على الجدار، رغم أن المشاعل كانت ثابتة ولم يتحرك شيء.

تجمد.

"من هناك؟!" لكن الرد جاء على هيئة برودة زحفت من قدميه حتى قلبه.

ركض نحو الزنزانة الأخيرة، حيث كان "كورغامي" مقيدًا منذ سنة.

لكنه توقف فجأة…

الباب مكسور.

لا، لم يُكسر. لم يُخلع. لم يُفتح.

لقد تلاشى.

لم يتبقَ منه شيء سوى رماد أسود يتناثر في الهواء.

"يا إلاهي ماهذا الشيء…" همس، وهو يعود خطوة إلى الوراء، قلبه ينبض كالطبل.

ومن وسط الممر المعتم… خرج شاب.

شعره الأسود يتطاير بفعل رياح غير موجودة، وعيناه البنفسجيتان تتوهجان في العتمة.

كان عاري الصدر، آثار السلاسل المحطمة لا تزال على معصميه… لكن هالته، يا للسماء، كانت ضخمة كأنها تبتلع السجن بأسره.

"كورغامي…؟"

ابتسم الشاب بخفة.

"أخيرًا تذكرت اسمي."

"تراجع!! إنذار طارئ!!" صرخ الحارس، وضغط على البلورة الحمراء على معصمه.

لكن قبل أن يُكمل صرخته…

ظهر خلفه ظل طويل، متداخل كالدخان… ثم توقف الزمن.

لم يُسمع أي صوت.

في لحظة، كانت جثته ملقاة على الأرض… جاحظة العينين، لا أثر لجروح.

"ليست هناك اي جروح جسديه ،ولكن كان روحه استنزفت؟" قال أحد الحراس الآخرين حين وصل متأخرًا… ثم جفل حين رأى كورغامي واقفًا فوق درجات الزنزانة، ينظر إليه بلا أي انفعال.

"توقّف!"

"سنقوم باستدعاء فرقة قمع الهاربين! ألا تعرف من نحن؟!"

تقدّم كورغامي خطوة واحدة.

وبمجرد أن لامس ظله أرضية الممر…

انفجرت الأرض من تحته.

صعدت أشواك من الظلام، مزقت الجدران، وسحبت الحراس الثلاثة الذين حضروا… صرخاتهم لم تكتمل.

ظل واحد فقط… بقي في الزاويه من الزنزانه"

شاب صغير، حارس مبتدئ، عيناه ممتلئتان بالرعب.

كورغامي نظر إليه للحظة، ثم أدار ظهره.

"نعم، أنا أعرف من أنتم جيدًا…"

تقدم بخطوة بطيئة وثقيلة، نظراته قارصة كالسكاكين.

"أنتم… الذين تزعمون أنكم حماة العدالة، وأنتم الذين خنتم كل وعد قطعتموه."

"أنتم الذين تركتم الأطفال يموتون في الظلام، وتغضون الطرف عن صرخاتهم، بينما تتجادلون على الكراسي والمناصب."

"أنتم الذين باعتم أرواحكم لأجل السلطة، ونسيتّم أن معنى القوة الحقيقي هو الحماية، لا القهر."

"أرسلتم خمسة أبطال من تصنيف عالي… ليس لحماية الضعفاء، بل لإبقاء طفلًا وحيدًا محاصرًا في قفص، حتى لا يذكر العالم اسمه."

"لكنني… لم أكن أبدًا ذلك الطفل الضعيف الذي تصورتوه."

صمت للحظة، ثم أضاف بصوتٍ مكسور، يحمل ألمًا عميقًا:

"لقد علمتني الحياة أن الظلام ليس فقط داخل القفص… بل في قلوب من نُبذنا، في كلمات من تخلى عنا، وفي الأمل الذي مات في أعين من أحبونا… ولم نستطع حمايتهم."

ثم رفع رأسه بتحديٍ بارد:

"لم أعد أهتم للعدالة، ولا للشر… كل شيء سأحققه بنفسي… وبظلامي فقط."

التفت إلى الشاب المرتجف بنظرة ثاقبة، وقال بوضوح:

"تذكروني جيدًا… أنا ملك الظلام."

"ابقَ هنا… وقل لهم: كورغامي خرج. لا لأنه هرب… بل لأن الجحيم لم يستطع الاحتفاظ به."

ثم مضى.

وبينما كان يصعد الدرج المؤدي إلى بوابة الخروج، كانت الزنزانة من حوله تنهار… الظلام يبتلع الحجارة، والأبواب، والسجلات، وكل شيء

2025/05/15 · 9 مشاهدة · 708 كلمة
نادي الروايات - 2025