"... في نفس الوقت في قارة الوحوش"
كان جندي الظل، راجنار، يقف عند نهاية الضباب الكثيف، أمام جبل كبير مغطى بالكروم والطحالب.
وقف بحذر أمام كهفٍ أسفل الجبل، وكانت أمامه بركة من الدماء الزرقاء الطازجة.
ذلك الكهف الهادئ، قبل دقائق فقط، كان قد التهم وحشًا بحجم منزل صغير أمامه، وكان الأمر يبدو وكأنه لا شيء. كان المنظر دمويًا وبشعًا للغاية، لكن اللسان المقرف كان الأسوأ.
قبل أن يفتح الكهف مجددًا، اختفت الأسنان الحديدية الطويلة من جانبيه ومن الأرضية والسقف، تلك التي تخص الكهف.
أدرك راجنار أن هذا ليس كهفًا حقيقيًا، بل فم وحش عملاق متنكر في هيئة كهف. وعرف أن الضباب كان من صنعه؛ فقد كان يستخدمه لإضعاف الفرائس مثل الوحوش منخفضة المستوى، ويتلاعب بحواسهم ليجعلهم يدخلون إلى فمه ثم يغلقه عليهم.
خفض راجنار نظره عن ذلك الوحش، ونظر إلى يده اليمنى التي كانت تحمل سيدة. كانت هناك هالة حمراء تشبه هالة الوحوش ذات التصنيف العالي تغلف جسدها، وكان هذا سببًا في منع الوحش المتنكر من الهجوم عليه.
لكن تلك الطاقة كانت تضعف تدريجيًا، وكان على راجنار أن يجد مكانًا آمنًا ليعالج جراح السيدة ويمنحه بعض الراحة.
فجأة، سمع راجنار زئيرًا لوحش من تصنيف عالي، كان الزئير قويًا لدرجة أن الضباب بدأ ينقشع ببطء من قوته.
وفي نفس الوقت، تحرك الجزء العلوي من الجبل، وبدأت الصخور والكروم بالتساقط.
فتحت عين عملاقة، لونها برتقالي غامق مع بقعة سوداء تشبه الهاوية في المنتصف.
وفجأة، أطلق الزئير بقوة، بينما أتى زئير آخر بنفس القوة من الكهف.
اصطدمت الطاقات الصوتية للوحوش معًا، مما تسبب في انقشاع الضباب بالكامل هذه المرة.
معا انقشاع الضباب من ساحة المعركه،ظهر الوحش الآخر وهو يتقدم بخطوات ثقيلة تهز الأرض مع كل حركة.
كان شكله بشعًا لا يُحتمل.
كان جلده يشبه فأرًا مسلوقًا بماء حار، متقشرًا ومشوهًا.
ورأسه كان يشبه حصانًا عملاقًا، لكنه أقرب إلى وحيد القرن بسبب القرن الضخم البارز على جبينه.
كان فكه مليئًا بالأسنان الحادة، حيث يبلغ طول السن الواحد منها حوالي أربعة أمتار.
أما جسده، فكان على عكس جلده تمامًا؛ مليئًا بالعضلات الضخمة والقوية.
زأر مرة أخرى.
تطاير اللعاب الأخضر من فمه وكان يذوب الأرض أسفله.
طار راجنار بسرعة عالية مبتعدًا عن المعركة لأنه كان في المنتصف، وكان يراقب الوحشين الهائلين أسفله.
لكنه لم يشعر بأن سيده كان يشفى ببطء بسبب تلك القوة... حيث الجرح الذي سببته أميشيا له في منتصف صدره كان قد شُفي نصفه تقريبًا.
وقف الوحش ذو العين الوحيدة أمامه وزأر مرة أخرى.
ما إن أخرج ذراعه الطويلة المشوهة المغروزة في الأرض بسرعة نحو ذلك الوحش...
كانت تلك الذراع تحمل أشواكًا عملاقة ومذبذبة، وحولها طاقة زرقاء.
ولأن ذلك الوحش لم يكن له ذراعان، لم يستطع الإمساك بها، لكنه تصدى لها بجسده العاري.
مما أسفر عن اصطدام هائل.
ارتدت ذراع الوحش الحجري من جلد ذلك الوحش، وقد تحطمت كل الأشواك من حولها.
ولكن سرعان ما نبتت مرة أخرى.
كان يريد الهجوم مرة أخرى، ولكن ذلك الوحش البشع ضغط على قدميه ذات العضلات واندفع نحو الوحش الحجري بقرنه العملاق.
صرخ الوحش الحجري وشكل أمامه الكثير من الأشجار الصلبة وحاول التصدي للقرن، لكن القرن اخترق بعض الأشجار وتوقف قبل أن يدفع الوحش الحجري بقوة.
تراجع الوحش الحجري إلى الوراء بقوة...
ثم أطلق طاقة من عينه.
خرج شعاع ضخم من الطاقة الزرقاء، لكن الوحش الآخر جمع الطاقة الخضراء في قرنه قبل أن يطلقها أيضًا نحو الوحش الحجري.
بووووم!
وقع اصطدام عنيف بين قوتين من الفئة S، مما جعل الأحجار والأشجار القريبة تتطاير في الهواء.
ولكن لم يتوقف الوحشان، بل اندفعا نحو بعضهما البعض بكل قوة، من يفوز يأخذ كل شيء، ومن يخسر يموت.
أطلق الوحش الحجري هالة زرقاء هائلة، وخرجت أربعة أذرع أخرى من الأرض، تحولت إلى رماح عملاقة.
ووجهه نحو الوحش البشع .
كانت هذه الضربه في كل قوته ،ام ان يفوز او يموت .
فجأة، غلف الوحش الآخر جسده الحصين بحراشف سوداء صلبة، مما جعله أقوى.
جمع الطاقة في قرنه واندفع بقوة أكبر من السابق،وأطلق طاقة خضراء قوية
بووووووووم!
كان هذا التصادم أعنف من السابق، إذ انطلقت موجات طاقة هائلة في الهواء، محدثة اهتزازات قوية.
حتى أن بعض هذه الطاقة انطلقت نحو راجنار، الذي تصدى لها، لكنه كان يحمل كورغامي، مما جعله يراوغ بصعوبة لتفادي الهجمات كلها.
مع انقشاع الدخان ببطء، بقيت عينا راجنار ذات النقوش تتأمل ساحة المعركة، بينما ارتفع الدخان من الأرض.
شعر جميع الوحوش القريبة بتلك القوة وركضوا بسرعة نحو مكان المعركة.
وعندما انقشع الدخان بالكامل، رأى راجنار ما حدث.
كان الوحش الحجري ملقى على الأرض، وقد اخترق القرن عينه الوحيدة وخرج من الجانب الآخر.
تحطم فم الكهف (فم الوحش)، وكان لسانه الطويل خارجاً.
أما الأذرع الأربعة التي كانت تملكها الوحش، فلم يبق منها سوى ذراع واحدة، التي تحركت قليلاً ثم توقفت.
لقد مات الوحش الحجري!
نظر راجنار نحو الوحش الآخر، ورأى أن درعه قد تم اختراقه، كما اخترقت ثلاثة من أذرع الوحش الحجري معدته وخرجت من ظهره.
كانت الأمعاء ودمائه الخضراء تتسرب من الثقوب الثلاثة.
نظر راجنار إلى فم الوحش، حيث كانت بعض أسنانه متناثرة حول جثة الوحش الحجري، بينما اخترقت بعض الأسنان قمة جمجمة الوحش الآخر وخرجت من الأعلى.
هكذا مات الوحش البشع أيضًا!
تنهد راجنار قائلاً: "هاه، يا لها من مزحة! الوحشان اللذان كانا يرعبان المعركة الآن ماتا... موتة سخيفة جداً، وكل ذلك من أجل قطعة أرض صغيرة."
لكن راجنار لم يتعجب، فهذه الوحوش متطورة لكن ذكاءها لم يبلغ بعد مستوى وحش العظام السابق.
هم مجرد وحوش، تسيطر عليهم غريزة البقاء فقط، مهما بلغت قوتهم، والآن قد ماتوا.
ظل نظر راجنار باردًا، ثم نزل نحو الوحش الحجري، اخترق منطقة معينة تلمع بهالة زرقاء خافتة، وانتزع نواة طاقته.
كانت قدرة هذه النواة هي الشفاء والتجدد.
بعدها، شعر راجنار بأن العديد من الوحوش قد تجمعت قرب معركة الوحشان.
فكان عليه أن يخرج سريعًا.
احتفى راجنار وهو يحمل كورغامي، بينما ظهرت آلاف الوحوش حول الجثتين، تقوم بالتهمّيم، وبعضها يتقاتل على الأمعاء والأحشاء الداخلية.
ارتفعت الأصوات في تلك الليلة، مع ظهور القمر الجميل في السماء.
انعكس ضوء القمر على قمة الجبل، حيث وقف جندي الظل راجنار يحمل سيده، يراقب الكهف أمامه.
"سسسس"
وأمام باب الكهف، كانت تقف أفعى عملاقة عينيها خضراء تلمع، تحدقه بهدوء.وهي تخرج لسانها الضخم من فمها.
ضاقت عينان راجنار بينما كان،سينزل كورغامي من يده ليدخل في قتال ولكن ،في تلك اللحظة سمع صوت ،غريباً وغير مؤلوف له .
"توقف ،ليس هناك حاجه لذلك" تحدثت تلك الافعى العمالقة.