...قبل أن تقول بصوت مملوء بالتهكم:

"أوه، هل قررتما تجاهلي الآن؟ كم هذا مثير للشفقة... ظننت أن أمثالكم من الحثالة يعرفون حدودهم جيداً."

توقف كورغامي ، وحدّق فيها بنظرة جامدة، لم يرد... فقط أنزل عينيه وأكمل طريقه. لكن أميشيا، أخته، كانت أكثر حدّة، فقالت بنبرة هادئة لكنها تحمل الكثير من التهديد:

"نحن لا نكره أحداً... فقط نتجنب الروائح الكريهة."

اتسعت عينا الفتاة من الصدمة، قبل أن تضحك ببرود:

"يبدو أن الجرذ الصغير بدأ ينبح، هل تحاولين التظاهر أنكِ مثلنا؟ أم فقط تحلمين؟"

في تلك اللحظة، تقدّم شاب من خلف الفتاة، أحد النبلاء، ضخم الجثة، عابس الملامح، يرتدي زي الصف المتقدم... قال:

"أليست هذه هي القمامة التي لم تستطع تفعيل المانا حتى الآن؟ هل ما زال يتظاهر بأنه أحد طلاب الأكاديمية؟"

نظر إليه بهدوء، ولكن في عينيه كان هناك شيء يتغير... شيء خافت، لكنه بدأ يوقظ الظلام في داخله...

قال الشاب:

"اليوم لدينا عرض جديد، دعونا نرى كم من الوقت ستصمد يا عديم الفائدة."

رفع الشاب يده استعداداً للضرب، وضحكت الفتاة باستهزاء، لكن كورغامي لم يتحرك.

لم يرفع ذراعه ليحمي نفسه، لم يتراجع خطوة واحدة... فقط رفع رأسه ونظر إلى المعتدي.

كانت نظرة باردة، خالية من أي خوف أو استجداء، كأن عينيه تنظران إلى شيء لا يخص هذا العالم... إلى شيء أعمق من الغضب... إلى فراغ.

توقّف الشاب فجأة، يده المرفوعة ارتجفت للحظة. شعر وكأن برودة قاسية اجتاحت عموده الفقري.

همس أحد الطلاب الواقفين جانباً بخوف:

"ما هذا...؟ هل أنتم ترون ما أراه؟"

لكنه لم يقل شيئاً. مرّ بجانبهم وكأنهم غير موجودين، خطواته هادئة، لا مبالية، ومع كل خطوة كانت رهبتهم تزداد دون سبب مفهوم.

أمسكت أميشيا ذراع أخيها، مترددة، قبل أن تتبعه سريعاً، تاركةً أولئك النبلاء يتبادلون نظرات مشوشة.

من بعيد، وقف أحد المدرسين يراقب المشهد بصمت، عيناه تضيقان قليلاً وهو يتمتم:

"تلك النظرة... هذا الفتى ليس طبيعياً."

في طريقه عبر الساحة، كانت الأحاديث تتلاشى أينما مرّ هيونو

وكأن وجوده وحده كان يبتلع الأصوات من حوله.

لم يكن يمشي بسرعة، بل بخطى ثابتة، كأنه لا يحمل أي وزن في قلبه.

وقف عند مدخل المبنى الرئيسي للأكاديمية، توقف لثوانٍ، ثم أدار رأسه ببطء نحو الطلاب الذين كانوا قد حاولوا السخرية منه قبل قليل.

عيونه كانت جامدة، بلا أي شرارة من الغضب أو الألم... فقط ذلك الهدوء العميق الذي جعل أحد النبلاء يتراجع دون وعي، وكأنه رأى شيئًا لم يجب عليه أن يراه.

تمتم أحدهم:

"إنه ينظر إلينا... لا... كأنه يرى من خلالنا..."

"لم يكن هكذا بالأمس ماذا حدث له " همس احدهم

الفتاة التي سخرت منه قبل قليل ابتلعت ريقها بصعوبة، حاولت أن تتكلم لتعيد كبرياءها، لكنها لم تجد صوتها.

في تلك اللحظة، خرج أحد الأساتذة الكبار من المبنى، كان يرتدي معطفاً طويلاً يرفرف مع الرياح الخفيفة، ونظر إلى أركان بتمعن.

"أنت..." قال بصوت منخفض لكنه نافذ، "ما اسمك؟"

توقف و، نظر إلى الأستاذ للحظة، ثم أجاب بصوتٍ بالكاد يُسمع:

"... كوراغامي ."

كرر الأستاذ الاسم كأنه يختبر وقعه على لسانه، ثم رفع حاجبه قليلاً وقال:

"سنتذكرك."

دون أن يطلب أحد منه، أكمل طريقه إلى الداخل، وخلفه، ترك العالم وكأنه أفرغ من أي ضجيج، وكأن شيئاً ثقيلًا، غير مرئي، بدأ يتسرب ببطء إلى قلب الأكاديمية.

في طريقه عبر الساحة، كانت الأحاديث تتلاشى أينما مرّ كوراغامي، وكأن وجوده وحده يبتلع الأصوات من حوله.

لم يكن يمشي بسرعة، بل بخطى ثابتة، كأنه لا يحمل أي وزن في قلبه.

وقف عند مدخل المبنى الرئيسي للأكاديمية، توقف لثوانٍ، ثم أدار رأسه ببطء نحو الطلاب الذين حاولوا السخرية منه.

عيونه كانت جامدة، بلا أي شرارة من الغضب أو الألم... فقط ذلك الهدوء العميق الذي جعل أحد النبلاء يتراجع دون وعي، وكأنه رأى شيئًا لا يجب أن يُرى.

عندما دخل الأكاديمية، مرَّ بجانب طلاب من سنوات متقدمة.

لحظات، وكان الصمت يسبق خطواته، وكل من اقترب من مداه شعر بانقباض صدره، كأنهم يسيرون بمحاذاة هاوية عميقة لا قاع لها.

همس أحدهم لصديقه:

"لا أستطيع... التنفس جيداً... ما هذا الشخص؟"

كوراغامي، دون أن يلتفت، أكمل طريقه كأنهم مجرد ظلال.

بعينين لا تحملان أي اهتمام أو حقد... فقط الفراغ.

وفي أعماق هذا الفراغ، كان هناك وعد... وعدٌ صامت بخرق كل شيء يعرفونه عن هذا العالم

" دينغ... دينغ... دينغ"

عاد وعيه مره اخرى ،الى الواقع...معا رنين الجرس

عندما كنت على وشك، الدخول سمعت صوتاً... كان جرس المدرسه لكنه كان غريب ، لماذا قام رئيس الاكادميه برن الجرس اليوم؟، هل هناك شيء نسيته! ... "

نظرت الى اميشيا، لكنه سرعان ماقالت....

" لاتنظر إلي لقد اخبرتك.. لكنك كنت تتجاهلني يوم امس .. كانت نبرة صوتها كانها منزعجها من شيء ما.. "

" الرجاء الى كل الطلاب الذهاب الى قاعة التسجيل..."

" تحدث شخص ما في المكبرات الصوتيه، بطريقه غير رسميه"

كان رئيس الاكادمية "سايرن"

قاعة التسجيل

كانت القاعة تعج بالحركة والفوضى. طلاب جدد يسألون، إداريون يصرخون، أوراق تطير في الهواء، وأسماء تُنادى بعشوائية.

لكن عندما دخل كوراغامي، حدث شيء غير متوقع.

كأن الهواء تغير.

توقفت الأصوات، ولو للحظة.

لم يلتفت أحد مباشرة، لكن كل الموجودين شعروا بشيء غريب، شيء ثقيل تسلل إلى أرواحهم، خفي، لكنه واضح كأنفاس البرد على الرقبة.

"اسمك؟" سألته موظفة التسجيل، دون أن ترفع نظرها.

"كوراغامي." قالها بهدوء.

رفعت عينيها فورًا، نظرت فيه لثوانٍ طويلة، ثم تلعثمت قليلًا قبل أن تُخفض رأسها بسرعة وتكتب اسمه.

من خلف الستار الزجاجي، كان أحد المشرفين الكبار يراقب من فوق، يداه خلف ظهره، وعيناه على كوراغامي.

"إنه هو..." تمتم بصوت خافت، بالكاد سمعه مساعده.

"هو من؟"

"ذاك الذي رأيته في الرؤيا... الظل الذي لا ظل له... الطفل الذي يسير في وسط الانهيار دون أن ينكسر."

المساعد ابتلع ريقه وسأل بخوف:

"أهو خطر؟"

لم يُجب المشرف. فقط أدار وجهه ببطء، وقال:

"راقبه. لا تتدخل."

" كانت نظراتهم كلها حولي...."

"لكن اشعر اليوم ان شخص اخر،يتحكم بسجدي افقد الوعي واجد نفسي انتقل من مكان لاخر من الاكادميه ..."

كوراغامي خرج من القاعة، وكان يسير باتجاه السكن.

في الطريق، اعترضه ثلاثة طلاب، أحدهم من عائلة نبيلة، واضح من وشاحه الفاخر.

"هاي، الغامض." قال أحدهم وهو يضحك باستهزاء. "سمعت إنك دخلت بدون دعوة من أي فصيل. مامعنا هذا ؟ هل عندك واسطة من العالم السفلي؟"

ضحك الآخرون، لكن كوراغامي لم يتوقف حتى.

استمر بالمشي.

أمسك أحدهم بذراعه.

في لحظة، لم يرَ أحد كيف حدث... لكن الشاب الذي أمسكه سقط أرضًا وهو يصرخ ويهز يده بجنون، كأن شيئًا لا يُرى كان يحرق جلده من الداخل.

الباقيان تجمدا مكانهما.

كوراغامي التفت إليهما ببطء، ونظر مباشرة في أعينهما.

"لا تعترضوا طريق من لا يسير معكم." قالها بنبرة هادئة، لكنها اخترقت أرواحهم كالإبر.

ثم أكمل طريقه، وتركهم خلفه، يرتجفون!..

"علي ان اذهب الى الاختبار"

كانت ساحة ضخمة مفتوحة، على أطرافها جلس عدد من الأساتذة والمراقبين، يراقبون بعناية كل من يجرؤ على دخول دائرة الاختبار.

"رقم 1173، كوراغامي."

نادى المراقب بصوت مرتفع.

سكن الحشد لوهلة، وكأن الاسم نفسه يحمل وزنه الخاص.

2025/05/14 · 9 مشاهدة · 1060 كلمة
نادي الروايات - 2025