تقدم كوراغامي بخطوات ثابتة نحو مركز الدائرة، حيث يقف أحد كبار الممتحنين، رجل طويل ذو لحية رمادية ونظرة حادة.
"اختبارك سيكون مباشرًا." قال الممتحن بلهجة رسمية. "ستواجه وهمًا من صنعنا، يحاكي قوتك حسب مستوى تصنيفك الظاهري."
لم يرد كوراغامي.
أشار الممتحن بيده، فتشكل وهم أسود أمامه، بنفس هيئته تمامًا... لكن بعينين مضيئتين، كأنه انعكاس من جحيمٍ آخر.
"ابدأ!" صرخ المراقب.
اندفع الوهم نحو كوراغامي بسرعة، ضربة خاطفة كادت تمزق الهواء.
لكن...
لم يتحرك كوراغامي.
عندما لامس الهجوم جسده، تلاشى الوهم في لحظة، كأن شيئًا غير مرئي قد التهمه من الداخل.
ساد الصمت.
حتى الهواء نفسه بدا وكأنه توقف للحظة.
أحد الأساتذة وقف من مقعده ببطء، وعيناه لا تفارقان الشاب الواقف في مركز الدائرة.
"هذا ليس وهمًا بسيطًا... هو لم يهزم الوهم. لقد مزّق البنية الروحية التي كوّنت الوهم ذاته."
هتف آخر بدهشة:
"هذا مستحيل! هذا يتطلب فهمًا داخليًا لقواعد الأكوان!"
كيف هذا سمعت انه كان قمامه بالأمس، حتى لم يستطع استخدام المانا، فماذا يعني هذا الهجوم؟!...
المراقب أخرج دفتره وسجل شيئًا بسرعة، ثم قال بصوت مرتعش:
"كوراغامي... مقبول. بدون تصنيف."
الطلاب حول الساحة بدأوا يتهامسون، بعضهم خائف، وبعضهم مذهول.
أما كوراغامي، فكان قد غادر الساحة دون أن ينتظر.
في غرفة المراقبة العليا
المشرف الأعلى كان ينظر في الشاشات، يضغط بيده على عكازه، ونظراته ثاقبة.
"راقبوه ليلًا ونهارًا." قال بحدة. "إن كان ما رأيناه حقيقيًا... فقد يكون هذا بداية النهاية... أو بداية شيء لم يسبق أن وُجد في هذا العالم."
ماهذه القوه، اظها تستخدم نفسها تلقائياً، لم افعل شيء.. كلما حاولت ان افهم الموقف تخرج هذه، الهاله من تلقاء نفسها.. "
حسناً لنذهب الى ملاعب التدريب، اريد ام اجرب شيئاً"كنت متحمس لتلك الفكره ... لكن سرعان ماتغيرت ملامحي، الى التعبير البارد.."
"حين وصلت إلى ساحات التدريب "
لإن هناك مشكله لحقتني"
كان الهواء في ساحة الأكاديمية مشبعًا بالتوتّر.
السكون الذي يسبق الانفجار.
كانت الشمس في منتصف السماء، لكنها لم تكن كافية لتطرد البرودة التي زحفت إلى ساحات أكاديمية الأبطال. طلاب النبلاء وقفوا على شكل دائرة حول كوراغامي، أحد أبناء الطبقة الدنيا، الذي تجرأ على رفع عينه، بل على رفع قبضته، على من يفوقونه نسبًا وسلطة.
"اركع،" قال أحدهم بصوت عالٍ متعمد، ينضح بالاحتقار، "وأرنا أنك تعرف مكانك."
همسات تهكمية، ضحكات خافتة، نظرات تحتقره كأنه عار على وجوده. لكن كوراغامي لم يتحرك. لم يجب. عيناه البنفسجيتان تلمعان بثبات لا يتزعزع.
أحدهم بصق بالقرب من قدميه، وقال: "سمعت أن أمك كانت خادمة. هل هذا ما تسعى إليه؟ أن تكون مثلها؟"
كانت الكلمات كالسم، لكنها لم تخترق جدار الصمت الذي نسجه كوراغامي حول قلبه. الصمت كان سلاحه.
ثم بدأ الهجوم. ضربات، ركلات، قدرات عنصرية تُطلق في كل اتجاه. لكن كوراغامي قاتل. لا بعنف، بل بدقة. كأنه يتنفس من خلال القتال. جسده يتحرك بخفة مفترس. كل من يقترب يُطرَح أرضًا.
... قبضاته لم تكن مجرد لكمات، بل رسائل صامتة. كل ضربة كانت تخبرهم أنهم مهما تجمعوا، سيبقون عاجزين أمامه.
رُمي أحد أبناء النبلاء بعيدًا وهو يصرخ، تبعه آخر يتهاوى كدمية مقطوعة الخيوط، وثالث يتراجع وهو يمسح الدم من فمه المرتجف.
كوراغامي وقف وحده، محاطًا بأجساد تئن على الأرض. ثيابه ممزقة جزئيًا، قطرات دم صغيرة على أطراف أصابعه، لكن وقفته كانت صلبة، شامخة، كأنه لم يُصب بخدش.
وفي خضم هذا الصمت المشحون، شُقّت الجموع على عجل.
رجل طويل القامة، ذو هالة قاتمة لا تُخطئها عين، تقدم نحو الساحة. كان أحد الأبطال المصنفين من الرتبة B، وقد جاء ضيف شرف للأكاديمية ذلك اليوم. عيناه تتفحّصان المشهد بازدراء واضح، ثم توقفتا على كوراغامي.
ابتسم البطل بسخرية وقال بصوتٍ عالٍ: "يبدو أن عندنا مهرجًا جديدًا يتحدى طبقته... ممتاز."
خطا إلى الأمام حتى وقف أمام كوراغامي مباشرة. قال بصوت مرتفع حتى يسمعه الجميع:
"أنحني. أُمرْ على ركبتيك الآن، أو سأجعلك تركع بالقوة."
الرياح توقفت... وكأن العالم كله ينتظر رد الفعل.
كوراغامي لم يجب.
فقط رفع رأسه، ونظر إلى ذلك البطل بعينيه البنفسجيتين العميقتين، نظرة لا تحمل الخوف، ولا التوسل... فقط الفراغ، والازدراء البارد.
قال كوراغامي بهدوء لا يليق بموقفه: "ولماذا يجب أن أركع لمن هو أضعف مني؟"
ارتفع همس الطلاب والمدرسين خلف النوافذ والشرفات. تبادلوا النظرات المذهولة، بينما البعض الآخر ابتسم بشماتة، ينتظر سقوط المتغطرس الجديد.
البطل ضحك ضحكة قصيرة متعالية. "أنت أجبرتني على ذلك، لا تلمني على القسوة إذن."
رفع البطل يده، وأطلق ضغطًا روحانيًا ساحقًا.
كل من في الأكاديمية شعر بالثقل الرهيب. ضغط جعل حتى الزجاجات ترتجف، والأرض نفسها تئن تحت أقدامهم.
كوراغامي تراجع خطوة للوراء. جسده بدأ يرتجف قليلاً تحت هذا الضغط، الدماء تسيل من أنفه وأذنه بفعل القوة الساحقة.
ورغم ذلك... لم يركع.
ظل واقفًا. عيناه مشعتان أكثر، وكأن الظلام نفسه يتكثف حوله، يحميه.
وبينما جسده ينزف، سمع كوراغامي ذلك الصوت. صوت هامس... لا ينتمي لهذا العالم.
"أتريد أن ترى قوتك الحقيقية، سيدي...؟"
الهالة السوداء انفجرت من حوله فجأة. كان الظلام يتلوى من جسده كألسنة لهب سوداء، يبتلع الضوء حوله.
الجميع تجمّد.
ثم من قلب الظلام، تشكّل شيء... كيان غامض.
كان كيانًا قاتمًا بالكامل، كأنّه تمثال صنع من الظل الحي. عيناه البنفسجيتان تتوهجان، نفس عيون كوراغامي، تحملان نفس البرودة اللامبالية.
كان يقف خلف كوراغامي مباشرة، كأنه ظلّه المجسد.
بصوت خفيض كسر سكون العالم، قال الكيان: "من يطلب من سيدي الركوع... يموت واقفًا."
وقف الزمن للحظة.
كل من في الأكاديمية، من طلاب وأساتذة ونبلاء، فقدوا القدرة على الحركة. الهواء ذاته أصبح ثقيلًا... كل نفس كان جريمة ضد هذا الظلام الطاغي.
البطل المصنّف B، الذي أطلق الضغط أولًا، تراجع خطوتين للخلف لا إراديًا. الذعر سيطر على ملامحه.
لكن الكيان لم يتحرك. لم يهاجم.
مجرد وجوده كان يكفي لجعل قلوب الجميع ترتجف.
تقدّم خطوة واحدة، فبدأ الطلاب القريبون بالسقوط فاقدين الوعي من الضغط وحده. حتى المراقبين والأساتذة الأقوياء، اضطروا لاستخدام طاقتهم لمقاومة الهيمنة الساحقة.
قبل أن يتحرك الكيان أكثر، تلعثمت إدارة الأكاديمية وأرسلت فورًا الأمر:
"توقيف الطارئ لكوراغامي فورًا!"
سُحبت أجراس الطوارئ. تم تفعيل أختام الساحة كاملةً.
وهنا... شعر كوراغامي بأن رؤيته تتلاشى. كل شيء أصبح ضبابيًا أمامه.
قبل أن يغيب وعيه، لمح الكيان ينظر إليه بابتسامة خفيفة، هامسًا: "اسمي... راجنار."
ثم تلاشى الظلام.
وسقط كوراغامي على الأرض بلا حراك.
"اتخذت إدارة الاكاديميه قراراً قاسياً"
"كوراغامي... بما أنك أطلقت طاقة محرّمة تهدد سلامة الطلاب والأساتذة، يتم طردك فورًا من الأكاديمية، مع حرمانك من جميع حقوقك كطالب متدرّب."
تركوه ملقىً خارج بوابات الأكاديمية.
وبقيت أخته أميشيا وحدها في الداخل، نظراتها تحترق بالغضب والألم، تعد نفسها بأنها ستجد طريقها إليه مهما كلّف الأمر