قبل عشر دقائق "
في قاعة الأبطال - الفئة SSS
في مكان ما على كوكب "فاريون"عند قمة برج يُقال إن الغيوم تتجنب الاقتراب منه، اجتمع أقوى من أنجبتهم البشرية من الأبطال...."
كانت القاعة ضخمة، مزينة بأعلام المعارك القديمة، تتوسطها طاولة دائرية محفور عليها أسماء آلاف المعارك والضحايا.
كانت هناك كلمه بحروف كبيره "فاريون"
فجأة...
اهتزّ ختم البلاغ الطارئ.
وظهرت بلورة بلون قرمزي داكن في منتصف الطاولة.
"بلاغ عاجل من المدينة C... أكاديمية الجنوب الشرقي..."
رفع أحد الأبطال رأسه، صوته عميق مثل الهاوية:
"المدينة C؟ تلك الحفرة التي لا يُولد فيها سوى الفشل؟ ما الذي يستحق تنبيهًا هنا؟"
لكن البلورة لم تنتظر احترامهم.
عرضت المشهد مباشرة أمام أعينهم... تسجيل ضبابي.
طالب نحيف الجسد، راكع على ركبتيه، يتصبب عرقًا تحت ضغط بطل من الرتبة B.
وكان الضغط كافيًا لتحطيم جسد أي بشري.
"لقد كاد أن يركع... كان سيفعلها."
قال أحدهم، متابعًا الفيديو بشغف بارد.
لكن ما حدث بعدها...
توقف كل شيء فجأة.
ضغطة واحدة... لا أكثر.
انفجرت موجة من الظلام غير المفهوم...
تحطّم جسد البطل من الرتبة B من الداخل للخارج، كأن الضغط ارتدّ عليه آلاف المرات.
النوافذ الزجاجية للأكاديمية تناثرت كما لو أن عاصفة سحيقة عبرت من قلبها.
وبعدها... لا شيء.
صمتٌ قاتل.
الاسم الوحيد الذي بقي مسجلاً في السجلات...
كورغامي.
سادت لحظة من الصمت في القاعة.
عندها تحدث عجوز ذو لحية بيضاء ،ووشم سماوي يلمع على جبينه،ببرود"
"ذلك لم يكن سحرًا ولا فنًا قتالياً... ذلك كان... كسرًا لقوانين الواقع ،كيف لطالب كان في الامس قمامه ان يطلق مثل ذلك الضغط.."
همست امرأة تجلس في الظل، ترتدي عباءة من الرياح السوداء:
"كورغامي... هل هو أحد أولئك... المحظورين؟"
رد آخر ببطء:
"هذا الاسم لم يظهر من قبل... لكنه سيتردد كثيرًا بعد اليوم."
نهض أحد الأبطال ببطء، واضعًا يده على سيفٍ لم يُسحب منذ قرن.
"إن كان هذا الطالب قد حرّك الظلام بتلك الطريقة... فنحن لا نواجه شخصًا عاديًا.
بل إشارة... إلى أن شيئًا ما عاد للتحرّك تحت الأرض."
انتهى المشهد، لكن القاعة لم تعد كما كانت.
الظلام حرك شيئًا...
والأبطال الأعلى... بدأوا يراقبون.
ساد الصمت الثقيل بعد انتهاء العرض.
ثم قال أحدهم، ببرود لا يليق بالبشر:
"ذلك الفتى... كورغامي... لقد لمس شيئًا لا يجب لمسه."
ردت المرأة ذات العباءة السوداء، وقد اختفى بريق الابتسامة من عينيها:
"ضغطه حطم بطلًا من الرتبة B... إن تُرك دون قيد، سيتحوّل إلى كارثة."
تقدم قائدهم ببطء نحو البلورة، ثم قال بصوت غليظ يحمل قرارًا لا يقبل الجدل:
"نرسله إلى زنزانة الجحيم... الدرجة التاسعه.."
حيث تُكسر الإرادة قبل العظام."
همس أحد الأبطال:
"لكنه مجرد فتى..."
لكن القائد قطع الحديث بنبرة صارمة أشبه بحد السيف:
"فتى؟ لا، بل حامل بذرة... تشير إلى أنها الخطيئة ذاتها."
توقّف لحظة، ثم أردف بصوت منخفض كأنه حكم لا يُرد:
"وأي بذرة من هذا النوع... يجب أن تُدفن قبل أن تنبت."
ثم أدار وجهه ببطء نحو الطرف الأيسر من القاعة، حيث جلس رجل يلفت الأنظار بشعره الأشقر اللامع وسترة زرقاء أنيقة تعكس ضوء المشاعل الخافت، وسروال أسود مستقيم يُظهر انضباطه. على كتفه الأيسر، كان هناك جيب صغير بارز قليلاً، تقبع داخله بطاقة معدنية منقوش عليها اسم: "جيف".
قال القائد بصوت خافت لكنه نافذ:
"جيف..."
فرفع الرجل رأسه فورًا، وصوته يحمل مزيجًا من الولاء والحذر:
"أمرك، سيدي."
"أنت ستراقب عائلته.
أي تحرك غريب منه داخل الزنزانة... أي تمرد، أو حتى نظرة تمرد..."
توقف، ثم أكمل بنبرة باردة:
"أعدمهم. لا رحمة. اجعلها طريقة لا تُنسى في كتب التاريخ."
ابتسم جيف، لا شفقة في عينيه:
"مفهوم. سأجعلهم مثالًا لكل من تسوّل له نفسه كسر النظام."
عاد القائد إلى مقعده، وقال بصوتٍ خافت:
"أوقفنا كورغامي اليوم...
لكنني لا أظن أننا أوقفنا الظلام... بل ربما أيقظناه."
كانت الأمطار لا تزال تنهمر، تغسل الصخر والتراب كما لو أنها تحاول محو آثار وجودي.
جلست هناك، فوق الحجر الذي طالما عرفت ملمسه، أنظر إلى الفراغ، أستمع لصوت الريح والهمسات التي تشق سكون رأسي.
وافكر بما قاله لي "راجنار"،لكن تجاهلت افكاري..."
عالمي كله كان ساكنًا… حتى انكسرت تلك السكون.
خطى… ثقلها لم يكن ينتمي لهذا الجبل.
رفعت عيني ببطء، وعبر قطرات المطر، لمحتهم…
خمسة… لا، ستة أشخاص… كلهم يرتدون عباءات تحمل ختم الأبطال من الفئة SSS.
توقفوا على مسافة قصيرة، ينظرون نحوي بعيون غير مصدقة.
سمعت أحدهم يهمس:
"هذا هو؟ مجرد فتى؟... لا يمكن أن يكون هذا هو من أطلق الضغط ذاك..."
ابتسم آخر بتهكم:
"شعره مبلل، لكنه أرجواني كالأرواح القديمة... وعيونه... تلمع ككريستال الفوضى. نعم، هذا هو."
أردت أن أفتح فمي... أن أتكلم... لكنهم سبقوني.
"كورغامي، أنت متهم بإطلاق قوة غير مصرح بها داخل حدود أكاديمية مصنفة، وتسببت بأضرار لبنية روحية وجسدية لبطل من الرتبة B."
رفعت حاجبي ببطء.
"أنا... لم أفعل شيئًا... لم أستدعِ أي قوة، أقسم بذلك."
قال أحدهم بصوت بارد، كأنه يقرأ حكمي من ورقة موت:
"تم إصدار الأمر... ستُؤخذ إلى زنزانة الجحيم، الدرجة التاسعه
وأي محاولة للهروب أو حتى نية، ستُقابل بإعدام عائلتك فورًا... جيف يراقبهم."
شعرت بجمرة تحترق في صدري.
"أنتم... تمزحون، صحيح؟"
"أوقفوه."
لم أسمع الخطوة، لم أرَ حتى الظل.
كل ما أحسسته... كان نسمة باردة تسبق ضربة حادة إلى عنقي من الخلف.
اتسعت عيناي للحظة، ثم رأيت المطر يتوقف عن السقوط…
أو ربما أنا من سقطت.
فقط الظلام من غلف بصري..."
بعد سنه زنزانة الجحيم – الطابق التاسع
مرت سنه "
أو هكذا قال لي أحد الحراس وهو يرمي إلي قطعة خبز متعفنة وضحكته تملأ الممر الحجري.
لكنني لم أعد أعد الأيام... فالوقت في الظلام لا يُقاس بالساعات، بل بالصمت، وبعدد المرات التي تنظر فيها إلى الفراغ وتتساءل:
"هل ما زلت إنسانًا؟"
كنت جالسًا، كتمثال مشروخ، على قطعة قماش ممزقة، ظهري موشوماً ببرودة الجدار، وعيناي تراقبان نقطة ماء تتسرب من السقف —
تسقط بانتظام قاتل، كأنها تستهزئ بي.
على معصمي وقدمي،
سلاسل سوداء، ثخينة، محفورة برموز محرّمة،
تتشبث بي كأفعى خالدة،
تشرب من طاقتي وتعيد لي كل لحظة ألم عشتها.
كل حركة بسيطة تُقابل بألمٍ حاد،
سمعت حديث الحراس يتسرب عبر الزوايا:
"هل سمعت ما فعله الزعماء الثلاثة في مدينة تيرفال؟"
"نعم… مدينة من الفئة S محيت بالكامل في ثلاث دقائق. لم ينجُ أحد."