الفصل 113: جلسة الإستماع (2).


ووجين خرج من مدخل خندق محطة سييول الأول ليحيه سوونغ هوون بسرعة.


"أوه، لقد عدت يا رئيس؟"


"نعم، أين هو مينشان؟"


"لقد إتجه إلى المطار من أجل إحضارها."


"يبدوا أنه سيعود قريبا. لنتجه إلى المقر."


"حسنا، أنا سوف أرشدك إلى هناك."


ووجين قد أمضى كامل وقته رفقة عائلته وجيوون عندما كان في خارج نطاقه البعدي، وباقي الوقت فإنه قد أمضاه وهو يخطط على كيفية التحسين من نطاقه البعدي، ولهذا فإنه مازال لم يرى المقر الجديد حتى الأن.


ووجين توقف عن المشي قليلا ولينظر حوله.


"ما الذي يحدث هناك؟"


"الناس قد بدأوا بالتجمع هنا و...."


"أه....."


ووجين بدأ بالإبتسام قليلا وهو ينظر إلى الأكشاك البسيطة أمام الخندق حيث يتم بيع مختلف الأطعمة.


"ومن يشتري جميع تلك الأشياء؟"


"الصحفيون والمواطنون الذين يأتون إلى هنا، حالة البيع جيدة بسبب الجو البارد."


"وما هي الأطعمة الأكثر لذة عندهم؟"


"نحن لا نشتري طعامنا من أكشاك مثل هذه يا رئيس."


"توقف عن الكذب علي..."


"خبز السمك هناك هو الأفضل...."


"أذهب وإشتري لي بضع منهم."


"حاضر يا سيدي."



سوونغ هوون قد أصبح مساعد ووجين الخاص، وقد أحضر معه ستة موظفين تحت إمرته ليرافقوا ووجين وليمنعوا الصحفيين من الإقتراب منه.


واحد من الموظفين ذهب ليشتري الطعام الذي يريده ووجين بينما الصحفيون الذين كانوا متواجدين حول المكان بدأوا بالتصوير فور رؤيتهم ظهور ووجين، والأكثر من هذا هو أنه أكثر من نصف الصحفيين هم صحفيون أجنبيون.


كوريا الجنوبية ليست الدولة الوحيدة المهتمة بشأن تحركات ووجين فإنه يتلقى الأن إهتماما هائلا من جميع دول العالم، وبالرغم من أن درجة الإهتمام هذه قد بدأت تجعل موظفي ألاندال يشعرون بعدم الإرتياح قليلا إلا أن ووجين لم يهتم بشان هذا على الإطلاق.


"همم، إنه هذا حقا لذيذ."


ووجين بدأ بتناول طعامه وهو يمشي رفقة سوونغ هوون.


"إنه هناك."


"هاه؟"


بعد المشي لمدة قصيرة فإن ووجين توقف لنظر حوله.


"إنه هنا؟"


"نعم."


"إنه حقا قريب من الخندق."


"لقد إتبعنا أوامرك يا رئيس وقد حصلنا على أقرب مبنى إلى الخندق....."


"أحسنتم عملا."


لقد إهتموا ونفذوا أوامر ووجين بشكل جيد للغاية، وهذا قد جعل ووجين سعيدا قليلا بكيفية تعامل مينشان مع هذه الأمور.



المبنى الجديد بعيد فقط مئة متر عن مدخل خندق محطة سييول الأول، وبما أن إنفجار الخنادق هنا قد دمر عدة مباني فإن المبنى الوحيد الأن المتبقي هنا هو المبنى العملاق ذي حجم خمسة طوابق.


المبنى عريض للغاية ليتم إعتباره عمارة ما، بالإضافة إلى أنه هنالك عدة أسوار متينة تحيط بالمبنى.


"ما الذي كانت وظيفة هذا المبنى سابقا؟"


"لقد كان مبنى خاصا بالجيش."


بعد حادثة إنفجار الخنادق منذ بضعة أيام فإن الجميع قد تخلى عن هذه الأراضي حول محطة سييول، وبالرغم من أن شكل المبنى قديم بعض الشيء، إلا أن شكله وحجمه لمثالي ليتم تعزيزه وإستخدامه كحصن ضد هجوم الوحوش.


"لقد رأيت العمال يدخلون ويخرجون من هنا سابقا، ولكنني لم أعرف أنهم يجهزون مقر نقابتنا."


"...."


سوونغ هوون كان متأكدا أنه أخبر هذا الأمر لووجين سابقا ولكن على ما يبدوا فإن ووجين نسي الأمر فقط في غضون بضعة أيام.


"ومتى ستنتقل أمي إلى هنا؟"


"في غضون الأسبوع القادم."


"حسنا، لندخل الأن."


"حاضر."


ووجين قام بالدخول من الباب المتواجد في الأسوار المحيطة بالمبنى، وبعد ذلك فإنه إضطر المشي لعدة أمتار أخرى قبل أن يصل إلى داخل المبنى الفارغ.


فبما أنه قد تم إفراغ هذا المكان فإن أثاث النقابة مازال لم يتم توزيعه إلى الغرف الأخرى.


"هذه غرفتك يا رئيس."


سوونغ هوون قام بإرشاد ووجين إلى غرفة فسيحة للغاية في جهة من المبنى، وهذه الغرفة مشابهة للغاية لغرفة ووجين في المقر السابق، والشيء المختلف هو أنه هنالك طاولة وتلفاز أكبر فقط قليلا.



ووجين قام بالجلوس على الأريكة، وفورا فإن سكرتيرة قامت بإحضار له كأسا من الشاي ووضعه على الطاولة أمامه.


ووجين قام بالنظر إليها ثم الإلتفات إلى سوونغ هوون ليسأله.


"كم عدد الموظفين في نقابتنا حاليا؟"


"حوالي 400 تقريبا."


هذ عدد الموظفين في فرع المساعدة، أما بالنسبة للمقاتلين فإنهم مازالوا ثلاثة فقط.


"لقد حان وقت عقد لقاء مع المقاتلين الجدد، جهز الأمر بسرعة."


"حاضر، حاليا نحن نتلقى عددا هائلا من الطلبات."


حاليا مستوى الطاقة السحرية على الأرض في إرتفاع دائم، وهذا يزيد من فرصة أن يصبح شخص ما مقاتلا بشكل كبير.


"أين هو سوونغ غوو حاليا؟"


"إنه حاليا يهزم خندق لوحده."


"أي رتبة؟"


"ستة نجوم."


"هووه؟"


سوونغ غوو قد نمى الأن بما فيه الكفاية لهزيمة خندق ذي رتبة ستة نجوم لوحده وبسهولة.


"وماذا عن هاي سول؟"


"إنها على الأرجح الأن في منطقة الحجز. هل تريد رؤية المنطقة؟"


"هاه؟ من هنا؟"


سوونغ هوون قام بالإبتسام وفتح نافذة من نوافذ الغرفة وبعد النظر إلى المنظر خارج تلك النافذة فإن ووجين بدأ بالإبتسام.


"لقد صنعتم حديقة وحوش الأن."


لقد تم تجهيز منطقة كبيرة من أجل أن تعيش فيها وحوش هاي سول المروضة، وهذه القطعة من الأرض قد تم تحوليها إلى براري من أجل الوحوش، وفي تلك الأرض فإن ووجين إستطاع رؤية النمر الأبيض والغربان ذات المنقار الحاد رفقة وحوش أخرى.


'إنه سيكون من الجيد لو إستطاعت ترويض وحش من وحوش الويفرن.'


لقد كان محقا، فإن هاي سول تملك إمكانية هائلة للنمو، وقدراتها تزداد بدون توقف، والأن فإنه يجب عليه إختيار مقاتلين مثل هاي سول.



"هل تريد رؤية الغرف الأخرى؟"


"لا بأس، فقط قم بتشغيل التلفاز."


لقد مرت ساعة واحدة منذ أن بدأ ووجين بمشاهدة التلفاز.


"نائب الرئيس هنا."


"أخبره أن يدخل فورا."


"حاضر يا سيدي."


بعد بضع لحظات فإن مينشان دخل إلى الغرفة رفقة ميلودي والفرسان المقدسين.


عندما رأت ميلودي ووجين فإنها كانت على وشك النزول إلى الأرض ولكن ووجين قام بإيقافها.


"أيها الخالد، أنا...."


"هاي، هاي. ذلك يكفي، إجلسي هناك بسرعة."


"حاضر."


بعد جلوسها فإن ووجين بدأ بالتكلم بسرعة.


"هل أحضرت ما طلبته؟"


"نعم، بالطبع."


الخادمة المقدسة قامت بتقديم عدة وثائق لووجين بحذر شديد، وفي نفس الوقت فإن ووجين بدأ بقراءة الوثائق عندما حاول الفارس المقدس جايمس التكلم.


"هذه المعلومات قد تم تسليمها لك كهدية صداقة من الولايات المتحدة ومن أجل توثيق العلاقات مع نقابة العمالقة....."


"أه، يكفي، أنا أعرف كل ذلك."


"نعم....."


جايمس رد بتوتر قليلا، فإنه الجسر الذي يربط بين نقابة العمالقة وحكومة الولايات المتحدة، والأن فإنهم لا يعتبرون ووجين حاليا كمقاتل كوري، بل إنهم يعتبرونه كقوة حربية مساوية لقوة أي جيش أخر على الأرض.


مينشان كان فضوليا بشأن محتوى هذه الوثائق، فإنه كان يتسائل ما الذي يمكن أن يخرج ردة فعل مثل هذه من الفرسان المقدسين والخادمة المقدسة.



"رئيس، ما هي تلك الوثائق؟"


"إنها لائحة قتل."


"أوه، لائحة قتل...مهلا، ماذا؟"


أعين مينشان إنفتحت بشدة، فما الذي يتحدث عنه الرئيس مرة أخرى؟


"ه...هل يمكنني النظر إلى هذه الوثائق قليلا؟"


"أه، حسنا."


مينشان قام بالنظر إلى الوثائق قليلا لتنفتح أعينه بشدة.


"هذا......هذا....."


هذه لائحة رجال الأعمال والسياسيين الذين قاموا بدفع ثمن الأسد في الشرق الأوسط وطلب مساعدة الإرهابيين.


"هاه....."


هذه الوثائق تحتوي على معلومات حول سياسيين يستخدمون إنفجارات الخنادق للرفع من مكانتهم وأموالهم وعدة أشياء أخرى قد إرتكبوها.


"هذه...."


دلائل وبقايا أموال كانت تظهر في الوثائق بشكل واضح من هم المذنبين وبما أن هذه المعلومات قد صدرت من حكومة من غير الحكومة الكورية فإنها على الأرجح أعلى مصداقية.


تعابير مينشان أصبحت سوداء بالكامل، فإنه هنالك العشرات من الأوراق، ومعظم هؤلاء الأشخاص هم سياسيون بارزون.


"ه......هل تخطط لقتلهم جميعا؟"


"بالبطع، فهؤلاء الأوغاد حاولوا قتلي."


"ه......هل من الممكن أنك كنت تنتظر هذا؟"


''أنتظر ماذا؟''


"لقد واصلت تأجيل موعد التجمع الوطني....."


الكونغرس قد أرسل طلبات من أجل عقد التجمع الوطني عدة مرات في اليوم ومن أجل تجهيز لقاء مع ووجين، ولكن ووجين قد رفض يوميا بدون تردد، ومينشان كان يتسائل سابقا لما ووجين واصل تأجيل الأمر حتى الأن، والأن فإنه قد ظهرت هذه الوثائق.


"أه، بالطبع. فإنه من الأسهل التخلص منهم لو كانوا مجتمعين جميعا في مكان واحد."


"......."


واو، مينشان أحس وكأنه قد فقد عقله بالكامل، وفي نفس الوقت فإن قشعريرة هائلة بدأت بملأ جسده، فكيف يمكن لهذا الشخص أن يجهز خطة للقتل بهذه السهولة؟


مينشان بدأ بالتنهد بشدة والخوف يملأ قلبه قليلا، فإن ووجين هو شخص يقوم بكل ما يريدوه بدون الإهتمام الرأي العام.



مقاتل بمثل قوة ووجين هو شخص يحتاجونه للدفاع من الخنادق، ولكنه لن يطاوعه أي أحد عندما يبدأ بإرتكاب جريمة مثل هذه.


العالم يريد بطلا لكي ينقذه، وليس شريرا يقوم بما يحلوا له.


"أرجوك أعد التفكير قليلا بالأمر."


"لماذا؟"


ما هي الإجابة التي يريدها ووجين؟ ما الذي يمكن لمينشان قوله لكي يغير من قرار ووجين؟


"الأمور ستصبح معقدة."


"إنها معقدة من البداية، وأنا الأن أحاول تبسيطها قبل أن تزداد تعقيدا."


"......"


يبدوا أن ووجين قد سبق وإتخذ قراره، لذلك كيف بإمكانه أن يغير قراره؟ مينشان إلتفت إلى الخادمة المقدسة طالبا المساعدة ولكنها قامت بهز رأسها فقط.


"إذا هل أنت تفكر بالمغادرة إلى الولايات المتحدة أو دولة أخرى؟"


مينشان بدأ بالتخميم، فإن لم يكن ووجين مستعدا لمغادرة كوريا الجنوبية فإن الخطة التي يريد تنفيذها لا يمكنها النجاح.


"أنا لن أغادر."


ووجين إلتفت إلى الخادمة المقدسة ليطرح عليه بضعة أسئلة:


"ما هي ألاندال؟"


"إنها أرضك أيها الملك."


"وأين نحن حاليا؟"


"نحن في ألاندال."


"لقد سمعتها يا مينشان."


"......"


مينشان لم يجد الكلمات المناسبة ليرد بها على ووجين.


ووجين إبتسام قليلا قبل أن يواصل التكلم:


"لقد تجرأوا على محاولة قتلي، لذلك فإنني بحاجة لكي ينقلعوا من على أرضي."


خندق ووجين متواجد هنا، وحتى أنه قد إنتقل الأن إلى مكتب جديد لذلك لما سيغادر؟ كل ما عليه فعله هو التخلص من أولئك الأوغاد.


مينشان أحس برأسه وهو على الإنفجار، فبهذه الطريقة فإن الديموقراطية ستختفي من كوريا.


مينشان أحس بالعجز وليتكلم بصوت ضعيف.


"الأشخاص حولك لن يكونوا قادرين على تحمل الأمر. أنت ستكون قادرا على النجاة، ولكن نحن لن نقدر."


"هاه؟"


"أرجوك أنظر إلى الأشخاص حولك."


ووجين إلتفت من مينشان الذي كان يبدوا وكأنه يريد البكاء إلى الأشخاص الأخرين، وليجد بأن تعابير سوونغ هوون قد تجمدت كليا، وعند نظره إلى الجانب فإنه إستطاع رؤية الخوف على السكرتيرة.


"همممم....."


ووجين قام بوضع الوثائق على الطاولة والإتكاء إلى الخلف قليلا.


'الملك الأن يجب عليه حماية أولئك الذين مازالوا على قيد الحياة الأن.'


كلمات كيبا ظهرت في عقل ووجين.


'ربما قضيت مدة طويلة لوحدي؟'


ووجين كان محاطا لمدة عشرين سنة تقريبا بكائنات ميتة فقط...ووجين قام بهز رأسه قليلا وإعادة وضع الوثائق جانبا.


"إتصل بالتجمع الوطني. انا سوف أذهب إلى لقائهم الأن."


"أرجوك...."


"لا تقلق، أنا لن أريق أي دماء في مبنى التجمع الوطني اليوم، لذلك إتصل بهم."


تعابير مينشان أصبحت سعيدة للغاية، فووجين قد غير اليوم رأيه....


حتى الخادمة المقدسة كانت تنظر إلى ووجين والصدمة والحيرة على وجهها. فهل حقا غير الخالد قراره؟


*******



"أوه، أيها العضو شوي."


"أووه، هيونغ نيم، أرجوك لا تنادني بالعضو وتخلى عن الإحترام الزائد."


"هوهوهو، ولكنك في منصبك هذا منذ مدة طويلة، لذلك فإن هذا الإحترام واجب."


"هوهوهو، كلماتك محقة أيها العضو بارك. ليس الجميع يمكن إعادة إختيارهم كعضو في التجمع الوطني لأربع سنوات على التوالي."


شوي تايوه و بارك سوه غوك بدئا بالضحك رفقة بعضهما البعض، وفي نفس الوقت فإن بارك سوه غوك بدأ بالتكلم بجدية قليلا.


"هل قرر كانغ ووجين المجيء أخيرا؟"


"هاها، بالطبع. فهل تعتقد بأنه بإمكانه الرفض أكثر من هذا؟"


"أه، نعم نعم. إنه شاب يافع، لذلك فإنه يدين بالكثير لوطنه. بالطبع فإنه يجب عليه خدمة وطنه."


"بالطبع، إنه لا يعامل حماية موطنه كواجب مقدس بما فيه الكفاية. بالمناسبة، أليست العروض التي نقدمها له جيدة بما فيها الكفاية؟ لقد سبق ورفض حتى عرض جعل نقابته في مكانة مساوية لوزارة الدفاع."


شوي تايوه وبارك سوه غوك لم يخدما من قبل في الجيش، ولا يهمهما الدفاع الوطني، ولكن بالرغم من هذا فإنهما واصلا التكلم بصوت جدي للغاية.


"نحن يجب علينا وضع طوق جيد حول عنقه."


"هل يملك خيار ما لو يريد مواصلة العيش في كوريا؟ إنه فقط يستخدم خطة سخيفة للرفع من ثمنه."


"حسنا، بالإضافة، ألست أنت أفضل شخص في إستجواب الأشخاص في جلسة الإستماع أيها العضو شوي؟"


"أوهوهو، أنت تمدحني كثيرا أيها العضو بارك، ولكنني سوف أبذل قصار جهدي لتحطيم ذلك الوغد."


ذلك الوغد قد أصبح الأن بمثابة غيمة في السماء، فالثمن حوله قد إرتفع بشدة، والأن فإنه يجب عليهم خفض ثمن خدمته، وبهذا فإنهم سيكونون قادرين بالتخفيض من العبئ على الدولة والزيادة من قوة الدفاع الوطني، فأليسا محبين لوطنيهما بشدة بهذه التصرفات؟


شوي تايوه واصل الضحك رفقة بارك سوه غوك وهما يتبادلان نظرة مليئة بالمعاني.


**************


الفصل الثالث لليوم.


ترجمة: Jaouad Azzouzi.


2017/05/28 · 4,760 مشاهدة · 1902 كلمة
JaouadAzzouzi
نادي الروايات - 2024