الفصل 17: وضعهم الحالي (1).


"أرجوك استقيلي."


"لا، أنا لا يمكنني فعل ذلك."


"ولما لا؟ فأنت لا تحتاجين إلى العمل من الأن فصاعدا. أنظري هنا، هذا هو مبلغ استطعت جنيه في يوم واحد."


ووجين قام بفتح حسابه البنكي في هاتفه ليري المبلغ الموجود فيه لأمه، ولكن وبالرغم من كل شيء فإن أمه لم تتراجع عن قرارها.


"لقد عدت وأخيرا بعد خمس سنين من الغياب، فكيف تتوقع مني أن أسمح لك بأن ترمي نفسك في مثل هذه المواقف الخطيرة؟"


"إذا هل تريديني أن أواصل العيش بما تكافحين لجنيه؟ هل تريديني أن أمضي كل حياتي وأنا عاطل عن العمل؟"


ووجين بدأ التكلم بإصرار هو الأخر:


"أنا سوف أجني الكثير من المال، سوف أجني ما يكفي لكيلا تقلقي بشأن المال مرة أخرى لبقية حياتك، فانتي وسوواه مسؤوليتي الخاصة، وبما أنني قد عدت الأن فإنني أنا رجل المنزل."


"ووجيين..... أنت......"


والدة ووجين لم تستطع مواصلة كلماتها بعد رؤية إصرار ابنها، وبعد رؤيتها كيف أن ابنها الذي اختفى مجرد فتى صغير قد عاد رجل ناضجا فإن دموعها لم تستطع التوقف.


ووجين قام بالإمساك بوالدته التي كانت على وشك الغرق في دموعها وليبدأ بعناقها بقوة، ولكن وقبل أن يستطيعا مواصلة حديثهما، فإن صاحبة المطعم قامت بالسعال لجذب انتباههما، والدة سوونغمي، كانت على وشك الانفجار غضبا على ووجين ووالدته، إلا أنها لم تستطع فعل ذلك بعد رؤية نظرة ابنتها، لذلك فإنها قد واصلت النظر بدون التدخل حتى الأن.


"أنا أعرف وضعك الحالي، ولكنك تعرفين حالة مطعمنا، فإن فقدان شخص واحد فقط سيؤثر جدا علينا، لذلك فإنني أتمنى أن تواصلي العمل هنا حتى أستطيع تعيين شخص أخر ليأخذ مكانك...."


تعابير ووجين قد أصبحت قاتلة بعد سماع كلمات والدة سوونغمي ولكن وقبل أن يستطيع قول شيء ما فإن والدته قد كانت أسرع منه في الإجابة:


"نعم، السيدة سوون وهك محقة، فبالرغم من رغبتك، إلا أنني لا أستطيع الاستقالة فقط وبدون أي سابق إنذار."


"أهههه، حسنا، افعلي ما تريدين، ولكن يجب عليك الاستقالة في غضون أسبوع واحد، فإن سوواه بحاجتك."


'عزيزي في الجنة، ابننا ووجين قد عاد....'



بالرغم من أنها لم تعرف أين كان ابنها طوال هذه الخمس أعوام، وبالرغم من أنه قد قال بأنه سيحاول الحصول على شهادته المدرسية، إلا أنه قد عاد فجأة بعد كسبه لمبلغ هائل في غضون يوم واحد، ومرة أخرى الدموع قد بدأت بالنزول من عيناها.


"أمي، أووووه، هذا محزن للغاية."


سوونغمي قد بدأت البكاء هي الأخرى، لتقوم والدتها بتمرير قطعة من الورق لكي تسمح بها دموعها، وفي نفس الوقت فإن سوون هوك كانت حائرة تماما فإن هذه هي أول مرة ترى فيها ابنتها تتصرف بهذه الطريقة، فبالرغم من كون سوونغمي ابنتها، إلا أنها كانت مدركة تماما لحقيقة أن ابنتها عاهرة معدومة القلب، فسابقا سوونغمي كانت تنادي والدة ووجين بسيدة المطبخ وتعاملها بسوء طوال الوقت، ولكن ولسبب ما فإنها قد بدأت التصرف بحنان وتواضع اليوم.


بعد البكاء لمدة طويلة، فإن والدة ووجين قد استطاعت استعادة رباطة جأشها لتلتفت إلى سوون وهك:


"هل يمكنني أخذ اليوم إجازة؟"


وقبل أن تستطيع سوون وهك الرد فإن ووجين قد رد هو الأول:


"بالطبع يمكنك الحصول على اليوم كإجازة، وإن لم توافق، ففقط استقيلي بدءا من اليوم."


بعد سماع كلماته، فإن سوون وهك لم تملك أي خيار سوى السماح لوالدة ووجين بأخذ اليوم كيوم راحة.


"حسنا، إذا يا أمي، أتمنى لك يوما جيدا برفقة الأخ ووجين.."


"ح....حسنا، أيتها الأنسة سوونغمي....."


والدة ووجين، كانت مصدومة من طريقة مخاطبة سوونغمي لها.


"أيها الأخ ووجين، أتمنى لك رحلة أمنة، وأتمنى أن تزورنا عمى قريب، أه بالمناسبة هذا هو رقم هاتفي...."


سوونغمي قامت بأخذ هاتف ووجين وحفظ رقمها هناك بسرعة فائقة.


"هيهي، أتمنى لكم يوما جيدا."


ووجين قام باسترجاع هاتفه من سوونغمي والمغادرة رفقة والدته من المطعم، وفور خروجهم من المطعم، فإن والدته قد بدأت بجره في اتجاه مختلف عن مكان تواجد منزلهم:


"أممم، إلى أين نحن متجهين حاليا؟"


"سوف تعرف فور وصولنا إلى هناك، بالمناسبة ما هو نوع علاقتك بالأنسة سوونغمي؟"


"أه، هي؟ على ما أذكر فإنها قد كانت زميلتي في المدرسة. ولما تسألين؟"


"هممهم......"


والدته لم تقل أي شيء أخر لتواصل المشي لمدة طويلة قبل أن تلتفت إلى ووجين وعلامات القلق في تعابيرها:


"أنا لا أريد التدخل في حياتك العاطفية على الإطلاق، ولكنني أريدك أن تعرف بأنه لو قمت بإحضار عاهرة مثلها كحبيبتك فإنني لن أوافق عليها إطلاقا."


ووجين بدأ بالضحك وكأنه قد سمع مزحة مضحك:


"لا داعي للقلق فأنا لا أملك أي اهتماما في نوعها من الفتيات."



ووجين قد تذكر وجه سوونغمي فقط كونها الفتاة التي أعطته أكبر كمية من الهدايا في عيد الحب قبل اختفائه، وحتى في ذلك الوقت فإنه لم يكن أي مشاعر تجاهها، بالإضافة إلى أنه قد استطاع استنتاج كيف عاملت والدته أثناء غيابه، لذلك فإنه كان متأكدا أنه لن يملك أي مشاعر تجاهها في المستقبل على الإطلاق.


"إذا، إلى أين نحن متجهين؟"


"كما قلت، سوف تعرف فور وصولنا إلى هناك."


والدة ووجين قامت بأخذه إلى حديقة بالقرب من منزلهم السابق، وقبل وصولهم فإنها قد جعلته يشتري زجاجة من النبيذ وبعضا من الازهار، وفور دخولهم إلى الحديقة فإن ووجين قد استطاع رؤية صخرة عملاقة في وسط الحديقة مكتوب فيها جميع أسماء من فقدوا حياتهم في حادثة انفجار الخنادق منذ خمس سنوات.


في ذلك اليوم كل من كان قد ركب القطار أو كان متواجدا تحت الأرض فإنه قد انتهى به الأمر ميتا، وبما فيهم والد ووجين.


ووجين قام بالاقتراب من الحجر التذكاري وإيجاد اسم والده بسرعة، وبعد رؤية اسم والده فإن قام بسكب النبيذ بقرب الحجر ووضع الورود أمامه، ليبدأ بالانحناء لاسم والده، بينما والدته قد واصلت مشاهدته والدموع في عيناها.


ووجين أنهى تقديم احترامه لوالده ليعود ويعانق والدته من جديد:


'أبي.....'


ووجين قد بدأ بالتفكير بوالده، بالرجل الذي قد ضحى بكل شيء من أجله، وبالرغم من كل شيء إلا أن ووجين لم يشعر بالحزن لتلك الدرجة تجاه فقدان والده، فطوال العشرين سنة الماضية فإنه قد رأى عددا هائلا من الناس يموتون أمامه، ومنهم أصدقاء له وأشخاص كانوا بمثابة عائلته، مما جعله يفقد أي مشاعر تجاه الموتى.


"ووجين، أنا أريدك أن تخبرني."


"عن ماذا تتكلمين؟"


"أنا أريد أن أعرف أين كنت طوال هذه الخمس سنين الماضية وما الذي كنت تفعله؟"


"......."



بعد رؤية وجه والدته التي تريد معرفة الحقيقة، فإن ووجين قد صارع نفسه كثيرا وبعد التفكير بشأن الأمر لمدة طويلة، فإنه قد قرر إخبارها الحقيقة، ولكن لكيلا تنصدم كثيرا فإنه قد قرر تخفيف ما حدث


ففي عالم ألفرين ووجين قد واجه الموت عددا لا يحصى من المرات، ويده قد أنهت عددا لا يحصى من الحيوات، لدرجة أن عالم ألفرين بأكمله قد أصبح يرتعش من شدة الخوف بعد سماع اسمه والأساطير التي تدور حوله، لذلك فإنه قد قرر إخفاء أجزاء مما حدث.


"أمممم، أعتقد أن هذا قد حدث بسبب انفجار الخنادق، ولكنه قد تم استدعائي إلى عالم يسمى عالم ألفرين."


"حسنا، وما الذي قمت به هناك؟"


كيف يمكنه شرح هذا بدون أن يخبر أمه عن الوحش الذي قد أصبح عليه هناك؟ ووجين ظل يفكر بالأمر لمدة طويلة قبل أن يلتفت الى أمه ويبدأ محاولة الشرح لوالدته:


"أه، الأمر لم يكن بتلك الخطورة، تقريبا مثل لعبة ما، لقد واصلت رفع مستواي والقتال رفقة كائنات قد استدعيتها، وبالرغم من أنني قد شاركت في عدة حروب هناك، إلا أن الأمر لم يكن خطرا على الإطلاق لأنني قد شاهدت من بعيد فقط."


"............."


بعد سماع كلمات ووجين، فان تعابير والدته قد تجمدت تماما


"يا إلهي، لقد كنت قلقة للغاية بشأنك، ولكنك كنت تلعب لعبة ما في مكان ما؟"


هاه؟ ماذا؟ لا لا ذلك ليس ما حدث على الإطلاق.


********


الفصل الأول لليوم وأسف على التأخير فإنني كنت منشغلا جدا في الترجمة لدرجة أنني لم ألحظ الوقت لذلك فإن اليوم سيكون هنالك أربع فصول بدل ثلاث.


ترقبوا الفصل الثاني بإذن الله بعد ساعة واحدة.


ترجمة:Jaouad Azzouzi


تدقيق: Smoke Mask


2017/05/25 · 7,154 مشاهدة · 1205 كلمة
JaouadAzzouzi
نادي الروايات - 2024