الفصل 30: نفس المكان (3).



*داخل سيارة سونغ غوو*



"هوه، يبدوا أن جلد وحوش التمساخ يمكن بيعه مقابل ثمن جيد...."



"أ...أنت محق...."



ووجين بدأ بالنظر إلى الكتاب الذي حصل عليه من مينشان، ففي هذا الكتاب هنالك عدة معلومات حول الخندق الذي قاموا بهزيمته قبل قليل، من معلومات حول أي وحوش يجب الحصول على جلدها، وإلى معلومات أخرى حول مواد أولية تتواجد في عدة أماكن في الخندق يمكن الحصول عليها، ولكن للأسف فبما أن ووجين وسونغ غوو لم يعرفا بشأنها من قبل فإنهم لم يستطيعوا الحصول عليها قبل الخروج من الخندق.



"أه، ما حدث قد حدث ولا داعي للندم."



ووجين بدأ بالإبتسام، فبالرغم من أنه قد فقد كما هائلا من المال بعدم إحظاره لكل ما يمكن إخراجه من الخندق، إلا أنه لم يهتم كثيرا بشأن ذلك، قالمال ليس هو هدفه الحالي، بل هدفه الحالي هو إسترجاع قوته في أسرع وقت ممكن.



"هاي، سوونغ غوو، في المرة المقبلة أنت هو من سيهتم بجثث الوحوش."



"........حاضر........."



سوونغ غوو قد فظل إستخراج أحجار الدم من أجساد الوحوش على أن يقوم بتشريح أجسادها ليستخرج منها الجلد وعدة أشياء أخرى.



'.........أه حلمي في أن أصبح ساحر نيران قوي.........'



سونغ غوو بدأ يشعر بأن حلمه في تقوية قدرته لكي يصبح مقاتلا قويا قد بدأت تصبح أبعد فأبعد، فمنذ اليوم الذي إنظم فيه إلى ووجين فإن مهنته الوحيدة كانت إستخراج أحجار الدم أو إطلاق كرة نارية واحدة لجذب الأعداء من مكان إختبائهم.



"بالمناسبة يا هيونغ نيم."



"ماذا؟"



أعين ووجين كانت ما تزال على الكتاب الخاص بالخنادق عندما قام سونغ غوو بسؤاله:



"لما قمت بإعطاء رقم هاتفك للمساعد هايمين؟"



"بالطبع لأنه قد قال بأنه يريد شرب بعض النبيذ معي."



'هل حقا قام بإعطائه رقم هاتفه فقط لسبب بسيط مثل ذلك؟ هل هو غبي..... لا لا هيونغ نيم ليس بشخص غبي على الإطلاق'



"بما أنك قد أعطيت رقم هاتفك للمساعد هايمين، ألا يعني هذا بأن القائد مينشان سيكتشف رقم هاتفك."



"نعم، أنا أتوقع حدوث ذلك."



"إذا لما أعطيته له؟"



"ولما لا؟"



ووجين بدأ بالإبتسام ليتفت لينظر إلى سونغ غوو قبل أن يقوم سونغ غوو بمواصلة أسئلته:



"هيونغ نيم، هل تفكر في الإنظمام إلى نقابتهم؟"



"لا، لقد سبق وأخبرتك بأنني لن أنظم إلى نقابة شخص ما."



".....وألم تقل أيضا بأنك لم ترد أن يتم إزعاجك؟ ذلك القائد مينشان لا يبدوا عليه أنه سيستسلم ببساطة."



ووجين إزدادت بسمته حجما.




"دعني أسئلك هذا، عندما تقوم بإخفاء الرسائلة المزعجة التي تصلك، هل هذا يعني أنها قد إختفت تماما؟"



"لا، فكل ما في الأمر هو أنك لا تراها."



"تماما، لذلك فكل ما علي فعله هو إظهار فقط بعض الإهتمام في الإنظمام إلى نقابته، وهذا سيجعله يقدم مختلف الهدايا لي وتقديمي إلى مختلف الخنادق مثل اليوم. فكيف يمكنني لي أن أتخلص من شخص مثل ذلك؟"



إنه.... قد خدع مينشان تاما......




"وهل ستعتقد بأنه سيتبعني إلى داخل الخندق؟ وماذا عندما لا أكون متواجدا في داخل الخنادق؟ أنا لا أملك أي شيء أخر لأفعله مما يعني أن أملك الكثير من وقت الفراغ."



"............"



"وفي نهاية الأمر فإنه سيستسلم بعد أن يكون قد أدى غرضه."



'يا إلهي...........'



سونغ غوو بدأ بالتركيز على الطريق أمامه، بينما ووجين بدأ بالنظر إلى الخارج من زجاج نافذته عندما لاحظ شخصا في الشارع.



"أوه، أليس ذلك جامين؟"



"ماذا؟ إذا ذلك هو التلميذ الذي تعيش معه حاليا يا هيونغ نيم؟"



"نعم، قم بإيقاف سيارتك بجانبه."



سونغ غوو أوقف السيارة بجانب طريق المشاة، ليقوم ووجين بالقفز من مقعده في السيارة إلى الخارج:



"جايمين جايمين."



"إييييه؟"



جايمين كان متفاجئا بعد سماع صوت ووجين، فإنه قد خرج قبل بضع دقائق من مدرسته الخصوصية ليذهب لتناول الطعام رفقة أخته.



"مرحبا يا هيونغ."




******************



*في أعلى طابق في مقر نقابة المطرقة.*



واحد من المقاتلين العشرة ذوي رتبة A في كوريا كان متواجدا هنا.



رئيس النقابة بارك ساهن غوه.



صوت سكرتيرة الرئيس قد صدر من مكبر الوصت المتواجد في غرفته.



[أيها الرئيس، قائد الفريق الرابع من فرق المساعدة هو هنا لرؤيتك.]



"إسمحي له بالدخول."



الباب قام بالإنفتاح فور صدور أمر بارك ساهن غوه، ليدخل قائد فريق المساعدة الرابع. فبالرغم من إنظمامه المتأخر إلى النقابة، إلا أنه قد قدم عددا لا يحصى من المساهمات للنقابة.



فبالإضافة إلى كونه المسؤول عن الخنادق ذات رتبة 3 نجوم وأقل، فإنه يملك حسا جيدا تجاه المقاتلين الذين يملكون الكثير من الإمكانيات في داخلهم، لذلك فإنه عضو مهم في النقابة.



"رئيس، أنا هنا لكي أقدم تقريري بشأن كانغ ووجين الذي أحاول ضمه إلى نقابتنا."



"هل نجحت في إقناعه؟"



"لا، ليس بعد....."



"إذا فإنني قد سبق وأعطيتك كامل السلطة بشأن هذه المسألة. لذلك فإنه لا يوجد أي داعي لتقدم لي أي تقرير. هممم هل من الممكن أن تفاوضك معه لا يجري بشكل جيد؟"



الأمر كان سيكون رائعا لو كان هنالك تفاوض بينهما، فالمشكلة هي أن ووجين لم يفكر على الإطلاق في الإنظمام إليهم على الإطلاق.



"لقد سبق وعينتك أيها القائد مينشان مشرفا حول هذا الأمر، لذلك فإنني لا أهتم بشأن ما يريده، فقط أعطه إياه."



"وهذا هو سبب مجيئي إليك، فإنني أريد منحه شيئا ما."



مينشان كان متأكدا بأن المال لن يستطيع إقناع ووجين، لذلك فإنه قد بدأ التفكير في عدة طرق أخرى ليقنع بها ووجين.



بارك ساهن غوه بدأ بالعبوس بعد النظر إلى الوثيقة التي قدمها له مينشان:



"هل حقا يجب علينا منحه منصب نائب الرئيس؟ هل تعتقد حقا بأنه يستحق هذا المنصب؟ فأنت تعلم بأن منصب نائب الرئيس هو منصب مهم للغاية."



بارك ساهن غوه بدأ بالنظر إلى الوثائق الأأخرى التتي تتحدث عن ماضي ووجين بالتفصيل:



"لقد عاد بعد أن إختفى لمدة خمس سنين، وفور عودته فإنه أكمل خندقا ذي رتبة نجمتين ثم خندقا أخر ذي رتبة ثلاث نجوم، واليوم فإنه قد أكمل خندقا ذي رتبة أربع نجوم."



"نعم، بالإضافة إلى ذلك فإنني أتوقع إمتلاكه لقدرة مذهلة لتمكنه من فعل كل ذلك."



"وهل رأيت تلك القدرة؟"



"ماذا؟"



"لقد سألتك إن كنت قد رأيت تلك القدرة المذهلة."



"لا، لم أراها، ولكنني أتوقع......"



بارك سانه غوه قام برمي الوثائق في يده على الطاولة قبل أن يقوم بضم يديه ويبدأ بالتكلم:



"إسمعني يا أيها القائد مينشان."



"ماذا يا رئيس؟"



بالرغم من تقاب عمريهما، إلا أن الفرق في المكانة بينهما لهائل للغاية، مما يجعل طريقة مخاطبة مينشان له محترمة للغاية:



"لو كان هذا الووجين حقا جيد، فما كنت لأتردد في إعطائه منصب نائب الرئيس. ولكن هذا لأمر سخيف. فبالإضافة إلى كون منصب نائب الرئيس منصبا مهما ف نقابتنا.فإنه لم يكمل سوى ثلاث خنادق منذ ظهوره. فكيف يمكننا منحه منصب نائب الرئيس فقط إعتمادا على إمكانياته؟"


بالإضافة إلى مشكلة أخرى:


"بالإضافة، فإن إمكانياته هو أمر لم تره بل هو أمر أحسست به فقط؟"


مينشان كان على وشك الإنفجار غضبا بعد سماع كلمات الرئيس المهينة، فإن نقابة المطرقة تملك أكبر عدد من المقاتلين الموهوبين مقارنة مع أي نقابة أخرى، وهذا أمر يعود فضله إلى مينشان.


"يجب علينا رؤية قوته بشكل مباشر. وفقط وبعد ذلك فإنني سأقرر إن كان حقا يستحق منصب نائب الرئيس. بالإضافة إلى ذلك، إلى متى فإنك تعتقد بأننا نظل نعتمد على حدسك فقط؟ فأنت لم تكن محقا في كل مرة أحظرت فيها مقاتلا إلى نقابتنا."


إنه محق تماما، فإنه هنالك عدة من المقاتلين الذين قد أحس مينشان بانهم يملكون موهبة في داخلهم، ولكن وفي نهاية الأمر فإن حدسه بشأنهم لم يتحقق على الإطلاق.


"نحن لا يمكننا منح منصب نائب الرئيس لأي كان، فإن قمنا بذلك فإننا سنصبح محط سخرية الجميع. هل فهمت ما أقصده؟"


"نعم.........."


صوت سكريتيرة الرئيس صدر مجددا في الغرفة:


[رئيس، نائب الرئيس هنا من اجل زيارتك.]


نائب الرئيس بارك جين وو.


أفضل موهبة قد رأها مينشان، فبالإضافة إلى وجهه الوسيم، وكونه مازال في عشرينيات عمره، فإنه المقاتل الأخر ذي رتبة A في النقابة رفقة الرئيس.


بارك جين وو دخل إلى الغرفة مرتدبا بذلة سوداء اللون، وفور دخوله فإنه قد رأى مينشان المتواجد في الغرفة، وفور رؤيته فإن إبتسامة محترمة ظهرت على وجهه قبل أن يقوم بتحيته.


"مرحبا أيها القائد مينشان."


"أه، مرحبا يا جين وو، انا قد إنتهى عملي هنا لذلك فإنني ساغادر الأن."


في الماضي فإن بارك جين وو كان مجرد فتى ساذج عندما قام مينشان بإكتشافه وأخذه تحت جناحه، وهذا قد جعل بارك جين وو يكن له كما هائلا من الإحترام.



مينشان قام بتحية بارك جين وو ليقوم بالمغادرة بعد ذلك، وبعد رؤية تعابيره فإن جين وو إستطاع إستنتاج بسرعة أنه قد تم توبيخه من قبل الرئيس مرة أخرى.


"ما خطب القائد مينشان؟"


"لا أدري، فإنه قد رأى محييا للاجساد وقد قرر بأنه يستق منصب نائب الرئيس."


جين وو بدأ بالإبتسام قليلا قبل أن يواصل كلامه:


"بما أن القائد مينشان ينصحنا بضمه إلينا، فألا يجب علينا بذلك كامل جهدنا لتحقيق ذلك؟"


"ما الذي تقصده ببذل كل ما في جهدنا لضمه؟ أنا أعتقد بان ذلك المينشان قد سبق وفقد لمسته، فكل مقاتل قد ضمه إلينا في الفترة الماضية لم يظهر أي موهبة ملحوظة."


الرئيس توقف عن التكلم لمدة قصيرة قبل أن يواصل كلامه:


"بالإضافة إلى أنني متأكد أن ملاحظته لك في ذلك الوقت كان مجرد حظ جيد فقط."


"همم، المهم لا يوجد هنالك أي داعي لتكون قاسيا لهذه الدرجة عليه."


"حسنا، حسنا. المهم، أخبرني، كيف كان عملك في الولايات المتحدة؟"


كون بارك جين وو واحدا من المقاتلين العشرة ذي رتبة A في كوريا، فإنه قد تم إرساله إلى الولايات المتحدة كنائب عن نقابة المطرقة، وفقط قبل بضع ساعات أن عاد من نيويورك.


تعابير بارك جين وو أصبحت جدية بعد سماع سؤال الرئيس:


"لقد سألت في الأرجاء، وإعتمادا على ما سمعته فإنني أعتقد أن الإشاعات حقيقية."


"إنها حقيقية؟"


تعابير الرئيس أصبحت جدية تماما هو الاخر بعد سماع إجابة بارك جين وو. فمنذ بضعة أيام ظهرت إشاعة غريبة بين النقابات حول جميع أرجاء العالم، لذلك فإنه قد قام بإرسال جين وو إلى نيويورك للتحقق من صحة هذه المعلومات.


"ومن تظن بانه مصدر هذه الإشاعة؟"


"حسب ما سمعته فإن مصدر هذه الإشاعة هي نقابة العمالقة."


"العمالقة....."


في أمريكا يوجد هنالك عدة نقابات ضخمة، ولكن لو إحتاج شخص ما إلى إختيار أفضل وأقوى نقابة، فإنه بالتأكيد سيختار نقابة العمالقة.



مما يعني الأن أنه لو كانت العمالقة حقا مصدر تلك الإشاعة فإن هذا بالتأكيد يعني أن ذلك الشخص في حوزتهم هم.



"البشري الذي تم إكتشافه في داخل خندق ما........"



تعبير ساهن غوه أصبحت سيئة تماما، فكيف يمكن تسمية شخص قد خرج من داخل الخنادق؟ وحش؟ فضائي؟ بالإضافة إلى أنه قد سمع إشاعات فقط عن هذا الشخص.



بالإضافة إلى أنه توجد هنلك إمكانية أن هذه مجرد إشاعة كاذبة، فالحقيقة هي شيء لا يعرفها سوى قادة نقابة العمالقة، ولكن ولو كانت هذه الإشاعة حقيقية فإن هذا سيكون بداية عصر جديد بشأن الخنادق.



***************



في وسط مدينة مانهاتن، هنالك مبنى عملاق الحجم ذي طول يصل إلى السحب، ولتصل سيارة فخمة إلى مدخل ذلك المبنى.



وفور رؤية تلك السيارة فإن الحراس المحيطين بذلك المبنى قد أسرعوا في إحضار كرسي متحرك إلى جانب السيارة.



باب السيارة قد فتح ومنه نزلت إمرأة في منتصف عمرها ذات شعري بني اللون وليتم إجلاسها بخذر شديد في الكرسي المتحرك.



"مرحبا أيها السيدة هاملتون، هل واجهت أي مشكلة أثناء رحلتك إلى هنا؟"



"مشكلة؟ بالطبع لا، فهذه أفضل رحلة قد قمت باخذها."



فبالرغم من بقائها في الطائرة لأكثر من ست ساعات، إلا أنها لم تواجه أي مشكلة والنقابة قد حرصت على أنها ستحصل على أفضل وسائل الراحة.



"أنا حقا شاكرة لقبولك طلب نقابتنا."



"لا داعي للشكر، فلو هنالك شخص يحتاج لمساعدتي، فإنني سأحرص على تقديمها."



السيدة هاملتون هي أشهر طبيبة نفسية في كامل أمريكا، وواحدة من أفضل الأطبة عالميا، وتحت قيادة حارسة من الحراس فإنهما قد إتجها إلى أعلى طابق في المبنى.



"أيتها السيدة هاملتون، قبل لقائك بالمريض، فإنني أتمنى منك توقيع هذا العقد."



العقد الذي تسلمته السيدة هاملتون هو عقد ينص على أنها لن تخبر أي شخص بما سيحدث في هذا المبنى، وكونها طبيبة مشهورة فإن السيدة هاملتون قد رأت هذا النوع من العقود عدة مرات، لذلك فإنها قامت بتوقيعه بسرعة.



وفور توقيعها لذلك العقد فإن الحارسة قامت بإيصال السيدة هاملتون إلى غرفة المريض، وفور تلقيها التشخيصات الخاصة بالمريض فإن السيدة هاملتون كانت مصدومة بعض الشيء.



"هل أنتم متأكدون من أنها تعاني من مشكلة في دماغها مما يجعلها غير قادرة على التحدث؟"



"حسب ما رأينها، فنعم إننا نعتقد ذلك."



السيدة هاملتون واصلت قراءة ملف المريض ولتجد أنه لا يوجد هنالك أي معلومات أخرى بشأنها.



"أنتم لا تملكون أي معلومة بشانها؟ لا إسمها ولا مكان ولادتها ولا حتى عمرها؟"



الحارسة قامت بإيماء رأسها بسرعة مأدة على سؤال السيدة هاملتون.



"لقد تم إيجادها في داخل خندق بالقرب من هنا."



"..........."



"ومهمتك هذه المرة يا سيدة هاملتون هي مساعدة المريضة على إستعادة صوتها وقدرتها على التكلم."



الحارسة قامت بإدخال السيدة هاملتون، وفور دخولها إلى الغرفة فإن السيدة هاملتون كانت متفاجئة لدرجة أنها لم تستطع فعل أي شيء سوى الصراخ:



"أوه، يا إلهي."



إنها لم ترى من قبل شخصا بهذا الجمال، فبالرغم من كونها إمرأة مثلها، إلا أن جمال المرأة أمامها قد فاق جمال أي شخص قد رأته من قبل، والأكثر من هذا هي هالة السلام والغموض التي توجد حول هذه المرأة.



فبالنسبة لشخص تم إيجاده في داخل خندق فإن هالتها لمسالمة للغاية.



السيدة هاملتون قد إستعادت بعضا من هدوئها لتقترب من المرأة المتواجدة في الغرفة ببطء بإستعمال كرسيها المتحرك.



"مرحبا، أنا إسمي هو هاملتون."



المرأة ذات الجمال الخلاب أمامها لم ترد عليها، بل كل ما قامت به هو الإبتسام بعد سماع كلمات السيدة هاملتون، بينما أعينها قد بدأ باللمعان قليلا.



"لو الأمر صعب للغاية بالنسبة لك فإنه لا يوجد أي داعي لإرغام نفسك على التكلم. فما رأيك لو إستخدمنا الكتابة أو الصور للتحدث؟"



السيدة هاملتون بدأت بإستخدام مختلف الطرق لمحاولة التواصل مع هذه المرأة، ولكن وبالرغم من فشل كل شيء فإنها لم تستسلم، فأهم شيء عند محاولة التواصل مع شخص ما هو أن تكون صادقا في رغبتك في التواصل معهم مهما كانت الصعوبات.



'أنا حقا أريد مساعدتها'



[هل يمكنك سماعي؟]



"ماذا؟"



هاملتون كانت متفاجأة للغاية بعد سماعها لصوت صافي وعذب في داخل عقلها، مما جعلها تلتفت إلى الحارسة خلفها:



"هل سمعتي شخصا يتكلم منذ قليل؟"



"ماذا؟ أنا لم أسمع أي شيء....."



[رغبتك الصادقة في فهمي قد سمحت لكي بسماع صوتي]



أعين هاميلتون المليئة بالصدمة إلتفت إلى المرأة الجمية أمامها، وبالرغم من أن شفتيها لم تتحرك، إلا أنها كانت متأكدة أن الصوت في رأسها هو صوت هذا المرأة.



"... هل أنت من خاطبني منذ قليل؟؟"



[نعم، فعلى ما يبدوا فإن إلهتي لم تخلى عني عن بعد.]



"أوه، يا إلهي......"



هذه المرة فإن شك هاملتون قد تأكد تماما، فبالرغم من عدم تحرك شفتي المرأة أمامها إلا أن الصوت قد واصل صدوره في داخل عقلها.



[أنا بحاجة إلى مساعدتكي فهل من الممكن أن تساعدني؟]



"كيف يمكنك التحدث إلي؟ كيف يمكن حدوث هذا؟ من أنتي؟"



الحارسة خلف السيدة هاملتون كانت حائرة تماما لسماعها لسيدة هاملتون وهي تخاطب نفسها، لأنها لم تستطع سماع صوت المرأة أمامها على الإطلاق.



فقط السيدة هاملتون هي من إستطاعت سماع صوتها.



[أه، أنا أسف على فظاظتي.]



المرأة ذات الجمال الخلاب نهضت من مكان جلوسها لتنحني معتذرة قليلا للسيدة هاملتون قبل أن تبدأ بمواصلة كلامها مرة أخرى:



[أنا هي السابعة العليا في ألفرين، أنا أم الأرض المقدسة وأنا هي الجناح المقدس. أنا هي صوت أريا وإسمي هو ميلودي]



"يا إلهي."



إسمها هو ميلودي وهي خادمة الإلهة أريا.



وهذه هي أول محادثة لها هنا في عالم الأرض.


**********


الفصل الثالث والأخير لليوم وأتمنى أن تكون فصول اليوم قد حازت على إعجابكم.


وإلى لقائنا في الغد.


2017/05/25 · 7,116 مشاهدة · 2390 كلمة
JaouadAzzouzi
نادي الروايات - 2024