الفصل 9: يجب علي كسب بعض المال.


"ووجين، أنت حقا ابني ووجين."


أمه قامت بالقفز عليه فور رؤيتها له وبدأت بعناقه بكامل قوتها، بينما الدموع بدأت بالانهمار من عيناها، فبعد 5 سنوات من الفراق، ابنها الأكبر قد عاد أخيرا.


"أين كنت طوال هذه الخمس سنين؟"


"إنها قصة طويلة سأخبرك بها لا حقا. بالمناسبة أين هم أفراد العائلة الأخرين؟ لقد ذهبت إلى مكان منزلنا السابق وقد وجدت انه قد اختفى."


"سوواه حاليا في المدرسة الابتدائية، بينما والدك......."


أمه قد بدأت بالتكلم لكن الحزن قد هزمها لتبدأ بالبكاء بشدة من جديد، بينما ووجين قد أحس بأنه هنالك خطب ما، ليبدأ قلبه بالخفقان بشدة.


"أه لا داعي لترغمي نفسك على التكلم الأن، فأولا دعينا نذهب إلى المنزل."


"أه، حسنا، نعم، لنذهب إلى المنزل."


أمه قامت بالإمساك بيد ووجين وكأنها كانت خائفة بأنه سيختفي لو لم تمسك به، وبعد ركوبهما الحافلة معا، فإن والدته قد بدأ بالتكلم عن وضعهم الحالي.


والد ووجين كان على متن قطار أثناء وقوع حادثة انفجار الخنادق منذ خمس سنين، لذلك فإنه قد فقد حياته رفقة ألاف الأشخاص الأخرين، وفي النهاية فإنهم لم يستطيعوا حتى إيجاد جثته.


وبعد ذلك فإن والدته قد بدأت بالعيش وحدها والاهتمام في نفس الوقت بسوواه.


فبعد فقدان زوجها ورجل العائلة، فإن ابنها الأكبر قد اختفى في الوقت ذاته، لذلك فإنها قد اضطرت إلى الاهتمام بأخته لوحدها، بالإضافة إلى أنهم كانوا مجرد عائلة عادية قبل حدوث حادثة انفجار الخنادق ولم يملكوا الكثير المال، لذلك فإنه وبعد حدوث تلك الحادثة، فإنه لم يبقى لديهم أي شيء سوى منزلهم، ولكن وللأسف فإن ثمن المنازل قد أصبح منخفضا للغاية بعد حصول تلك الحادثة وظهور الخنادق في الأرض، بالإضافة إلى أن والدته كانت مجرد ربة بيت طوال حياتها، لذلك فإنها لم تكن مؤهلة للحصول على عمل جيد.


ولكن الأمور لم تنتهي هناك، بل وبعد مدة قصيرة، فإن أخته الصغرى قد سقطت بسبب المرض، لتبدأ فاتورة المشفى الضغط على أمه أكثر، وبعد سماع كل هذا فإن ووجين قد أدرك تماما نوع المشقة التي مرت من خلالها أمه في الخمس سنين التي مضت.


"أه، لا تقلق بشأني يا ابني، فأنا سعيدة للغاية كونك ما زلت على قيد الحياة."



الحافلة واصلت السير لمدة ساعة أخرى قبل أن يصلوا إلى الحي الذي كانوا يسكنون فيه سابقا، لكن أمه لم توقف الحافلة هناك، بل واصلوا التقدم قليلا إلى أن وصلوا إلى حي قديم بعيد قليلا عن حيهم السابق.


"لقد انتقلنا إلى هذا المكان أنا وسوواه منتظرين عودتك أنت ووالدك."


فبالرغم مما قاله الجميع بشأن كون والده وهو قد فارقا الحياة، إلا أن أمه لم تصدق ذلك، وواصلت التصديق بأن واحد على الأقل منهما مازال على قيد الحياة وأنه سيعود يوما ما.


والدة ووجين بدأت بالسير مرشدة ووجين لطريق المنزل لتتجاوز بعض الشوارع لتصل إلى شقة مكونة من غرفة واحدة صغيرة، بالإضافة إلى أنه كان يوجد هنالك عدة صناديق في داخل الغرفة جاعلًا الغرفة صغيرة المساحة.



"أبقى هنا، فإنني سوف أذهب لإحضار سوواه من المدرسة."


بعد إدخال ووجين إلى الغرفة فإن والدته غادرت بسرعة لتذهب وتحضر أخته الصغرى.


ووجين بدأ بالنظر في الغرفة وليبدأ بفتح الصناديق ليرى ما في داخلها.


"أه..........."


ووجين كان مصدوما للغاية بعد رؤية ما كان يوجد في تلك الصناديق، فتلك الصناديق كانت مليئة بأغراضه السابقة التي كان يملكها هنا، وحتى بعض الألعاب من صغره قد قامت أمه بالاحتفاظ بها، بينما بعض الصناديق الأخرى فكانت مليئة بملابس والده، ووجين كان مدركا تماما للسبب الذي جعل أمه تحتفظ بجميع هذه الأغراض، وخصوصا وبعد مرور جميع هذه السنين.


وفور ما انتهى ووجين من النظر إلى ما تحتويه جميع الصناديق فإن أمه قد عادت وفي رفقتها طفلة صغيرة ذات بشرة بيضاء وشعر أسود طويل.


الرضيعة الصغيرة التي كان يتذكرها ووجين قد كبرت الأن وأصبحت طفلة ذات ملامح لطيفة.


"سوواه، هذا هو أخوك الأكبر، قومي بتحيته."


"أ....أخي الأكبر؟"


سوواه قامت بالاختباء خلف ملابس أمها وهي تنظر إلى ووجين، بينما ووجين ابتسم وهو ينظر إلى أخته الصغيرة.



"سوواه، هيا اذهبي لتلعبي مع أخيك الأكبر بينما تقوم أمك بتجهيز بعض الطعام اللذيذ."


"هاه؟ ألا تحتاجين الذهاب إلى المطعم اليوم أمي؟"


"بالطبع، اليوم هو يوم راحتي."


والدة ووجين قامت بالابتسام وإرسال سوواه في اتجاه ووجين لتذهب وتبدأ تحضير الغذاء بسرعة فائقة، بينما سوواه قد أصبحت سعيدة للغاية بعد رؤية أن أمها قد بدأت بطبخ بعض اللحم، ومن تعابيرها فإن ووجين قد أدرك أنها لم تحظى بفرصة لتناول اللحم سوى قليلا.


وبعد مدة قصيرة فإن والدته قد انتهت من تحضير الطعام، ليبدأوا جميعا بتناول الطعام بسرعة، بينما والدته لم تأكل شيئا واختارت أن تواصل النظر إلى ابنها وهو يأكل والحنان يملأ عيناها.


بعد الانتهاء من الطعام فإن سوواه قد بدأت باللعب قليلا مع ووجين والبدأ بمناداته 'أخي الأكبر' مما جعل ووجين يدرك بأن أخته الصغرى لم تحظى بأي اهتمام بسبب فقدانها لوالدها في عمر صغير وبسبب انشغال والدتها في العمل، لذلك فإنها سعيدة للغاية الأن بظهور شخص أخر من الممكن أن يظهر لها بعض الاهتمام.


"إذا يا أختي الصغيرة، أنتي دائما ما تلعبين وحدك بعد العودة من المدرسة؟"


"نعم، أمي دائما ما تتعب نفسها لذلك فإنه يجب على أن أحسن التصرف وألعب وحدي."


ووجين ابتسم قليلا وهو يلعب مع أخته الصغيرة وبدأ بحك رأسها قليلا.


"لا لا، يجب عليك أن تقوم بحك رأس ميمي وليس رأسي."


"أه، حسنا."


ووجين بدأ بحك رأس لعبة سوواه والبسمة على وجهه. ووجين واصل اللعب مع سوواه لعدة ساعات بينما أمه واصلت مشاهدتهما من الجانب والبسمة على وجهها، فبالرغم من أنها قد عانت الكثير أثناء الخمس سنين الماضية إلا أنها قد شعرت بأنه لم يكن الامر بذلك السوء إن كانت قادرة على استرجاع ابنها الأن.



أمه كانت تشاهدهما يلعبان مع بعضهما البعض، عندما بدأ هاتفها بالرنين، لتقوم أمه بالخروج من الغرفة للرد عليه:


[أين أنتي؟ كيف يمكن لكي أن تغادري أثناء ساعات العمل؟ عودي حالا.]


"اليوم مهم جدا بالنسبة لي، هل يمكنني أخذ اليوم إجازة؟"


[هي، أيها السيدة نحن مجرد مطعم صغير، لذلك فإننا لا نستطيع تحمل مغادرة شخص من طاقمنا، لذلك إن لم تودي أن يتم طردك فعودي الأن حالا إلى المطعم.]


باستعمال حواسه الخارقة، فإن ووجين كان قادرا على سماع محادثة أمه بكل سهولة، وفي نفس الوقت فإنه قد استطاع استنتاج وضع والدته الحالي.


والدته عادت بسرعة إلى الغرفة وبدأت بمخاطبة سوواه وتعبير تأسف على وجهها:


"سوواه، هل يمكنك البقاء هنا مع أخيك الأكبر بينما أذهب إلى العمل؟"


"حاضر، سوف أفعل ما تريدين، بالإضافة إلى أنني أريد اللعب مع أخي الأكبر."


والدة ووجين ابتسمت قليلا قبل أن تلتفت إلى ووجين:


"أنا أسف بشأن هذا يا ووجين."


ووجين ابتسم قليلا ورد عليها:


"لا داعي للقلق بشأني."


"أه حسنا، إذا سوف أعود."


بعد مغادرة أمه، فإن سوواه بدأت البكاء بشدة:


"أأأأأه، أمي دائما مشغولة، ولا تلعب أبدا مع سوواه. أنا دائما وحيدة."


ووجين قام بالإمساك بأخته الصغيرة وعناقها بقوة:


"أه، لا داعي للبكاء الأن يا سوواه، فإن أخوك الأكبر قد عاد الأن."


"وكيف من الممكن أن تكون أخي الأكبر؟ فأنا لم أرك من قبل."


"هاهاها، أنا حقا أخوك الأكبر، ألا تذكرين عندما كنت أغير حفاظاتك؟"


"سوواه لا تحتاج إلى الحفاظات الأن."


سوواه قامت بنفخ خديها والالتفات عن ووجين، ولكن الأمر الجيد هو أنها قد توقفت عن البكاء، وبعد مدة من الصمت فإن ووجين قد بدأ باللعب مرة أخر مع سوواه.


وقت العشاء قد سبق ووصل ولكن أمه مازالت لم تعد، لذلك فإن ووجين قد بدأ بطبخ العشاء.


ووجين بدأ بتجهيز العشاء باستعمال المكونات التي كانت أمه قد سبق واستعملتها، لينتهي من تحضير عشاء بسيط مكون من بعض الأرز والبيض ويبدأ هو وسوواه بالأكل. لتعود أمه بعد بضع ساعات من ذلك في حوالي الساعة التاسعة والنصف مساءا.


"أنا أسف على تأخري، غدا احرص على أن تحصل على هاتف نقال."


والدته لم تستطع الاتصال به، لذلك فإنها قد قررت أن تشتري هاتفا من اجله.


بعد الانتهاء من التحدث، فإن الثلاثة قاموا بالاستلقاء على الأرض من أجل النوم، ولكن وبسبب صغر الغرفة، فإنهم لم يملكوا المساحة الكافية إلا للاستلقاء وهم قريبين للغاية من بعضهم البعض، وبالرغم من نوم سوواه بسرعة، إلا أن ووجين ووالدته قد بقيا مستيقظان وهما ينظران إلى بعضهما البعض.


"أنا سعيدة كونك قد عدت إلي."


بعد قولها تلك الكلمات فإن والدته قد التفت إلى الجانب الأخر ليأخذها النوم، بينما ووجين فإنه لم يستطع النوم على الإطلاق تلك الليلة وظل مستيقظا طوال الليل.


'هذا سيء للغاية.'


ووجين قد بدأ يشعر أنه على وشك الانفجار من شدة الاختناق، ولكن وبصعوبة فإنه استطاع البقاء مستيقظا حتى الصباح.



وفور شروق الشمس فإن والدته وسوواه قد استيقظتا بسرعة، كون سوواه يجب عليها الذهاب إلى المدرسة، بينما والدته يجب عليها الذهاب إلى العمل.


"ووجين، اذهب إلى مكتب المدينة للحصول على رقم ضمانك الوطني، وتذكر ما قلته لك، احرص على أن تشتري هاتفا نقالا، بالمناسبة لا تذهب إلى أي مكان أخر فأنا قلقة عليك، ولو شعرت بالجوع فتعال إلى مطعم سونغ مي المتواجد في الحي المجاور."


"حسنا، وكما قلت لا يوجد داعي للقلق."


بعد مغادرة والدته وأخته الصغرى، فإن مزاج ووجين قد أصبح سيئا للغاية.


اليوم يجب عليه فعل عدة أشياء، فأولا يجب عليه أن يحصل على رقم ضمانه الوطني، ثم يجب عليه تغيير الملفات بشأن كونه مفقود.


وبسبب حقيقة أنه قد تم استدعائه في عامه الثالث من المدرسة الثانوية فإنه لم يتخرج حتى الأن. وبما أنه لم يرد أن يبقى عاطل عن العمل فإنه يجب عليه الحصول على عمل ما.


'يجب علي كسب المال.'


ووجين قد شعر بألم شديد بعد رؤيته لحالة والدته وأخته الحالية، لذلك فإنه أراد أن يجني المال وبسرعة كونه المسؤول عن العائلة الأن.


'طريقة لجني الكثير من المال في وقت صغير..........'


ووجين بدأ بالتفكير في جميع الخيارات أمامه ليقع اختياره على واحد.


'المقاتلين....... يبدوا أنه سيجب على العودة إلى سابق عهدي.'



ووجين بدأ بالابتسام وهو يضحك على نفسه، فالخيار الوحيد أمامه الأن هو أن يعود إلى ما كان عليه في عالم ألفرين، أن يعود إلى كونه الوحش الخالد.....


ووجين قام بأخذ 40 دولار التي تركتها أمه له ومغادرة المنزل بعد ارتداء بعض من ملابسه القديمة بسرعة.


ووجين قام بالاتجاه إلى مكتب المدينة والحصول على رقم ضمانه الوطني، وليقوم بنفس الوقت بتغيير حالته من مفقود، وفتح حساب في البنك تحت اسمه، وبعد فعله كل هذا فإن ووجين اتجه إلى محل للهواتف.


"أيها الزبون العزيز، هذا أحدث هاتف لدينا، إنه جيد للغاية لدرجة أنه حتى المقاتلون يقومون باستخدامه."


تحت نصيحة بائع الهواتف، فإن ووجين قام بشراء هاتف ذكي ومغادرة المحل بعد ذلك.


بعد الحصول على بطاقة من أجل هاتفه فإن ووجين قام بتشغيل هاتفه وإرسال رسالة عاجلة إلى والدته.


[أنا لدي صديق يسكن بالقرب من منزلنا، لذلك فإنني سأنام معه بينما أستعد لأخذ الامتحان المدرسي للحصول على شهادتي.]


فور تسلم والدته تلك الرسالة فإنها قامت بالاتصال به بسرعة، ممَّ جعل ووجين يضطر إلى التكلم معها لمدة طويلة قبل أن يقدر على إقناعها بأنه لن يقع له أي شيء وسوف يعود إلى المنزل بعد حصوله على شهادته المدرسية.


"*تنهد* يبدوا أن ديني تجاه جاي مين سيزداد مجددا، ولكنني سوف أحرص على مكافئته على كل هذا."


ووجين قرر أن منزل جاي مين هو أفضل مكان لينام فيه قبل أن يقوم بشراء منزل أكبر من أجل عائلته، لذلك فإن ووجين قام بسحب الورقة الصغيرة وإدخال ذلك الرقم في هاتفه والاتصال به، وبعد الرنين لبعض الوقت، شخص قام بالرد على الهاتف:


[مرحبا، هذه وكالة دونغ جين، كيف يمكنني خدمتك؟]


ووجين قام بتفقد الرقم الذي اتصل به معتقدا أنه قد حدث خطأ ما ولكن مهما قام بالاتصال من مرة فإن الاتصال دائما ما يصل إلى نفس الوكالة.


"هل دو جاي مين متواجد هناك؟"


[لا، للأسف لا يوجد هنا أي شخص بذلك الاسم]


ووجين قام بإنهاء المكالمة وبدأ بحك رأسه بقوة:


"ما الذي حدث؟ هل خدعني ذلك الفتى؟"


*****************



الفصل التاسع وترقبوا الفصل العاشر والأخير لليوم بعد نصف ساعة.


ترجمة: Jaouad Azzouzi.


تدقيق: Smoke Mask.






2017/05/24 · 7,498 مشاهدة · 1829 كلمة
JaouadAzzouzi
نادي الروايات - 2024