بعد أن سمع بحادث والده وذهاب أمه إلى المستشفى لزيارته, أصبح عقل لي يونمو مشتتاً جداً, حتى وجبة العشاء الفخمة أصبحت سيئة المذاق.
لحق بوالدته إلى الخارج لعله يفهم الوضع أكثر, ولكن وكل ما عرفه بأن معسكر والده قد هُوجم من وحوش الأبعاد, ووالده تمكن من البقاء على قيد الحياة بعد أن ضحى بكلتا ساقيه.
أستطاع أن يكون الناجي الوحيد من المخيم, وبطريقة أو بأخرى, حمله الجيش مسؤولية إبادة المخيم الذي كان يترأسه. فالجيش لم يعجبه قرار فرار القائد بدلاً من القتال.
بخصوص هذه المسألة, لي يونمو يعرف أباه جيداً ويعرف كمية الشجاعة و الإخلاص التي يمتلكهما, فمن المستحيل أن يكون هذا تصرفه. وعند التفكير بأن جميع الجنود في المخيم قد تمت إبادتهم, ربما الجيش يبحث عن كبش فداء ليتحمل المسؤولية.
رغم معرفة لي يونمو بأنه شخص غير جدير بالثقة من الأساس, لاكن في هذه اللحظة ولأول مرة أحس بطعم الضعف و العجز.
حتى الآن ضمن هذه العائلة الصغيرة المكونة من ثلاثة أفراد, الأب لي تشونقمين هو الأكثر موثوقية. لكن بعد فقدانه ساقيه ووضعه قيد التحقيقو لي يونمو بدأ يرى الواقع أمامه ينهار بطريقة بشعة جداً.
ربما الأحياء الفقيرة؟
مع فقدان والده ساقيه, وحتى لو نجح العلاقات التي أراد أبيه أستغلالها ليدخل إبنه الجيش, الإستمرار في المدينة سوف يعد صعباً.
عندما يفكر بالأحياء الفقيرة, يستذكر الوجوه العابسة, الجائعة, الجافة و المخدرة التي رأها مراراً وتكراراً. لي يونمو هز رأسه رافضاً هذه النتيجة.
في ليلة واحدة, يبدو وكأن لي يونمو قد نضج بشكل كبير, قبل اليوم هو لم يخصص جزء من وقته لطموحاته ومستقبله, لكن الآن لايمكن أن يهدأ له بال بدون أن يجد حل.
والآن بعد أن فقد والده ساقيه يجب أن يصبح العمود الفقري لهذه العائلة الصغيرة وأن يعتني بهم ويدعمهم, ثم وجه نظراته إلى سطح مكتبه القديم حيث يقبع الجهاز العتيق.
" أيها النظام, أتمنى حقاً أن تكون فعالآ كما أظن .. "
تنهدء ببطيء مع نظرة يشوبها القليل من الامل في عينيه, بالرغم أنه لايستطيع أن يذهب إلى مدينة السماء السماوية حيث يُعالج والده, لاكن سوف يحاول أن يصبح أقوى في الوقت الراهن.
.
[ بينق, نظام الظل المخترق بدأ, هل مازلت تريد الإستمرار في حديقة الحي كمنطقة للتدريب ؟ ]
"نعم"
لي يونمو رد على النظام بطريقة حالمة, كل ما يحدث أمام عينيه شييء إعجازي وصعب التصديق, ولكنه يدرك الفرق بين الحقيقة و الخيال, ويدرك بأن ما يحدث أمامه ليس حلم. قلب لي يونمو الذي كان عصبياً بعد الأحداث الحزينة أخيراً أصبح رزين وهاديء.
بمجرد أن ضغط على زر " الأنتر " والموافقة على الدخول, تم تنشيط الظل المخترق وبدى يمشي تلقائياً إلى أسفل المبنى متجها لحديقة الحي. هذه المرة لي يونمو فكر جدياً بتغيير الوضع لدرجة أنه قرر بأن يتحكم شخصياً بالظل ويقتل هؤلاء " الوحوش " ويفرغ طاقته السلبية بهم.
" أيها النظام, هل يمكنني السيطرة على الظل يدوياً ؟ "
"نظام، يمكنني السيطرة على الظل يدويا؟"
[ إذا أردت التحكم بالظل المخترق يدوياً, فأختار خيار " الإختراق اليدوي " ]
النظام عرض هذه المعلومات بنفس اللحظة تقريباً, لي يونمو أخذ بعض الوقت ليحلل ماسمعه قبل أن يلاحظ شيئا.
لغرض الدقة والشفافية, نظام الظل المخترق بسيط جداً. بشكل إجمالي هناك فقط ثلاث تعديلآت يمكن أجراؤها, أولآ تحديد موقع التدريب من الخريطة.
وبما أن الخريطة متزامنة مع العالم الحقيقي وليست خيالية أو إفتراضية, فإن مواقع التدريب الحالية في النظام هي مواقع فعلية في العالم الحقيقي. وموقع التدريب الحالي يقع فعليا في أسفل المبنى في حديقة صغيرة, وكان أقرب موقع بدائي للتدريب.
التعديل الثاني هو عبارة عن خيارين, التحكم بالظل المخترق يدوياً أو تلقائياً, فضلا عن إعدادات بسيطة عن وقت القرصنة بوحدة الساعات.
أما التعديل الثالث فهو إختيار مهم جداً, وهو عن الأهداف اللي تريد مهاجمتها في هذه الخريطة و الأهداف التي تريد الإبتعاد عنها والتي لا تجروء إثارة غضبها.
لم يجد لي يونمو تعديلات معقدة حتى في وضع الظل المخترق التلقائي, بالرغم أن لي يونمو لم يلعب العديد من الألعاب من نفس النمط, إلا بنظرة واحدة أستطاع أن يفهم كل جزء من النظام.
.
عندما اختار وضع الظل المخترق التلقائي, العالم بشكل أجمالي تغير بمنظور لي يونمو.
" لحظظة ! . وعيي وتفكيري أندمج بشكل كامل مع الظل ؟! "
صُدم لي يونمو, لأنه الآن يستطيع السيطرة على الظل كما يسيطر على جسده.
ولأن الظل قد تقلص إلى سنتيمتر واحد فقط, فالرؤية حالياً من منظوره بعد رفع رأسه عالياً عبارة عن امتدادات كثيفة من غابة الأعشاب.
رغم أن هذا العشب لم يتجاوز أساساً خمسة سنتيمترات, ولكن في منظور " القزم " لي يونمو المندمج مع الظل المخترق, فأن غابات من الأعشاب الضخمة تغطي كل جزء من المحيط الخاص به إلى مالا نهاية. يقف في هذا المكان وبدأ يشعر بكمية ضغط وتهديد رهيبة لدرجة أنه بقياً متجمداً في مكانه.
" أيها النظام, عندما تركت جسدي بدون وعي, هل سوف أموت "
لي يونمو لا يمكن أن يساعد ولكن يشعر بالقلق.
[ لاداعي للقلق , طالما وعيك عاد إلى جسمك في مدة أقل من يوم واحد, مايحدث للظل المخترق لن يسبب أي ضرر لك ]
صوت النظام ظهر بطريقة جديرة في ذهنه.
.
بعد أن حصل لي يونمو على الضمان من النظام, رمى بكل مخاوفه التي سيطرت على جسده وقلبه ورجع للسيطرة على تحركاته الظل.
" أوبس, لماذا أشعر بأن هناك تهديد !؟ "
هز رأسه وأبعد جميع الأفكار الغير ظرورية من رأسه و هرع إلى أعماق غابة الأعشاء مع صراخ مهوول.
هذه المرة كان محظوظاً جداً, لأنه بعد عدة دقائق وجد نملة على رقعة رقيقة من العشب. أستفاد من ميزة بأن النملة لم تعتبره عدو لها, لي يونمو أنطلق بسرعة نحو النملة ولكمها بشراسة.
[ بينق, بعد إستخدام القوة المخزنة بداخلك, فضلاً عن القوة التي أكتسبتها بسبب زخم الركض, لقد أرسلت ضربة غاضبة ألى رأس النملة. لقد هاجمت نقطة ضعف النملة, مما أدى إلى تضاعف الضرر الخاص بك. لأنك أكتسبت قوة إضافية مع الزخم الخاص بك, فإن الضرر قد زاد بشكل متضرر. هذا الهجوم لحق 29 نقطة ضرر على النملة ]
.
" رآآآآئع, وهذه اللعبة المصدئة يمكن لها القيام بأشياء مثل هذه ؟! "
القوة المخزنة, القوة الإضافية, الهجوم على نقطة الضعف, الضربة الغاضبة. كانت هذه المميزات مماثلة للعبة " البيت الميت " في العصر الجديد. بالرغم أن لي يونمو لم يلعبها إلا مرة واحد فقط, لاكن يبدو بأن هذه المرة قد أعطته الكثير من النصائح و المميزات.
.
من الواضح بأن الظل المخترق اليدوي قدم له مميزات أفضل بكثير من النظام التلقائي. في هذه اللحظة, لي يونمو يشبه شخصية حقيقة وجدت لقتل الوحوش, بالمقارنة مع ألعاب الواقع الإفتراصي بدأت أكثر واقعية بشكل ملحوظ.
بعد اللكمة الأولى, لي يونمو تهرب بشكل سريع من النملة وأنتقل إلى بقعة عمياء بحيث لا يمكن أن تلاحظه.
أنتي, هذه المرة أنا لا أستخدم النظام الظل المخترق التلقائي الذي لا يمتلك ذرة من الحكمة, لن أقف أمامك وأدعك تهاجميني بدبابيسك.
لحظة أنه تهرب منها هي اللحظة السيئة لهذه النملة التي عانت من المصير المأساوي.
" أنا سوف أدمر مؤخرتك " <- التعبير حرفي مش مجازي لأنه جدياً ركل مؤخرتها.
رفع لي يونمو قدمه وركل بلا رحمة أرداف النملة الكبيرة, قوة ركلة كاملة ضربت النملة.
الركلة ببساطة سببت 13 نقطة ضرر للنملة. من الواضح بأن الهجوم بواسطة الأقدام أفضل وأكثر فعالية من القبضات. على الرغم أن هذه كانت ركلة عادية إلا أن الضرر كان مؤثر جداً.
ركلة واحدة لم تكن سبب كافي لجعل النملة تُهزم, لاكن كانت مؤثرة جداً.
[ بينق, لقد ركلة النملة بكل ما تملك وسببت 13 نقطة من الأضار لها, وجعل النملة غير مستقرة ومتفاجأة لمدة ثانيتين ]
" غير مستقرة !؟ "
رائع, لقد أكتشف خدعة صغيرة مجدداً. وفوق هذا هذه الخدعة تليق بشخصيته المتبلدة الكسولة.
" رآئع رأئع .. "
.
إبتسامة مخادعة ظهرت على وجه لي يونمو في هذا الوقت أصبح مركز بشكل جدي لأول مرة, وبدأ بركل مؤخرة النملة مجدداً.
سقطت هذه الركلة على وجه التحديد في الجزء الحيوي للنملة بين الأرداف.
[ لقد ركلت الجزء الحيوي للنملة, الضرر تضاعف بطريقة ثلاثية ( ضرب ثلاثة ). لقد تضررت بـ 36 نقطة ضرر وقد تم قتلها, أكتسبت 1 نقطة خبرة و 1 نقطة قدرة ]
[ بينق, لقد قتلت النملة و صندوق أبعاد انخفض من جسم النملة ]
.
"رائع، هذا رائع!"
سماع رسالة النظام، لي يونمو لا يمكن أن تساعد ولكن قبضة القبضات له بإحكام.
حسناً هذا لم يكن أضغاث أحلام, فقط عن طريق قتل نملة واحدة قد حصل على نقطة خبرة, ولكن ماهي نقطة القدرة التي حصل عليها؟ لأنه من العصر الجديد فإنه لم يسبق أن سمع بنقاط الخبرة من قبل. وفوق هذا ما صندوق الأبعاد ذاك المستلقي على الأرض !؟
صندوق الأبعاد؟ أي نوع من الشيء كان هذا؟