ثم قال دينفر بابتسامة ساخرة:

“مثير للاهتمام… يبدو أن ثلاثة من الأقوياء ضد واحد، أليس كذلك؟ هذا ليس عدلاً.”

وفجأة، خرج من ظل دينفر هيكلان عظميّان ضخمان، يلبسان أوشحة قاتمة، ينبعث منهما هالة مظلمة.

هاجم الأول ريوما، بينما اندفع الآخر نحو أندرا.

أشورا لم يتردد، وبدأ بتوجيه ضربات متتالية إلى دينفر، لكن دون فائدة تُذكر.

ردّ عليه دينفر بركلة مدمّرة أطاحت بأشورا إلى الوراء.

في تلك اللحظة، باغت ريوما الهيكل العظمي الذي هاجمه، مستخدمًا ريو النور ، وفجّره بضربة واحدة.

ثم انطلق بسرعة نحو الهيكل الآخر الذي كان يقاتل أندرا، وضخ داخله أيضًا ريو النور حتى انفجر هو الآخر.

قال ريوما لأندرا بصوت جاد:

“باغتهم من الخلف… اضخ فيهم الريو، ودمّرهم تمامًا!”

ثم اتّجه الاثنان لمساندة أشورا، لكن رغم جهودهم… لم يكن هناك تأثير واضح على دينفر.

قال أندرا وهو يلهث:

“لا جدوى… علينا أن نختمه، هذا هو الحل الوحيد!”

في تلك اللحظة، انطلق ريوما بسرعة من خلف دينفر، ثم انتقل أمامه مباشرة، كما فعل سابقًا.

ابتسم دينفر بازدراء وقال:

“من الغباء أن تكرر نفس الحيلة مع نفس الخصم

لكن فجأة…

يختفي ريوما من أمام دينفر في لمح البصر!

ثم يظهر خلفه مباشرة، ويصرخ:

“الآن!!”

ويطعن دينفر بقوة في ظهره، بينما يتجمّع ريو النور في جسده كله.

في اللحظة نفسها، يصرخ أندرا:

“ختم الأناي الخامس!”

ويتابعه أشورا بنفس الوقت:

“ختم الأناي الخامس!”

ثم يقولان معًا بصوت واحد، كأنهما أصبحا كيانًا واحدًا:

“ختم الأناي العاشر!”

وفجأة…

تخرج عشر سلاسل عملاقة من العدم، يتوهج كل منها بلون مختلف من طاقة الريو، وتلتف بقوة خارقة على دينفر!

تُقيّد جسده… ثم تختم روحه وجسده معًا، ويُسمع صوت انفجار داخلي عظيم.

يسقط ريوما أرضًا منهكًا، الدم يسيل من فمه، وقواه قد نفدت تمامًا.

يتقدم أشورا وأندرا، ويحملان ريوما بين ذراعيهما.

يقول أشورا بقلق:

“إنه متعب جداً… توجد إصابات خطيرة. عليكم علاجه فورًا.”

وبعد يومين، يقف أشورا أمام أندرا قائلًا:

“سأرحل الآن.”

فيرد أندرا بابتسامة حقيقية نادرة:

“رافقتك السلامة… يا أسطورة.”

ــ بعد أسبوع ــ

خرج ريوما من المستشفى مع أندرا، وكان الجو هادئًا.

قال ريوما:

“أندرا… لماذا لا تزال هنا؟”

ضحك أندرا قليلًا ثم قال:

“يبدو أن ضربة دينفر لم تؤثر فيك وحدك… أنا أيضًا مصاب.”

ضحكا معًا، ثم واصلا السير، ليجدا الجميع في المعسكر في انتظارهم، يصفقون ويهتفون.

لقد شُفي ريوما، وعادت أسطورة أوميغا، وانتصروا أخيرًا على المقر.

ــ بعد أيام قليلة ــ

اجتمع ريوما وأندرا مع الكابتن كينجي في مكتب القيادة.

جلس كينجي بتعب على الكرسي، وقال:

“قاتلت، وحاربت، وعشت 61 سنة في هذا المعسكر… وأريد أن أعيش بقية أيامي بسلام.”

ثم نطق القرار الذي غيّر كل شيء:

“قررت أن أتقاعد… وأن يصبح المرشال الجديد لمعسكر أوميغا… هو ريوما.”

سكت ريوما قليلًا، ثم رد:

“أنا أحترم رغبتك يا كابتن، لكني… لا أريد.”

استغرب كينجي وسأله:

“ولماذا؟”

قال ريوما بعينين مليئتين بالهدوء:

“قبل ثلاث سنوات، استأذنتك للذهاب إلى المقر، كنت أبحث عن شيء… عن حقيقة أعمق من كل ما نراه.”

سكت لحظة، ثم أكمل:

“هناك… دخلت غرفة سرية، وفيها… شعرت أن أشورا يخاطبني، وقال: دعني أترجم لك

الصدمة كانت هناك… على الحائط.

كتابات قديمة، محفورة بريوٍ غامض لا يفهمه إلا من امتزجت روحه بالقوة.

قرأ ريوما تلك النقوش بعينين متسعتين، كأنه يرى للمرة الأولى الحقيقة.

“توجد أراضٍ تُدعى لاندرا… في أقصى الغرب، ما بعد البحر.”

تابع الكتابة بعناية:

“أراضٍ تعمّها العبودية، ينتشر فيها الظلم، ويهيمن عليها محاربون أقوياء ودولة فاسدة وقاسية… لا ينجو فيها الضعفاء.”

تراجع ريوما خطوة، قلبه بدأ ينبض بقوة. ثم قال بصوت هادئ لكينجي:

“أريد الذهاب إلى تلك الأراضي… أريد أن أخلّصها من هذه القذارات.”

رفع رأسه بثبات، وقال:

“لكنني بحاجة إلى خمس سنوات… سأتدرّب، وسأصبح أقوى من أي وقت مضى.”

ثم أكمل:

“وسأصطحب معي نائبي… إيثن.”

توقف لحظة، وتذكر وجهًا شابًا:

“ورأيت فتى يُدعى كايجن… لديه عزيمة لا تصدق. أشعر أنه يملك موهبة نادرة.”

سكت كينجي قليلًا ثم قال:

“لكن… ماذا عن المعسكر؟”

ابتسم ريوما، ومدّ يده مشيرًا نحو أندرا:

“الذي سيتولى أمر المعسكر… هو أندرا. لديه خبرة أكثر مني ومنك. المعسكر سيكون بأيدٍ أمينة.”

نظر الثلاثة لبعضهم، ثم هزّوا رؤوسهم موافقين.

وأبلغ ريوما كلًا من إيثن وكايجن بخطتهم القادمة، قائلاً:

“تدرّبوا جيدًا… فنحن سنخوض رحلة ستُغيّر هذا العالم.”

ــ خمس سنوات تمر ــ

داخل غرفةٍ مظلمة، لا يدخلها أحد، كان ريوما يتدرّب بشراسة.

الوقت يمر، والريو يزداد كثافة.

وفي نهاية العام الخامس… فتح الباب.

خرج ريوما، وقد تغيّر تمامًا…

لحية خفيفة نبتت على وجهه، وعيناه أكثر حدة من أي وقتٍ مضى.

وراءه كان إيثن وكايجن، يقفان بثبات، وهما الآن محاربان بكل ما تعنيه الكلمة.

القارب ينتظر.

جهزوا العدة، ووقفوا عند ميناء المعسكر.

ودّعهم الجميع بالدموع والفخر، والرايات ترتفع في السماء.

ثم أبحر الثلاثة… نحو الغرب، إلى أراضي لاندرا.

إلى المجهول… وإلى قدرٍ جديد.

يتبع

2025/04/08 · 10 مشاهدة · 735 كلمة
نادي الروايات - 2025