الوحدة الثانية – “أرض لاندرا”

بعد أن أبحر ريوما ومن معه، بدأ التعب ينهش أجسادهم. كايجن بالكاد يستطيع الوقوف، والجميع يشعر بالجوع والإنهاك. فجأة، شعروا بطاقة ريو قادمة من الاتجاه الذي كانوا يتجهون نحوه، ما منحهم دفعة من الأمل. شغّلوا المحركات، وبدأوا جميعًا يجذفون بكل ما بقي لديهم من طاقة.

وفجأة، ظهر وحش ضخم من أعماق البحر. رأوا مجموعة من المحاربين يحاولون القضاء عليه لكن بلا جدوى. انطلق ريوما وأصدقاؤه للانضمام إليهم، ولكن كل محاولاتهم لم تنجح.

قرر ريوما استخدام “ريو النار”. كوّن العديد من السيوف النارية وهاجم الوحش، مسببًا له جرحًا عميقًا. ومع ذلك، هرب الوحش، وقبل أن يختفي، وجّه لهم ضربة بذيله كانت مشبعة بمخدر قوي، أفقدتهم الوعي.

استفاق ريوما على ألم ضربة سوط تمزق ظهره. وعندما جاءت الضربة الثانية، أمسك بالسوط بعزم، وكان على وشك ركل الرجل، لكن الأصفاد التي قيدته منعته من الحركة. حاول ضخ الريو، لكن كلما ضخّ أكثر، زادت قوة القيود حتى بدأت تؤذيه.

صرخ في وجه الشخص:

“أين أنا؟!”

رد عليه الرجل بابتسامة ساخرة:

“أنت؟ مجرد عبد… ولماذا تسأل؟”

دخل رجل ضخم إلى المكان — تاجر عبيد يبدو ذا سلطة. قال بصوت خشن:

“هل جهزت العبيد الأقوياء الذين طلبتهم؟”

رد عليه البائع بابتسامة خبيثة:

“نعم، سيدي… تعال، أريك إياهم.”

قاده إلى قفص كبير، وفيه ثلاث عمالقة ذوي أجسام مرعبة، وكانوا محبوسين بطريقة خاصة

قال التاجر:

“هل يمكنني تجربة قوتهم؟”

رد بياع العبيد:

“بالطبع، هؤلاء الثلاثة خصيصًا…”

ثم أطلق العمالقة الثلاثة على ريوما وإيثن وكايجن. انطلقوا نحوهم بعنف، لكن ريوما بركلة واحدة أسقطهم جميعًا أرضًا.

انبهر التاجر وقال وهو يضحك بإعجاب:

“أعطني هؤلاء الثلاثة!”

دفع المال، وأخذهم معه إلى مزرعة ضخمة مليئة بالعبيد. هناك، قال لهم:

“اريدكم أن تكسروا كل هذه الأشجار قبل نهاية اليوم.”

أعطاهم فؤوس، وبدأوا العمل. ومع حلول الليل، سأل ريوما أحد العبيد:

“أين ننام؟”

رد العبد:

“في الزنازين الانفرادية… نحن لا نملك بيوتًا.”

ذهب ريوما إلى زنزانته، غلبه النوم، وفي حلمه وجد رجلًا بلا ملامح جالسًا يتحدث مع أشورا، لكن لم يستطع سماع الكلام.

وفجأة، اختفى الرجل، وقال لريوما:

“انظر خلفك…”

استفاق ريوما مفزوعًا، واستدار ليرى قيودًا تشبه تلك التي عليه. ثم سمع صوت أشورا في رأسه يقول:

“هذه القيود مختلفة… إنها مزيفة، تستطيع استخدام الريو من خلالها.”

لبسها ريوما بسرعة، وسمع صوت أشورا من جديد:

“هم قادمون… تظاهر بأنك نائم.”

فعل ريوما ما قيل له، وتظاهر بالنوم. دخل التاجر وضربه بالسوط، كما فعل بالبقية. استيقظوا، وبدأوا يومًا جديدًا من العمل الشاق.

بعد نهاية اليوم، التقى ريوما بإيثن، وقال له:

“كان يومًا مرهقًا… اشتقت للمعسكر.”

وفجأة، سمعا صوت كايجن:

“سيدي، لقد أنهيت مهامي.”

رد عليه ريوما بابتسامة متعبة:

“كايجن، لماذا تناديني بسيدي؟ نحن لسنا في المعسكر الآن.”

أجابه كايجن ببراءة:

“لكن… أنت ستبقى دائمًا سيدي. هذه عادة من الماضي.

جلس ريوما وإيثن على جذع شجرة مكسور، يضحكان بصوت منخفض بعد يومٍ شاق. اقترب منهما كايجن، وقال وهو يبتسم:

“سيدي، هل يمكنني الجلوس؟”

ضحك ريوما وقال:

“تعال واسترح، تستحقه.”

جلس الثلاثة، وساد بينهم صمت طويل. كانوا منهكين جسديًا، لكن أرواحهم تبحث عن دفء الحديث. مرّت لحظات دون أن ينبس أحدهم بكلمة… إلى أن قطع كايجن السكون وقال:

“نحن لا نعرف ماضي بعضنا… لماذا لا نتحدث عنه؟”

نظر له إيثن وقال بابتسامة:

“فكرة جيدة… من أين نبدأ؟”

رد كايجن:

“من الأصغر إلى الأكبر، طبعًا!”

ضحك ريوما وقال:

“إذن، الدور عليك يا كايجن.”

تنهد كايجن، وبدأ الحديث:

“كنت أعيش مع عائلتي في مزرعة صغيرة في قرية فيجو. أبي اسمه إليكس، وأمي تدعى مايو، وأخي الصغير كان يُدعى أينور. كنا نعيش بسعادة، كل شيء بسيط لكنه دافئ… إلى أن جاء ذلك اليوم.”

انخفض صوته قليلاً، ثم تابع:

“هاجمنا عدد كبير من الكيوجن فجأة… حاول أهل القرية الصمود، كانوا بانتظار الدعم من المعسكر.”

قاطعه ريوما فجأة وقد بدت عليه الدهشة:

“مهلاً… هل تعني تلك المرة التي كنتُ فيها قريبًا من فيجو؟ لقد متُّ تقريبًا في تلك المعركة، ثم تدخلت وقضيتُ على الكيوجن!”

ضحك كايجن بنبرة غاضبة مازحة:

“لماذا قاطعتني؟ كنت أعيش اللحظة!”

غرق الثلاثة في ضحك صادق، لأول مرة منذ مدة.

قال كايجن بعدها وهو يبتسم:

“دعني أكمل… بعد أن وصل الدعم، اقترب مني أحد الجنود وقال لي: هل ترغب في الانضمام للمعسكر؟ كانت بداية سنة جديدة بعد أسبوعين، فوافقت… ومنذ أول مرة رأيتك فيها يا سيد ريوما، قررت أن أصير مثلك.

ثم يقول ريوما:

لايثن، أتى دورك.

فيرد إيثن بصوت خافت:

كنت أعيش في عائلة غنية، لها أملاك وخيرات، نحكم قرية نبيلة ومزدهرة…

كنت الطفل الوحيد، مدللًا وسعيدًا…

وذات يوم، عندما عدت إلى القرية… وجدتها مدمّرة.

(تتغير نبرة صوته، ويكمل بحرقة):

ذهبت مسرعًا إلى منزلي لأتطمن على أمي وأبي،

لكنني… وجدت أبي مخترق البطن بسيف، ورأسه مفصول عن جسده…

أما أمي… فكانت صخرة عملاقة قد سقطت عليها، وقسمتها لنصفين…

(يخفض رأسه وهو يرتجف):

لم أتحمّل ما رأيت، فهربت باكيًا…

كنت أصرخ بشدة حتى كادت حبال صوتي أن تتمزق…

(يصمت قليلًا ثم يكمل):

بعدها وجدت مجموعة من جنود المعسكر، فذهبت معهم.

كنت أكره ريوما… ظننته فتى مغرورًا وعصبيًا.

لكن عندما أصبحنا في فريق واحد…

تعرّفت عليه، وصِرنا أصدقاء.

لا، ليس أصدقاء فقط… بل إخوة…

(ينزل الدمع من عين كايجن وهو يقول):

آسف، لأنني جعلتك تتذكر ماضيك المؤلم…

فيقول إيثن مبتسمًا رغم الألم:

أنا على ما يرام.

ثم يقول كايجن لريوما وماذا عنك

يقول ريوما بنبرة حزينة قليلاً

افضل ان لا اتكلم

ثم يسأل

لماذا…

لكن كايجن يشير له بعلامة الصمت، وكأنه لا يريد لإيثن أن يُكمل.

فيقول ريوما بحماس:

فلنذهب ونتجول قليلًا.

وبينما هم يسيرون، يمرّون بأحد العبيد، فيقول العبد:

سمعت أنكم أقوياء… هل ستشاركون في مسابقة الغد؟

فيقول ريوما:

ما هذه المسابقة؟

فيجيب العبد:

هي مسابقة يقيمها مالكنا…

يأتي بعبد قوي جدًا يُدعى “أرث”،

ومن يهزمه، يدخل مسابقة ضد عبيد تاجر آخر ينافس مالكنا.

العبيد الذين يجعلون سيدهم يفوز… يتم تحريرهم.

فيقول ريوما بفضول:

متى تحدث هذه المسابقة؟

فيجيب العبد:

غدًا.

يتحمّس ريوما ومن معه، ويعودون إلى مكانهم ثم ينامون استعدادًا للغد.

في صباح اليوم التالي، يُضرب ريوما ورفاقه للاستيقاظ،

وعندما يفتحون أعينهم، يرَون شخصًا أمام المكان الخاص لنوم العبيد، يسألهم:

هل ستشاركون؟

فقال ريوما وكايجن وإيثن في صوت واحد:

نعم.

ثم يتوجّهون مباشرة إلى الحلبة…

يتبع

رسالة من الكاتب:

أعتذر لكم على تأخري في كتابة هذا الفصل.

مرت يومين بدون أن أنشر أي شيء، وكنت مشغولًا ببعض الأمور الشخصية، لكني ما نسيتكم أبدًا.

أتمنى أن تتقبلوا اعتذاري، وأوعدكم أن القادم يكون أفضل وأقوى بإذن الله

2025/04/11 · 15 مشاهدة · 993 كلمة
نادي الروايات - 2025