المجلد الثاني - شيطان التغيير [Shadow Slave]
الفصل 112: مبارزة الوحوش
المترجم: محمد
_____
تمامًا كما في المعركة ضد الوحشين الساقطين، هاجمت القديسة الحجرية أولًا. طرقت سيفها على حافة الدرع مرتين، ثم اندفعت إلى الأمام دون خوف أو تردد. بالطبع، لم يكن ساني متأكدًا مما إذا كان بمقدور الظل أن يشعر بالخوف أصلًا.
كان رد فعل قائد المئة من الدرع عنيفًا وسريعًا، إذ اندفع نحوها في هجوم شرس، تتقدمه دروعه الكيتينية السوداء وشفراته الخشنة. أمام هذا المخلوق الشاهق، بدت القديسة الحجرية ضئيلة ونحيلة.
اصطدم الوحشان في منتصف الشارع، وانتشرت موجة صدمة صغيرة من نقطة الارتطام. تطاير الغبار وتناثرت شظايا الحصى في الهواء.
تابع ساني المعركة بعينين يقظتين.
كان يعتقد أن كلا الوحشين متقاربان في القوة. قائد المئة كان أكبر حجمًا وأثقل وزنًا بكثير، ودرعه الذي لا يُخترق جعله خصمًا مميتًا بحق. جميع وحوش الدرع كانت قوية بشكل خارق. كما تمتع بميزة الامتداد والكتلة.
أما القديسة الحجرية، فكانت مرنة رغم درعها الثقيل وطبيعتها الصخرية. وبالرغم من بنيتها الصغيرة، امتلكت قوة مذهلة. وكان على ساني أن يذكّر نفسه باستمرار أنها ليست بشرية في الواقع، بل كائن حجري، مما يعني أن وزنها أثقل بكثير مما يبدو.
عوض وعيها القتالي ومهارتها عن قلة حجمها، مما جعل نتيجة المعركة غير محسومة.
لكن... ذلك صحيح فقط إن تجاهل المرء العناق المظلم لظل ساني. فمع تعزيزه، أصبحت القديسة الحجرية أقوى بشكل لا يُصدق.
وكان ساني واثقًا من أن قائد المئة لا يملك أي فرصة للفوز.
في تلك الأثناء، كان الوحشان يخوضان قتالًا محتدمًا. صدّت القديسة الحجرية هجوم منجلي العظام، حيث صدّت أحدهما بدرعها وتفادت الآخر. من دون أن تفقد زخمها، أسقطت الدرع وضربت حافته على درع قائد المئة، مما جعله يترنح إلى الخلف.
كانت الضربة عنيفة إلى درجة أنها خلّفت شقوقًا في الدرع المنيع. نظر ساني إلى المشهد بانبهار، وهنّأ نفسه على عدم اختبار قوة ذلك الوحش المعزز بنفسه.
استغلت القديسة الحجرية الفتحة التي أحدثتها، ولوّت جذعها لتسدد ضربة خلفية بحدبة الدرع إلى نفس المكان. تشققت الصفيحة الكيتينية المتضررة بالفعل، كاشفةً عن اللحم الناعم تحتها.
بعد لحظة، كانت تتراجع لتتفادى هجمة مضادة عنيفة من وحش الدرع. تحركت بخفة، متجنبة كل ضربة بدقة مذهلة.
رغم أن ساني لم يكن سوى مبتدئ في فنون القتال، فقد تعلّم ما يكفي لتمييز تلميحات أسلوب قتالي متقن في حركاتها.
كانت تقنيتها قائمة على البساطة واقتصاد الحركة، كل فعل محسوب وموجّه بإتقان. بمزج الكتلة والصلابة بالمراوغة والانحرافات، وبالتحكم بحركة القدم ورد الفعل اللحظي، كانت قادرة على خلق تناقض صارخ بين دفاع لا يُقهر وهجوم خاطف لا مفر منه.
كان أسلوبها مختلفًا تمامًا عن الأسلوب السلس وغير المتوقع الذي استخدمته النجمة المتغيّرة، والذي تعلمه ساني نفسه. ولم يدرك إلا الآن أن الكاتا الأساسية والأشكال التي مارسها كانت فريدة على نحو لافت.
'من أين أتى أسلوبي القتالي؟'
كانت هناك الكثير من الأسئلة التي عليه التفكير بها، سواء لتحسين أسلوبه الحالي أو لدمج عناصر جديدة فيه. لكن هذا أمر للمستقبل.
في الوقت الحالي، كان مهتمًا أكثر بنتيجة القتال.
كانت القديسة الحجرية تسيطر على عدوها الشرس. بعض سيقان قائد المئة كانت مكسورة أو مبتورة، وسالت منه جراح دامية تفيض بالإيكور اللازوردي. ومع ذلك، استمر في القتال بعنف.
لكن مهما اشتد غضبه، فإن رباطة جأش فارس الظل الصامتة والمخيفة كانت أشد رهبة.
في تلك اللحظة، تفادت القديسة الحجرية ضربة مائلة نازلة من أحد مناجله، ثم غرست درعها أسفل درع ساقه، وشلّت حركة سلاحه باستخدام وزنها، قبل أن تسدد ضربة شرسة بحافة الدرع، حطّمت بها نصل العظم إلى شظايا.
أطلق وحش الدرع صرخة حادة، مذهولًا من فقدان منجله، وحاول فورًا أن يمزق أحشاء خصمه الصغير بالمِنجل الآخر. لكن... تأخر جزءًا من الثانية فقط. ومع انكشاف جانب من جسده، حصلت القديسة على فرصة للهجوم.
صدّت المنجل بدرعها، ثم اندفعت بضربة مائلة إلى الأعلى، قاطعةً الذراع قرب المفصل. دون أن تتوقف، تابعت الحركة، وخطت عبر المطر اللازوردي وغرست سيفها بلا رحمة في الفتحة التي أحدثتها في بداية المعركة.
اخترقت الشفرة الحجرية جسد الوحش، محطمة عموده الفقري. كانت الضربة قوية إلى حد أن طرف النصل خرج من الكيتين في ظهره.
سحبت سيفها بحركة حادة، نفضت الدم عن النصل، ثم تراجعت بلا مبالاة وتجمدت في مكانها، كأنها تحولت إلى تمثال مظلم بلا حياة. وحدها النار القرمزية التي اشتعلت في عينيها الياقوتيتين كانت تشير إلى أن الظل لا يزال حيًا.
حبس ساني أنفاسه، في انتظار صوت التعويذة. ثم سمع الصوت الخافت المألوف:
[لقد قتلت مسخًا مستيقظًا، قائد المئة من الدرع.] [ينمو ظلك أقوى.]
بتنهيدة خفيفة من خيبة الأمل، استدعى ساني الأحرف الرونية وتفقد عدد شظايا الظل في حوزته.
شظايا الظل: [307/1000].
فكّر تلقائيًا: 'بقي ثلاثة وتسعون للوصول إلى الأربعمئة.'
ثم، ليتأكد، ألقى نظرة على وصف القديسة الحجرية.
شظايا الظل: [6/200].
...إذًا، تمامًا كما في حالة الأصداء، فإن سيد الظل هو من يجني فائدة القتل، لا الوحش نفسه. بدا أن استهلاك الذكريات هو الطريقة الوحيدة لإطعام القديسة الحجرية.
قطّب ساني حاجبيه.
"حسنًا... هذا يعقّد الأمور."