المجلد الثاني-شيطان التغيير [shadow slave]
الفصل 176 : محادثة صريحة
المترجم : [محمد]
___
كان رد فعل الأشخاص الأربعة في الغرفة على وصوله مختلفًا.
بدت نيفيس غير مبالية، كما هو الحال دائمًا. ومع ذلك، عرفها صني جيدًا لدرجة أنه لاحظ توترًا غريبًا يكمن في أعماق عينيها الرماديتين الهادئتين.
استقبله كاستر بابتسامة ودية، لكن برودة كامنة اختبأت خلفها. بدا وكأن السليل الوسيم لم يكن مسرورًا بهذا التطور. 'هل كان يراه كمنافس لجذب انتباه نيف، أم أن هناك ما هو أكثر من ذلك؟'
على أي حال، لم يكن ذلك من شأن صني. لم يكن يخطط للعودة إلى المجموعة على أساس دائم. فليحظَ كاستر بكل الاهتمام لنفسه.
نظرت إليه إيفي بمفاجأة حقيقية.
"الأحمق؟ أنت ما زلتَ على قيد الحياة حقًا؟"
رمش صني بعينيه وحدق بها لبضع لحظات، ثم قال بنبرة ساخرة:
"آسف لخيبة الأمل."
هزت رأسها.
"لا، لا. فقط… كيف تمكنت من البقاء على قيد الحياة ثلاثة أشهر كاملة في الأنقاض؟"
رسم ابتسامة عريضة.
"ماذا يمكنني القول؟ كان لدي معلم جيد."
بما أن إيفي هي من علمته كيفية التنقل في المدينة المظلمة، فقد كان هذا الإطراء موجهًا إليها. ومع ذلك، هزت الصيادة رأسها ببساطة.
"لن يكون أي طالب لي غبيًا ليعيش حقًا في الأنقاض. ناهيك عن عودته بمظهر… وحشي."
'هل أبدو وحشيًا؟'
تخيل صني هيئته. ملابس ممزقة، شعر متسخ، ابتسامة ملتوية، لمحة جنون تتوقد في عينيه… لا، لم يرَ أي خطأ في مظهره. بل اعتقد أنه يبدو رائعًا.
بعبوس ساخط، نظر إلى إيفي، وقال:
"أجل؟ حسنًا… يبدو أنكِ اكتسبتِ بعض الوزن."
'...في جميع الأماكن الصحيحة.'
'ركز، يا أحمق!'
حدقت به الصيادة لبضع لحظات، ثم ضحكت.
"يجب على الفتاة أن تأكل. ولكن أيضًا… هل تريد الموت؟"
وأخيرًا، كانت هناك كاسي.
بدا أن كاسي هي الأكثر تغيرًا بينهم. لم تكن التغييرات واضحة للعيان على الفور، ولكن بالنسبة لصني، الذي كان يعرفها جيدًا، كانت موجودة بلا ريب.
بدت الفتاة العمياء أكثر… نضجًا؟ بدت أكبر سنًا، بشكل ما. بدا وكأن ثقلًا غير مرئي يضغط عليها، النوع الذي يتراكم على الناس عادةً مع مرور السنين. كان سلوكها أكثر هدوءًا وأكثر تحفظًا. شبه… بارد.
"مرحبًا بعودتك يا صني. أنا سعيدة جدًا أنك بخير."
بعد أن ابتسمت له ابتسامة مهذبة، صمتت ثم ابتعدت. لم يكن هذا بالضبط نوع الترحيب الذي توقعه منها. 'كان متأكدًا أن الفتاة العمياء ستعانقه على الأقل. هكذا كان يحدث دائمًا في رأسه.'
'ربما كانت خجولة بسبب كاي.'
ومع ذلك، ساور صني شعور بأنه يعرف بالفعل السبب الحقيقي لترحيبها الضعيف. لكنه لم يرغب في الاعتراف بذلك.
'كانت الرؤية. تلك الرؤية اللعينة…'
طاردًا شعور الرهبة، جلس على أحد الكراسي وقدم كرسيًا آخر لكاي.
"إذن… ما الذي أردتم مناقشته يا رفاق؟"
تبادل نيفيس وكاستر النظرات. قبل أن ينبس ببنت شفة، سار كاستر نحو الباب وأغلقه. بعد ذلك، استدعى ذكرى تشبه مزمارًا عظميًا ووضعها على الطاولة. على الفور، تغير شيء ما في الغرفة بشكل غير محسوس.
رفع صني حاجبًا.
"ما هذا الشيء؟"
جلس الشاب الوسيم على كرسي بجوار نجمة التغيير وقال:
"هذه الذكرى تخلق مخروطًا من الصمت بسحرها. لن يتمكن أحد خارج هذه الغرفة من سماع ما نتحدث عنه الآن."
آه! كانت هذه الحقيقة وحدها كافية لتخبر صني أنهم سيناقشون شيئًا له علاقة بالسيد الساطع، جونالوج نفسه. فجأة، ساورته رغبة غير عقلانية في أن يكون في أي مكان آخر غير هذه الغرفة المضاءة ساطعًا. بدت النافذة الواسعة مغرية جدًا.
تنهد.
"إذن، السيد الساطع جاهز أخيرًا لمحوكم جميعًا؟ لا أستطيع القول إنني مندهش. بل الغريب أنه لم يتخذ هذه الخطوة قبل ذلك بكثير."
ضحكت إيفي.
"أوه، ألم يفعل…"
نظرت إليها نيفيس، فصمتت الصيادة، ثم التفتت إلى صني:
"أنت محق. السيد الساطع على وشك التحرك. لقد قاومنا هجماته السابقة، لكنها كانت مجرد تحضيرات. بعض الاستفزازات لاختبار قوتنا. أما الآن، فهو مستعد للعمل بجد. ولهذا أحتاج مساعدتك."
رفع صني حاجبًا:
"كيف يمكن لصرصور مثلي أن يساعد نجمة التغيير العظيمة والقاهرة من عشيرة اللهب الخالد؟"
رمقت إيفي نيفيس وصني بنظرة غريبة، ثم نظفت حلقها.
"لا تأخذي الأمر على محمل الجد، أيتها الأميرة، لكنني أتفق نوعًا ما مع صني. ما الذي يمكن لعفريت صغير مثله… آه، لا أقصد الإهانة يا صني… أن يفعله ولم نفعله نحن؟ أعني، إنه كشاف محترم، لكن… "
"مهلا! الإهانة وصلت!"
ابتسمت نجمة التغيير، ثم نظرت إلى صني.
"لا تنخدعي بتمثيله يا إيفي. قد يتصرف صني كجبان ضعيف، لكنه في الحقيقة آخر شخص في المدينة المظلمة أود مواجهته في قتال. إنه أخطر بكثير مما يعتقد الناس، أليس كذلك، يا صني؟"
تجمدت الابتسامة على وجهه. مرت لحظات صمت، والجميع يحدق به. أخيرًا، تنهد صني.
"حسنًا. أعتقد أن السر قد انكشف. مفاجأة لكم جميعًا، أنا في الواقع لست ضعيفًا. من كان ليظن؟"
ثم حدق بإيفي وأضاف بنبرة ساخرة:
"أوه. إنه خطأي. في الواقع، الجميع هنا باستثنائك كانوا يعرفون بالفعل. يبدو أنك…"
ومع ذلك، قاطعته نيفيس:
"لهذا السبب كان قادرًا على البقاء على قيد الحياة لثلاثة أشهر كاملة في الأنقاض، تمامًا كما نجا شهرين في المتاهة. صني مقاتل هائل للغاية."
'واو. هل كانت تحاول أن تتودد إليّ؟'
"...إنه فقط وغد مخادع بعض الشيء. لكن هذا بالضبط ما يجعله خطيرًا للغاية."
'...لا أظن ذلك.'
نظرًا إلى إيفي، هز صني كتفيه وابتسم.
"إذا كنتِ لا تصدقيها، اسألي كاي فقط."
بعد أن سُحب فجأة إلى المحادثة، سعل كاي وتردد للحظة، ثم قال:
"آه… نعم، يمكنني أن أؤكد. إنه حقًا وغد بعض الشيء."
ارتعش وجه صني.
"ليس هذا! أخبرهم كيف أنقذت حياتك!"
رفرف رامي السهام الساحر برموشه بنظرة بريئة، ثم أضاف:
"أوه، صحيح. في الواقع، أنقذني صني في الأنقاض الليلة الماضية. إنه شخص استثنائي للغاية وواسع الحيلة."
نظر صني إلى إيفي بانتصار. 'لم يكن يريد حقًا استفزاز الصيادة الطويلة أكثر… لكنها نادته بالعفريت الصغير…'
"أترين، لقد عرفني كاي ليلة واحدة فقط، لكنه كان قادرًا على رؤية مدى فظاعتي. من ناحية أخرى، أنت وأنا اصطدنا معًا لمدة شهر كامل. كيف لكِ أن تكوني بهذه البلاهة؟"
'أيا كان. ليس الأمر وكأنه سيقضي الكثير من الوقت مع إيفي في المستقبل. دعها تغلي من الغضب…'
بابتسامة مستفزة على شفتيه، التفت صني إلى نيفيس وسأل:
"على أي حال، ماذا تريديني أن أفعل بالضبط؟"
ترددت نجمة التغيير، ثم قالت:
"أريدك أن تأخذ إيفي إلى مخبئك في الأنقاض وتبقيها آمنة هناك لمدة أسبوع تقريبًا."
رمش صني بعينيه.
'أوه لا.'
'...أنا ميت.'