المجلد الثاني-شيطان التغيير [shadow slave]
الفصل 213 : قديسي السيف
المترجم : [محمد]
___
في السابق، عندما كانت نيفيس تُعلّم صني استخدام السيف، لم يكن قطّ بارعًا بما يكفي ليكون شريكها في المبارزة. وبمجرد أن اكتسب ما يكفي من المهارة ليصبح ذا فائدة في معركة تدريبية، كان تحالفهما الهش قد انهار بالفعل وتحطم إلى أشلاء.
لذا، باستثناء تلك المشاجرة القصيرة على منحدرات تل الرماد الكئيبة، لم يتقاتلا بالسيف قطّ.
الآن، على ما يبدو، وجدت نجمة التغيير شريك تدريب موثوقًا به. لم يحل كاستر محل صني كذراعها الأيمن فحسب، بل تولى أيضًا الأدوار التي كان صني إما مترددًا في القيام بها أو غير مناسب لها.
"حسنًا... هذا جيد لهما."
بمجرد أن اقتربت ذكريات الفوج من الاكتمال، انتقل نيفيس وكاستر إلى الطرف الأقصى من الجدار المقوس الأبيض للتدريب. الآن، كانا يقفان قبالة بعضهما البعض، مستعدين للبدء.
على الرغم من عدم دعوته، اقترب صني من الوريثين وجلس، مستعدًا للاستمتاع بالمشهد. كان مهتمًا للغاية بمراقبة هذين السيافين البارعين في القتال.
كلاهما تدرب على القتال منذ اليوم الذي استطاعا فيه المشي. من المؤكد أن مشاهدتهما ستكون مفيدة لفهمه لأساليب وتقنيات المعركة. ناهيك عن اهتمامه الشديد برؤية مباراة العودة بين نيفيس وكاستر. في آخر مرة رآهما يتقاتلان، خسرت نجمة التغيير، ولكن ليس بفارق كبير.
كما أنها لم تستخدم قدرتها الجانبية في ذلك الوقت، لكنه شك في أن هذا سيتغير اليوم. يمكن استخدام لهب نيف للشفاء والإبادة على حد سواء، ولكن للأسف، ليس للتدريب.
نظر إليه كاستر وأبدى استياءً واضحًا.
هل كان منزعجًا لأن صني كان على وشك أن يعرف شيئًا أو بعض الأشياء عن أسلوبه، أم لأن صني كان يفسد عليه وقته الوحيد مع نيفيس؟
'على أي حال، لا أبالي.'
"ماذا تفعل؟"
هز صني كتفيه.
"أشاهد. لماذا؟ هل هذا الجزء من الجدار ملك لعشيرتك أم شيء من هذا القبيل؟"
هز الوريث الفخور رأسه واستدار.
"افعل ما يحلو لك."
ألقت نيف نظرة على صني ولم تقل شيئًا. ومع ذلك، رأى أنها لا تمانع.
في الواقع، بدا الأمر كما لو كانت توافقه على قراره.
دون إضاعة المزيد من الوقت، اشتبك الاثنان في دوامة من الفولاذ، متحركين بسرعة جعلت من الصعب على صني متابعتهما. ملأ صليل السيوف الهواء.
مصدومًا بعض الشيء، حدق في القتال الشرس بتعبير خالٍ من المشاعر.
'...اللعنة.'
بعد أشهر من صيد الوحوش في المدينة المظلمة ودروسه مع القديسة الحجرية، اعتقد صني أنه طوّر مهاراته كثيرًا. وقد فعل ذلك بالفعل. لكن بالمقارنة مع نيفيس وكاستر، كان الفارق شاسعًا لدرجة أن الأمر كان محبطًا على أقل تقدير.
في السابق، كان يفكر أحيانًا أنه ربما يستطيع الصمود أمامهما... أمام أحدهما على الأقل... على قدم المساواة. لكن الآن، تحطم هذا الوهم بلا رحمة.
إذا ساءت الأمور وانتهى به الأمر في مواجهة كاستر، فإن مواجهته المباشرة ستكون بمثابة انتحار. في الوقت الحالي، على الأقل.
وهذا يعني ببساطة، أنه بدلاً من مواجهته، سيضطر صني إلى طعنه في ظهره.
'تم تدوين الملاحظة.'
لم يكن ليواجه عدوًا من هذا العيار في مواجهة صريحة على أي حال. من هو، أحمق؟
بالتركيز على القتال، شاهد صني باهتمام. بفضل تجربته الجديدة، تمكن من تمييز المزيد ومعرفة المزيد عن كيفية تحرك هذين الخبيرين وتصرفهما. في بعض الأحيان، كان قادرًا على التنبؤ بما سيفعلانه بعد ذلك.
ومع ذلك، مع مرور الوقت، ظهر عبوس خفيف على وجهه.
'ماذا تفعل هي؟ هذا غير منطقي.'
تمكن صني من ملاحظة أمرين غير متوقعين في طريقة قتال نيفيس ضد كاستر.
الأول، وهو الأسهل في التحديد: بينما لم يستخدم كاستر كامل سرعته المذهلة، فقد استخدم جزءًا كبيرًا منها، مما جعل من المستحيل تقريبًا على نيفيس الفوز بأي من مناوشاتهما. لقد خسرت أكثر بكثير مما كسبت، دائمًا تقريبًا بفارق أجزاء من الثانية. وهو ما بدا غير مناسب للتدريب على الإطلاق.
ما الهدف من التدريب إذا لم يكن لدى أحد المشاركين فرصة للفوز تقريبًا بسبب حجم الفجوة بينه وبين خصمه؟ كان هناك سبب لعدم اتخاذ نيف صني شريكًا لها في المبارزة في الماضي، بعد كل شيء.
ولكن بعد ذلك، ببعض التسلية، أدرك أن نجمة التغيير كانت تفعل بالضبط ما فعله هو مع القديسة الحجرية. كانت تُقوّي نفسها أمام قوة ساحقة. ولهذا السبب طلبت من كاستر أن يستخدم ما يكفي من قدرته الجانبية ليكون دائمًا أسرع منها.
كانت الخسارة في معركة ضد خصم متفوق حقًا أفضل طريقة للتعلم.
'ها! إذن كنت محقًا في طريقتي، بعد كل شيء.'
إذا كانت نجمة التغيير تفعل الشيء نفسه، فلا بد أنه على حق.
الأمر الثاني الذي لاحظه، مع ذلك، كان محيرًا للغاية.
وهو أن نيفيس لم تكن تستخدم أسلوب قتالها المعتاد، المتدفق وغير المتوقع. بدلاً من ذلك، كانت تتحرك بأناقة دقيقة وثابتة، مختبئة خلف جدار دفاعي منسوج بعناية، وتنتظر بصبر ظهور ثغرة، بدلاً من أن تخلقها بنفسها.
بينما كان هذا الأسلوب معقدًا ومثيرًا للإعجاب، إلا أنه كان لا يزال يفتقر بعض الشيء مقارنة بأسلوبها الحقيقي. والأكثر من ذلك، بينما كان متأنيًا ويمكن الاعتماد عليه، إلا أنه كان يفتقر إلى السلاسة.
إذا كان هناك شيء واحد لن تتسامح معه نيفيس في فن قتالها، فهو افتقاد السلاسة. بُنيت نظرتها للعالم كله على فكرة أن قيمة التكيف لا تقدر بثمن. هذا هو السبب في أن الأسلوب الذي علمته لصني كان يناسبها للغاية.
تم تصميمه ليكون مثالًا على القدرة على التكيف.
لذا، كان السؤال...
لماذا بحق كانت تستخدم شيئًا غريبًا جدًا عليها ضد كاستر؟
كانت الإجابة واضحة جدًا. إما أن نيفيس كانت تحاول تجربة شيء جديد في محاولة لدمج عناصر من هذا الأسلوب في أسلوبها الخاص... وهو ما لا يبدو مرجحًا جدًا...
أو أنها لم تكن تريد أن يعرف كاستر أسلوب قتالها الحقيقي، لسبب ما.
لكن ماذا يمكن أن يكون هذا السبب؟
فرك صني ذقنه.
'مثير للاهتمام...'