المجلد الثاني-شيطان التغيير [shadow slave]
الفصل 250 : اليمين المصمم
المترجم : [محمد]
___
حدق صني في النقش الأخير لبضع لحظات، ثم واصل المشي.
لقد منحته الاكتشافات التي كشف عنها على جدران المنجم القديم الكثير ليفكر فيه. فالحقائق التي كان يجمعها معًا منذ فترة طويلة أصبحت الآن أكثر اكتمالًا.
إذن، لقد سقط شيء ما بالفعل من السماء، ووضع بداية الدمار النهائي لهذه الأرض. كان صني يشتبه في ذلك منذ فترة، خاصة بعد أن شاهد الفوهة الهائلة التي تقع بين المدينة المظلمة وتل الرماد.
في بعض الأحيان، كاد يعتقد أن الفوهة كانت نتيجة لإسقاط طائر السرقة الدنيء لعين الويفر "على عالم البشر أدناه"، كما هو مكتوب في وصف ذكرى السلالة التي ابتلعها. (فصل 81)
لقد أصيب الطائر اللص بالجنون بعد النظر إلى انعكاس -المجهول- الذي بدا وكأنه متجمد إلى الأبد في أعماق بؤبؤ عين ويفر. كان الجنون والفساد اللذان سادا على الشاطئ المنسي متشابهين بما يكفي ليصدق ذلك.
ومع ذلك، فقد عرف الآن أنه كان كائنًا فعليًا سقط من السماء، مغلفًا بالضوء والنيران. شخصية جميلة تشع إشراقًا لامعًا، ولديها ثلاث عيون على وجهها الرهيب المثالي.
لم يكن صني يعرف ما الذي دفع البشر القدامى إلى مهاجمته، لكنهم قتلوا المخلوق – ربما نجحوا في مثل هذا العمل الفذ فقط لأنه كان ضعيفًا بالفعل بسبب سقوطه من السماء والأحداث التي أدت إليه.
ولكن بفعلهم ذلك، أطلقوا العنان لفيضان الظلام وتسببوا في تدمير أرضهم.
كان صني تحت الانطباع بأن إبادة الحضارة القديمة كانت فورية، ولكن كما اتضح، استمر البشر في محاربة اللعنة لفترة طويلة. أجيال، حتى – لهذا السبب وُصِف مؤسسو فيلق النجوم المضيئة بأنهم وُلدوا في الظلام الدامس.
لم يكن يعرف ما إذا كانت الوحوش التي أتت لتتغذى على اللحم البشري قد احتُويت داخل جسد الكائن الساقط إلى جانب محيط الظلام، أو ما إذا كانوا جميعًا بشرًا أفسدتهم اللعنة – حيث أصبح الحاضرون في لحظة وفاة المخلوق الأكثر رعبًا.
ما كان يعرفه، مع ذلك، هو أن فيلق النجوم المضيئة قد تمكن من الصمود ضد الوحوش وبناء حصن منيع للبشر تحت حمايتهم، حيث أصبح هذا الحصن فيما بعد المدينة المظلمة.
وبعد ذلك، حقق مؤسسو الفيلق شيئًا لا يمكن تصوره. لقد بنوا البرج العملاق وبطريقة ما استخدموه لـ...
لإنشاء نجم اصطناعي.
نعم، لم تكن الشمس المشرقة فوق الشاطئ المنسي حقيقية. لقد كانت، في الواقع، من صنع الإنسان.
''...بالحديث عن الطموح.''
كان من الصعب عدم الشعور بالرهبة بعدما علم أن هؤلاء المجانين السبعة قد تمكنوا بالفعل من إنشاء الشمس. لقد أقسموا يمينًا مصممًا لإعادة النور إلى الأرض الملعونة، وحققوه بعزم وإخلاص مرعبين.
القصة المصورة في النقوش القديمة انتهت بالاحتفال. لقد هزمت قوى الخير لعنة الظلام، وأتت بعصر جديد من النور والازدهار لسكان المدينة القديمة.
...ومع ذلك، لم تنتهِ القصة هنا.
لقد حدث شيء ما بين ذلك الوقت والآن، وتسبب في القضاء على الحضارة القديمة، وفساد البرج، وظهور المتاهة القرمزية.
ولكن ماذا؟
كان هذا لغزًا ليوم آخر. ربما سيكون قادرًا على العثور على الإجابة في المدينة المظلمة.
ما لاحظه صني، مع ذلك، هو الفرق بين الواقع المظلم الذي يظهر في النقوش والحالة التي كان عليها الشاطئ المنسي الآن.
نعم، أظهرت اللوحات الجدارية القديمة عالمًا خاليًا تمامًا من الضوء، لكنه كان مختلفًا عن الجحيم الذي عرفه صني والأعضاء الآخرون في المجموعة. لم تصور النقوش لعنة الظلام على أنها بحر حقيقي.
ومع عدم وجود شمس أو بحر، لم تكن هناك دورة من المد والجزر حولت الشاطئ المنسي إلى محيط من المياه السوداء كل ليلة.
هل ظهر البحر المظلم في نفس وقت ظهور المتاهة؟ أو على الأقل نتيجة لنفس الحدث. كان صني متأكدًا من أن الاثنين مرتبطان.
لكنه لم يكن يعرف ما هي الأهمية التي تخفيها تلك المعلومات.
...الشيء الآخر الذي لاحظه هو أنه في حين أن أعضاء الفريق الآخرين كانوا غير مبالين في البداية بالنقوش القديمة، في مرحلة ما، تغير ذلك.
عندما كانوا يمشون أمام اللوحة الجدارية التي تصور الكائن المشع بثلاث عيون متوهجة، توقفت نيفيس ونظرت إليه لعدة لحظات طويلة.
ثم أدارت رأسها بعيدًا، وبقيت متوقفة للحظة، واستمرت في المشي.
لم يفوت صني هذه التفاصيل. ومع ذلك، لم يستطع حتى البدء في تخمين ما يعنيه ذلك.
___
بعد مرور بعض الوقت، دخلوا قاعة دائرية واسعة. في وسطها، انفتحت هوة مظلمة في أعماق الجبال، تؤدي إلى الأسفل لدرجة أن صني لم يستطع رؤية قاعها.
بدت مثل بوابات العالم السفلي.
قبل ألف عام، كانت هناك سلالم ومنصات خشبية تؤدي إلى أسفل العمود الرئيسي للمنجم، بالإضافة إلى نظام من الحبال والبكرات لخفض عمال المنجم ورفع الحاويات المليئة بالخامات الثمينة. بالطبع، كل ذلك قد تعفن وانهار منذ زمن طويل.
بتنهد، نظر صني إلى نيفيس وسأل:
"نحن سوف ننزل، أليس كذلك؟"
بدلًا من الإجابة، استدعت ببساطة الحبل الذهبي وهزت كتفيها.
هز رأسه.
"انتظري. على الأقل امنحيني بعض الوقت للاستكشاف ومعرفة ما إذا كان هناك شيء ينتظرنا في الجزء السفلي من هذا الشيء."
وبذلك، أرسل ظله لأسفل على جدار العمود اللانهائي. ومع ذلك، لم يكن الظل سعيدًا للغاية بالانزلاق إلى أعماق البئر المخيف. بإعطاء نظرة ازدراء إلى صني، تنهد ونزل بامتناع واضح.
بعد بضع دقائق، وصل الظل إلى الأسفل بقدر ما سمح له نطاق {التحكم في الظلال}. لم يكن في قاع المنجم بعد، لكن على الأقل لم تكن هناك أهوال قديمة في مرمى بصره.
استدعى صني الجناح المظلم وأعطى أعضاء المجموعة إيماءة.
"يمكننا المضي قدمًا. ومع ذلك، كونوا مستعدين. من يدري ماذا قد يحدث؟"