# رواية: Shadow Slave (عبد الظل)
# الفصل 26: النجم المتغيّر
# المجلد الأول: طفل الظل
# المترجم: محمد
---
كان ساني واثقًا تمامًا من أن ظله قادر على أكثر من كونه تابعًا صامتًا. فبعد كل شيء، وصفت التعويذة الظل بأنه مساعد لا يُقدّر بثمن. الآن، كان الأمر بيد ساني ليكتشف كيف يمكن للتحكم بظله أن يكون نافعًا فعليًا.
كما هو الحال في كثير من جوانب المظهر، كان هناك نوع من الفهم الغريزي الراسخ في أعماق عقله الباطن. إما أن التعويذة زرعته فيه، أو أنه فطرة مشتركة بين جميع المستيقظين. كل ما كان عليه فعله هو الاستماع لذلك الحدس الداخلي وتعلّم كيف يطبّقه عمليًا.
من جديد، ركّز على الإحساس بجسده وروحه، ثم أمر ظله بتنفيذ سلسلة من الحركات البسيطة. ومع كل حركة، ازداد شعوره بالألفة مع هذا النوع الجديد من السيطرة.
بسرعة، صار التحكم بالظل طبيعيًا لديه كالمشي أو التنفس. شعر بالظل وكأنه امتداد حقيقي لجسده.
راضيًا عن هذه النتيجة الأولية، أعطى ساني لظله أمرًا جديدًا بعناية. دون أدنى تردد، انفصل الظل عن نعل حذائه، وسار عبر الغرفة حتى بلغ طرفها الآخر، ثم استدار ونظر إليه نظرة ساخرة خفيفة.
تُرك ساني... بلا ظل.
"هذا... غير علمي إطلاقًا."
فكر بذلك، وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة مسليّة.
لكن العلم لم يكن له مكان يُذكر في أي شيء يتعلّق بالتعويذة، في النهاية.
مع ابتعاد الظل عنه، شعر بانقسام غريب في إدراكه. كما لو أن وعيه انقسم إلى مصدرين منفصلين: أحدهما جسده، والآخر... ظله.
مع بعض المحاولة، نجح في تركيز انتباهه على المصدر الثاني. وعلى الفور، أصبحت رؤيته مشوشة قليلاً... لكن غريبة بطريقة مدهشة.
"واو!"
تفوّه ساني، مندهشًا.
"واو!"
ردّد صدى صوته، من الجهة الأخرى للغرفة.
رمش ساني ببطء. داخل ذهنه، كانت هناك صورتان الآن: الأولى لباب غرفته، والظل غير المبالي واقف أمامه، والثانية لشاب شاحب البشرة جالس على كرسي، تتسع عيناه في دهشة.
"هذا... أنا."
رفع ذراعه ولوّح بها في الهواء. وفي الوقت ذاته، رفع الشاب الشاحب ذراعه ولوّح بها أيضًا.
"هل يمكنني الإدراك من خلال ظلي؟"
جلس لبرهة، غارقًا في التفكير. كانت قدرة كهذه تفتح أمامه عددًا لا يُحصى من الإمكانيات. مع سمة [طفل الظلال] التي تتيح له التحرك والرؤية خلسة في الظلام، وسمة [التحكم بالظل] التي تسمح له بإرسال ظل متسلل ككشاف، بدا وكأنه جاسوس مثالي.
الجاسوس... يجمع المعلومات دون تعريض نفسه للخطر. وهذا الدور ناسب ذوق ساني تمامًا.
بالطبع، الجواسيس الجيّدون لا يكتفون بالمراقبة — إنهم يضربون أيضًا، وفي اللحظة الحاسمة. مسلحين بالمعلومات، يصبحون كمائن بشرية، يهاجمون بدقة قاتلة في اللحظة المناسبة.
لكن مواجهة مباشرة؟ لا، ذلك لم يكن أسلوب ساني. مظهره لا يمنحه أي تعزيز مباشر في القتال. لذا، أن يصبح قاتلًا محترفًا لم يكن ضمن أولوياته.
"نجربها؟"
أعطى أمرًا لظله. ومع تنهيدة درامية، انحنى الظل وانزلق بخفة تحت الباب.
في الحال، صار ساني يرى صورتين — واحدة للغرفة خلفه، والأخرى للممر بالخارج. أغمض عينيه للتركيز أكثر على الرؤية التي ينقلها إليه ظله.
تحرّك بخفة بين الظلال، يتسلل عبر الممر كما لو أنه جزء من العتمة نفسها. مع قليل من التوقيت والدقة، صار شبه غير مرئي. مر بجانب اثنين من النائمين، واسترق السمع إلى حوارهما... لم يكن الحوار مثيرًا، فتابع طريقه.
أخيرًا، توقف الظل عند الزاوية. إلى يساره المصاعد، وإلى يمينه طريق يؤدي إلى مسكن الفتيات.
دخلت كل أنواع الصور المحرّمة إلى عقل ساني.
"يا إلهي!"
فكر، محمرّ الوجه.
نعم، بهذه القدرة... يمكن للمرء أن ينزلق بسهولة إلى الانحطاط الكامل! لكن لا، لا. لا يمكنه فعل ذلك. ليس بدافع الأخلاق السامية بالضرورة...
بل لأن سمعته كمتحرّش ستكون مؤكدة إن وُجد هناك. إن سُئل لاحقًا: "هل تجسست؟"، عليه أن يكون قادرًا على الإجابة بثقة: "لا!"
"إذًا... ربما لا يجب أن أفعل ذلك؟"
"صحيح؟"
"بالطبع! لا تفكّر في الأمر حتى!"
عاد إلى غرفته وهو يزفر تنهيدة محبطة. ثم وجّه كشافه ليتسلل إلى ظل نائم عابر، وتبعه حتى المصاعد.
***
مر بعض الوقت، وكان ظل ساني يراقب المشهد من زاوية في دوجو واسع. هناك، تحت إشراف المدرب روك، كان النائمون يمرّون بحركات من فصل القتال التمهيدي.
اليوم كان مخصصًا لاختبار الكفاءة العامة. بعدها، سيتم تصنيف النائمين إلى مجموعات — مبتدئين، متوسّطين، خبراء — حسب مستواهم وسلاحهم المفضل. بعضهم سيحصل على مدرّب خاص، وبعضهم سيتم إقرانه بغيره.
حاليًا، كان كل نائم يتناوب على ضرب لوحة عريضة متصلة بآلة قياس خاصّة. بعد كل ضربة، تظهر على الشاشة نتيجة تعبّر عن قوته الجسدية.
نظريًا، بناء آلة كهذه لم يكن صعبًا. لكن بالنظر إلى مظاهر النائمين القتالية، التي تعزّز القوة بطرق مختلفة، كانت هذه الآلة أعجوبة حقيقية من المتانة.
حتى التقنية والتدريب أثّرا في النتائج.
معظم الناس حصلوا على نتائج بين 10 و14 — وهو مستوى لا يصله إلا الرياضيون المحترفون في عالم اليقظة. لكن عددًا من النائمين، خصوصًا من امتلكوا مظاهر قتالية، تجاوزوا 15 وحتى 16.
"ربما سأحصل على عشرة أو أحد عشر..."
فكر ساني، وهو يتثاءب قليلًا.
ثم انتبه فجأة حين جاء دور نيفيس — النائمة الأعلى تصنيفًا في دفعتهم — لتضرب اللوحة.
اقتربت الفتاة النحيلة، وبدون الكثير من التحضير، وجهت لكمة سريعة ومدروسة. حتى ساني، غير الخبير، انبهر بالكفاءة والدقة.
"تلقت تدريبًا جادًا، لا شك."
بدأت نيفيس تثير اهتمامه أكثر. ما قصتها؟ من أين أتت؟
بعد وقفة قصيرة، عرضت الآلة الرقم:
ستة عشر.
شعر ساني بخيبة طفيفة.
"هممم... ليس مبهرًا كما توقعت. اسم حقيقي، توقعت نتيجة أعلى."
بعدها، تبقى شخص واحد فقط... كاستر.
لكن هذه المرة، لم يتمكن ساني حتى من رؤية القبضة — كانت سريعة جدًا. اهتزّت الآلة، وتباطأت في الحساب.
ثم ظهر الرقم:
واحد وعشرون.
عمّ الذهول المكان. كل العيون كانت على الشاشة. نظرات الإعجاب انهالت على كاستر، الذي انحنى بخفة وتراجع خطوة للخلف. المدرب روك ابتسم.
"ليس سيئًا. الآن... سنبدأ بالسجال لتقييم مستواكم القتالي العام. من يتطوّع؟"
كانت نيفيس أول من تقدّم. وبعد ثوانٍ، لحق بها نائم طويل البنية، مفتول العضلات.
"القواعد بسيطة. أوقع خصمك أرضًا أو أخرجه من الحلبة. استخدم أي قدرات وتقنيات تراها مناسبة."
"الآن يبدأ العرض!"
كان الأمر ممتعًا بالنسبة لساني، فإلى جانب التسلية، كانت فرصة لمعرفة قدرات الآخرين.
عائدًا إلى غرفته، أسند ذقنه إلى راحتيه.
"هيا يا نيفيس!"
اندفع النائم الطويل كجبل هائج، عضلاته تكاد تمزّق ملابسه، مرسلًا ركلة طائرة هادرة...
... وبعد لحظة، كان ممددًا على الأرض، ملامح وجهه مذهولة.
نيفيس؟ لم تغيّر حتى وقفتها.
ألقى المدرب روك نظرة مليئة بالمرح عليها، ثم قال:
"التالي."
ما تبع ذلك كان مجزرة حقيقية. واحدًا تلو الآخر، هزمت نيفيس كل نائم دخل الحلبة. لم تكن أسرع أو أقوى منهم ظاهرًا، لكنها كانت دائمًا تعرف ما سيفعلونه قبل أن يفعلوه. ترد، تصد، وتحول هجماتهم ضدهم برشاقة قاتلة.
بمرور الوقت، بدأ حتى ساني يشعر بالقلق.
كانت تتحرك كآلة قتال. دقيقة، صامتة، مميتة.
لم يكن مهمًا إن كان خصمها غنيًا أم فقيرًا، وارثًا أم لا — الجميع انتهى بهم الأمر على الأرض، مهزومين.
وما كان أكثر إثارة للرعب، أن ملامح وجهها لم تتغيّر أبدًا طوال الوقت. كما لو كانت من معدن بارد.
"هل... هل هي بشرية أصلًا؟"
فكر ساني، وقد غمره شعور غريب بالرهبة.
ماذا سيفعل إن أصبحت هذه النجم المتغير عدوه يومًا ما؟
أفضل خطة؟ الفرار. أو... عدم استعدائها من البداية.
فالشمس أيضًا نجم، والظلال... لا تتماشى مع أشعتها.
أخيرًا، بقي شخص واحد فقط — كاستر. وكالعادة، لم يبدُ متأثرًا بدمار من سبقوه. بابتسامة رقيقة، دخل الحلبة.
تقابلت نظراته مع نيفيس. لبضع ثوان، ثبت نظره عليها، ثم انحنى بلطف وقال:
"سيدتي نيفيس... أرجو العذر مسبقًا."
"ما الذي سيفعله؟..."
... وبعد لحظة، فتح ساني عينيه على اتساعهما من شدة الصدمة.
_________________________
ملاحظة المترجم :
النجم المتغير هو الإسم الحقيقي لنيفيس لكنه لم يرق لي لانه يرمز للمذكر ، لاكن هذا اللقب هو الأقرب ل Changing Star باللغة الإنجليزية. لاكن يوجد بدائل :
- نجمة التغيير : هو الأفضل لكنه يبتعد عن المعنى الاصلي للقب نيفيس.
- النجمة المتغيِّرة : هو الأقرب للأصل مع الإشارة للمؤنث.
لكن الإسم الحقيقي هو مجرد لقب حيث يستعمل ك صفة لا كهوية بالضرورة لكن سألت لأنه سيتم استخدام هذا اللقب كثيرا مستقبلا لذلك منحتكم حرية اختيار الإسم.