المجلد الثاني-شيطان التغيير [shadow slave]
الفصل 328 : حصار البرج القرمزي (14)
المترجم : محمد
___
وحيدة على قمة تل طويل من المرجان القرمزي، وقفت كاسي وحدها في الظلام.
الآن بعد أن تركت الراقصة الهادئة جانبها، عادت إلى طبيعتها السابقة.
تائهة.
ضعيفة.
خائفة.
عاجزة تمامًا.
أحاط بها العدم القمعي من جميع الجهات.
لكن هذا العدم كان مليئًا بالصوت.
تضخم مع نشاز يصم الآذان لهجوم حشد الكابوس. سمعت كاسي عواءً، وهديرًا، وصراخًا غير إنساني، وكشط الكيتين.
سمعت طنين الفولاذ وصوت اللحم الممزق.
سمعت أيضًا أصواتًا بشرية لا حصر لها تنادي الحكام لينقذوهم. مليئة بالغضب والعذاب والشجاعة والخوف والعزيمة والحزن والقوة والعجز والأمل والإيمان واليأس والكفر.
سمعتهم يموتون.
وبوقوفها فوق كل شيء، ارتجفت كاسي. أرادت أن تضغط يديها على أذنيها، لكنها لم تفعل ذلك.
'…كانت رؤيتها الرهيبة تتحقق.'
وعادت كاسي لتكون ضائعة وسط الظلام.
تمامًا كما كان من قبل. بل أسوأ من ذي قبل. تقريبًا مثل ذلك اليوم الأول في هذه الأرض الملعونة والمهجورة والخالية من الضوء.
في هذا الجحيم المنسي.
في ذلك الوقت، وجدت نفسها عالقة على تل مماثل من الشعاب المرجانية. فقط ما أحاط بها كان البحر المظلم وليس حشدًا من مخلوقات الكابوس.
لكن كاسي لم تعرف ذلك. لم تكن تعرف أين هي وما الذي يختبئ في الظلام اللامحدود. لقد عرفت فقط أنها كانت وحيدة وعاجزة.
أنها كانت ستموت في ذلك العدم المنعزل والبارد.
لقد استسلمت. جلست على المرجان الصلب، عانقت ركبتيها وحاولت ألا تبكي. مهجورة ومنسية، انتظرت الموت.
لكن بدلاً من الموت، خرج صوت بارد غير مبالٍ من الظلام:
“...ماذا تفعلين؟”
هكذا قابلت نيفيس، التي أنقذتها وحمتها منذ ذلك الحين. حتى دون طلب أي شيء في المقابل، لا سابقًا ولا بعد معرفة ما كان بإمكان قدرة كاسي تحقيقه.
فقط لأنها أرادت ذلك.
أخرجتها نيفيس من الظلام ودمرت السجن المرير والشامل لوحدتها. كيف كان من المفترض أن تسدد كاسي هذا الدين؟
ثم قابلت صني. صني اللطيف، الذي تظاهر بأنه قاسٍ ولا مبالٍ، لكنه في الواقع كان مهتمًا ولطيفًا.
وبعد ذلك، كان عليها أن تختار.
'... والآن، كان عليها أن تتعايش مع هذا الاختيار.'
أو تموت معه...
بينما كانت كاسي واقفة، تستمع إلى أصوات الذبح، هبت رياح مفاجئة على شعرها الأشقر الجميل.
جفلت، واستدارت ببطء لمواجهة الريح.
بعد لحظة، شحب وجهها وتحركت شفتاها قليلاً.
'لا!'
وهي متروكة وحدها، بعيدًا عن المعركة وأي شخص كان يمكن أن يسمعها، أغلقت كاسي عينيها وهمست في العدم:
“عاصفة... هناك عاصفة...”
أصبح جيش الحالمين أصغر بكثير، لكنه لا يزال صامدًا. في الواقع، كان يدفع ببطء حشد مخلوقات الكابوس إلى الوراء.
مع نفاد السهام والذخيرة في صفوف الرماة، استدعى أولئك الذين لم تكن لديهم ذكريات مناسبة لتعويض نفاد ما لديهم أسلحتهم القتالية وانضموا إلى الطليعة، مما عزز أعدادها المتضائلة. فعل الحرفيون الشيء نفسه، وتخلوا عن محركات الحصار وألقوا بأنفسهم في بوتقة القتال.
في الوقت نفسه، استنفد حشد الكابوس جيشه الذي لا نهاية له على ما يبدو من الأجساد الطازجة. مع عدم وجود المزيد من الفظائع التي تعبر جسور المرجان القرمزي وتندفع إلى الأمام للانضمام إلى المجزرة، كان الحشد يقل ببطء.
مع عمل نجمة التغيير كجوهر لا يمكن تعويضه للتشكيل البشري وجمع المقاتلين حولها، ومع توقف إيفي لحشد الوحوش بأكمله لمنح بقية البشر الوقت لإصلاح الثغرات في خطوط دفاعهم، تجمد تدفق المعركة لبضع دقائق في توازن هش.
يبدو أن القوتين المتعارضتين أخيرًا متكافئتان تمامًا.
كل ما كان سيتطلبه البشر لتحويل هذا التوازن لصالحهم كان دفعة أخيرة غاضبة.
“هيا! تمسكوا بقوة!”
“أشعلوا أنفسكم بالنار!”
“اتبعوا اللهب الخالد!”
عندما صرخ العديد من الناس حيث شعروا أن مصير هذه المعركة على وشك أن يتقرر، هبت عاصفة من الرياح فجأة فوق ساحة المعركة، حاملة معها رائحة الملح.
خفت الضوء قليلاً.
نظروا إلى الغرب، فترنحوا فجأة وتجمدوا لبضع لحظات. أصبحت وجوههم بيضاء كالثلج.
...خلف البرج القرمزي، كان جدار مظلم لا يمكن اختراقه يلتهم العالم ببطء. كان يقترب من ساحة المعركة بسرعة مرعبة، والعديد من صواعق البرق تضيء أعماقه الغاضبة.
كانت عاصفة قادمة.
كلما اقتربت أكثر فأكثر، ارتجف سطح الماء الأسود الذي كان يحوم حول جزيرة البرج العملاق فجأة.
وبعد ذلك، بدأ في الزحف لأعلى.
أولاً ببطء، ثم أسرع وأسرع، انتفخت الدوامة السوداء وتحركت للأمام، ابتلعت مترًا مرجانيًا قرمزيًا بعد متر، وارتفعت متسعة، وهي تغلي.
كان البحر الملعون قادمًا ليلتهم الشاطئ المنسي.
ومع ذلك، فإن الوحوش التي كانت تحرس البرج القرمزي لم تتفاعل بنفس الطريقة التي تتفاعل بها مخلوقات الكابوس المعتادة.
بدلاً من الهروب بحثًا عن ملجأ، صرخوا في انتصار غريب، ثم اصطدموا بجيش الحالمين بغضب متجدد.
ظهرت على وجوه الناس تعابير الرعب واليأس. لكن لم يكن هناك مكان للانسحاب، ولا مكان للهرب.
كل ما يمكنهم فعله هو الوقوف والقتال.
حتى عندما أصبحت الأرض تحت أقدامهم زلقة وملطخة، مغطاة بطبقة رقيقة من الماء الأسود.
حتى عندما استمر الماء في الارتفاع.
[لقد قتلت مستيقظًا...]
[ظلك...]
[لقد تلقيت...]
استدار صني بمجرد انهيار بقايا اللورد على الأرض، مندفعًا نحو الستة غولمات المتبقية لدعم القديسة المتضررة بشدة.
لم يستمع إلى التعويذة، ولم يلتقط سوى معلومة واحدة من كلماتها: كانت الغولمات المرجانية من رتبة مستيقظة.
'...منطقي.'
تمامًا كما لم يكن من المفترض أن يكون الطاغية الساقط (سيد الموتى) قادرًا على إنشاء أتباع من نفس الرتبة، كان الرعب الساقط على الأرجح غير قادر على القيام بمثل هذا العمل أيضًا.
في السابق، كانت التركيبات المرجانية سريعة وقوية بما يكفي لجعل صني يعتقد أنها مخلوقات ساقطة. لكنه كان مجرد تأثير اشتعال الجوهرة المدنسة في جبين اللورد.
تمامًا مثل تاج شظية الفجر الذي كان قادرًا على رفع الذكريات المستيقظة إلى حدود الرتبة الصاعدة، وكذلك كان تعزيز اللورد لأصدقائه، مما جعل قوتهم قريبة من قوة الرتبة الساقطة.
ولكن الآن بعد أن تم تدميره، اختفى التعزيز معه.
كان صني واثقًا من قدرته على إنهاء ستة مخلوقات كابوس مستيقظة... في الغالب.
أثناء ركضه، ضربت صني عاصفة من الريح فجأة في ظهره، مما جعلته يتعثر.
'بحق...'
ألقى نظرة عبر كتفيه، وحدق في السماء واتسعت عيناه.
اصطدم جدار من الظلام اللامتناهي بالبرج القرمزي وابتلعه، مما أدى إلى طلاء العالم كله باللون الأسود.
صُعِق، صرَّ صني أسنانه وابتعد عنه، يتخلل جسده شعور بارد بالرهبة.
'اللعنة على كل ذلك.'