# رواية: Shadow Slave (عبد الظل)

# الفصل 45: صوت الضحك

# المجلد الأول: طفل الظل

# المترجم: محمد

__________________________

بفضل شظايا الظل التي امتصها ساني خلال الأيام الماضية، اتسع نطاق سيطرته عليه قليلًا. ومع ذلك، كان لا يزال غير كافٍ لسبر أغوار المتاهة. أقصى ما استطاع استخلاصه هو الاتجاه العام الذي كانت تتحرك فيه تلك الوحوش الضخمة.

كانت تتجه نحو الغرب.

وبعد أن أبلغ نيفيس بذلك، لم يتبقَّ له ما يفعله. في النهاية، قرر ببساطة أن يستريح — فاليوم التالي يُنبئ بالخطر والمشقة، وكان من الحكمة أن يدع جسده يتعافى قدر المستطاع.

استلقى ساني على ظهره، يحدق في السماء الرمادية الخانقة. إلى جواره كانت كاسي جالسة، غارقة في صمتها وأفكارها، بينما بدت نيفيس كأنها تتأمل — أو لعلها نائمة، من يدري؟

بعد حين، التفتت كاسي نحوه.

"ساني؟"

أمال رأسه لينظر إليها.

"نعم؟"

ترددت الفتاة العمياء لحظة، ثم همست:

"هل... هل تظن أننا سنعود إلى الوطن؟"

رمقها بنظرة صامتة، قبل أن يشيح بعينيه نحو السماء الرمادية من جديد، حاجباه معقودان.

"بالتأكيد."

ابتسمت كاسي.

"هل تقول ذلك لمجرد المواساة؟ أم أنك تصدق ذلك حقًا؟ ولماذا؟"

'ما كل هذه الأسئلة الآن؟'

زفر ساني بهدوء، يبحث عن الكلمات المناسبة.

"بسببها."

أشار برأسه نحو نيفيس، عارفًا أن كاسي لن ترى الإشارة، لكن وجودهم الثلاثي وحدهم على المنصة جعل هويّة المقصودة واضحة.

"ثم إنني لست من النوع الذي يموت بسهولة. في الحقيقة، أظن أنكِ محظوظة جدًا لأنكِ وجدتِ اثنين من النائمين العنيدين لمرافقتكِ في هذا العالم المجنون. إن كان ثمة أمل للنجاة، فنحن الأمل."

صمت قليلًا، ثم أضاف بنبرة أخف:

"لذا نعم... أظن أن فرصنا في العودة عالية جدًا."

قهقهت كاسي ضاحكة.

"ألا ترى أنك مغرور بعض الشيء؟ ألم تكن في المركز قبل الأخير؟"

هز ساني كتفيه بلا مبالاة.

"ذلك لأن شخصًا ذكيًا نصحني بالبقاء بعيدًا عن الأضواء. وإلا، كنتُ لأتقدم كثيرًا."

ثم أطلق ابتسامة عريضة وقال بمزاح:

"ربما حتى أكون الثالث قبل الأخير، على الأقل!"

انفجرت كاسي في ضحكة ناعمة، رخيمة، جعلت قلب ساني يخفق — لم يسمع شيئًا كهذا منذ وطأت قدماه عالم الأحلام. وسط هذا الجحيم، بدا أن الضحك ما يزال ممكنًا... وهذا وحده كان كافيًا ليمنح للحياة طعمًا آخر.

وللمفارقة، كانت تلك أول مرة يسمع فيها كاسي تضحك. في الأكاديمية، لم تكن سوى ظل صامت، كئيب ومتحفظ.

لكن ابتسامتها سرعان ما خفتت، وحلّ محلها حزن رقيق. سألت بصوت حالم:

"ما أكثر شيء تفتقده من الوطن؟"

فكر ساني... لكنه لم يجد جوابًا. لم يكن له "وطن" حقيقي في العالم الواقعي — غرفته المستأجرة لم تكن سوى مأوى من المطر، أما حياته خارجها فلم تكن جديرة بالاشتياق.

أخيرًا، قال ببساطة:

"لا أفتقد شيئًا على وجه التحديد."

اتسعت عينا كاسي بدهشة.

"حقًا؟ ألا تفتقد عائلتك؟"

ابتسم بسخرية خفيفة.

"ليست لدي عائلة. حسنًا... لدي أخت في مكان ما، ربما. لم أرها منذ سنوات طويلة."

"أوه..."

ساد صمت قصير. ثم قالت كاسي، بصوت مكسور بالكاد يُسمع:

"أكثر ما أفتقده هو عائلتي."

في صوتها شوق ثقيل، كأنه غبار يعلو قلبها. لم يعرف ساني كيف يرد، فاكتفى بالصمت.

"لابد أن والديّ الآن محطمين. لا... ليس قلقين فقط، بل مفجوعين. لا بد أنهم يظنونني ميتة."

نظر إليها ساني طويلًا، ثم تنهد.

"يبدو أنهم يعنيان لكِ الكثير."

نظرت إليه باستغراب.

"بالطبع. أليس هذا طبيعيًا؟"

رفع بصره إلى السماء الملبدة، والرياح تعصف برائحة المطر القريب، ثم همس:

"لا أعرف."

---

في المساء، جعلته نيفيس يؤدي الألف ضربة مجددًا. بعدها، تناولوا آخر ما تبقى من شرائح لحم الزبال المجففة، وتناوبوا على الحراسة والنوم حتى لا تُترك كاسي دون مراقبة.

ولحسن الحظ، مرّت الليلة بهدوء.

مع أولى خيوط الفجر، وانحسار البحر الأسود، استعد الثلاثي لمغادرة التمثال العملاق. كانت نيفيس أول من تحرك. لكن قبل أن تبدأ النزول، التفتت إليهم وقالت:

"اليوم لن يشبه ما سبق. هناك عدد أكبر من الزبالين في المتاهة. قد لا نتمكن من نصب كمائن أو تفادي القتال دائمًا."

نظرت إلى ساني بعينين حادتين:

"إذا حدث أي طارئ، ستكون مسؤولًا عن إبعاد كاسي. استعمل الممرات الضيقة — فهي لا تناسب الزبالين. وإن افترقنا... توجه إلى النقطة المرتفعة. لا تنتظروني. هل فهمت؟"

أومأ لها بوجه عابس. فردّت الإيماءة بحزم.

"جيد. لا وقت نضيعه."

ثم بدأت النزول. وما إن وصلت مسافة عشرين مترًا أسفلهم، حتى استقرت في موطئ آمن. بعدها، استخدم ساني الحبل الذهبي لإنزال كاسي. كما في الصعود، تناوبوا على مساعدتها. لحسن الحظ، كان النزول أسهل بكثير.

وما هي إلا لحظات، حتى أصبح الثلاثي على أرض المتاهة.

بدأوا التقدم فورًا، يتحركون بخطى سريعة. كان ظل ساني يسبقهم، يفتش عن الوحوش والمسارات المناسبة. ورغم ذلك، كان تقدمهم بطيئًا، فوضويًا. اضطُروا مرارًا لتغيير وجهتهم هربًا من الزبالين، وغالبًا ما وجدوا أنفسهم في طرق مسدودة.

شعر ساني، الذي كان يؤدي دور الكشاف والملاح، أن دماغه بدأ يذوب من شدة الضغط.

وفي نهاية المطاف، وقع ما لا مفر منه.

إحدى المجموعات الكبيرة كانت تلاحقهم من الخلف، وزوج من الزبالين اعترض طريقهم من الأمام. لم يلاحظهم أحد بعد، لكن مع غياب أي ممرات بديلة، فالمواجهة باتت حتمية.

تأملت نيفيس الوضع بصمت، حاجباها معقودان بحدة. بعد تفكير سريع، قالت:

"إن كانا فقط اثنين، يمكننا إسقاطهما."

نظر إليها ساني بعدم يقين.

"لكننا لا نملك وقتًا لنُعد كمينًا."

هو نفسه لم يكن واثقًا من قدرته على مواجهة زبال واحد، فكيف بإثنين؟ لقد تدرب على السيف ليوم واحد فقط، لا أكثر.

لكن نيفيس هزت كتفيها بثقة باردة.

"الخطة بسيطة: سأهاجم أولًا. أنت تتبعني في الظل، وحين يدير أحدهما ظهره، اهجم عليه. بعد ذلك نُجهز على الثاني معًا."

الخطة كلها كانت تستند إلى قدرتها على الصمود أمام هجوم مزدوج... وهو احتمال محفوف بالخطر. كان ساني يثق ببراعتها، لكنه لم يكن واثقًا من نجاتها. ولم ينسَ رؤيا كاسي الأولى... التي لم تكن نيفيس جزءًا منها.

لكن، ما البديل؟

صك ساني على أسنانه، وقال بصوت خافت:

"حسنًا."

بعد لحظة، استدعت نيفيس سيفها.

ثم... تقدّمت بخطى واثقة نحو المجهول.

________

ملاحظة المترجم :

للأسف لا أستطيع الوفاء بوعدي لترجمة 20 فصل ، حدي اليوم هو 15 فصل فقط . وداعا لهذا اليوم 👋.

2025/06/01 · 109 مشاهدة · 929 كلمة
Mohamed zhg
نادي الروايات - 2025