ترددت أصوات الطبول في أرجاء الساحة، معلنة بداية الجولة الثالثة من المواجهة بين فريق نور وفريق نار. المدرجات امتلأت عن آخرها، والحماسة بين الجماهير وصلت ذروتها.
فارس النور بيانيغ كان لا يزال واقفًا في منتصف الساحة، منتصبًا كرمح من ضوء، يلهث بعد معركته الطويلة ضد سيد نار هيمارو.
لكن دون انتظار، دوّى الصوت:
“التالي… جنرال النار، شيفاكر!”
خرج رجل طويل القامة، يحمل درعًا كُتبت عليه رموز نارية متوهجة. كل خطوة يخطوها على الأرض كانت تُصدر شرارات، وعيناه تتلألأ كالجمر.
همس أحد المشاهدين:
“ذلك ليس مجرد جنرال… إنه وحش يرتدي زي بشر.”
اقترب شيفاكر من بيانيغ ببطء، وقال بصوتٍ خشن:
“جميل… استطعت أن تهزم سيد نار، لكنك الآن ستواجه نارًا لا يمكن إطفاؤها.”
رفع بيانيغ سيفه، وهو يضغط على جروحه المتفرقة، وردّ بصوت هادئ:
“لا يوجد لهب لا يمكن أن يُخمد… حتى الجحيم ذاته، بدأ بشرارة.”
بدأ القتال.
شيفاكر فتح المعركة بهجوم ساحق، كرة نارية بحجم صخرة، اندفعت نحو بيانيغ الذي صدّها بدرع ضوء تشقّق تحت الضغط. تبعها شيفاكر بهجوم ثانٍ، سلسلة من اللهب تدور حول جسده كأفعى ملتفة، واندفع بها للأمام بسرعة خرافية.
بيانيغ لم يستطع تجنب الهجوم كاملًا، فاندفع للخلف والدم ينزف من ذراعه. لكن عينيه لم تفقدا الهدوء. رفع سيفه مجددًا، وهمس:
“تقنية النور الساقط…”
ضوء نازل من السماء، كثيف وساطع، ضرب الأرض بقوة. الغبار تلاشى، لكن شيفاكر لم يكن موجودًا في مكانه!
“أين؟!”
فجأة، من خلفه، جاء صوت:
“هنا يا فارس.”
ضربة نارية باغتته من الخلف، وأسقطته أرضًا. الجمهور صرخ، الأصوات اختلطت بالحيرة والخوف.
سقط بيانيغ على الأرض، لا يقوى على النهوض.
“النقطة لفريق نار!” دوّى صوت الحكم.
الجماهير تهتف، بينما فريق نور ينظر بقلق.
دخل التالي من فريقهم… سيد نور: “لياران”.
شخصية هادئة، عيونها مغلقة حتى وهي تسير إلى وسط الساحة. كانت خطواته خفيفة، ووجهه بلا ملامح.
قال شيفاكر بازدراء:
“هل جئت لتلحق بصديقك؟”
فتح لياران عينيه، كانت بيضاء تمامًا، وكأن الضوء ذاته يسكن داخله، وردّ بهدوء:
“جئت لأعيد التوازن. ولأثبت… أن النور لا يموت.”
وبدأت الجولة التالية