12 - جنرالات على الحافه

خيم الصمت من جديد على ساحة البطولة. دخان المعارك السابقة لا يزال يتصاعد، وجمرات الأرض لم تبرد بعد، لكن العيون كلها كانت تترقب.

من جهة النور… خرج شيفاكر، جنرال النور، بخطواتٍ ثابتة. عباءته البيضاء تموج بهالة هادئة، وسيفه الطويل ينبض بضوء سماوي. كان شكله كأنه ضوء متجسد، لكن عينيه تحملان حزنًا عميقًا.

ومن الجهة الأخرى… شقّ شيفاكرا طريقه وسط ألسنة اللهب، هالته تزداد ظلمة واشتعالًا. نظراته قاسية، ونفسه يخرج كأنفاس تنين.

هتف أحد المشجعين:

“الجنرالان… أقوى ما قبل الملوك، من سيتفوّق؟!”

اصطفّ الإثنان في منتصف الساحة، وعلى بُعد خطوات، التقيا بنظرات لم تحتج إلى كلمات.

لكن شيفاكرا كسر الصمت:

“جنرال نور؟ هه، كنت أظنهم انقرضوا.”

رد شيفاكر بصوت هادئ:

“والنار التي تظنها خالدة… لم ترَ الظلمة الحقيقية بعد.”

دوّى جرس البداية.

فانفجرت الأرض تحت قدميهما!

انطلق شيفاكر أولًا، بسرعة خاطفة، رسم بيده دائرة ضوء حول الساحة، ثم ضرب سيفه على الأرض:

“حاجز التوهّج!”

حلقة نورية تشكّلت ورفعت الغبار. شيفاكرا لم ينتظر، بل رفع قبضته وصاح:

“نيران الأرض السفلى!”

انفجرت ساحة القتال من تحتهم، لهبٌ أسود اخترق الحاجز، ودفع شيفاكر إلى الخلف. لم يسقط، بل استدار بسرعة، وأطلق تقنية جديدة:

“رمح السماء النوراني!”

رمح طويل من الضوء انطلق بسرعة الضوء نحو صدر شيفاكرا، لكنه التفت فجأة، والتهمه بقبضته، والنار تغلف ذراعه.

“هل هذا كل ما لديك؟!” صرخ شيفاكرا.

ردّ شيفاكر بهدوء، ثم رفع يده للسماء:

“لا… هذا هو البداية.”

السماء انشقّت، ونزل منها شعاع ضوء عظيم، غمر جسد شيفاكر، وتحول إلى هيئة مختلفة. درعه النوراني تمدد، وجناحان من الضوء ظهرا خلفه.

هيئة القائد السماوي.

صرخ الجمهور، لم يشاهدوا هذا التحوّل منذ سنين.

لكن شيفاكرا ابتسم، ورفع إصبعه نحو عينه، فغمرته هالة سوداء من النار. ظهر وشم متوهج على جبينه، وهتف:

“لهيب الهاوية… المرحلة الثانية!”

القتال تحوّل من صراع جنرالات إلى ما يشبه قتال أساطير. كل ضربة تهز الساحة، كل اصطدام يولد إعصارًا.

لكن مع مرور الوقت… بدأ نور شيفاكر يضعف، وتحول ضوءه إلى خافت. الدم يسيل من جنبه، وصوته أصبح ثقيلاً.

“لا… لم أنتهِ بعد…” قالها بصعوبة.

لكن شيفاكرا كان قد جهز تقنيته الأخيرة:

“انفجار الحمم الملكي!”

انفجرت الساحة بنيران من باطن الأرض، وغمر اللهب جسد شيفاكر.

صمت…

دخان…

ثم صرخ الحكم:

“الفائز: جنرال النار، شيفاكرا!”

النتيجة:

نار 3 - نور 2

تبدلت ملامح الجمهور، وبعضهم شهقوا، والبعض انكمشوا بصمت. لكن فريق النور… لم ينكسر.

فمن بعيد، تحرك باب فريق النور ببطء، وصوت خطوات ثقيلة بدأ يقترب من نور المعركة.

النزال القادم… سيكون أكثر اشتعالًا.

يتبع

2025/04/18 · 2 مشاهدة · 385 كلمة
مصطفى
نادي الروايات - 2025