تشققت الأرض، وتصاعدت النيران من خطوات شيفاكرا المتراجع نحو صفوف فريقه، جسده مغطى بجروح متفحمة، لكن ابتسامته لا تزال مشتعلة. لقد انتصر… وسحق أحد أقوى رموز النور.
لكن ما إن وصل إلى حدود فريقه حتى ترنح وسقط على ركبة واحدة، الدم يسيل من فمه، وجراحه تنزف دون توقف. حاول الوقوف مجددًا، لكنه عجز.
صرخ أحد الحكماء من المدرج:
“جراحه عميقة للغاية… لا يمكنه القتال مجددًا!”
أعلن الحكم بصوتٍ رسمي:
“جنرال النار شيفاكرا غير قادر على مواصلة القتال… لن يتمكن من خوض أي مواجهة أخرى!”
وبذلك، يُعد منسحبًا من القتال.
النتيجة: نار 3 - نور 3
شهق الجمهور… لقد عادت المباراة إلى نقطة التعادل. الفريقان الآن متساويان، وكل منهما خسر جنراله، ولم يبقَ سوى ملوكهم… ثم الأباطرة.
دوّى صوت أقدام ثقيلة من ممرات النور، الباب الضخم المؤدي لغرفة القتال انفتح ببطء، وصوت حذاءٍ معدني يضرب الأرض بدقة.
ظهر نالفيان… ملك النور.
طويل القامة، عيونه تشع كأنها شمسان صغيرتان، ودرعه الذهبي يعكس الضوء حتى في ظل الغيوم. خلفه يرفرف عباءته الطويلة المصنوعة من خيوط النور المقدس.
كل من في الساحة وقف احتراماً… ليس خوفاً، بل لهيبةٍ تراكمت عبر السنوات.
قال أحد المتفرجين:
“إنه… هو. نالفيان، الذي واجه إمبراطور الريح قبل أعوام ولم يسقط.”
ومن الجانب الآخر… خرج راكاروس، ملك النار.
خرج من بين ألسنة اللهب، طويل القامة، ملامحه صارمة كصخر الجبال، عيونه جمرتان مشتعلة، والهالة من حوله تكاد تحرق الهواء نفسه.
اصطف الملكان وسط الساحة.
نظر راكاروس إلى نالفيان، ثم قال بصوتٍ جهير:
“ثلاثة لكم… وثلاثة لنا… يبدو أن ساعة الحسم قد دقت.”
رد نالفيان بنظرة هادئة وصوت رخيم:
“فلنرَ من يليق أن يعبر إلى ظل العرش.”
رفع الحكم يده، ثم دوّى صوته:
“المواجهة الرابعة، بين ملك النور وملك النار… تبدأ الآن!”
انطلقت المعركة!
راكاروس أول من تحرك، ضرب الأرض بعصاه المشتعلة، فانشقت الساحة، وخرجت منها أعمدة لهب ملتوية. نالفيان رفع يده، وفي لحظة تشكلت قبة من النور أوقفت الهجوم.
رد عليه نالفيان بإشارة بسيطة، أطلقت عشرات من رماح الضوء من السماء، كأنها تمطر عدالة. لكن راكاروس صرخ:
“جدار الغضب!”
انفجار ناري أحرق الرماح في الهواء، وغطّى الساحة بغيمة من الدخان الكثيف.
فجأة… اختفى الصوت.
ثم انفجر الضوء من قلب الدخان، نالفيان اندفع مثل سهم، وركّز كل قوته في لكمة واحدة على صدر راكاروس، أرسلته للخلف وهو يسحب قدمه على الأرض.
لكن راكاروس لم يسقط.
رفع يده، وظهر خلفه تنين ناري هائل، مخلوق من نار سوداء، فتح فمه وأطلق زئيرًا ملأ المدرجات.
قال راكاروس:
“هذه نهاية الملوك.”
لكن نالفيان كان هادئًا، رفع يده نحو السماء، وبدأ جسده يشع أكثر، ثم هتف:
“نور العهد المقدّس!”
انفتحت السماء، وسقط شعاع ضوء طاهر اخترق التنين مباشرة، ومزقه إلى رماد.
ثم اندفع نالفيان وسط وهج عظيم، وضرب راكاروس بكف النور على صدره.
صرخ ملك النار، وتراجع متألمًا، ثم ركع على الأرض.
صمت…
حيرة…
ثم رفع راكاروس يده وقال بصوتٍ خافت:
“أنا… لا أستطيع المواصلة.”
رفع الحكم صوته:
“الفائز: ملك النور، نالفيان!”
النتيجة: نور 4 - نار 3
الجمهور بدأ يهتف مجددًا… فريق النور عاد بقوة، رغم الخسائر، رغم الألم.
لكن ما إن هدأ الهتاف حتى بدأ شيء غريب.
السماء غيمت… والهواء صار أثقل.
الباب الحجري الخاص بفريق النار انفتح، لكن هذه المرة… لم يخرج شخص عادي.
بل خرج إمبراطور النار.