كانت الساحة أشبه بساحة قتالٍ خالية من الرحمة، حيث كانت ألسنة اللهب تندلع من كل جانب، وكان الجو مشحونًا بالتوتر. دخل إمبراطور النار أولًا، وجسده يكسوه درع ناري مهيب، وعيناه تتوهجان بلونٍ لا يعرف الرحمة. خطاه ثقيلة، وأثره في الأرض كان عميقًا، كأن النار نفسها هي التي تحركه. الجمهور كان في حالة صمت رهيب، كل شخص يتنفس بشدة منتظرًا النهاية.
من الجهة المقابلة، ظهر إمبراطور النور، وكأنما الشمس قد أشرقت من جديد. كانت هالته النورانية تغمر الساحة، وتجعل الأرض تحت قدميه تتلألأ بضوء سماوي. خطواته كانت ثابتة، وعيناه تحملان عزيمة لا تلين. لم يكن لديه وقت للكلمات، فقد كان مصممًا على إنهاء هذه المعركة بأي ثمن.
أعلن الحكم بصوت حاد:
“إمبراطور النار ضد إمبراطور النور، المعركة الأخيرة!”
بدأ القتال باندفاع من إمبراطور النار، الذي أطلق شعاعًا ناريًا مدمّرًا من يده باتجاه إمبراطور النور. لكن هذا الأخير استقبل الهجوم بيدٍ واحدة، وأطلق ضوءًا سماويًا مضاعفًا لصد الشعاع. التفجيرات الناتجة عن الاصطدام جعلت الأرض تهتز.
إمبراطور النار لم يتوقف، بل بدأ في التحضير لأقوى هجوم له، وأطلق شعاعًا من النار المتأججة، كأنه “الزوبعة النارية”. كان اللهب يلتف حوله، ويزداد حجمًا كلما اقترب من خصمه.
ولكن إمبراطور النور كان قد استعد لهذا الهجوم. رفع يديه نحو السماء، فبدأت الطاقة النورانية تتجمع حوله، وفي لحظة واحدة، انطلقت كرة ضخمة من الضوء من يديه، محطمةً الهجوم الناري. لكن الانفجار الناتج عن التصادم كان هائلًا، وجعل الساحة تعج بالدخان والحرارة.
ومع ذلك، كان الإمبراطور الناري مبتسمًا، حيث أطلق تقنيته الخاصة، “انفجار اللهب الأزلي”. كانت كرة نارية ضخمة تندفع باتجاه إمبراطور النور بسرعة رهيبة. كان الهجوم لا يمكن التنبؤ به، وأصبح الإمبراطور النور في وضعٍ صعب.
لكن إمبراطور النور لم يكن ليتراجع. مع تلألؤ الضوء من حوله، بدأ في تركيز طاقته إلى أقصى حد، وقال بصوتٍ منخفض لكنه مليء بالثقة:
“الآن سأريك قوة النور الحقيقية!”
ثم أطلق “السماء المقدسة”، شعاعًا ضوءًا هائلًا اندفع نحو الهجوم الناري، ليتحدا في صراعٍ مدمر بين النور والنار، وكان الدخان يغطي الساحة بينما الصرخات ترتفع في جميع أنحاء الحلبة.
توقفت المعركة لحظة، حيث كان الجميع ينتظرون لمعرفة ما سيحدث بعد هذا التصادم الرهيب.