15 - صرع العروش ناريه و نوريه من هو الفائز

منذ اللحظة التي تصادم فيها النور مع النار، انقسمت السماء فوق الساحة!

صوت الانفجار الأول دوّى كأنه إعلان نهاية العالم. تصدعت الأرض، وتطايرت الحجارة في كل اتجاه. الجماهير على بعد مئات الأمتار سقطوا أرضًا، بينما اهتزت الحواجز السحرية المحيطة بالساحة وكادت تنهار.

في قلب ذلك الانفجار، وقف الإمبراطوران.

إمبراطور النار، جسدٌ من لهب، يحيط به إعصارٌ ناري لا يخمد. وقناعه النصف مظلم والنصف مشتعل يضيف على هيبته رُعبًا.

إمبراطور النور، هالة هادئة لكنها كثيفة، كأنها من نور نقي متكاثف منذ آلاف السنين. عيناه لا تحملان غضبًا، بل وضوحًا… حسمًا.

تقدم إمبراطور النور ببطء، ورفع يده اليمنى، فتجمّع الضوء من حوله مشكلًا سيفًا سماويًا. وفي المقابل، مدّ إمبراطور النار كفيه، فانبثقت منه رمحان من الحمم المنصهرة، يلتفان كالثعابين.

انطلقت المواجهة.

كل ضربة منهما كانت تحمل وزن قارة، كل حركة تُعيد تشكيل الساحة.

ضربة من إمبراطور النار قطّعت الحاجز السحري نصفين.

رد من إمبراطور النور أعاد تشكيل الحاجز بوميض واحد.

ومع مرور الوقت، بدأ الجمهور يلاحظ… أن كل منهما لا يستعرض قوّته فقط، بل يختبر خصمه.

وفي لحظة مفاجئة، التحم السيف السماوي بالرمح الناري، فوقع انفجار ثانٍ جعل السماء تمطر شررًا ناريًا ونورًا مبهرًا.

سقط أحد المشجعين على ركبتيه:

“هذولا… ما بشر.”

لكن في خضمّ الدخان… خرجت هالة ضخمة من جهة إمبراطور النار، وهتف بصوتٍ كالرعد:

“المحرقة العظمى!”

غطّت الساحة نارًا سوداء، ابتلعت كل شيء… حتى الضوء.

سكت الجمهور، ظنوا أن إمبراطور النور انتهى…

لكن فجأة، من داخل الظلام… انبثق شعاع مستقيم، كأن فجرًا شقّ الليل.

وظهر جسد إمبراطور النور، واقفًا وسط اللهب، درعه متشقق، لكن عينيه تلمعان بقوة أعظم.

رفع إصبعه، وقال بهدوء:

“آن أوان الحقيقة.”

وقبل أن يفهم أحد ما يقصد… اصطدمت الهالتان من جديد، وحدث تصادم ثالث، هو الأشد.

لكن هذه المرة… لم يستطع أحد الرؤية.

الضوء طغى على كل شيء…

ثم…

صمت.

الضباب يملأ الساحة، الحكم لا يتحرك… لا أحد يعرف من سقط.

الفصل ينتهي هنا، على مشهد باهت… لا يُعرف من المنتصر

2025/04/20 · 3 مشاهدة · 305 كلمة
مصطفى
نادي الروايات - 2025