دقت أجراس ساحة البطولة الكبرى، وانطلقت الحشود تهتف بحماسٍ يكاد يمزق الأجواء. اليوم، تبدأ مباريات ربع النهائي المنتظرة!
لكن ما لم يكن أحد يتوقعه كان على وشك الحدوث.
بعد انتهاء معركة فارس النور وفارس العاصفة الجليدية، كانت الأنظار متجهة إلى معركة جديدة، إلا أن حدثًا غريبًا جلب انتباه الجميع.
بينما كان الحكم يعلن بداية جولة جديدة بين فارس النور وفارس الجليد، حدث شيء غير متوقع. كانت الأرض تحت أقدامهم تبدأ بالاهتزاز، وكأنها تستجيب لوجود قوة غامضة. سرعان ما بدأ الظل يطغى على الساحة.
وفي لحظة مفاجئة، انبثق شخص غريب من بين الظلال. كان يتحرك كالوهم، يختفي ويظهر بين الظلال كما لو كان جزءًا منها. هالة مظلمة تحيط به، وفجأة سمع الجميع صوتًا عميقًا ومخيفًا يخرج من بين الظلال:
“أنا سيد الظلال.”
قبل أن يتمكن أي شخص من إدراك ما يحدث، تلاشى الظل فجأة ليظهر بالقرب من فارس النور وفارس الجليد. كانت ضربات سريعة، لا تُرى بالعين المجردة، لكنها كانت حاسمة.
في لحظة واحدة، ضرب سيد الظلال كلاً من الفارسين بضربة واحدة، حيث تدفق الدم من جسديهما، وتطايرت أطرافهما في الهواء.
وقف الجميع مشدوهين، ولم يتمكن أحد من تحريك ساكن. ثم، حدث ما جعل الساحة تتهدم بالكامل. انفجر نصف الملعب بشكل مروع، وكأن الأرض قد ابتلعت كل شيء.
في هذه اللحظة، اختفى سيد الظلال بسرعة، تاركًا وراءه الخراب.
كان الأباطرة الذين يتابعون المباراة يركضون باتجاه الحلبة وهم يصرخون:
“توقفوا! توقفوا عن كل شيء!”
أعلن أحد الأباطرة في صدمة:
“البطولة قد توقفت فورًا! يجب أن يتم إصلاح الأضرار وتعزيز الحماية، فلا أحد يعلم ماذا كان هذا الكائن!”
وانتقل المشهد بعد أسبوعين من الحادثة في السوق، حيث كان الأب يتحدث مع ابنه حول الأحداث الغامضة التي تحيط بالعالم:
سأل الطفل الأب:
“لماذا يُطلق على هذه المنطقة اسم “منطقة بين الظلال والرماد”؟”
أجاب الأب بحذر، وكأنها أسرار قديمة لا يجب كشفها:
“هذه المنطقة، يا بني، هي مجرد نقطة صغيرة في عالم أكبر بكثير، عالم ملئ بالظلال والرماد. هناك مناطق غامضة أخرى، لم يُكتشف مكانها بعد، وهناك عشرة كتب قيل إنهم خرجوا منها. كل كتاب يحمل قوة خارقة، لكن لا أحد يعرف تمامًا مدى قوتهم.”
ثم نظر الأب إلى ابنه قائلاً:
“وهناك كتابان، لا أحد يستطيع حتى لمسها. كتاب الغابة الذي يعتبر الأضعف، وكتاب السماء الذي يقال إنه الأقوى، لكن من حاول استخدامهما… يموت.”
كان هذا هو السر الذي يحيط بالعالم، وكان الغموض لا يزال يكتنف كل شيء