كانت الشمس تميل نحو المغيب حين عاد Kael إلى الورشة القديمة وهو يحمل الحجر الذي وجده في الغابة. لم يكن مختلفًا عن أي حجر آخر، لكنّه شعر بشيء ينبض داخله، وكأن فيه بقايا سحر من زمنٍ غابر.
وما إن دخل غرفته حتى تبدّل كل شيء. الهواء أصبح أثقل، والضوء تراجع، وصمتٌ غريب خيّم على المكان.
“لقد دخلت الظل، إذًا…”
قالها صوتٌ خشن بارد من الزاوية.
تلفّت بسرعة، فرآه.
رجلٌ طويل القامة، يرتدي قناعًا معدنيًا أسود، وعباءة رمادية داكنة. لم يكن وجهه ظاهرًا، فقط عيناك ترى وهجًا باهتًا خلف القناع.
“من أنت؟ ماذا تريد؟”
“أنا أول اختبار… جئت أرى إن كنت تستحق ما تحمله.”
ردّ بصوت هادئ كالسكاكين.
رفع الرجل يده، وتحرك ظل الغرفة كأن له حياة، ثم انطلق نحو Kael كالسوط.
قفز Kael جانبًا، والسكين التي كانت على الطاولة اندفعت وحدها نحوه. مدّ يده بتوتر، محاولًا السيطرة عليها.
“ركز… ركز…”
توقفت السكين في الهواء للحظة، ثم سقطت فجأة، وكأن طاقته قد نفدت.
“إرباك بسيط للطاقة؟ قدرة نادرة، لكنها غير ناضجة.”
قالها الغريب، ثم لوّح بيده مجددًا، وانطلق الظل ليضرب Kael على صدره، فأطاح به أرضًا.
نهض وهو يتألم، أنفاسه ثقيلة، ويداه ترتجفان.
“هذا… ليس سحرًا طبيعيًا.”
تمتم وهو يتراجع.
“الظل لا يُتعلّم… بل يُحتضن. وأنت لا تزال خائفًا منه.”
قالها الرجل وهو يقترب.
رفع Kael الحجر، وجمع ما تبقى من طاقته. استحضر كل غضبه، كل شعوره بالخذلان، بكل لحظة شعر فيها بالعجز… وفجأة، لمعت يده بنور رمادي، وانطلق تيار طاقي نحو الخصم.
ضربه… لكنّه مر من خلاله.
“خداع بصري…”
همس Kael، ثم شعر بالضربة من الخلف.
سقط أرضًا، يتنفس بصعوبة، جسده يرتجف من شدة الألم.
اقترب منه الغريب، وجلس القرفصاء أمامه.
لكن Kael لم يكن قد انتهى.
رفع رأسه، نظر إليه بثبات، ثم قال بصوت خافت، لكن واضح، يحمل يقينًا غريبًا:
“الظل ليس عدوي… أنا هو الظل.”
سكنت الغرفة.
تجمّد الهواء. حتى الرجل الغامض تراجع خطوة، للحظة قصيرة بدا عليه التردد.
لكن الظل عاد يتحرك، وأطاح بـ Kael مجددًا، ضربةً قاضية.
وقع بلا حراك، يتنفس بصعوبة، الدم على شفتيه، لكن في عينيه لم تعد هناك نظرة انهزام… بل شيء مختلف.
قال الرجل وهو يتراجع نحو الظل:
“تذكّر هذا الشعور… الفشل. لأنك ستحتاجه حين تنهض مجددًا.”
ثم اختفى.
وبقي Kael وحده… ملقى على الأرض، وعيناه مثبتتان على السقف.
همس لنفسه:
“خسرت… لكن هذه كانت البداية