مرت الأيام ثقيلة على Kael. بعد لقائه بالرجل الغامض، لم يعد شيء كما كان. جسده تعافى، لكن داخله ظل مضطربًا، يبحث عن إجابات.
في نوراثيا، كانت الأجواء مشحونة. الأسواق تعج بالحركة، الجنود ينتشرون في الشوارع، واللافتات ترفرف في كل مكان.
وفي صباح أحد الأيام، تجمع الناس في الساحة الكبرى. الجميع بانتظار إعلان طال انتظاره.
وقف المسؤول الأعلى في المدينة على المنصة، ورفع صوته:
“يا شعب مملكة نوراثيا، ويا رُسل باقي الممالك… بعد عشر سنوات من الصمت، تعود بطولة سُجال النواة، الحدث الأعظم في تاريخ مستخدمي السحر!”
ترددت الهتافات في الأرجاء.
تابع المتحدث:
“هذه المرة، لا حدود، لا قيود… أعظم الأقوياء من كل دولة، من كل أرض، سيجتمعون ليثبتوا أنفسهم. الجائزة؟ ليست مالًا، ولا عرشًا… بل الفرصة الوحيدة لمقابلة أقوى خمسة مستخدمين للسحر في العالم.”
في زاوية الحشد، وقف Kael بصمت، عينيه تراقبان، قلبه ينبض بسرعة، لا يعلم لماذا، لكن كأن شيئًا داخله استيقظ.
ثم بدأ العرض.
عشرات المقاتلين من دول مختلفة ظهروا على الشاشات البلورية المعلقة في الساحة، تمهيدًا لانطلاق البطولة. كل اسم يُذكر كان يتبعه تصفيق أو توتر، حسب سمعته.
سيريا نيلثا من إلدارين، تتحكم في الجاذبية.
رافوس كرين من فولغار، يستخدم تسليح العظام.
آليار ميسين من نوفارين، يمتلك سحر الصوت.
كايس فيندور من أركسورا، يرسم السحر.
ليورا فالدين من نوراثيا، تتحكم في الثلج الحي.
وفي نهاية الحفل، ظهر شخص واحد فقط على الشاشة.
كان واقفًا في قاعة ضخمة، يرتدي عباءة ملكية، وتحيط به ألسنة نار ذهبية لا تلمس جسده. وقف فوق عرش من الحجارة القديمة، يحدق في الكاميرات، ثم قال بصوت عميق:
“أنا ملك دارفال، حارس النار، شاهدت هذا العالم يتمزق بين الضعفاء والمغرورين… والآن، سأكشف لكم الحقيقة.”
رفع يده، وانقسمت الشاشة إلى خمسة صور.
خمس وجوه.
خمس هالات طاقة تكاد تُشعل الهواء.
“هؤلاء… هم أقوى خمسة مستخدمين للسحر في العالم. وجودهم بيننا كافٍ ليُعيد التوازن… أو ليكسره.”
ثم صمت.
وأُغلقت الشاشة.
سادت لحظة من الذهول، حتى الجموع لم تدرِ كيف ترد. كان الأمر أكبر من مجرد إعلان بطولة. لقد دخل العالم فصلًا جديدًا من المنافسة… والصراع.
أما Kael، فظل واقفًا هناك، لا يزال صامتًا، لا يعلم إن كان ما يشعر به هو الخوف… أو الحنين لشيء لم يعرفه بعد