6 - مواجه القدر و تدخل النور

في صباح اليوم الذي تبع إعلان البطولة، كانت الساحة الكبرى في نوراثيا تعجّ بالحشود؛ الجنود في مواقعهم واللافتات تتراقص مع نسيم الصباح، فيما كان الهمس يعلو من بين الناس متخلّلاً بالغموض والترقب. وقف Kael في زاوية الساحة، عينيه تتابعان كل حركة، وقلبه ينبض بقوة؛ فقد شهد للتو مواجهة الظلال والظهور المهيب لكل من Zaroth، سيد الظلال، وMalthor، عاشر أقوى مستخدم للسحر في التاريخ، اللذَين بظهورهما أعادا للعالم معنى الخوف والرهبة.

كما لو أن القدر قرّر أن يزيد الميدان تعقيدًا، ارتفعت أصوات المعلقين وهم يهمسون بأن هناك من يفوق كل التصورات، وأن الساحة على وشك أن تشهد دخولا لم يكن من الممكن توقعه. وفي خضمّ هذا الجو المشحون بالتوتر، انشقّت السماء فجأة، وانطلق منها وميضٌ أزرق مخيف يشبه البرق في ظلام الزمن.

وسط الحشود، تبخرت أنفاس الناس عندما ظهر من بين السحب رمزٌ جديد؛ رجلٌ ذو قامة شاهقة وقوة لا توصف، كان يرتدي عباءةً مزينةً بنقوشٍ قديمة، تنطق بأسرار السحر العتيق. كان وجهه مغطى جزئياً بظلّ لا يُفصح عن ملامحه، لكن عينيه توقدان بنور سماوي يبرز صدقه وقوته المكتومة. تقدم بخطى ثابتة نحو مركز الساحة، وكانت حركاته وكأنها رقصٌ بين أمواج القدر، لا يخطئ فيها شيء ولا ينتظر أحدٌ له.

بصوتٍ جافٍّ مفعمٍ بالهيبة، أعلن الرجل:

– “أنا أثير النور، عاشر أقوى مستخدم للسحر في تاريخ العالم! لقد طال انتظاري حتى يحين موعد الوقوف على مفترق طرق المصير. لقد جاء الوقت لأكشف للعالم أن القوة ليست حكرًا على من يظهرون في أول صورة، بل لمن يثبتون عبر الدموع والدماء أن الإرادة لا تنكسر.”

توقف الجميع عن التنفس؛ حتى Zaroth وMalthor تبادلا نظرات من الدهشة والاحترام. ابتسم Kael بعجزٍ ملحوظٍ؛ كانت مشاعره ممزوجة بين الصدمة والدهشة، إذ لم يكن يتصور أن من بين الظلال قد يظهر هذا الموقف الجديد، الذي سيغيّر قواعد اللعبة بأسرها.

ردَّ Zaroth بنبرة صارمة، دون أن يخفي توتره:

– “أثير النور، يا من خرجت لتظلّم العالم بنورك، لقد حان وقت المواجهة الحقيقية… فكل واحدٍ هنا يحمل جزءًا من مصيرهم، والآن، اختبروا قوة القدر الحقيقي!”

ثم، التفت Malthor إلى الحشود وهمس بصوتٍ منخفض، كمن ينطق بأسرار الدهر:

– “اليوم يبدأ الفصل الجديد؛ اليوم تُكتب أساطيرٌ لن تنسى. لن يقتصر الصراع على الظلال فحسب، بل سوف نرى انبثاق قوى من لا مكان، وتشكّل مصائر لا يُمكن التنبؤ بها.”

في تلك اللحظة، ازدادت حدة التوتر، وتداخلت الأصوات مع ضجيج قادم من بعيد؛ كان صوت الرياح يحمل وعدًا بأن المواجهة ستبلغ أوجها، وأن هذه اللحظات المصيرية ستُخلّد في سجلات التاريخ. وقف الجميع في صمتٍ هيبو، فيما كان Kael يتأمل في خفق قلبه، مدركًا أن المواجهة لم تنتهِ بعد، وأن اليوم كان بدايةً لمسيرةٍ قد تُغير مصير مملكة نوراثيا بأسرها.

وهكذا، مع بزوغ فجر جديد على سماء نوراثيا، وتداخل ضجيج السحر القديم مع نفحات العزم الذي لا ينثني، معلنًا عن مواجهة القدر الحقيقي؛ وبدأ الفصل الجديد الذي سيجمع بين الظل والنور، بين القوة والإرادة، ليُعيد رسم ملامح العالم

2025/04/16 · 4 مشاهدة · 455 كلمة
مصطفى
نادي الروايات - 2025