خرج فجر جديد على مملكة نوراثيا، وكان الضوء الخافت يخترق غيوم الليل الثقيلة، معلنًا بداية فصلٍ جديد من المواجهات. في الساحة الكبرى، حيث تجمعت الحشود على أنغام الهمسات والتصفيق، وقف Kael متقدّمًا بخطواتٍ ثابتة رغم آلامه الماضية. وقد بدت عيناه تحملان مزيجًا من العزم والقلق، إذ كانوا الجميع ينتظرون اللحظة التي ستعلن عن بدء المصير الحقيقي.
انطلقت الكلمات الأولى من فم Kael، معلنةً أن اليوم ليس مجرد اختبار لقوة فردٍ واحد، بل معركة لتغيير مستقبل مملكة نوراثيا والعالم بأسره. وعلى إثر كلماته المفعمة بالتحدي والأمل، خيم صمتٌ مهيب على الساحة، حتى انطلقت أصوات المعلقين والمسؤولين في الخلفية بأصداءٍ مترددة كأنها نبض مشترك لقلوب الحاضرين.
في تلك اللحظة الدقيقة، تقدّم أحد السحرة الكبار، صاحب القوة التي طالما رويت عنها الأساطير، وارتدى ثوبًا فخمًا مزخرفًا بنقوشٍ عتيقة. رفع صوته الجهوري، متحديًا كل من كان يجرؤ على رفع يده نحو الآفاق:
– “إذا كنتم ترغبون في مواجهة قوى لا تُضاهى، فإن طريقكم واضح؛ ادخلوا البطولة، وواجهوا أقوى مستخدمي السحر في العالم!”
لم يكن هذا النداء مجرد تحدٍ لفظي، بل كان إعلانًا عن بدء مرحلةٍ جديدة من الصراعات. في تلك اللحظة، اندلعت الفوضى البسيطة؛ إذ انفجرت عدة مجموعات من المقاتلين المبتدئين الذين كانوا يتدرّبون سرًّا على قدراتهم الصغيرة. بدأت أصوات الاشتباك تعلو، واندفعت القبعات والأذرع في مواجهاتٍ ابتدائية، تهتزُّ لها الأرض تحت وقع ضربات الطاقة السحرية البسيطة.
تداخلت ضربات السحر مع أصوات الصراخ والحماس، فتشكّل مزيجٌ مختلط من الفوضى والهيبة، وكأن كل من شارك في هذه المواجهة كان يختبر حدوده ومستقبله. وسط هذا الحراك، بدا واضحًا أن البطولة لن تكون مجرد مسابقة للكلمات، بل معركة عملية يكشف فيها كلٌ عن قوته ومصيره.
وقف Kael مذهولًا ينظر إلى هذه اللقطة، حيث كانت أولى مراوح الصراع تُولد؛ تلك اللحظة التي ستغرز في ذاكرة كل من شهدها أن الطريق إلى القدرة الحقيقية محفوفٌ بالتحديات والدماء. ورغم أن المواجهة بين المقاتلين المبتدئين لم تكن درامية بمفردها، إلا أنها كانت بمثابة بادرة لإحياء الروح التنافسية، وتلك اللحظة جعلت الجميع يدرك أن الوقت قد حان لاتخاذ القرار والانضمام إلى صراع القدر.
وهكذا، مع توهج الإشارات ونداء التحدي العالي من أحد السحرة الأقوياء، بدا أن البطولة قد بدأت، فاتحًا الباب أمام معركة حاسمة ستعيد رسم مستقبل نوراثيا والعالم كاملًا