8 - القرعه مواجه نور و نار

عمّ الصمت الساحة الكبرى لمدينة “أرمانثيا”، قلب مملكة نوراثيا النابض، حيث اجتمع آلاف المشاهدين من مختلف الممالك لمشاهدة أعظم بطولة شهدها التاريخ. المنصّة الملكية ارتفعت وسط الهيبة، والملك ذاته كان حاضرًا، تحيط به الشخصيات الرفيعة، وأعضاء مجلس السحر الأعلى، والنخبة من قادة العالم.

في قلب الساحة، بُنيت سارية حجرية سوداء، تحيط بها دوائر من الطاقة المضيئة تتوهج بلون غامض، وعليها عبارات قديمة من زمن العصور الأولى، تُمثّل قانون البطولة:

“من خرج بثلاث نقاط أولًا… ينقش اسمه على جدران المجد.”

تقدّم المُعلن الرسمي للبطولة، مرتديًا عباءة زرقاء مشعة، وقال بصوتٍ جهوري:

– “أيها الحاضرون، آن أوان البداية! ستتنافس الفرق الستة عشر وفق نظام القرعة، وسيتواجه المقاتلون وفق ترتيبهم، من الفارس إلى الإمبراطور! الفريق الذي يحقق ثلاث انتصارات متتالية يُعلن فائزًا!”

بدأت طاقة غريبة تدور حول السارية، واخترقت الأسماء الأثير، ثم توقفت عند فريقين:

فريق النور ضد فريق النار

الجماهير انفجرت بالصراخ، خليط من هتاف وحذر، فهذان الفريقان من أقدم الخصوم عبر العصور.

– “القتال الأول: فارس النور بيانينغ ضد فارس النار هيمارو!”

دخل بيانينغ، فتى في بداية العشرينات، عيونه تتلألأ بوهج أبيض، وهالته النقية تشع بهدوء قاتل. في الجهة المقابلة، تقدم هيمارو، شاب ذو شعر أحمر ناري، عيناه كأنهما جمرتان، وجسده يخرج منه بخار خفيف، كأن جسده يشتعل من الداخل.

ضرب الجرس. بدأ القتال.

اندفع هيمارو أولاً، مستخدمًا تقنية “رمح اللهب الملتف”، تدفق اللهب من يده وتحول إلى رمح ناري قذف به نحو بيانينغ. الأخير رفع ذراعه، وتشكل أمامه حاجز من الضوء النقي امتص الهجوم، ثم أرسل “وميض التنقية” نحو خصمه.

هيمارو تراجع وهو يبتسم:

– “لن تهزمني بهذه الأنوار الهادئة، أشعل النيران بحق!”

فجّر جسده بطاقة نارية ضخمة، شكلت تنينًا من لهب، اندفع ليبتلع بيانينغ بالكامل، والجمهور شهق!

لكن في اللحظة الأخيرة، انشقّ الضوء، وظهر بيانينغ محاطًا بـ”درع النور المقدس”، وقفز عاليًا مستخدمًا “شعاع السقوط”، ضاربًا هيمارو في صدره ضربة مباشرة، رمت به خارج الدائرة.

سكون… ثم صرخات مدوية.

– “النقطة الأولى لفريق النور!”

المُعلّق صرخ:

– “يا لها من ضربة! النور يتغلب على النار في أول جولة!”

الجمهور هتف، نصفه فرح، نصفه غاضب. ظهرت الدموع في عيون مشجعي فريق النار، بينما اشتعلت هالات الجماهير التي ساندت فريق النور. البعض تشاجر، البعض بكى، بينما بقي الملك صامتًا يراقب.

تقدّم الآن “سيد النار”… وبيانينغ ما زال في الساحة.

لكن قبل أن يبدأ القتال التالي…

ارتجّت الساحة بصوت عميق، وكأن الصخر تنفّس.

من بين الظلال على الحافة العليا للساحة، وقف رجلٌ مجهول، عباءته تخفق في الريح، وصوته يخترق القلوب:

– “إلى كل من يظن أن البطولة مجرّد استعراض… نحن نراقب.”

تجمدت الأعين عليه، وبدت علامات الدهشة على وجوه السحرة.

همس أحد الكبار:

– “أيمكن… أن يكون هذا… سيد الظل؟”

البطل، الذي خسر أمامه ذات يوم، لم يقل شيئًا… لكنه عرف العينين… وعاد الرعب القديم.

الرجل نظر مباشرة للبطل، ثم ابتسم ابتسامة غامضة، وقال:

– “هل ستكرر السقوط… أم ستنهض؟”

ثم اختفى كما ظهر، تاركًا خلفه سؤالًا بلا إجابة، وهاجسًا سيكبر مع كل قتال.

نهاية الفصل الثامن

2025/04/16 · 3 مشاهدة · 464 كلمة
مصطفى
نادي الروايات - 2025