9 - قتال اسياد نار و ضوء

في أعماق البطولة العارمة، وبعد انتهاء جولات القتال بين المقاتلين المبتدئين والإثارة التي شهدتها مواجهة فرق “النور” و”النار”، بلغ الصراع ذروته مع ظهور أسياد النار. لم يكن القتال بعد بين الأباطرة، بل وصلت المباريات إلى المستوى الذي يتبارى فيه كبار المحاربين ضمن فريق “نار”، حيث يُعرف هؤلاء بأسياد النار، الذين يمثلون أعلى رتب الفريق قبل وصولهم إلى القتال النهائي بين الأباطرة.

في قلب ساحة البطولة، وقف أعضاء فريق “نار” مرتّبين وفق تسلسل قوتهم: يبدأ منهم “الفارس” الذي أثبت جدارته في الجولات الأولى، ثم “السيد” الذي يحمل حكمة النيران، وصولاً إلى “الإمبراطور” الذي يُعتبر رمزًا للقوة المطلقة. ولكن في هذه المرحلة، حُسم الصراع بين أسياد النار دون أن يحين موعد قتال الأباطرة.

تقدّم أول أسياد النار إلى ساحة القتال، وكان يُدعى هيمارو الكبير؛ مقاتل مهيب ترتديه درع أحمر مصقول ونظراته ترتجف كأنها جمراتٌ مشتعلة. وعلى الجانب المقابل، تقدم خصمه من نفس المستوى، فلاميوس الديناميكي؛ الذي يلبس عباءةً من لهب متأجج، وجسده يشع بتوهج عجيب. لم يزل الحديث يدور بين الحضور على أن هذه المواجهة ستحسم مستقبل فريق “نار” في البطولة.

بصوت عالٍ وواثق، أعلن المذيع:

– “ها نحن الآن نشهد صراع أسياد النار! من يُثبت أن له القوة الحقيقية ليست مدفوعة بالحماس فقط، بل تحتاج إلى سيطرة وثبات على النيران؟”

اندلع القتال بين هيمارو الكبير وفلاميوس الديناميكي في لحظةٍ قاتلة؛ اشتعلت الأنوار والنيران من كل جانب. تصاعدت ضربات السيوف وتلاقحت معها هجمات السحر الناري، ففي كل ضربة كانت تتطاير ألسنة اللهب، وفي كل تصدي كانت تدور هالات الطاقة المتوهجة حول المقاتلين.

قال هيمارو وهو يشن هجومًا عنيفًا:

– “ليشهد العالم أن نارنا لا تُطفأ… ستُحرق كل من يقف في طريقنا!”

فردّ فلاميوس بابتسامة تحمل تحديًا:

– “إذا أردت إثبات قوتك، فدعنا نرى من سيظلل السماء بنار قلبه!”

تلاقت الهجمات في تبادلٍ عنيف، كل ضربة سُجلت بأصواتٍ كصدى ضارب في الأعماق، وكل حركةٍ تضجّ بالحكمة المكتسبة من معاركٍ لا تُعد. كان الجمهور يهتف بحرارة، بعضهم يملأه الفرح لظهور قوة نارية جديدة، وبعضهم يختلط عليه الحزن على خسائر قديمة. الآثار المادية والمعنوية تركت بصمتها على وجوه المراقبين، حيث لم يكن القتال مجرد تحرك للطاقة، بل كان حكايةَ شغفٍ وصراعٍ مع القدر.

مع اشتداد المواجهة، بدأ هيمارو الكبير يفقد بعضًا من توازنه تحت وطأة هجمات فلاميوس المتوالية، ولكنه استعاد قوته في لحظة درامية حين أسدل الستار على إحدى هجماته بالتركيز على ضوء داخلي ينبعث من قلبه. فقد بدا وكأن النيران قد أدركت أنه لا مفر من إرادته القوية، فتوهجت هالته حتى أضاءت الأفق بأسره، وأسفر ذلك عن ضربة قاضية جعلت فلاميوس يتراجع، معلنًا بذلك نقطة لصالح هيمارو الكبير.

طالت اللحظات الحاسمة، وتبددت الدهشة مع كل تصفيق وصرخة من الجمهور، حتى أعلن الحكم بصوتٍ مهيب:

– “النقطة الأولى لفريق نار تثبتها أسياد النار!”

لم تخلُ المواجهة من الهمسات والصراخ؛ فقد كان كل من في الساحة يرى أن ما يجري هنا هو معركة تتجاوز مجرد القتال الفردي، بل هي صرخة لتحرير الروح النارية من قيود الظلام. وبينما استمر القتال، بدأت هالات الطاقة تتداخل مع الفرح والحزن في آنٍ واحد؛ فالذين آمنوا بالقدرة على النهوض والانتصار، وفي الجانب الآخر أولئك الذين اندثروا في أعماق الهزيمة.

وهكذا استمرت معارك أسياد النار دون أن يُحسم الفصل بأكمله؛ إذ انطلقت الجولة الثانية والثالثة، ولا يزال الصراع على قيد الحياة، وكل جولة تعد بمثابة خطوة نحو الوصول لمستوى قتال الأباطرة. لكن في هذا القتال، لم يكن النصر مجرد جمع لنقاط، بل كان اختباراً حقيقياً لكل من يحمل في قلبه شغف النيران، وإرادة لا تنكسر أمام كل التحديات.

انتهى هذا الفصل وسط صخب واندفاع الأضواء والنيران، على أن يبقى مصير أسياد النار معلّقًا، ينتظر اللحظة التي سيمتلئ فيها ميدان البطولة بجوٍ من الحسم والتصميم؛ حيث لا يترك أحدٌ في هذا الصراع إلا من ترك بصمته على صفحات التاريخ

2025/04/16 · 3 مشاهدة · 586 كلمة
مصطفى
نادي الروايات - 2025