كان مادارا يجلس وحيدًا تحت الشجرة الكبيرة التي كانت تظلل المكان المفضل له ولأخيه إيزونا. تلك الشجرة كانت شاهدة على كل لحظة من طفولتهم، على الضحكات والآلام، وعلى كل سر خفي كانا يتشاركانه. لكن اليوم، لم يكن هناك سوى الصمت والرياح التي تهب بين الأوراق، تهمس بأسرار لم يعد هناك أحد ليسمعها.
لم يستطع مادارا إلا أن يشعر بفراغ هائل داخله، فراغ لم يستطع أي شيء أن يملأه منذ رحيل إيزونا. كان قد مر عام على ذلك اليوم المشؤوم، اليوم الذي انتحر فيه إيزونا. لم يستطع مادارا أن ينسى تلك اللحظة، اللحظة التي اكتشف فيها جسد أخيه هامدًا، مغطى بدمائه.
كان والدهما، الرجل الصارم والقاسي، سبب كل هذا الألم. كان يعتبر الضعف عارًا، والعاطفة علامة ضعف. كانت يده الحديدية تمسك برقابهم منذ صغرهم، ولم يكن هناك مجال للتنفس أو الشعور. لكن إيزونا كان مختلفًا، كان يحمل قلبًا رقيقًا، لم يستطع تحمل كل هذا الضغط والعنف.
تذكر مادارا كيف كان إيزونا يحاول جاهدًا أن يكون قويًا، أن يرضي والدهما، لكن كل جهد كان يقابل بالرفض والنقد القاسي. حتى في أصعب اللحظات، كان إيزونا يخفي دموعه، لكنه لم يستطع إخفاء الألم في عينيه. وفي النهاية، لم يعد يستطيع التحمل.
أغمض مادارا عينيه، محاولًا الهروب من الذكريات المؤلمة، لكن الصور كانت تحاصره. كان يرى إيزونا في كل زاوية من زوايا المكان، يسمع صوته يهمس باسمه. "مادارا..." كانت تلك الكلمة تكررت في ذهنه بلا توقف، كأن إيزونا ما زال هنا، يطلب منه شيئًا.
كان يعرف أن الندم لن يعيده، وأن الألم لن يشفى، لكنه لم يستطع إلا أن يتمنى لو أنه كان قد فعل شيئًا لإنقاذه. كان يتمنى لو أنه كان قد تصدى لوالدهما، لو أنه كان قد وقف بجانب إيزونا عندما احتاجه أكثر.
لكن الآن، لم يبق له سوى الذكريات، وصوت الرياح بين أوراق الشجرة. تلك الشجرة التي كانت شاهدة على حياتهما معًا، أصبحت الآن رمزًا للفراق الذي لم يستطع مادارا تقبله.
ظلال الفراق
تمت~