لم ألاحظ أني كنت أبتسم أثناء نظري إلى تشوي هان ففقط الغبي أو الذي لا يعرف خلفيته من سيصدق أنه جاء ليدرس في الأكاديمية و ليس لفعل شيء آخر .

أبعد تشوي هان نظره عني و تصرف و كأنه لم يعرفني لكنني واثقة من أنه فعل ، فقد أثبتت تعابير وجهه الغريبة هذا .

قلت في نفسي ' لقد حان الوقت '

الوقت الذي سأعرف فيه ما يحدث حولي ، فعلى عكس ما توقعت لم يحدث أي شيء لي في السنوات الثلاث المنصرمة .

كان هناك البعض الذي أراد مصادقتي أو إحراجي لكن كان هذا من قبل بعض النبلاء الذين جرحت كرامتهم .

هذا الشجار الطفولي لم يكن يهمني في شيء ، و أفضل حل له كان تجاهله .

كانت بعض الكلاب تنبح حولي ، لكن عدا هذا لم يحدث شيء .

كان هذا غريبًا ، فقد كنت منافسة بشكل أو بآخر لولي عهد الإمبراطورية لكن لم تكن هنالك أي تحركات منها أو من جهات أخرى .

لا محاولات للإغتيال ، خطف أو حتى دعوى للإنظمام إلى أي طرف .

كل ما كنت أعرفه أن عائلتي لم تكن بجانب العائلة الإمبراطورية و لهذا لم يقبلوا طلب الإمبراطورة بخصوص الزواج بولي العهد .

كان هذا غريبًا ، فقد كان منصب الإمبراطورة ثمينًا لكل العائلات النبيلة .

ناهيك عن الإمبراطورة فحتى المحظيات كان منصبًا تتقاتل عليه العائلات النبيلة الباحثة عن السلطة .

لذا بطريقة ما كان رفض عائلتي لعرض الزواج يبدوا و كأنها كانت ترمي النعمة بالنسبة للعائلات النبيلة الأخرى .

كان هذا للأفضل ، فقد كان ولي العهد دينغ هو آخر شخص سأفكر في الزواج منه .

لن أفعل هذا حتى لو كان آخر رجل في العالم ، فدائمًا ما شعرت بشعور الإشمئزاز كلما رأيته .

لا أعرف لماذا ، لكني واثقة من أن هذا الشعور لم يأتي من العدم .

هناك شيء ما مع الأمير دينغ !

حاولت البحث عن ما يحدث بنفسي ، لكن بدلًا عن ذلك أصبحت أتمنى لو أعود لقصر الكونت .

فقد كانت الأكاديمية مثل السجن تمامًا ، كل مترين ستجد حراس أو أساتذة يسألونك إلى أين تذهب .

لم أستطع حتى التجوال أو الحديث براحتي في الأكاديمية !

فقط التدريب ، كان هذا الشيء الوحيد الذي فعلته .

و الأن أنا في المرحلة الثانية من اللورد الحقيقي ، أي على بعد مرتبتان من النبيل الحقيقي .

لم يصل الطلاب من عمري إلى هذه المرحلة فمعضمهم كان برتبة إمبراطور قتالي ، و الوحيد الذي إخترق إلى اللورد الحقيقي هو الأمير دينغ .

....

العام الرابع في الأكاديمية كان مختلفًا بعض الشيء ، فعلى عكس الأعوام الماضية سيسمحون لنا بالخروج منها .

كان سبب حبسنا فيها هو أننا كنا صغارًا ضعفاء يمكن لأي كان خطفنا أو قتلنا .

فرغم وجود الحراسة و الأمن في المدينة فقد كان هذا الأمر واردًا خاصة أن معظم الذين يدرسون في الأكاديمية كانوا أثرياء و أعني بهذا السادة الشباب للعائلات النبيلة .

كنت واحدة منهم ، فقد كان الكونت ليو ، حارس الشمال معروفًا بثروته الفاحشة .

و لهذا السبب تحديدًا كان جين يتبعني الأن مثل الحقيبة فقد كان ملتصقًا بي بشكل أو بآخر .

كانت الأكادمية مكانًا تجتمع فيه المواهب من كل بقاع القارة الشرقية ، يدرس فيها أشخاصٌ أقوياء و يذهب لها الأغنياء و لهذا السبب تم بناء المدينة العالية .

( م/ م : إسم المدينة )

العالية ، كانت مختفلة فهي لم تكن إقطاعية يحكمها النبلاء أو تابعة للعائلة الإمبراطورية .

أنشئت هذه المدينة من التجار و عائلاتهم و بعد عدة عقود أصبحت على ما هي عليه الأن .

كان هنالك أوناس يأتون و يذهبون بينما كانت المتاجر و المقاهي و المطاعم في كل أنحاء المدينة .

لم أكن أعرف شيئًا هنا ، لذا سألت جين : ألا يوجد من يبيع المعلومات هنا ؟

فقد كانت المعلومات هي أكثر شيء أحتاجه في الوقت الحاضر ، فصحيح أنني أعرف بشكل تقريبي أن هنالك فصائل تتقاتل في ما بينها لكن كان هذا سطحيًا و شيئًا يعلمه الجميع .

حتى العوام !

ظهرت إبتسامة خافتة على وجه جين ، قال : نعم يوجد يا أنسة .

هل ستذهبين ؟

أجبت : نعم سأذهب .

فلولا هذا لما كنت قد خرجت من الأكادمية .

إتبعت جين حتى وصلت إلى أحد المطاعم ، كان كل شيء عاديًا فقد كان الناس يدخلون و يخرجون بينما كانت ذروة ساعات العمل بما أنه وقت الغذاء .

كنت جائعة أيضًا ، لذا لا بأس بالأكل و شراء المعلومات في الوقت نفسه .

بعد الأكل و دفع الحساب ، بقيت في المطعم .

و بعد ساعتان نقص الزبائن ، جاء أحد النوادل و سألني : هل هناك شيء تحتاجينه ، أنستي الشابة ؟

أجبت : لا ، لكنني سمعت أن هذا المطعم يقدم عروضًا جيدة في المساء لذا أنا هنا .

ظهرت إبتسامة على وجه النادل الشاب ، سأل : هناك الكثير من العروض ، أي واحد تريدين ؟

أجبت : الفضي .

قال النادل : نحن لا نقدم هذا النوع من العروض في هذا المكان .

هلا إتبعتني أنستي الشابة ؟

قلت : بطبع .

صحيح أنها كانت محادثة غريبة و ليست غريبة في نفس الوقت ، لكن كانت هذه هي المعاملات في نقابة كال .

كانت نقابة كال ثاني أكبر نقابة للمعلومات في مدينة العالية ، و قد كان لها الكثير من الفروع في جميع أنحاء الجانب الشرقي .

إمتلكت هذه النقابة أعينًا و آذانًا في كل مكان ، حتى في العائلة الإمبراطورية !

و لهذا لن يكون صعبًا بالنسبة لها معرفة ما يجري معها و مع العائلات النبيلة الأخرى .

فتح النادل الباب ، قال : الوكيل هنا .

عندها نظرت إلى جين الذي كان يتبعني ، قلت : إبقى هنا .

قال جين : أسف ، لكن لا أستطيع .

كررت ، هذه المرة بنبرة صارمة : إبقى هنا .

فقد كان صحيحًا أنني أرى جين كشخص جيد يحب عمله ، لكن الأن هناك حدود و لا أثق به كثيرًا في هذه الأمور .

خفض جين رأسه ، قال : أمرك .

بعد هذا دخلت ، و جلست على الفور فوق الكرسي بجاني المكتب و وضعت رجلًا فوق رجل .

قال الرجل المقنع الجالس أمامي : أرى أني لا أحتاج لإخبارك بالتصرف و كأنك في بيتك .

لم أهتم بهرائه ، سألت : ما مدى كفائتكم ؟

أجاب الوكيل مع إبتسامة خافتة : أستطيع إخبارك بما همس الإمبراطور و المحظية أثناء قضائهم لليلة ممتعة .

قلت بإشمئزاز فقد رسم كلامه في ذهني صورًا مقرفة ، قلت : لا تهتم بهذا .

ضحك الوكيل ، قال : ماذا تريدين ؟

أجبت : ماذا يحدث ؟

أجاب الوكيل : هناك الكثير من الأشياء التي تحدث ، دققي أكثر أنستي الشابة .

سألت : هل سيكون هناك حرب ؟

تغير وجه و تعابير الوكيل مئة و ثمانون درجة ، إختفت لا مبالاته و قال : هذا ليس من إختصاص أنسة شابة مثلك .

أخرجت كيسًا مليئًا بالأموال من الفراغ الروحي و رميته على المكتب ، قلت : يصبح من إختصاصي إذا دفعت بما فيه الكفاية .

مازال الوكيل صامتًا لذا رميت كيسًا آخر ، قلت : المال يجعل الأبكم ينطق و الأعمى يرى .

إذا صمت أنت هناك شخص آخر على إستعداد ليخبرني ما يحدث ، فنقابة كال ليست النقابة الوحيدة الموجودة هنا .

كان هناك بعض التردد على وجه الوكيل ، إبتسمت من الداخل ، قلت في نفسي ' بقيت خطوة واحدة '

بعد ذلك و قفت و أخذت حقيبتا المال من أمام أعين الوكيل ، قلت : إنها خسارة .

عندما أدرت ظهري و كنت على وشك فتح الباب ، سمعت صوت الوكيل العالي من ورائي : إنتظري .

إبتسمت بخفوت على تصرفات الوكيل المتوقعة ، فلا ننسى أنه كان تاجرًا في النهاية و لن يضيع أي فرصة لكسب كمية كبيرة من المال .

جلست مرة أخرى ، و من ثم قمت ببعض الأختام .

تمتمت : مجال الصمت .

كان هذا المجال عازلًا للصوت ، فأنا لا أريد أن ينقل جين كل ما حدث هنا للكونت .

إبتسمت بعد هذا للوكيل ، قلت : أظن أنك تعرف بشكل تقريبي من أكون و هذا يعني أن المال لن يكون مشكلة بالنسبة لي .

ظهرت إبتسامة غريبة على وجه الوكيل حين قلت هذا ، قال : نعم ، أنا لا أشك في كلامك أنستي الشابة .

....

كانت المعلومات التي طلبتها تستغرق وقتًا لجمعها و تنظيمها ، لذا سأعود بعد يومين لأخذها و الدفع في نفس الوقت .

الأن كنت أتجول في المدينة .

كانت مليئة بالمحلات و الأكشاك التي باعت أشياء مختلفة مثل الطعام ، الملابس و الأسلحة لكن لم يهمني أي من هذا فقد ذهبت مباشرة إلى أكبر مبنى على اليسار .

بالطبع كنت أرتدي قناعًا لإخفاء وجهي بينما فعل جين الشيء نفسه .

نقابة صائدوا الشياطين ، النقابة رقم واحد في كل القارة الشرقية .

ظهرت عند بداية ظهور الزنزانات و البوابات التي خرجت منها الوحوش الحاملة للطاقة الشيطانية و لهذا سميت هكذا .

جمعت المقاتلين من كل مكان و من كل الرتب ، فطالما كنت تستطيع حمل السلاح كانت لديك فائدتك هنا .

لم يعرف أي شخص من كان زعيم هذه النقابة ، فلم يره أو يسمع به أي أحد من قبل .

كان هذا المبنى أحد فروع النقابة ، فلا أحد عرف أين الفرع الرئيسي عدا الأعضاء المؤسسين لها .

كان الجميع بداخل المبنى مزارعين و الأقوى كان في رتبة نبيل حقيقي بينما الأضعف برتبة إمبراطور قتالي .

حتى لو وضعت قناعًا أنا و جين كان من الواضح أنني سيدة شابة رفقة خادمها ، لكن من الجيد أن الجميع هنا كان ملتفتًا لعمله لذا أظن أن هذا المشهد كان مؤلوفًا .

كان هناك جدار كبير يحتوي على معلومات عن مختلف الزنزانات و البوابات .

إحتوت البوابات على وحوش قوية للغاية و فقط من كان بمستوى ملك حقيقي من يستطيع أن ينهيها بالكامل .

لكن الزنزانات كانت مختلفة فهناك أربع مستويات لها .

زنزانة بمستوى F و قد إستطاع حتى الناس العاديين الدخول لها .

زنزانة بمستوى D و أي شخص برتبة لورد حقيقي يستطيع تصفيتها .

زنزانة بمستوى A ، فقط من كان برتبة نبيل حقيقي فما فوق إستطاع تصفيتها .

زنزانات غير مصنفة ، و قد كان هذا لأنه فور أن تدخل لها لن تستطيع العودة إذا لم تقتل كل وحش فيها و مع ذلك القليل فقط من خرجوا قطعة واحدة .

فقد إحتوت الزنزانات الغير مصنفة على وحوش من مختلف الرتب ، هناك حيوانات عادية و هناك مخلوقات قد تكون في مستوى إمبراطور حقيقي .

2022/07/29 · 155 مشاهدة · 1656 كلمة
نادي الروايات - 2024