بمستواي الأن إستطعت دخول زنزانة من الرتبة D , و هذا لا يعني أيضًا أنني أستطيع تصفيتها لوحدي ففيها الكثير من الوحوش .
لكنها كانت آمنة بالنسبة للزنزانات الغير مصنفة ، فعند دخولك لن تخرج إلا عند إكمالها .
أوضح الجدار أنه كان هناك ثلاث زنزانات بهذه الرتبة .
الصحراء اللانهائية .
المستنقع الغميق .
الثلج و الصقيع .
نظرت إلى نافذة النظام بجانبي .
[ دينغ : مهمة : يرجى الذهاب إلى عالم الثلج و الصقيع .
المستوى المطلوب لإكمال المهمة : لورد حقيقي . ]
كانت هذه أول مرة يعطيني فيها النظام مهمة عدا جمع شظايا جوهرة الروح و لهذا السبب تحديدًا أنا هنا .
فصحيح أنه كان لدي فضول عن الزنزانات لكنه لم يكن كافيًا لأضع نفسي في خطر محتمل .
ذهبت إلى عاملة الإستقبال الجميلة ، إرتدت ملابس حمراء جعلتها تبرز في هذا المكان .
كانت إبتسامتها كبيرة و هي تنظر إلي ، قالت : في ماذا يمكنني مساعدتك ؟
أجبت : أعطني الإذن لدخول زنزانة الثلج و الصقيع .
قبل أن أقول أنا أو موظفة الإستقبال شيئًا آخر قاطعنا جين ، قال : هل أنت واثقة أنستي الشابة ؟ ، هذا خطير .
أجبته بإبتسامة خفيفة : لا بأس ، أنا قادرة على هذا .
قال جين بتردد : لكن الكونت ، الأكادمية ...
لم يقل شيئًا غير هذا فمن تعبير وجهي كان من الواضح أنني لن أتنازل ، خاصة أنها كانت مهمة من النظام .
قالت موظفة الإستقبال : للدخول يجب أن تثبتي أنك في مستوى لورد حقيقي ، بعد هذا يمكنك دفع رسوم الدخول نقدًا .
أجبت : لا مشكلة .
قالت موظفة الإستقبال : يمكنك إتباعي ، أنستي .
قمت بإتباع الموضفة حتى دخلنا إلى غرفة فارغة ، و مع ذلك كانت مليئة بالكتابات و النقوش .
قالت الموظفة : أرجوا أن تثبتا أنكما برتبة لورد حقيقي .
قلت : لا مشكلة .
تسرب من جين ظغط خافت لنبيل حقيقي في الرتبة الثالثة .
" تبًا "
كان هذا الشيء الوحيد الذي إستطعت قوله بيني و بين نفسي .
كنت أعلم أن جين قوي ، لكن ليس إلى تلك الدرجة كما أن مظهره العجوز جعل الكل يظن أنه كان ضعيفًا .
أظن أن هذا يثبت مدى قيمتي بالنسبة للكونت ، و للآخرين كذلك .
فمن عرضي للموهب في إختبارات القبول كان لابد من أن تكون هناك حركة من بعض الأطراف و عدم شعوري بشيء كان هذا يعني أن كل شيء تم في هدوء و صمت .
تعافت موظفة الإستقبال من صدمتها بسرعة ، فصحيح أنه لم يأتي أشخاص بهذه القوى كثيرًا إلى هنا لكن هذا لا يعني أنها لم تتعامل معهم في أماكن أخرى .
قالت : إنه دورك ، أنستي الشابة .
تغيرت نبرة الموظفة قليلًا و أصبحت أكثر إحترامًا ، قلت : لا مشكلة .
بعد ذلك قمت بإلغاء الختم الذي كان على زراعتي ، و بسبب هذا إنتشر ظغط الرتبة الثانية للورد الحقيقي .
إبتسمت للموظفة و لجين أيضًا ، قلت : كم الدخول ؟
كانت الموظفة شاحبة قليلًا ، سألت : كم عمرك ؟
قلت مع نبرة باردة : هذا أمر لا يهمك ، أجيبيني على سؤالي .
فأنا لم أرد التحدث طويلًا مع الموظفة فقد كانت مهمة النظام في إنتظاري .
أجابت : بمئة قطعة ذهبية للواحد .
" اوه "
كان هذا غاليًا ، فقد كانت هذه ميزانية ستة أشهر بالنسبة لأسرة عادية .
سرعان ما دفعت ، فهذا لم يكن شيئًا أمام ثروة الكونت .
في بعض الأحيان أشكر حظي لأني ولدت لعائلة ثرية ، فقد كان كسب المال أمرًا مزعجًا للغاية بالنسبة لي .
خاصة أن إنفاقه من دون قلق ، كان أمنية من أمنياتي في حياتي الأولى و الأن حققت هذه الأمنية .
بعد الدفع ، قامت الموظفة بالظغط على مناطق مختلفة على الجدران .
بدت أفعالها غريبة للغاية لكن سرعان ما أصبح أحد الجدران لامعًا للغاية .
قالت الموظفة : أقصى مدة يمكنك البقاء فيها داخل الزنزانة هي عشرة أيام لأنها ستغلق تلقائيًا بعد ذلك و لن تستطيعي الخروج إلا بعد تصفيتها بالكامل .
بعد ذلك أعطتني أنا و جين جوهرة ، قالت : ستظهر بوابة ترجعكما إلى هنا عند كسرها .
أرجوا أن تعودوا بسلام .
أومأت برأسي بفراغ لكلام الموظفة فأنا لم أكن أهتم بالعودة طالما أنني لم أكمل مهمة النظام .
فور إنتهاء الموظفة من كلامها ، قمت أنا و جين بالدخول لداخل زنزانة الثلج و الصقيع .
" سوش "
تغير الجو من حولي فأنا لم أعد في تلك الغرفة الضيقة بل في فراغ واسع مليئ بالثلج .
كان كل شيء أبيض من حولي و مع ذلك على مرمى بصري لم أستطع أن أرى أي شكل للحياة .
لا وجود للناس ، حيوانات أو حتى نباتات .
فقط بعض الأشجار الميتة التي أكلها الصقيع .
نظرت إلى السماء فوقي ، قلت : تبًا .
فلونها لم يكن أزرق سماويًا و لا أسود بل كان أحمر فاتحًا .
ذكرني لون السماء بالحلم الذي لطالما راودني عن نهاية هذا العالم .
و من ما أراه الأن تبين أن هذا لم يكن حلمًا عشوائيًا بل ما سيحدث في المستقبل القريب .
قال جين مع تعبير رواقي و مع ذلك كانت عيونه مليئة بنية القتل و هو ينظر حول المكان : لماذا أتيت إلى هنا ، أنستي الشابة ؟
أجبت مع إبتسامة : للإستكشاف .
أترى أعلى الجبل هناك ، أريد الذهاب إليه .
قال جين : هذا فقط .
قلت : نعم ، لكن قبل هذا أريد سؤالك شيئًا .
قال جين : إسئلي و سأجيب .
سألت : لصالح من تعمل ؟
للكونت أم لطرف آخر ؟
ضاقت عيون جين عند سؤالي لهذا ، لكنه سرعان ما أجاب : ولائي للكونت وحده ، لا أنتمي لأي طرف .
كنت أتوقع هذا الجواب و مع ذلك لم يكن هذا ما أريد سماعه ، قلت بنبرة باردة : لكن أنا أحتاج شخصًا ولائه لي وحدي و ليس لوالدي .
أعرف جيدًا أنك هنا لحمايتي ، و أشكرك على هذا و مع ذلك لا أحتاج ذلك إذا كنت ستخبرهم كل ما أقول و أفعل .
أنت هنا ليس من أجلي ، لكن لأجل مراقبتي .
من أنت ؟
هل أنت خادمي ؟ ، حارسي ؟ أم جاسوس لمراقبتي ؟
أجاب جين : أنا حارسك .
قلت : أنا أيضًا أريدك أن تبقى حارسي حتى أستطيع الإعتماد على نفسي لكن هذا لن ينفعني إذا كنت ستنقل كل شيء أفعله .
سأل جين ، كانت نبرته مليئة بالشكوك : لماذا تقولين هذا الأن ؟
أجبت مع إبتسامة خافتة : لأنه في هذا المكان لا يوجد أحد لينقل محادثتنا .
جين ، أنا لست غبية و لست ضعيفة .
أعرف أن هناك أشخاصًا غيرك يراقبونني .
لا أعرف من أي جانب هم ، لكن هذا نفس الشيء بالنسبة لي .
سأل جين : و لماذا إخترتي الظهور الأن ؟
اجبت مع نظرة فارغة : لأنني إن لم أظهر الأن ، سأظهر في وقت لاحق .
قد أكون شريرًا أو قد أكون قديسة .
أيهما تفضل ؟
قال جين بعد بعض التفكير : لا أحد .
قلت مع نبرة متعبة : أنا أيضًا لا أريد هذا .
سأل جين نفس السؤال الذي ظل يكرره : ماذا تريدين بعد إخباري بكل هذا .
قلت : وقع عقد القسم .
قال جين : هل أنت مجنونة ؟
هل تعرفين ما هذا الشيء ؟
لا من أين حصلت عليه من الأساس ؟
قلت مع إبتسامة خافتة : نعم ، أنا مجنونة .
نعم أنا أعرف ما هذا الشيء .
و للأسف لا أستطيع أن أجيب على سؤالك الأخير .
فقد كان عقد القسم طريقة جيدة للثقة بالناس في هذا العالم ، ففو أن يخرق أحدهما العقد يموت .
تمتم جين ، كان هناك بعض الإرتباك : هل أنت أنستي الشابة ؟
فالطفلة الصغيرة التي تابعها من عمر الخامسة لن تقول كل هذا ، فصحيح أنها كانت كسولة و مهملة بعض الشيء لكنها لن تبدي هذه التعابير و تقول كل هذا بنبرة غير مكترثة .
أجبت جين : نعم ، هذه هي حقيقة أنستك الشابة .
وقع أو لا توقع ، لن يصدق أي شخص أن كل هذا حدث لذا من الأفضل أن توقع .
ظهرت إبتسامة على وجه جين ، قال : سأوقع ، أريد أن أرى إلى أي مدى ستصلين لكن إن كان هناك شيء يؤذي الكونت و من معه بأي شيء فستكون العواقب وخيمة بالنسبة لك ، أنستي الشابة .
قلت مع إبتسامة : هل هذا تهديد .
قال جين : إعتبريه ما تريدين .
قلت : لا تقلق ، هم عائلتي لذا لن أفعل شيئًا يظرهم .
أخرجت ورقة قديمة من الفراغ الروحي ، بدت بالية للوهلة الأولى و مع ذلك كانت تعطي بعض الطاقة حولها .
كان هذا هو عقد القسم و قد حصلت عليها من آخر ميراث وجدته لطائفة السماء .
كتبت أنا و جين شروطنا على الورقة و من ثم وضع كل منا قطرة من دمائه عليها .
بعد ذلك شعرت بشيء غريب يغلف جسدي لكنه سرعان ما زال .
كانت شروطي على النحو التالي :
أن لا يؤذيني جين أو يفكر في ذلك حتى .
أن لا يخبر الكونت عن كل ما أفعله ، سيخبره ما أنا أريد أن يعرفه .
بينما كان لجين هذه الشروط :
أن لا أؤذيه .
أن لا أقف في جانب أي فصيل عدا فصيل الكونت .
وافقت على هذا ، فهذا لم يكن يهمني على أي حال لأنه ليس هدفي النهائي و قريبًا سيعرف الجميع و ليس فقط جين عن شخصيتي .
بعد ذلك أشرت نحو الجبل الوحيد الذي في المكان ، قلت : سنذهب إلى هناك .
فقد كان هذا هو المكان الذي طلب مني النظام الذهاب إليه .
أومأ جين برأسه لنبدأ المسير بعد ذلك .
لم نمشي طويلًا حتى بدأت عاصفة ثلجية إكتسحت المكان .
" غرر "
سمعت أصوات الوحوش ، إستطعت الشعور بنظراتهم علينا .
أخرج جين خنجرًا كان في جيب سترته ، قال : سأهتم بالأمر .
....
إستمرت رحلتنا لأربع أيام حتى وصلنا لسفح الجبل ، و في تلك الفترة إلتقينا مع مختلف الوحوش .
ذئاب مفترسة ، طيور جارحة و غيرها الكثير و مع ذلك لم أفعل شيئًا طوال هذا فقد إهتم بهم جين .
يبدوا أنه لم يكن يمزح حينما قال أنه حارسي .
نظرت إلى نافذة النظام بجانبي ، رسم عليها خريطة لكامل الجبل و قد كان الطريق الأحمر هو الذي يجب علي إتباعه .
إرتفعت مستوى الخطورة بدرجة عند تسلق الجبل فقد عاشت عليه المخلوقات القوية فقط و في بعض الأحيان كان جين لا ينتبه على هجوم ما رغم قوته .
هنا ظهرت فائدة عيوني فقد إستطعت الرؤية من خلال العواصف و إكتشاف الوحوش .
تسلقنا الجبل في غضون يوم ، نظرت إلى أسفل .
كان كل شيء أبيض و هادئ ، فقط صوت الرياح الذي سمع .
عند هذا قد يظن البعض أن هذا المكان كان مقفرًا و لا حياة فيه .
لا هناك حياة فيه !
لكن هذا يعتمد على مدى قوتك ، فلو لم يكن معي جين لكنت واجهت وقتًا صعبًا هنا .
كان الجبل مجوفًا من الداخل ، ربما كان بركانًا سابق .
عرفت بشكل أو بآخر أن ما أريده داخل الجبل لذا لم أفكر طويلًا لأرمي نفسي هناك .
قفز جين ورائي بعد ذلك .
لم نسقط طويلًا فسرعان ما هبطنا على أرض حجرية .
أشعلت المشاعل القديمة لرؤية أفضل و إندهشت من ما رأيت .
كانت الجدران مليئة بالرسومات و النقوش .
رسمت جيوش و مباني عظيمة ، كان هنالك حتى التنانين و هي مخلوقات أسطورية لم تظهر منذ عهد طائفة السماء .
كانت هذه الرسومات الجدارية تظهر مدى عظمة الماضي ، قوة الأحلاف و فضاعة العدو .
الأن قوة الناس في هذه العصر لا تقارب حتى نصف قوة الناس من العصر السابق ، و هذا شيء محزن حقًا .
كان هناك درج يقود لأسفل ، أمسكت بمشعل و نزلت من خلاله .
كل ما أنزل تزداد درجة الحرارة و هذا ما يثبت نظريتي بأن هذا الجبل كان بركانًا في السابق .
لم أنزل طويلًا حتى وصلت إلى غرفة قديمة ، كان فيها سبع أسلحة .
سيف ، قوس ، خنجر ، سوط ، مطرقة ، عصا ، ناي .
خرجت منهم هالة ساحقة ، حتى جين كان يرتجف بشكل خافت بسببهم .
هذه الأسلحة خرج منها ظغط إمبراطور حقيقي ، لو عرفت العائلة الإمبراطورية بهذا لطالبت بها كملكية خاصة .
" هاه "
سخرت من هذا ، فأنا لن أعطيهم على أي حال .
بعد ذلك نظرت إلى الكتاب فوق الطاولة القديمة .
كتب فوق الغلاف المخملي : مذكرات عابر .
تجمد نظري ، جسمي و حتى روحي عند قرائتي للعنوان .
مذكرات عابر ، هل هذا يعني أن هناك شخصًا إنتقل إلى هذا العالم قبلي .
فور أن لمست الكتاب شعرت بألم كبير ، و لو لم يدعمني جين لكنت سقطت على الأرض .
تحول الكتاب إلى فتات ، و إنتشر في كل مكان بسبب تيارات الرياح .
...
[ دينغ : بداية التزامن .
3٪ ]
....
أخبروني رأيكم في الأحداث .
إستمتعوا 😊😊