في مكانٍ ما في الأدغال و الغابات التي لا تنتهي ، تم بناء قصر فخم و كبير لا يتناسب مع المكان الموحش .
كان حول القصر حصن ضخم تم صنعه من الفلاذ الأسود و الحجر السج و سيسقط فقط لو هاجم إمبراطور حقيقي هجومه النهائي .
كان القصر فخمًا للغاية فقد كانت جدرانه مصنوعة من أجود أنواع الحجارة و الخشب بينما كان سقفه عبارة عن تحفة فنية من الحجارة باللون الآجوري .
ربما لم يكن بفخامة القصر الإمبراطوري الموجود في العاصمة و مع ذلك كان له الأجواء الخاصة به .
في القاعة الرئيسية للقصر تجمع عدة أشخاص ، كانت حولهم هالات ساحقة و هذا ما يدل على أنهم كانوا أقوياء للغاية .
كان هناك كرسي في آخر الممر .
لم يكن فخمًا جدًا مثل العرش الإمبراطوري ، و مع ذلك أعطى أجواءًا مشابهة بالنقوش المرسومة عليه و الظغط حوله .
وقف على جانبي العرش رجلان مقنعان ، و قد إمتلكا أقوى هالة من بين كل الموجودين في الغرفة .
كان الجميع يهمس بصوت خافت للتكلم مع بعضهم الأخر .
" ترى ، لماذا تم جمعنا هنا ؟ "
" لقد سمعت أن هذا بخصوص الأنسة الشابة لعائلة ليو "
" يبدوا أنه تم التواصل معها في النهاية ، هل قبلت ؟ "
" لا أعلم ، التقرير لم يصل بعد "
فجأة صمت الجميع فقد شعروا بضغط هائل يقترب منهم .
مشى رجل يرتدي الأبيض من فوق إلى تحت على طول الممر ليجلس على العرش بعد ذلك .
وضع ذراعه على مسند الكرسي و دعم رأسه بيده لينظر بعد ذلك إلى كل الموجودين بعيون تخللها الملل و عدم اللامبالات .
لم يستطع أي شخص معرفة تعابيره أو مشاعره من خلال القناع الفضي الذي غطى النصف العلوي من وجهه .
حتى لو لم يرتدي قناع لن يجرء أحد على النظر في عيونه التي تبدوا كالهاوية .
عيون سوداء صوفية عميقة تسحب الناظر إليها إلى الظلمات .
إمتلك الرجل بشرة بيضاء مع شعر أسود داكن للغاية و مع ذلك لا يضاهي سواد عينه .
إنه زعيم منظمة هايون روي !
المعروف بإسم إمبراطور الظلام .
قال الرجل مع صوت هادئ : بدأ الإجتماع .
على الفور تقدم رجل في منتصف العمر و ركع على رجل واحدة ، قال : لقد تم إرسال العقد من قبل المراقب 32 ، يرجى التأكد من الشروط و التوقيع عليه .
بعد ذلك تقدم نحوه و أعطاه العقد .
فتح الزعيم الغلاف و بدأ يقرأ بهدوء .
توقف لبرهة عند إسم المراد إنظمامه .
ليو تشينغ روي .
سأل تفسه ' هل هذه مصادفة ؟ '
لكنه سرعان ما واصل القراءة فقد رآها تموت بأم عينه و من مات لن يعود للحياة .
حتى أشباحهم لن تعود .
كان لها ثلاث شروط .
أن تكون عضوة حرة ليست ملزمة بمهام المنظمة .
مليون قطعة ذهبية من الأفضل لو كانت حجارة طاقة .
المساندة إذا كانت في مشكلة .
أن لا يتم إيذاؤها بأي شكل من قبل المنظمة .
سأل الزعيم نفسه ' هل أصبح الكونت ليو فقير ؟ '
ففي العادة لن تكون للنبلاء مطالب ضخمة للمال .
ربما سيطلبون الموارد أو الدعم في أوقات الضرورة ، لكنها طلبت كل هذا .
بطبع كان عليها أن تنفذ جزأها من العقد و قد كان :
أن لا تخون منظمة هايون روي .
أن لا تتصرف بشكل طائش و تثير الشبهات .
أن تساعد المنظمة في المستقبل .
في الواقع طالما أنها لا تنظم إلى أي طرف آخر كان أهم شيء أما الشروط الأخرى كانت تقييدات إضافية .
فأن يكون لديهم إمبراطور حقيقي آخر في صفوفهم كان يزيد نسبة فوزهم و نجاتهم في المستقبل .
وقع إمبراطور الظلام على الفور .
مليون قطعة ذهبية ، إذن ماذا ؟
سيهتم بها والدها و يعطيها مصروفًا أكثر .
في النهاية هم عائلة .
شعر إمبراطور الظلام و كأن شيئًا ما كان يحيط به .
لقد كان هذا عقد القسم يقوم بعمله !
فهذه الهالة ستقتل كل من يخالف بنود العقد في نفس اللحظة .
بعد وضع العقد جانبًا ، تقدم شخص آخر .
قال : بدأ الأمراء التحرك ضد بعضهم البعض .
سيكون هذا الوقت المناسب لنتحرك نحن أيضًا .
هناك بالفعل حروب بين نبلاء الفصيل الإمبريالي و الملكي ، حتى الإمبراطورة لان و المحضية شو يتقاتلان بشراسة في قصر الحريم .
و هذا بالتزامن مع المد الشيطاني بعد ثلاث سنوات .
سيكون هذا أفضل وقت لنتحرك فيه ، لأن الجميع سيكونون مشتتين .
" أممم "
كان هذا الصوت الوحيد الذي صدر من إمبراطور الظلام ، فقد كان يعرف هذا بالفعل منذ وقت طويل جدًا و هو لا يحتاج لشخص ما يخبره متى يتحرك و متى تأتي الفرصة المناسبة .
كانت التقارير الأخرى عبارة عن ما يحدث في الإمبراطورية .
لقد إزداد عدد الزنزانات بشكل كبير هذا العام ، و حتى في الزنزانات المتدنية وجدت غيلان أقوى من مستواها .
كانت هذه الغيلان قوية للغاية و تستعمل التشي الميت و الهالة الشيطانية و لهذا وجب على الفاتيكان التدخل .
عدا عن تدخل الفاتيكان ، لم يكن أي شيء مهمًا .
...
بعد إنتهاء الإجتماع تجول إمبراطور الظلام في الحديقة .
كان الوقت متأخرًا من الليل مع سماء صافية و هذا ما جعل نور القمر و النحوم ينعكس على الزهور في الحديقة .
في كامل الحديقة كان هنالك لون واحد للزهور .
الأبيض .
بدت هذه الزهور مشعة و هي تستحم بضوء القمر .
كان هذا المشهد جميلًا للغاية ، لكن كان هناك بعض الحزن في المشهد فقد كانت الزهور البيضاء توضع على قبر الموتى فقط .
إقتلع إمبراطور الظلام مجموعة من الزهور ، كانت جميعها جميلة و مليئة بالحياة .
مشى قليلًا حتى وصل إلى ما بدا و كأنه قبر .
لم يبدوا كذلك لأنه كان مليئًا بالزهور الجميلة البيضاء .
ربما لأنه كان اللون الوحيد لم تكن هنالك أي حيوية .
بالطبع لن تكون فهذا قبر في النهاية .
كتب على شاهد القبر إسم بخط جميلٍ للغاية ، لكن كان من الواضح أن اليد التي كتبته كانت ترتجف عند فعلها لهذا .
< ليو تشينغ روي >
وضع إمبراطور الظلام ، لا .
وضع شياو تيانياو الزهور على القبر و من ثم نزع قناعه .
ذاب كل الملل و عدم اللامبالات من عيونه عند قرائته للإسم ، فقد شعر بالذنب .
لطالما سأل شياو تيانياو نفسه .
" ماذا لو جئت باكرًا قبل موتها ، قبل أن تعاني "
" ماذا لو أخذتها معي ؟ "
فمن ما رآه شياو تيانياو في حلم الماضي لم تكن ليو تشينغ روي إمرأة ضعيفة .
كانت ستكون قادرة على دعمه في طريقه .
شعر شياو تيانياو بأنه أغبى شخص في العالم .
" هاه "
تنهد شياو تيانياو بحزن ، فقد كان مدركًا أن تفكيره هذا كان بلا فائدة .
لقد إلتزم بنصيحتها و إرتدى الدروع و هرب وقت الحاجة .
لكنها لم تلتزم بأمره و عاشت حياتًا جيدة في إنتظاره .
لم يعرف شياو تيانياو حتى الأن لماذا أرادت الذهاب إلى العالم المقفر ، فقد كان سأتي و يأخذها معه في النهاية .
فجأة سمع شياو تيانياو صوتًا ، قال : ما زلت تضع الزهور على قبر فارغ ؟
لم يجب شياو تيانياو ، بقي صامتًا لأنه لم يرد الحديث بشأن هذا الأمر .
قال الصوت ، لقد كان لين مينغ فينغ : لقد قلت لك أن لا تتعلق بها .
أنظر لنفسك الأن ، أنت ضعيف !
أعرف ماذا تقول في تفسك .
لذا أريد إخبارك أنك لو أخذتها معك كان سينتهي بها الأمر في هذا القبر لكن مع جثة .
أنت نفسك كنت ستدفن في قبر ، أنا و سو يو كذلك .
لقد كنا سنموت في مرات كثيرة ، على الأقل هي لم تعاني ما عانيناه .
لقد ماتت بسلام .
نظر شياو تيانياو إلى لين مينغ فينغ ، قال : أنت مخطأ .
هي لم تمت بسلام ، لقد ماتت ميتة بائسة و شنيعة و أنا ألوم نفسي على هذا .
لأنها لو كانت معي لن أجعلها تعاني مثلما عانيت أنا .
ستكون ملكتي .
قال لين مينغ فينغ : لا أستطيع القول أنني أقدر مشاعرك لكن أرجوك توقف عن كونك حبيسًا للماضي .
لقد ماتت ، لا توجد لها حتى جثة لدفنها و البكاء عليها .
حتى من سبب لها كل هذه المعانات ماتوا فجأة .
أخي ، لقد مرت سبع سنوات و أنت بهذه الحالة .
إنسها !
لقد ماتت ، لا فائدة من تذكرها لأن الشيء الوحيد الذي جمعكما كان ورقة .
قال شياو تيانياو ، كانت نبرته باردة : أنا زعيم منظمة هايون روي ، إمبراطور الظلام و لدي هدف واضح .
هذا ليس هدفي وحدي بل هدفنا جميعًا ، أنا لست وحدي لأنني لم أكن يومًا كذلك و مع ذلك أنا أيضًا شخص .
ولدت و سأموت في يوم ما ، لذا على الأقل أريد أن أمتلك شيئًا خاصًا بي عدا الأمور المادية .
أنا لست جمادًا ، أنا أيضًا إنسان لديه مشاعره الخاصة .
لذا لدي طلب واحد منك يا لين مينغ فينغ .
توقف عن إزعاجي ، لا تهتم بي .
قال لين مينغ فينغ : لا أستطيع لأنني أهتم بك ، لا أريد رؤيتك في مثل هذه الحالة .
أريد رؤيتك كإنسان !
ضحك شياو تيانياو بشكل خافت : اقدر مشاعرك ، لكن هلا تركتني لوحدي .
أنا متعب .
" هاه "
تنهد لين مينغ فينغ ، قال : كما تريد ، و أيضًا جئت لإخبارك أن تحركات الفاتيكان مريبة .
إختفى كل المتشردين و الأشخاص الذين لا يمتلكون أحدًا للسؤال عنهم .
لم يعد الفاتيكان نظيفًا بعد الأن !
عبس شياو تيانياو عندما سمع هذا فقد كان يعني أن هنالك شيء أكبر من تحركات العائلة الإمبراطورية .
....
" هاه " " هاه " " هاه "
كان تنفس ليو تشينغ روي ثقيلًا للغاية ، لم يكن تنفسها بل تنفس الرجل الذي تشاهد كل شيء من خلاله .
لقد خسر المعركة و بقي وحده .
تكدست الجثث في مكان و تحولت الأنهار إلى اللون الأحمر ، كانت السماء مختلطة باللون الأحمر و الأزرق لكن الأحمر كان غالبًا .
" آآآه "
صرخ الرجل بصوت عالي ، قال : لقد ماتوا !
مات كل من تبعه للمعركة !
....
م / م : بصراحة لم أستطع إبقاء الفصل عندي و جعلكم تنتظرون و الأن بعد أربعين فصل ظهر البطل الذي إنتظرتموه و تمنيتم لو يظهر لينقذ البطلة في وقت سابق .
في الواقع عند ما قرأت آمالاكم كنت أبتسم إبتسامة غريبة لأنني لن أفعل هذا .
المهم ظهر البطل بشكل رسمي ، في إنتظار إلتقائه مع البطلة .