حدث كل شيء بسرعة كبيرة لكي يستوعبه العقل .

رأى ليو تشي المدير نان فينغ يندفع في إتجاههم بأقصى ما لديه مع تفعيل أقوى مهاراته الدفاعية .

و فور أن تشكلت قبة زرقاء تبدو كالألماس حولهم دوى صوت إنفجار .

لم يستطع أي شخص أن يظل واقفًا حيث فقدوا توازنهم و سقطوا .

فقط المدير نان فينغ الذي ظل واقفًا في وجه إنفجارٍ مثل هذا .

نظر ليو تشي حوله ، شعر بالطاقة الكبيرة و الهائجة التي دمرت كل شيء أمامها .

لقد شعر وكأنه كان لاشيء في مواجهة قوة مثل هذه ، و لولا درع المدير نان فينغ لكان تحول إلى رماد .

إتسعت عيون ليو تشي عند هذا التفكير ، نهض بالكاد من مكانه و إندفع إلى الأمام متجاهلًا كل شيء أمامه .

صرخ بأعلى صوت يمتلكه : أختي !

تسارعت خطواته ، و مع كل خطوة شعر بالضعف أكثر فأكثر لرؤيته لمدى قوة الإنفجار .

صرخ و صرخ : أختي ، تشينغ روي !!

كانت كل خطوة ثقيلة بالنسبة له ، لينظر بعد ذلك إلى ما هون يون الذي أمسك بكتفه .

ضرب يده بقوة ، قال و الدموع تملأ عيناه : أختي هناك ، لقد كانت بالداخل .

لا يمكنني تركها بمفردها .

هذه المرة كان دانغ كاي الذي أمسك بليو تشي ، قال مع صوت حزين : أسف ، لكن لا يمكنني تركك تذهب إلى هناك .

نظر ليو تشي إلى ما هون يون و دانغ كاي بعيون حمراء ، قال : أتركاني .

أنا أخوها ، لن أتركها أبدًا .

صمت ما هون يون و دانغ كاي ، لم يعرفا ما يقولان ، فبالنسبة لهما كانت ليو تشينغ روي شخصًا عرفاه لأقل من عشرة أيام .

و على عكس ليو تشي لم تكن لهما أي مشاعر تجاهها ، لم يكرهوها ، لكن لم يحبوها أيضًا .

هما حزينان ، لكن ليس إلى درجة القيام بشيء غبي أو ترك صديقهما يفعل شيئًا غبيًا بنفسه .

إستدار ليو تشي متجاهلًا ما هون يون و دانغ كاي ، لكن فجأة شعر بضربة قوية على رأسه أفقدته الوعي .

أمسكه ما هون يون قبل أن يقع أرضًا ، قال : أنا أسف .

لم يبقى شيء على حاله بل تحول إلى رماد فقد سيطر اللون الأسود على المنظر .

إندثر القصر الضخم الذي بقي صامدًا لآلاف السنين و تحول إلى شتات بينما ذهب جزء كبير من الغابات التي كانت حوله .

سرعان ما أفاق ليو تشي من نومه ، ليرى أن الغبار لم يرقد بعد على الأرض المقفرة .

فور أن نهض شعر بألم في الرأس لكنه سرعان ما إستعاد عقله و نظر في كل إتجاه متجاهلًا الأستاذ الذي كان يعتني به .

صرخ مع تعبير وجه حزين للغاية : ليو تشينغ روي ، أختي أين أنت ؟

لا شيء .

فقط صوت صفير الرياح الذي سمع .

وقف ليو تشي من مكانه و إندفع نحو موقع القصر سابقًا بخطوات متعثرة .

كان لا يزال حتى الأن ضعيفًا ، لا هو لم يكن ضعيفًا بل لأن رجلاه لم تحملاه بسبب ما جرى .

تبعه الأستاذ الذي كان يعتني به ، قال : إبق مكانك ، هذا خطير !

تجاهل ليو تشي نصيحة الأستاذ ، و إستمر بالسير للأمام مع عيون ملئتها الدموع .

صرخ بأعلى صوت يمتلكه : أختي ، أرجوك كوني على قيد الحياة ، لا تموتي .

يمكنني أن أموت مكانك ، أنا أخوك بالنهاية .

يجب علي حمايتك ، يجب على الإهتمام بك .

حتى الموت !

يمكنني أن أموت مكانك !

هذه وظيفتي ، وظيفة الأخ الأكبر !

لماذا لم أجبرك على الذهاب معي ؟

لماذا تركتك تذهبين وحدك ؟

أنا بلا فائدة حقًا !

أنا ضعيف لأسمي نفسي أخاك الأكبر .

أنا لا شيء .

رأى ما هون يون و دانغ كاي كامل عتاب ليو تشي لنفسه ، لم يعرفا ما يقولان و لا يمكنهما القول أنهما يفهمان شعوره .

أمسك ما هون يون بكتف ليو تشي ، قال : ليو مينغ على قيد الحياة ، هو في إنتظارك .

....

في خارج الميراث ، شاهد الجميع ما حدث من البداية إلى النهاية و حاليًا كانوا جميعًا يمتلكون عقولًا فارغة لدرجة عدم التعليق .

في قصر الكونت ليو في الشمال كان ليو يو و سا مياو يشاهدان كل ما يحدث في الميراث .

كانا يتابعان خطوات أولادهم خطوة بخطوة و تتقلب تعابير وجهيهما مع كل موقف خطير يمر به أولادهم .

كان كل شيء يسير على ما يرام بموت المزارع الشيطاني و توأم الماركيز حتى أصبح كل شيء أسود .

نظرت سا مياو والدة ليو تشينغ روي ، ليو تشي و ليو مينغ إلى ليو يو .

كانت أعينها العسلية مليئة بالدموع و هي تنظر إلى زوجها ، لم تستطع الكلام لأنها لم تجرء على قول ما ستقول .

كل ما خرج منها هو صوت خافت و مبحوح يقول : أولادي !

أولادي هناك !

إبنتي بالداخل أخرجوها !

كان للكونت ليو يو عيون حمراء لم تفارق الشاشة أبدًا ، إقترب من سا مياو و قام بإحتظانها حيث غطى صدره وجهها ، قال : إهدئي ، أطفالنا بخير ، إبنتنا بخير .

صمت لوهلة و من ثم قال بالكاد : أتمنى هذا .

كانت الجملة الأخير بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير بالنسبة لسا مياو حيث تزايدت صراختها و علت أكثر فأكثر .

...

في الجهة الأخرى في مقر منظمة هايون روي كان المكان هادئًا على عكس قصر الكونت .

فور حدوث الإنفجار أغلق شياو تيانياو عيناه .

لأنه لم يستطع رؤية هذا المشهد رغم كل ما مر به من حروب و مشاكل .

لم يستطع رؤية موت الشخص الذي أحبه و للمرة الثانية أيضًا .

شياو تيانياو متيقن من أن الفتاة هناك هي ليو تشينغ روي زوجته التي تركها قبل إثنان و عشرين سنة .

الشخص الذي يندم حتى الأن على عدم وجوده معه !

رغم أن هذا مستحيل حيث رآها شياو تيانياو تموت أمامه من خلاا حلم الماضي ، إلا أنه متأكد من أن الفتاة هناك هي نفسها ليو تشينغ روي التي عرفها .

كل أفعالها ، تحركاتها و حتى تعابير وجهها توحي بذلك .

سيكون شياو تيانياو غبيًا إذا لم يدرك هذا !

تحولت الشاشة إلى سوداء ، أمسك شياو تيانياو يده بإحكام و دعم نفسه على الطاولة باليد الأخرى .

عندما رأى لين مينغ فينغ و سو يو هذا أمروا جميع من كانوا في غرفة المراقبة بالخروج .

قال سو يو : الأخ الأكبر ، إنها ليست هي .

ليو تشينغ روي التي نعرفها قد ماتت في المنفى .

هذه الفتاة هي شبيهة !

قال لين مينغ فينغ : سو يو محق .

لقد ماتت و الأشباح لن تعود أبدًا للحياة .

العالم مليئ بالمفاجئات و الأسرار و وجود أشخاص متطابقين ما هو إلا جزء من هذا العالم الكبير .

شياو تيانياو ، أخي ، أرجوك لا تحزن بسبب هذا فقط .

لا تدع أي شيء يعيقك لأن الطريق ما يزال طويلًا بالنسبة لنا .

قال شياو تيانياو : أصمتا !

أتركاني وحدي .

قال سو يو : لكن ...

لم يكمل كلامه حيث قاطعه شياو تيانياو ، قال : لقد قلت أخرجا !!

عندما خرج لين مينغ فينغ و سو يو من الغرفة ، جلس شياو تيانياو على أحد المقاعد هناك .

قال : مستحيل !

لا يمكنك الموت مرة أخرى .

أنا لا أريد هذا بعد الأن ، لا أريد أن أكون بعيدًا عنك .

لا أريد للشيء المسمى بالموت أن يفرقنا مرة أخرى .

أرجوك كوني حية !

سأبحث عنك ، لن أتركك تقاتلين وحدك بعد الأن .

أغمض شياو تيانياو عيناه و قام بأخذ نفس عميق ، و فجأة فتح عيناه مع وجود بريق بهما .

قال : العقد !

فور هذا خرج شياو تيانياو من غرفة المراقبة .

عند رؤية هذا شعر لين مينغ فينغ و سو يو بالفرح لرؤية شياو تيانياو هكذا .

لم يريداه أن يدخل في إكتئاب حاد بسبب هذا !

إتبع لين مينغ فينغ و سو يو شياو تيانياو إلى غرفة الأرشيف .

إختفى شعور الفرح لدى لين مينغ فينغ و سو يو حيث عرفا ما كان شياو تيانياو سيفعله .

لقد كان سيبحث عن عقد القسم بينه و بين ليو تشينغ روي !

كان عقد القسم يربط بين الطرفين بشكل وثيق للغاية و ذلك لتقييدهم من الأساس .

لكن عند موت أحد الطرفين بشكل مفاجأ سيلغى العقد تلقائيًا و سيتحول إلى رماد .

عند رؤية دخول شياو تيانياو إلى غرفة الأرشيف فهم لين مينغ فينغ و سو يو ما يريد تلقائيًا .

كان هناك رجل عجوز مسؤول عن غرفة الأرشيف و حالما رأى شياو تيانياو قادم ذهب لتحيته .

قاطعه شياو تيانياو و قال : دعك من الشكليات ، أين عقدي مع الأنسة الشابة لعائلة الكونت ؟

أجاب الرجل العجوز بإبتسامة مع الإشارة إلى أحد الرفوف : سأحضره حالًا ، إنه هناك .

لم ينتظر شياو تيانياو الرجل العجوز و إنما إندفع إلى الرف المشار إليه .

بحث عن إسم ليو تشينغ روي و اللهفة واضحة على وجهه .

فجأة جلس شياو تيانياو على الأرض و لهذا إندفع لين مينغ فينغ و سو يو نحوه بقلق .

قال سو يو : إنها ليست هي ، أرجوك لا تحزن !

ليضيف لين مينغ فينغ : أرجوك لا تفكر في هذا الأمر كثيرًا .

فكر في المنظمة و المستقبل الذي ينتظرنا .

قال شياو تيانياو بصوت عالي : أصمتا .

أرجوك لا تحزن ، ارجوك لا تفكر أنا لست حجر .

لن أحزن ، لن أفكر لماذا سأفعل هذا و هي ما تزال على قيد الحياة .

لوح شياو تيانياو بيده و هو يحمل قطعة من الورق ، قال : أنظرا عقد القسم ما يزال موجودًا .

ليو تشينغ روي ما تزال على قيد الحياة .

....

أسفة على التأخير .

رأيكم بالفصل ؟

إستمتعوا 😊😊

2022/09/16 · 137 مشاهدة · 1545 كلمة
نادي الروايات - 2024