لم تبقي ليو تشينغ روي فكرة النظام الغير عادل في ذهنها فهي الأن قد أصبحت أقرب بخطوة من تحقيق هدفها .

و بسبب هذا لم تشعر ليو تشينغ بأي ألم و تجاهلت كل الألم و الصداع الحاد الذي شعرت به حتى الأن و دخلت القصر البارد بخطوات ثابتة مع شين يانشياو تتبع خلفها .

كان القصر البارد هو المكان الذي إنتهت فيه أحلام و آمال الكثير من النساء و الشابات على مر العصور ، ففيه ماتت كل بائسة و غير محظوظة لم تستطع كسب قلب الإمبراطور و ربما حتى كانت قد أتهمت زورا أو حقيقة من قبل شقيقاتها في الفناء الداخلي .

فور أن دخلت ليو تشينغ روي إلى الداخل القصر البارد شعرت على الفور بالفرق بينه و بين باقي القصر الإمبراطوري الفخم و المشرق .

فقد كان المكان متهالكا و قديما مع إهماله لسنوات و سنوات و هذا ما كان واضحا من النباتات التي كانت منتشرة في كل مكان من ماجعل المكان مهجورا .

تنهدت ليو تشينغ روي بخفة عند رؤية المكان و نظرت إلى شين يانشياو ببعض الأسف فبعد الفضيحة ، أرسلها والدها الإمبراطور مينغ إلى القصر البارد مع إلغاء زراعتها .

و مع كون شين يانشياو أميرة لم تعرف الصعاب في حياتها فلابد من أنه كان صعبا عليها البقاء في هذا المكان ، حتى أتى تشو باي و أخذها .

لم تدخل ليو تشينغ روي إلى الداخل المبنى على غرار توقعات شين يانشياو و لكنها ذهبت مباشرة إلى ورائه حيث كان هناك بئر قديم ، لتتوقف أمامه و تنظر إلى الهوة العميقة .

سألت شين يانشياو ليو تشينغ روي : ماذا بعد ؟

إستدارت ليو تشينغ روي إلى شين يانشياو و قالت : إتبعيني .

لتقفز بعد ذلك إلى داخل البئر دون تردد .

تفاجئت شين يانشياو عند رؤية ذلك و بسرعة قفزت إلى داخل البئر محاولة إنقاذ ليو تشينغ روي فقد كانت تعرف جيدا أنها أضعف حتى من الشخص العادي و لا فرصة لها لنجاة من وقعة مثل هذه .

و لكن و بينما كانت شين يانشياو تهوي إلى أسفل ، شعرت بشيء غريب في الأمر فلا يوجد أي مياه في الداخل و بدل هذا شعرت بطاقة لطيفة حولها جعلت كل جسمها يستعيد طاقته و قوته في لحظات ، حتى أنها لم تشعر أبدا بهذا الشعور المريح في حياتها . أدركت شين يانشياو على الفور أن هذا المكان كان عبارة عن لؤلؤة وسط روث ، و هي بالتأكيد لن تترك هذه الؤلؤة بسهولة .

لم يستمر سقوط شين يانشياو طويلا فقد وصلت إلى قاع البئر و لكن ماكان أمامها جعلها تفتح فمها من الإعجاب و المفاجئة ، فقد كان أمامها أربع بوابات و لكل واحدة نقش مختلف .

الباب على الشمال كان منقوشا بنقش تنين .

الباب على الجنوب كان منقوشا بنقش نمر .

الباب على الشرق كان منقوشا بنقش عنقاء .

و الباب على الغرب كان منقوشا بكيلين .

و ماكان لافتا للإنتباه هو أن هذه النقوش كانت مليئة بالحياة و لو لم يركز معها المرء جيدا لظن أنها تتحرك .

سعلت ليو تشينغ روي بخفة لإيقاض شين يانشياو من دهشتها فهي لم تستطع أن تنتظر حتى تتعافى الأخيرة منها ، خاصة مع كون شاشة النظام الطافية أمامها مظهرة العد التنازلي للوقت اللازم لأخذ شظية جوهرة الروح .

سعلت شين يانشياو بحرج فقد سلبت روحها حرفيا من الدهشة عند رؤية هذه النقوش الأربعة .

قالت ليو تشينغ روي بينما كانت تمشي إلى الباب الشرقي ذا نقش العنقاء : ليس ذنبك ، فلهذه الأبواب تاريخ قديم و ربما يعود حتى إلى عهد طائفة السماء و قد قيل أن أي شيء يتعلق بهذه الطائفة يستطيع أن يسلب عقل و روح المزارعين بالكامل بسبب مدى قوة و عمق تقنياتهم و أساليبهم التي تتحدى السماء .

جمعت شين يانشياو قبضتيها على الفور عندما سمعت هذا و قالت : هذه الفتاة تشكرك لأنك أريتيها مثل هذا المكان المهم و وسعتي أفاقها .

لم يتغير تعبير ليو تشينغ روي كثيرا عند رؤية شين يانشياو هكذا فهذا ماكان مذكورا في الرواية على أي حال ، كما أنها قد توقعت نوعا ما ردت فعل الفتاة أمامها فقد ذكر في الرواية أنها ليست شخصا جحودا .

توقفت ليو تشينغ روي أمام بوابة العنقاء و قالت لشين يانشياو : لا تشكريني ، فأنا أحظرتك إلى هنا للقيام بعمل .

عادت شين يانشياو إلى تعابيرها الجادة و قالت : ماذا تريدين ؟

لتجيب ليو تشينغ روي : دمك .

تفاجئت شين يانشياو قليلا عند سماع هذا و قالت : ماذا ؟

لتجيب ليو تشينغ روي : دمك ، لكن ليس الكثير ، لاتخافي ، فلن تصابي بفقر الدم .

تقدمت شين يانشياو بخطوات ثقيلة بإتجاه ليو تشينغ روي فقد كان أمرا غريبا أن يسأل شخص ما عن دمها ، لتسمع ليو تشينغ روي تقول متذمرة : أسرعي ، لا أمتلك كل الوقت !!

لتقف شين يانشياو بجوار ليو تشينغ روي على الفور بعد إنذارها و تخرج سكينا من العدم لتجرح باطن يدها .

لتسمع شين يانشياو ليو تشينغ روي تتمتم : هل كان لازما لقطع باطن يدك ، فجرح صغير سيكفي .

لكن شين يانشياو تصرفت و كأنها لم تسمع هذا التعليق و قالت : ماذا أفعل بعد ذلك .

لتجيب ليو تشينغ روي : مدي يدك إلى الباب و سينجز باقي العمل .

و فعلا و فور أن لمست يد شين يانشياو الدامية الباب ، كان هناك إهتزاز و ببطأ و ثبات ظهر شق على الباب الذي بقي مغلقا لقرون .

لم تنتظر ليو تشينغ روي حتى يفتح الباب بالكامل ففور أن إتسع المدخل لها دخلت إلى الجهة الأخرى ، لتنكشف مجموعة مختلفة من الكنوز و الأسلحة التي جعلت شين يانشياو عاجزة عن الكلام ، فلا ننسى أنها كانت أميرة من ما سمح لها برؤية مختلف الكنوز لكن الأن شعرت بالحرج من تسميت تلك الأشياء بكنوز مقارنة بما في هذه الغرفة .

أمسكت ليو تشينغ روي بيد شين يانشياو و قالت : لا تلمسي شيئا ! فنحن لا نعرف ما إن كان هناك أي فخاخ أم لا .

إستعادت شين يانشياو تفكيرها فاللحظة فكرت في أن تقتل ليو تشينغ روي في هذا المكان و أن تأخذ كل هذه الثروة لنفسها ، لتشعر بالذنب أكثر فلولا ليو تشينغ روي لكانت قد وقعت في مخططات شين يو و لم تكن لتأتي لهذا المكان في حياتها .

ولكن كان كلام ليو تشينغ روي صحيحا أيضا فمكان مثل هذا سيكون بالتأكيد مليئا بالفخاخ .

إبتسمت ليو تشينغ روي بسخرية داخليا فقد كانت مدركة لطريقة تفكير جميع الشخصيات و هي بالتأكيد لن تنسى أن الجشع كان من أشهر صفات معظم شخصيات الروايات .

ففي هذا المكان لا توجد أي فخاخ و حتى و إن وجدت فستكون قد فسدت بسبب الزمن الذي لا يرحم .

و لكن كان هذا عذرا منطقيا يجعل شين يانشياو تحترم حدودها .

سرعان ما وصلت ليو تشينغ روي إلى الجهة المقابلة من الغرفة و أمامها كان هناك باب آخر بنفس نقوش العنقاء .

فهمت شين يانشياو على الفور المطلوب منها و مدت يدها لتتكرر العملية و هذه المرة كان هنالك أسلحة .

مرت ليو تشينغ روي و شين يانشياو عبر أربع أبواب أخرى و في كل غرفة كان هناك أشاء مختلفة مثل الذهب ، الأسلحة ، التقنيات ...

تنهدت ليو تشينغ روي عندما نظرت إلى الباب الرخامي الأبيض الكبير فقد كان هذا آخر الأبواب و ورائه وجدت شظية الروح ، لتنظر ليو تشينغ روي بعدها إلى نافذة النظام التي أظهرت أنه تبقى لها دقيقتان تماما من الوقت .

وضعت شين يانشياو يدها على الباب الرخامي و لكن هذه المرة لم يفتح كما فتحت باقي الأبواب .

شعرت ليو تشينغ روي بالحيرة عند رؤية هذا و سألت : لماذا لا يفتح ؟

ففي الرواية تمكنت شين يانشياو من فتح جميع الأبواب ماعدا ....

إبتسمت ليو تشينغ روي إبتسامة خاوية ففي الرواية لم يستطع أي شخص فتح هذا الباب ، و إنما تدميره .

فقد دمر تشو باي هذا الباب ليدمر شظية جوهرة الروح بعدها .

و ليو تشينغ روي و لا حتى شين يانشياو بقوة تشو باي ليتمكنا من تدمير هذا الباب الذي صمد حتى الأن و المصنوع من أفضل و أقصى أنواع المعادن و الموارد .

إتكأت ليو تشينغ روي على الباب و لم تستطع إلا النظر بجفاء إلى الوقت المتناقص على شاشة النظام الزرقاء بحيث إختفى كل البريق الذي كان في عيونها .

إنتبهت شين يانشياو إلى حالة ليو تشينغ روي و سألت : هل أنت بخير ؟

ضحكت ليو تشينغ روي على سؤال شين يانشياو و قالت : لا ، لست بخير .

صمتت شين يانشياو عند سماع إجابة ليو تشينغ روي لكنها تفاجئت عندما رأت أن ليو تشينغ روي وقفت و مدت يدها حيث طلبت سكينا .

فبينما كانت ليو تشينغ روي تحاول تذكر طريقة أخرى لفتح البوابة إستطاعت تذكر بشكل مبهم أن مؤسس طائفة السماء قد كان يمتلك موهبة ختم فطرية ، و التي كانت نفس موهبتها لذا قررت تجربة حظها فأن تغادر دون المحاولة كان أمرا غير معقول .

فور أن أعطت شين يانشياو ليو تشينغ روي سكينا جرحت باطن يدها من دون ذرة تردد فهذا لم يكن شيئا إذا كان سيجعلها تغادر هذا المكان اللعين .

تفاجئت شين يانشياو من فعل ليو تشينغ روي و تمتمت بنفس كلمات ليو تشينغ روي قبل قليل : هل كان لازما لقطع باطن يدك ، جرح صغير سيكفي .

لم تسمع ليو تشينغ روي تمتمات شين يانشياو فقد كان كل تركيزها على يدها التي لامست البوابة مرت ثانية ، ثانيتان و لم يحدث شيء و عندما بدأت ليو تشينغ روي في فقدان الأمل شعرت بشيء يجذبها إلى الداخل و من دون أي مقاومة دخلت عبر الباب .

لم تصدق شين يانشياو أعينها عندما رأت ليو تشينغ روي و هي تمر عبر الباب و كأنها شبح نتيجة لذلك حاولت فعل نفس الشيء لكنها إصطدمت بالباب بدل أن تدخل .

شعرت ليو تشينغ روي بأن جسمها قد أصبح خفيفا عندما دخلت إلى الداخل و أن كل التعب و الصداع قد ذهب عنها و لكنها تفاجئت بعد أن فتحت عينيها فقد كانت الغرفة التي هي بها الأن أقل ما يقال عنها أنها فخمة و مهيبة فقد كانت الجواهر من مختلف الأحجام و الألوان في كل مكان .

في الواقع لم تكن هذه أحجارا أو جواهر عادية فقد كانت هذه أحجار طاقة و في هذا الوقت كان من النادر إيجاد واحد ناهيك عن مثل هذه الكمية .

لكن مالفت إنتباه ليو تشينغ روي لم يكن أي من هذه الجواهر التي إنتشرت في جميع أنحاء الغرفة فكل ما كان في أعينها هو تلك الشظية الحمراء التي كان تطفو في وسط المكان .

عرفت ليو تشينغ روي على الفور أن هذه هي شظية جوهرة الروح لتتقدم في إتجاهها مباشرة و فور أن مدت يدها ناحيتها شعرت ببعض المقاومة لكن الشظية ما تزال في يدها النهاية .

فور أن حصلت ليو تشينغ روي على شظية جوهرة الروح ظهرت شاشة النظام الزرقاء :

[ دينغ : تم إكمال المهة الفرعية ]

[ دينغ : جاري إستيعاب جوهرة الروح بداخل المضيف ]

[ دينغ : إستعادت خمسة بالمئة من صحة المضيف ]

2021/12/12 · 565 مشاهدة · 1739 كلمة
نادي الروايات - 2024